مقالات وآراء

الطفيلي شوقي بدري والبقية

 

على أيامنا كان للممثل المسرحي المرحوم الفاضل سعيد فاصلاً مسرحيا يمثل فيه دور الجِدة (الحبوبة) “بت قضيم” التي تنضح مواقفها بالحكمة والقدرة على تجاوز المواقف الحرجة بالطرفة اللاذعة أحيانا والمضحكة أحيانا أخرى. بيد أن البون يظل شاسعاً بين الفاضل سعيد والأستاذ شوقي بدري، ذلك أن الأول اتسم أداؤه بالمهنية العالية والاحترافية ذات الطابع الفني والإنساني والآخر عبارة عن مهرج ومتطفل على الساحة الأدبية والساحة السياسية والفكرية.

إذا تركنا جانباً البؤس اللغوي والادعاءات الكاذبة فليس لكتابات شوقي بدري أي بعد خطابي أو منهج مقاصدي، هي مجرد أحاجي يستوحيها “الكاتب الضليع” من وحي خياله أو من وقائع حدثت له شخصيا ينطلق منها ليؤسس لنظرية سسيولوجية أو يقر مذهباً جديداً في علم الإجتماع السياسي. مثلاً، ذهب شوقي بدري إلى أنني ظللت اتصل به لمأرب كان في نفسي بعيدا عن أي غاية إنسانية، فلمّا أيّست منه انقطع اتصالي. أي حاجة تلك التي يمكن أن يقضيها لك مهاجر ضاع عن سربه وحط به الرحال في بلاد الفرنجة زهاء الخمس عقود؟ أي وزن يمتلكه هذا العَجوز الخِرف الذي انقطعت به السبل كي يعين طالباً في الوصول إلى مقصده، ناهيك أن يكون ذاك المطلب هو السلطة؟

إن ما ذكره شوقي بدري من مآثر مادية تتعلق بنشأتي صحيحة ولكنه أهمل تلكم الأدبية والفكرية. فقد اُنتدبت للدراسة على يد أفضل العقول التي أنتجتها البشرية في مجال الهندسة والعلوم السياسية وعلم الاجتماع، والقرآن والتصوف. لم أزل شغوفاً بالعلم حتى التحقت بالفضاء المغاربي والتقيت حينها بالعلامة طه عبد الرحمن و بالمرحوم دكتور محمد عابد الجابري فطفقت ألهج من وقتها بالمغرب وإرثه، بيد أن ذلك كله لم يشفع لي فحرضتني والدتي (أطال الله في عُمُرها) للحاق بالزريبة وأخذ الطريقة علي يد الشيخ عبدالرحيم البرعي (رضي)، ذلك أنها ما زالت ترى أن الأدب ألزم وأوجب والاتصال بالأهل في البادية أحق وأرحب.

ما كان لي أن أخون هذا التأهيل لأقف في صف ظالم مهما بلغ من تيه، فقد تصديت لحملات الإبادة التي قادتها عصابة الإنقاذ في دارفور ونصحت الشيخ موسى هلال حينها لكنه لم يرعوي (أنظر كتابي “دارفور … المستوطنة الأخيرة”)، فقد زينت له النخب المركزية تلك الفعلة المستقبحة وكانت تبرر له فعلته وتشجعه حتى أورثت الكيان معرة “الجنجويد”! سطّرت ما لا يقل عن سبعة عشر مقالاً (تجدها لاحقاً في طي كتابي “طلقات ضوئية لإنهاء الحرب المصيرية”) في بداية هذه الحرب وقلت أن الدعم السريع قد فقد مشروعيته السياسية في الوسط يوم أن اعتدى بعض أفراده على حرمات المواطنين وأمعن في إذلالهم. أمّا الجيش فقد بيّنت اعتماده على منهجية إجرامية دأبت عبر التاريخ على استهداف المواطنين العزل في جنوب البلاد وغربها بالطيران وعندما سنحت له الفرصة لتصفيتهم بناءً على الشبهة فقد فعل ذلك دونما وجل أو خجل. إذن هو جيش غير قومي وغير مهني وينبغي مقاومته بكافة السبل حتى يرعوي أو ينهزم فالمعركة لم تعد بين الجيش والدعم السريع، بل هي اليوم معركة ثقافية وفكرية واجتماعية بين المستكبرين وجماهير الريف الغاضبين.

لم يطّلع شوقي بدري على كتاباتي فهو مشغول بترهاته وتشجيع الغوغاء له (فمثله لا يحوذ على قراء إلا في بلد يستبد فيه الجهلاء)، ولا أرى أن ذلك ضرورة إلا إذا أراد أن يمارس عملية النقد التي تتطلب الاقتباس وليس التدليس أو الإفلاس. مثلاً، أنا لم أتعرض يوماً لدولة ٥٦ بالنقد ولم اعلق عليها كافة إخفاقاتنا، بل ظللت أقول بأن رجال تلكم المرحلة كانوا يمتازون بالنزاهة الأخلاقية والوطنية والتجرد بيد أنهم كانوا يفتقرون للرؤية والبعد التنموي والتهوا بصراعات جانبية أبعدتهم عن المقصد. أمّا الاخفاق الحقيقي والمؤامرة على شعب السودان فقد بدأت في ٨٩، تحديدا في اليوم الذي سطت فيه الإنقاذ على الحكم. ثانياً، أنا لم أدعي أنني مهمش فأنا من “أصحاب الأمتياز التاريخي” بالفهم المادي والعقيم الذي يروج له فتوة أم درمان، لكنني مثلي مثل سائر المصلحين أسعي لتوظيف إمكانياتي لنصرة المستضعفين ولا اكتفي بما نالني من نصيب.

لعل الحِوار الذي دار بين فرعون وموسى والذي ضمنته سورة الشعراء يبين هذه الدالة (قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدٗا وَلَبِثۡتَ فِينَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (19) قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذٗا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ (20) فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكۡمٗا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (21) وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ (22)). وإذ يريد شوقي بدري أن يحشرنا نحن معشر الرزيقات والمسيرية في زاوية ويتهمنا بجريمة أرتكبت بحق الأهالي في الخرطوم والجزيرة، ويعيدنا كل مرة لأحاجي “بت قضيم” التي تفتقر إلى التقصي والتحقيق، فإنا نريد أن نردّه إلى أصل الجرم المتمثل في استئثار أقلية عرقية عقائدية لمدة قرنين بالحكم واعتمادها على استبقاء جماهير الريف في الفقر والجهل وإلهائهم في الحروب ضد بعضهم البعض وذلك بزرع الألغام في الريف الغربي خاصة حتى انفجر الأمر ولم يعد من الممكن التحكم فيه إلا بالرجوع إلى منصة التأسيس.

ختاماً، كنت اعتقد وأقول حتى زمن قريب أن آل بدري منّوا على السودان بأصدق رجلين، وهما بابكر بدري وشوقي بدري. بيد أنني اكتشفت مؤخرا أن الجد كان صادقاً، أمّا الحفيد فلا يعدو كونه مجادلاً ماهراً أو ساحراً باهراً. إن هفوات شوقي بدري أو تسطيره لما تجود به قريحته (تماما كما كانت تفعل “بت قضيم”) تعطينا فرصة “لنقد العقل المركزي” الذي يعاني صاحبه من اعتلال نفسي وهذيان ذهني سبب له فصاما وإشكالا منهجيا في التفكير. فهو لم يفهم بعد أن إنسانيتنا انتفت يوم أن انتقصنا من إنسانية الآخرين، فالحريق بدأ في توريت ١٩٥٥ وتفاقم واستعر في محطات عدة حتى وصل الخرطوم في ١٥ أبريل. هنا انتهت الجمهورية الأولى ولابد من التخطيط للجمهورية الثانية. إنني أربأ بالأستاذ شوقي بدري، رغم خلافي الأخير معه، أن ينضم إلى “مجموعة الكلاب الضآلة” التي يوظفها إعلام الإسلاميين أو الكيزان المفسدين الذين يريدون أن يطرحوا كافة الحمولات التاريخية الشائهة عن كاهلهم ويضعوها على كاهل الكيان العربي في دارفور ومن ثم يحملونني هذا الوزر باعتباري الحفيد النجيب للناظر محمود موسى مادبو، فأنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم؟

‫20 تعليقات

  1. الثرثرة الامدرمانية لشوقي بدري … والتي تنحصر في ثلاثة من احياء المدينة وازقتها …
    مهرج هو كالغجري في قصة يحيى الطاهر عبد الله لا يغادر خيمته الا الي خيمة مجاورة ..
    ولا تتجاوز ذاكرتة السردية فترة حكم النميري وذكريات العباسية وودنوباي إلا لماماً …
    مع كثرة البهارات والشمارات مما يجعل الرجل اقرب الي ود ابدليبة منه الي بت قضيم !!

    شكراً دكتور الوليد آدم مادبو للمختصر المفيد !!

  2. واضح من المقال انكما صديقان مقربان وقعتما فى شرك شيطان الأنس والجن الكيزان فاصبحتما أعداء .. كلاكما من نسل طيب له مآثره وافضاله فى مجال الوعى وحب الوطن فلا تدعوا اخوان الشيطان افساد العلاقة التاريخية والود بينكم .. فعلوها مع ابناء الأمام وابناء الميرغنى .. الخطوة الأولى لإرساء اساس الجمهورية الثانية هى القضاء على هذا السرطان الخبيث الكيزان !!!1

  3. يا دكتور وليد
    شوقي بدري زول نصيحة كتب ضد المهدي الكاذب الضليل وضد الصادق وضد الخليفة التعايشي ومتابعية كثر انه نشأ وتربى في امدرمان وهو ادرى بشعابها وانا لا أدافع عن شوقي بدري فهو جدير بالدفاع عن نفسه لكن مسالة اغترابك ليست مسبة فالرجل لم ياكل من مال السحت الذي تربت به بعض الاسر ذات الصيت

  4. سلسيل الإدارة الأهلية
    لقد كذبت وكذبت وكذبت فمقالاتك موجودة أو بالأصح ترهاتك فكلامك عن دولة ٥٦ موجود أيضا وحديثك العنصري السمج مثلك عن قصة الهدندوي والشايقي يشق راسك موجوده وحديثك مع شبط صندل في نيروبي كلنا سمعناك وانت تحاول أن تتكلم عن قبائل الشمال موجود.
    انت كنت ولازلت تتعالى على بني جلدتك والان تبحث عن موطيء قدم لك معهم. بانضمامك الي شلة القذارة في نيروبي. هاهم صعاليك غرب أفريقيا مع حثالة الغرابة يجتمعون ليفصلوا بلادهم او ليحكموا الشمال والوسط عنوة وانت تضع يدك معهم علهم يتكرموا عليك بوظيفة رئيس الوزراء والتي يعلم القاصي والداني انك كنت تجري بلا ساقين إبان ثورة ديسمبر لكي يتم تعيينك رئيسا لها ولأن الجميع يعلم انتهازيتك لم يهتم ابدا بها احد.
    شوقي بدري لك تحياتي ما كان ينبغي أن تضيع وقتك في مثل ذلك الجربوع.
    شوقي بدري رجل واضح والواضح ما فاضح.
    وعجبت وان كان لاعجب معك أن تتحدث عن اوباش الرزيقات والمسيرية عجبت من حديثك انت القلم مازال بلم تتحدث عن القبيلة تريد أن تكون القبلية مرجعيتك يا صاحب النظريات الحداثة وجامعات اوروبا يا خسارة قرايتك الما مراتك من كنف القبلية وطز في القراية للمظاهر والفشخرة وشوفوني.
    اهم حاجة أن تعلم اننا في الشمال والوسط والشرق لانريدكم كلكم الغرابة بلا استثناء فها هو خطكم واضح لبناء دولة دارفور المنفصلة عليكم يسهل وعلينا يمهل ايها العنصري البغيض

    1. عفيت منك …اضرب هذا الشخص البغيض الذي طالما قدم على انه مفكر..سجم الفكر والثقافة اذا ما شفتك من القبلية الضيقة..هسي ماف اي فرق بينك وبين عبدالرحيم دقلو فعلا القلم ما بيزيل بلم

    2. سبحان الله …نفس لغة الفاتيه المدعوه ( حياة الملك) الكيزان ديل جايين من ياتو مستنقع ؟!!!! .

  5. الرد على الوليد آدم مادبو: بين أزمة الخطاب وامتحان العقل
    في لحظات المفصل التاريخي، حين تتبدل المصائر ويُعاد تشكيل الوعي الجماعي، يكون للعقلاء والتاريخ كلمتهم، وهي كلمة قد تأتي متأخرة، لكنها تحمل قسوتها التي لا ترحم. غير أن هذه الكلمة ليست بالضرورة صرخةً في الميادين أو خطبةً على منابر الجدل، فقد تكون صمتًا مدويًا في وجه الخطاب الشعبوي، أو تأملًا باردًا في مسرح العواطف الملتهبة. والعقل، في صورته الأصيلة، ليس نزاعًا بين الذوات، بل سيرورةٌ لفهمٍ أعمق، حيث لا يكون العقل مجرد سلطةٍ إجرائية تحكم المواقف، بل معيارًا يزن المقولات في ميزان الحقيقة.

    كتب الدكتور الوليد مادبو مقاله الأخير في نقد الأستاذ شوقي بدري، مستخدمًا لغةً مشحونةً بالتقريع، تتداخل فيها الذاتية مع الموضوعية، والنقد مع الاستعداء. غير أن الأزمة هنا ليست في حدّة اللغة فحسب، بل في الطبيعة الاستدلالية التي أسس عليها مقاله، والتي تستدعي وقفةً نقدية تتجاوز الشخصي إلى الكلي، من حيث طبيعة التفكير ومنهجية التحليل.

    المغالطة المنهجية: الخطاب بين الشخصي والتاريخي
    ليس من الحكمة أن يُقرأ الواقع بمسطرة الذات، فتُختزل التناقضات المركّبة في ازدواجية “المهرّج والعالم”، أو “المؤدلج والمستقل”. فالفكر في جوهره ليس مجرد تراكم أسماء أو انتماء أكاديمي، بل هو ميدانٌ مفتوحٌ للجدل الحر والتفاعل المعرفي. حين يجعل الكاتب من ذاته معيارًا للفرز بين “المتطفلين” و”الجادين”، فإنه يقع في مأزق فلسفي عميق: كيف يمكن للعقل أن يكون حكمًا وهو طرفٌ في الخصومة؟

    يتخذ مادبو في طرحه موقفًا يتأرجح بين المدافع عن القيم والمحلل البارد، لكنه في جوهر خطابه يستخدم لغةً معياريةً أخلاقية تحاكم الآخر من منطلق ذاتي. وهنا يظهر التناقض: كيف يمكن استدعاء معايير الفكر النقدي، بينما يُمارس الإقصاء والتهكم في ذات اللحظة؟ إن النقد الفلسفي، كما صاغه فلاسفة مثل هابرماس أو ألتوسير، ليس خطابًا يعتمد على الشخصنة، بل هو تفكيكٌ لبنى التفكير وإعادة بناء المفاهيم وفق منطقٍ متماسك، لا وفق انفعالات اللحظة.

    إشكالية السلطة المعرفية والاستعراض الخطابي
    حين يلجأ الكاتب إلى تعداد الشخصيات التي تتلمذ على أيديها – من طه عبد الرحمن إلى الجابري – فإنه يسعى إلى تأسيس سلطةٍ معرفية قائمة على الانتماء أكثر من البرهان. لكن العلم، كما أشار إليه غاستون باشلار، لا يُكتسب بالانتساب إلى الأسماء، بل بالقدرة على مساءلة الأفكار دون تحصينها بهالةٍ من القداسة. فالسؤال الفلسفي الحقيقي ليس “مع من درست؟”، بل “كيف تفكر؟”، وهذا ما لم يقدمه المقال.

    إن استدعاء المرجعيات الفكرية لا يصنع معرفة، بل قد يكون مجرد تمرينٍ خطابي لإضفاء الشرعية على موقفٍ مسبق. ولذلك، فإن الوعي الفلسفي يقتضي تفكيك المسلّمات بدلًا من إعادة إنتاجها في قوالبَ جديدةٍ لا تخرج عن النسق نفسه.

    قراءة التاريخ: بين السردية الخطية والتعقيد البنيوي
    يتحدث مادبو عن التهميش كمسارٍ امتد لقرنين من الزمان، مصورًا التاريخ بوصفه خطًّا مستقيمًا من القهر والاستعلاء العرقي. غير أن قراءة التاريخ من هذا المنظور تعكس اختزالًا شديدًا لجدلية السلطة والمجتمع، حيث تُختصر الصراعات السياسية والاقتصادية في ثنائية “مضطهِد ومضطهَد”.

    إن تحليل التاريخ لا يمكن أن يكون فعلًا انتقائيًا يستدعي فقط ما يخدم موقفًا آنيًا، بل هو عملٌ بنيوي يُعيد تشكيل الوعي وفق تعقيد العلاقات الاجتماعية والسياسية. وكما أشار ميشيل فوكو، فإن السلطة لا تعمل ككيانٍ أحادي، بل تتجلى في أنماطٍ متغيرةٍ من الهيمنة والتفاوض والمقاومة، مما يجعل من أي تفسيرٍ أحادي للتاريخ نوعًا من التبسيط الأيديولوجي الذي يفقده قيمته التحليلية.

    ازدواجية الخطاب ومشكلة المعيارية الانتقائية
    إن وصف الجيش السوداني بأنه “غير قومي وغير مهني” مع الدعوة لمقاومته، في الوقت الذي يُنتقد فيه الدعم السريع باعتباره فاقدًا للمشروعية، يكشف عن مشكلةٍ معيارية في الخطاب. فإذا كان الجيش يعاني من أزمةٍ بنيوية، فإن الدعم السريع لا يخرج عن كونه تجلّيًا أكثر فجاجةً لنفس الإشكاليات، مما يجعل من غير المنطقي انتقاد أحدهما باعتباره “إرثًا يجب مقاومته”، بينما يُعامل الآخر بوصفه “خطأً تكتيكيًا يجب تصحيحه”.

    هنا تبرز إشكاليةٌ فلسفية تتعلق بازدواجية المعايير في الخطاب السياسي: كيف يمكن رفض منظومةٍ كاملة، ثم التعامل مع أحد منتجاتها على أنه “حالة استثنائية” تستحق المراجعة بدلًا من الإدانة المطلقة؟ إن النقد المتماسك لا يكون بالانتقاء، بل بالقدرة على الاحتفاظ بثبات المعايير بغض النظر عن الظرف السياسي.
    في البدء كان العقل: حاجة السودان إلى خطابٍ متزن
    إن الأزمة السودانية اليوم ليست أزمة أشخاص، بل أزمة وعي، حيث يُستبدل النقد العقلاني بالهجوم الشخصي، ويُستبدل التحليل العميق بالسرديات التبسيطية. فحين يتنادى البعض بالألقاب، متناسين جوهر القيم التي يدّعون الدفاع عنها، يكون التاريخ في موقف الحكم، حتى وإن تأخر في النطق بكلمته.
    لكن السؤال الذي يظل معلقًا في الهواء: هل ننتظر أن يحكم التاريخ أم نحاول أن نحكم عقولنا قبل أن تصدر الأحكام؟ إن وعي اللحظة يقتضي الخروج من دائرة الشخصنة إلى فضاء النقد الفلسفي، حيث تُختبر الأفكار لا الأشخاص، وتُناقش الخطابات لا الذوات. فالتاريخ قد يكون قاسيًا، لكن العقل أحيانًا يكون أشد قسوة، حين يُطالبنا بأن نكون على مستوى ما ندّعيه من قيمٍ ومبادئ

  6. اولا وليد مادبو نرجسى علاوه النرجسيه كذاب وهو يتحدث عن الإنقاذ وابوه غنى من الإنقاذ واكبر دليل على ذلك هو الذى بنى النادى الدبلوماسى. منزل ابوه فى الرياض لم يتعلم فيه رزيقى ولم يستشفى فيه رزيقى وله منظمه فى زمن الانقاد مكتبها فى شارع البلديه فى الخرطوم ولم تقدم الا القليل جدا لباديه الرزيقات ولكن منظمه الحاج عطا المنان قدمت الكثير لنيالا وأبناء الرزيقات الذين كانوا يتعلمون فى الجامعات ويستشفون فى مستشفيات الخرطوم كان يساعدهم المهندس الحاج عطا المنان وانس عمر فك الله أسره وعبدالحميد موسى كاشا والشيخ موسى هلال أما هو وابوه لم يقدمون اى شئ لابناء الرزيقات وليد مادبو نرجسى ودفع ثمن لنرجستيه كف من بشرى الصادق المهدى وهو كان مع القحاته والان مع الجنجويد بحثا عن منصب رئس وزراء . أما الشيخ موسى هلال حفظه الله رجل سوداني أصيل ولايمكن شراءه بواسطه الإمارات وعملاؤه . الرزيقات الذين اتو من نيالا فى تعزيه آدم مادبو فى وفاه ابنه اكرمهم الشيخ موسى هلال فى سوبا لانه زعيم بمعني الكلمه ويعرف الاصول . أما آدم مادبو منزله في الرياض مغلق فى الرياض فى الخرطوم ولايمكن الوصول إليه أما الجنجويدى وليد مادبو عندما يحضر من قطر متواجد مع زوجته فى منزل ابوه ببحرى ولايزور اى مريض من الرزيقات فى الخرطوم

  7. دكتور الوليد لابد أن يلاحظ القارئ الصحيف أن زولك شوقي بدري زول مخرف فهو زول حكاوي وقصص مبعثره
    إذن هو
    ليس قاص
    ليس سياسي
    ليس رجل علم اجتماع
    ليس رجل دين
    ليس رجل قانون
    رجل يمشي في الوحل وفي خريف العمر
    اقول للرجل shut up you are mouth
    دعك من الناس والحكاوي

  8. فات الاوان فقد نقلنا مطالبنا نحن ابناء الوسط النيلى الجلابة ومعنا شوقى بدرى لابنائنا ان هناك ثأرا معلقا ودم يجب ان يراق ومدن يجب ان تحرق وشعوب يجب ان تشرد . فمن اراق دم ابنائنا بتهمة دولة ٥٦ التى لم نجد لها تعريفا ونهب اموالنا بتهمة الجلابة واغتصب نسائنا بتهمة الفلول ودمر مدننا واحرقها بتهمة الكيزان واحتل بيوتنا وهجرنا منها بتهمة التخابر . قمنا نحن اولاد البحر بتنحية خلافاتنا السياسية جانبا فعدوان الرزيقات والمسيرية نحونا لا يفرق بيننا واضطرنا العدو بكل اسف ان نتحالف مع اكثر الناس شرا فى الارض وسفكا للدماء كل الدماء كما ينشدون ويتغنون الا وهم الكيزان خبراء الابادات الجماعية والاشلاء والجماجم والارض المحروقة وٱلتهم الاعلامية الصاخبة وحربهم النفسية فهم بلا قلب ولا اخلاق ولا وازع دينى تعرفونهم جيدا فقد قتلوا اثنين مليون فى حرب الجنوب . نستعين بهم لنحرق قلب عدونا الذى دخل غرف نومنا واهاننا . فمرحبا بتصنيفكم لنا بدولة ٥٦ ومرحبا بتهمة الجلابة واستعدوا لمواجهة جحافل الكيزان وتحالفاتهم القبلية الذكية والخبيثة . النار فى دارك شبت فتقدم ياحاميها .

  9. انا لا ادافع عن شوقي بدري الذي تناول في جل كتاباته الجوانب الاجتماعية المسكوت عنها وان كنت عن معرفة به منذ أيام صحيفة حكايات يغوص في اسرار طبقات احسبها تقترب من طبقات ود ضيف الله بكشفها عن المسكوت عنه اجتماعيا وان كان لحفيد موسى مادبو من قلم فإن ما حاول أن يرد به حقائق ما كشفها ود البدري فقد فشل هو يعود إلى ذلك النفس القديم الذي رمى به في احضان الجنجويد فشكرا ود البدري كفيت ووفيت

  10. اتلم المتعوس علي خايب الرجاء….. مادام بقيت تكتب للرد لي شوقي بدري فلقد وصلت قاع القاع حيث يمكنكم اللقياء هناك فهو محلكم الطبيعي ..

  11. شوقي بدري لم يبدأ الكتابة اليوم. ومقارنته بجده بابكر بدري سليمة أنا شخصيا أقرأ لشوقي منذ أكثر من عشرين سنة ولا أرى أصدق ممن يذكر عيوبه للناس ومن ينتقد عشيرته وأقرب الأقربين. هل تستطيع أنت يا الوليد مادبو أن تنتقد نفسك وأقرباءك؟
    أما أسلوب شوقي في الكتابة واللغة البسيطة التي يكتب بها فهي امتداد لأسلوب بابكر بدري وقد كتب شوقي كما كتب بابكر عن سبب ابتعادهم عن اللغة المفخمة ويمكنك الاطلاع على ذلك دون شرح مني.
    يا ليتك أمسكت بمقال شوقي ورددت على ما جاء فيه نقطة نقطة, بدلا من فتح قربة الشتائم وكما شبهته ببت قضيم هيا أخبرنا من تشبه أنت؟

  12. مافي مشكلة تنحاز ياوليد الي قبيلتك الرزيقات و مافي مشكلة برمة ينحاز الي قبيلته المسيرية و مافي مشكلة ينحاز حمدوك الي قبيلته الحوازمة و كثيرون من الشماليين ينحازون الي قبايلهم في الشمال و الشرق و الغرب لذلك عندما قلنا مشكلة السودان هي افرازات الدكتاتورية و الايديولوجية و القبلية و خلطها بالدين و الأيدلوجية و العلم لزوم التخفي هي المصيبة الكبري.

  13. ومن انت ايها الكويز الشويقي القنيط حتي تحكم علي علي الغرابه والرزيقات والمسيريه بالنفي وفصلهم من السودان وكأن السودان هو تركة ابوك يا ابن الأكلبين!؟ الغرابه والرزيقات والمسيريه سودانيين اصلاء يا الشويقي نطفة المصريين والشراكسه والألبان ويا بقايا وبغايا المستعمر ولن تستطيع انت ومصر التي تستقوي بها ان تمن علينا بالمواطنه او تفصل شبرا واحدا من السودان.المعروف عنكم الجبن والخسه وعدم المواجهه واللدغ والإختفاء وكان يمكن لهذه التكتيكات ان تفلح لو لم تصل الامور لمرحلة الحرب والبلجيك وال23 والرجال البدفو النار وقطعا هذا ليس مكانك،فمكانك هناك مع ربات الخدور..
    دويلة 56 وجيشها الإستعماري الخديوي ليست قرآنا ويحق لمادبو وغيره لعن ام سلفيلها وهي بحق دولة فاشلة خائبه اوردت البلاد والعباد موارد الهلاك ولا اسفا عليها ويجب دكها وتسويتها بالارض واقامة دولة السودان الجديد سودان الحرية والعدالة والكرامة الوطنيه والمواطنة المتساويه التي ستكون بعيده تماما عن هيمنة نطف المستعمر و وكلائه من الشايقيه والجعلتيه والدنقل المخصيين الملاعيين. ما لا يتسطيع غيرك من عبيد المنازل رؤيته هو ان 56 لم تكن حتي دولة وانما اقطاعية مصرية بلا سيادة ولا كرامه يديرها جيش الخديوي و افندية رابعة كتاب وغردون نيابة عن مصر وحتي اليوم لا يتحرج المصريون بمناداتكم بالعبيد والخدم والبوابين ولم نسمع لكم اعتراضا لأنكم بلا رجولة ولا كرامه.
    بقي ان نذكرك يا مغيب ان مادبو الجد كان احد اعمدة دولة 56 الخائبه ولم يمنع ذلك حفيده من نقدها والحفيد هذا اقرب الي دولة 56 منك الذي قد تكون في احسن الاحوال من عبيدها السعداء!

    1. انت ما عارف انو دارزفت لم تكن ولن تكون جزءا من السودان انت ما عارف انو دارزفت ضمها المستعمر البريطاني
      انت ما عارف انه ممالك دارزفت لم يكن لها اتصال بالنهر الخالد
      تاريخ دارفور مع سودان الانجليز بدأ عام ١٩١٧ ان لم تكن فاعلم
      لا الرزيقات ولا المسيرية ولا كل الغرابة كانوا جزءا من النهر الخالد
      اولا نحن أحفاد الأتراك والشركس لم نات لدارفور لمحتها ولم نأتي بيوتنا كما أن هناك نقطة لا يعرفها الاغبياء من الغرابة ان الدولة لاتصنعها القرارات السياسية صحيح ان زمن التوسع الاستعماري ولكن الآن بدأت تتفكك تلك الدول المصنوعة ونحن ايها اللقيط وجودنا في هذه المنطقة عمره سبع آلاف عام ولم تكن دارفور جزءا من التاريخ الحضاري الذي لاتعرفه آمالك ومادبو.
      سنفصل بلادنا وليس لكم الحق فيها الغرابة يجب أن يرحلوا لبلادهم

  14. الامدرمانيون قوم متقعرون محدودى الثقافة نرجسيون تسلطوا على الاذاعة والتلفزيون والصحافة فلم تصل اغنياتنا ولا شعرنا ولا صحافتنا الى تشاد ومصر القريبة
    انهم انس زائفون زحموا الطريق على الشرفاء فى كل مضمار ومنعوا الناس من الركض النبيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..