مقالات وآراء

إنتصار الصحافي على السياسي

كلام الناس

نورالدين مدني

 

قبل أن أتفرغ للعمل الصحفي لم أكن أهتم بالشأن السياسي لكن العمل الصحفي فرض علي تناول الأخبار والقضايا السياسية لكنني لم انتم لأي حزب سياسي.

نشأت في أسرة إتحادية قبل أن يتفتح وعيي وأذكر أنني شاركت في الحملة الإنتخابية لمرشح الحزب الوطني الإتحادي في مدينة عطبره ابراهيم المحلاوي.

حينها كنت تلميذاً صغيراً وقد أوقفني على تربيزة لألقي كلمات من تأليفي قلت فيها :

رعاك الله يا إبراهيم * وساعدك أن تكون زعيم

بعد فترة وفي عطبره أيضاً حاولت جماعة “الأخوان المسلمين” تجنيدي للإنضمام لهم عبر نظام الأُسر بالمسجد لكنني لم أنتم لهم بعد ما سمعته عن حالات إنحراف أخلاقي وسطهم.

في وقت لاحق إبان إعتقالي في أحد بيوت الأشباح بالخرطوم في قضية نشر صحفي كان أحد منسوبيهم يمدني بكتب دينية قرأتها لكنه ذات مرة أعطاني كتيباً بعنوان كيف تكون عضواً فاعلاً فاعتذرت له بعد أن شكرته على الكتب الدينية التي أطلعني عليها.

إبان الحراك الصحفي لقيام إتحاد للصحفيين عقب إنتفاضة أبريل 1985م .

حاول بعض الصحفيين الذين قالوا لي أنهم من الصحفيين المستقلين إستمالتي للإنضمام إليهم لكنني عندما قرأت دعوتهم للإجتماع تحت عنوان الصحفيين الوطنيين إعتذرت لهم لأنني لايمكن أصنف نفسي من الصحفيين الوطنيين في إتهام خفي بأن الخرين غير وطنيين.

لم أكن أعرف يومها أن تصنيف “الوطني” سيطلقونه على حزبهم السياسي للتعبير عن كيانهم و أصبح يطلق على كل تنظيم أو كيان يؤسسونه وينسب لهم .

أذكر أيضاً أن القيادي بالتنظيم السياسي الذي دبر إنقلاب الثلاثين من يونيو1989م علي عثمان محمد طه عندما أصبح وزيراً للتخطيط الإجتماعي إستدعاني لمكتبه وعرض علي العمل معهم في الوزارة لكنني إعتذرت وقلت له إنني وجدت نفسي في الصحافة وكنت وقتها مديراً لمكتب “الخليج” الإماراتية بالخرطوم.

هذه بعص محاولات الإستقطاب لكسبي للإنتماء السياسي وأحمد الله الذي وفقني للتمسك بمهنيتي طوال فترة عملي في بلاط الصحافة في مختلف الحقب السياسية دون أن انكر أنني تأثرت ببعض التيارات السياسية والفكرية لكنني لم أنتم لأي حزب رغم حقي المشروع في ذلك.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..