مقدارها ٢٩ صاعا : الزكاة واجبة والصوم تطوع : (فمن تطوع خيرا)

محمد الصادق
لقد ظل الناس يحفظون معاني ايات الصيام حفظا
ولا يتفهّمون المعني :
لم يسألوا انفسهم :
هل قوله :
(وعلي الذين يطيقونه فدية)
يقبل تفسيرين في نفس الوقت؟؟!!
لأنهم تارة يفسرون قوله تعالي
(الذين يطيقونه) :
“كان من اراد يصوم ومن اراد يفدي”
ويقولون أن هذا قد تمّ نسخه ؛
وتارة يفسرون (الذين يطيقونه) بأنهم:
“الذين يتكلفون الصيام”!!
اي لا يقدرون عليه !!
وهنا يقحمون كلمة “لا”
قبل كلمة “يطيقونه”
يزعمون أن (الذين يطيقونه)
هي بمعني (الذين [لا] يطيقونه) !!
وهم بهذا يفرضون علي النص القرآني
ما لا تتحمله اللغة
والقول بأن {فمن شهد}
نسخت ما قبلها…
هذا يعني ان الصيام واجب حتي علي العاجزين !!
لأن الآية التي كانت تستثنيهم قد تم نسخها !!
وحتي لو قلنا انها نُسخت بقوله (فمن شهد) الاية ١٨٥
فالمشكلة ان الانتقال يكون من اليسير الي العسير !!
برغم أن الاية تتضمن قوله:
(يريد الله بكم اليسر)
فكيف ذلك وان الآية بهذا الفهم
تكون قد عسّرت أمر الصيام؟؟!!!
▪▪▪▪▪
زكاة الفطر والفدية شيء واحد؛
فحديث: (فرض رسول الله زكاة الفطر صاع …) قال الشافعي: فرض بمعني “قدّر مقدارها”
وجاء في لسان العرب:
“وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:
(هَذِهِ فَرِيضةُ الصدقةِ الَّتِي فَرَضَها رسولُ اللَّه…)…
الفرْضُ هَاهُنَا بِمَعْنَى التَّقْدِيرِ أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ شَيْءٍ وبَيَّنَها…”
وهذا يعني ان الرسول
بيّن مقدار الفدية التي ذكرها القرآن
وتأمل في “التسمية”:
(زكاة الفطر):
ف “الفطر” هنا ليس “عيد الفطر”
وليس “وقت الفطر”
انما لأن الفدية تبيح الفطر في رمضان
لذا سميت “زكاة الفطر” فالمفطر “يفدي” فطره بالتصدق.
والرسول “فرض” مقدار الفدية
وقال انها “صاع” من الطعام.
والفدية ليست للمرضي والعاجزين عن الصيام،
انما قوله تعالي: (وعلي الذين يطيقونه فديةً)
اي الذين يستطيعون افتداء الصيام بالتصدق،
وبعد دفع الفدية خاطبهم:
(فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم)
يعني من تطوع بالصيام بعد دفع الفدية فهو خير له
وهذا ما ذكره بعض المفسرين في تفسير: (وان تصوموا خير لكم) فقالوا: هو الجمع بين الفدية والصيام.
ولذلك من المعروف ان الصائم يظل صيامه معلقا حتي يدفع فدية الفطر “زكاة الفطر”
الزكاة اصلا مال يدفعه الاغنياء للفقراء
فهي لا يدفعها الجميع !!
الفقراء لا يدفعونها !!
بل تُدفع اليهم
وانه لمن المستغرب
أن يفتي البعض بأن زكاة الفطر
يدفعها كل الصائمين:
الفقراء كما الاغنياء!!!!
وهذا ما جعلهم يبخسون مقدارها
فيجعلونها صاعا واحدة
بدلا من ٢٩ صاعا
حتي يستطيع الجميع دفعها:
المقتدرون وغير المقتدرين
وهذا مناف تماما لحكمة مشروعية الزكاة.
اعلم اخي المسلم
ان زكاة الفطر ليست عملا ” تكميليا” للصيام
وليست هي “غرامة” لعدم الصيام
والناس في الماضي
اعتادوا علي فعل الأمرين:
دفع الزكاة (الفدية) والصوم
جاء في تفسير الطبري:
(حدثني المثنى قال، حدثنا …
عن ابن شهاب:
“فمن تطوع خيرًا فهو خيرٌ له”، يريد أن من صامَ مع الفدية فهو خير له).
فالله جعل صيام الاغنياء
لكي يطعم الفقراء
فالصيام في الرسالة الخاتمة
جاء من بوابة الزكاة
من اجل الضغط علي المقتدرين
لكي يخرجوا الزكاة،
فالنفس جبلت علي الشح والشيطان يأمر بالبخل،
ولذلك حينما جاء بعضهم
يسأل عن الأهلة ذكّرهم النبي
بأن البِر هو ان يأتوا البيوت من ابوابها
وينفقوا من أموالهم،
لأن آية البقرة: (ليس البر ..)
و اية ال عمران: (لن تنالوا البر ..) تربطان بين البر والانفاق:
(یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ
قُلۡ هِیَ مَوَ ٰقِیتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَیۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِن ظُهُورِهَا
وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِنۡ أَبۡوَ ٰبِهَاۚ
وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ) ١٨٩ البقرة
فهذه الآية اعقبت آيات الصيام، وهي تبين ان الانفاق هو بوابة الصيام في الاسلام.
▪▪▪▪▪
إن التحوّل من وجوب الفدية
الي ايجاب الصوم
ضيّع المساكين
-و جلب الأزمات والضيق-
لأنه جعل الفدية صاعا واحدة
بدلا من ٢٩ صاعا
في كل الأحوال الناس سوف تصوم
حتي مع كون الصيام تطوعا
لكن التفسير الخاطيء
ضيع الزكاة الواجبة،
فضيّع صيام الناس
بتعليق صيامهم
إذ يفعلون التطوع
ويتركون الواجب !!
ونذكر قوله تعالي:
(ويل للمصلين) حيث اعتبر الصلاة رياء بسبب عدم دفع الزكاة:
(يراءون ويمنعون الماعون).
(لعلكم تتقون) تشير الي دفع المال لإتقاء عذاب الله:
(اتقوا النار ولو بشق تمرة)
(تصدقن؛ فإني اريتكن أكثر أهل النار)
(وسيجنبها الأتقي. الذي يؤتي ماله يتزكي)
ومن النصوص المحفوظة
لدي الصغار والكبار
(الا الصوم فإنه لي وانا اجزي به)
فكيف يكون الصوم لله
دون غيره من العبادات ؟؟
أليس هو طاعة لله مثل باقي العبادات؟؟
التفسيرات التي تساق هنا
كلها بعيدة جدا عن المنطق
ولذلك يرددها الناس
فقط بافواههم
من غير ما تأمل في المعني !!
وذلك مثل قولهم:
(الصيام لا يدخله الرياء) !!!
لكن من واقع الحياة
نحن نري من يراءون بالصيام !!
التفسير الصحيح لكون الصوم لله
لا يخرج من قولين:
الاول: هو أن كل العبادات
الله في غني عنها
لكن ولأن الصوم جاء من بوابة الزكاة
وجعل دفع الزكاة لازما لقبول الصوم
والله لا يحتاج للناس إلا حينما يدفعون الزكاة
فيكونون سببا في إطعام عباده
لأن رزقهم واجب عليه
فهو يطلب منهم أن يقرضوه أموالهم:
{مَّن ذَا ٱلَّذِی یُقۡرِضُ ٱللَّه
َ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَیُضَـٰعِفَهُۥ}
إذن فالصيام لله
لأنه يجعل الصائم يدفع
لكيلا يكون صيامه معلقا
فالذي يطعم المسكين
إنما يكون قد أطعم الله:
(يا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي)
ومن هنا ..
فإن صيام رمضان هو الذي يكون لله
ولا ينطبق علي الصيام في غير رمضان
لأن صيام رمضان
يستتبعه دفع زكاة الفطر.
القول الثاني:
أنه حينما يقول المرء
فعلت ذلك (لله)
يقصد به أنه فعله من تلقاء نفسه
ولم يفرضه عليه أحد
وهناك التعبير الديني عندنا:
(ركعتان لله)
والذي يعني: صلاة نافلة لا فريضة
بمعني أنها تطوّع
وهذا القول أقرب
لأن التعبير القرآني يؤيده:
(فمن [تطوع] خيرا)
□■□■□■
نذكّر بالدعاء علي الظالمين
الذين أخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
فهو دعاء لا شك مستجاب
عن ابن عباس قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات.
لم أر مخرفا و مدلسا مثلك و أقل حياءا منك حيث أنك تحدثت عن فرض الرسول صلى الله عليه و سلم لزكاة الفطر و تعمدت أن تبتر الحديث الشريف و لا تكمله حيث ان فيه عبارة ( طهرة للصائم ) و هنا يفهم حتى الحمار أن زكاة الفطر لمن صام رمضان و ليست بديلا للصيام
قال الغافل ( والله لا يحتاج للناس إلا حينما يدفعون الزكاة)
تعليق : ما هذا الغباء ؟ هل يحتاج المولى عز و جل الى الناس او الخلق ؟؟
الم تقرأ قوله تعالى : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله و الله هو الغني الحميد … الاية )؟
رواية البخاري ومسلم:
( أنَّ رَسولَ اللَّهِ فَرَضَ زَكاةَ الفِطْرِ
صاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صاعًا مِن شَعِيرٍ على كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثى مِنَ المُسْلِمِينَ)
مسألة (طهارة للصائم من اللغو والرفث
من أداها قبل الصلاة…
ومن أداها بعد الصلاة
….
هذه زيادات
غالبا يدخلها الشراح
الرسول لا يكثر الكلام
ولا يسهب في الحديث
والرسول لا (بفرض) شيء من عنده
وإنما يفصل ويبين ما يشرعه الله
وهو هنا لم يشرع زكاة جديدة
وإنما بين مقدار الفدية التي يذكرها القرآن
فهنا فرض زكاة الفطر بمعني قدر مقدارها كما قال الشافعي
والزكاة التي يزعمون أن النبي شرعها والتي هي صاع واحد فقط تدفع في يوم العيد هذه لا معني لها؛ ما معني أن تنفق في رمضان مئات الملايين ثم حينما يأتي العيد تدفع للمسكين ٦ ألف جنيه ؟
وما معني أن يرتبط صيام ٢٩ يوما
باخراج ٦ ألف جنيه لا تكفي لشراء ملوة بليلة؟؟!!
نعم الله هو الغني والناس فقراء إليه ولكن لماذا يطلب السلفة من الناس؟ (واقرضوا الله قرضا حسنا) لأن الله جعل الأسباب فأراد من الأغنياء أن يعطوا الفقراء علي أن يرددها لهم الله مضاعفة
قال الله تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)”. البقرة
1.قول المدلس (وحتي لو قلنا انها نُسخت بقوله (فمن شهد) الاية ١٨٥ فالمشكلة ان الانتقال يكون من اليسير الي العسير !!) غير صحيح حيث أن الامر هنا هو اسلوب التدرج كما حدث في تحريم الخمر حيث منع في بداية الامر من يشرب الخمر من الصلاة ثم تم التدرج حتى حرمت تماما في كل الاحوال .
روى البخاري : ” وقال ابن نمير حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة حدثنا ابن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها وأن تصوموا خير لكم ، وعلى هذا قراءة الجمهور يطيقونه أي يقدرون عليه ; لأن فرض الصيام هكذا : من أراد صام ومن أراد أطعم مسكينا ، وقال ابن عباس : نزلت هذه الآية رخصة للشيوخ والعجزة خاصة إذا أفطروا وهم يطيقون الصوم ، ثم نسخت بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فزالت الرخصة إلا لمن عجز منهم
أما قوله تعالى ” يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر” فهو فيما يتعلق باباحة الفطر للمريض و المسافر على أن يقضي ما أفطر من أيام بسبب المرض أو السفر فيما بعد
2.قال المدلس : (لعلكم تتقون) تشير الي دفع المال لإتقاء عذاب الله:
تعليق : قال الله تعالى :” يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” و الكلام هنا عن الصيام و ليس عن دفع الفدية
هل يفهم المدلس أن التقوى تكون فقط بدفع المال ؟ هل هذا يعني أنه يمكن أن تقتل الناس و تغتصب النساء ثم تتصدق بدريهمات و تصبح ممن يصفه كاتب المقال بالمتقين ؟؟؟
《《وقال ابن عباس : نزلت هذه الآية رخصة للشيوخ والعجزة خاصة إذا أفطروا [وهم يطيقون الصوم]》》
هذا كلام لا يدخل العقل
وهذه هي مشكلة الفقه الموروث
يأتون بكلام يناقض نص القرآن
لمجرد أنه منسوب لابن عباس
وهو كلام مرسل لا سند له
مؤدب المنافقين ابدأ بنفسك
نقلت لنا بالحرف مزاعم الزنديق المدعو: علي منصور الكيالي!!
يامحمد الصادق ، بالله عليك خلي عندك فائدة لنفسك والمجتمع ، أمشي أعمل لك كانون لبيع الشاي واللقيمات تحت شجرة نيم وخليك من التنظير والتشريع.