السودان وشِبَاك المؤامراة الدولية

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
السودان يمر بمرحلة في غاية الصعوبة والتعقيد بسبب الحرب المستمرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع منذ شهر أبريل 2023م فإن هذه الحرب ليست فقط صراعًا داخليًا، كما نري بل هي حرب تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية، حيث تسعى بعض الدول إلى تحقيق أهدافها عبر دعم طرف ضد الآخر أو من خلال تعزيز الفوضى لتحقيق مكاسب استراتيجية ويظهر هذا جليا في الدور الإقليمي والدولي في الحرب السودانية التي يدور رحاها الذي يطحن في البلاد وموارها وانسانها المغلوب علي امره لقد ظلت بعض الدول الإقليمية وبعض دول الجوار تؤجج الصراع لانه لديها مصلحة في استمرار النزاع أو بغرض توجيهه لصالح أجنداتها، هناك دول يُقال إنها تدعم المليشيات بالسلاح والتمويل، وأخرى تريد أن يكون لها نفوذ في السودان بسبب موقعه الاستراتيجي وثرواته، وكذلك القوى الدولية لها دور كبير في هذه الحرب لانه في واقع الامر هناك صراع خفي بين القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، حيث لكل منها مصالح في البحر الأحمر والمناطق الغنية بالموارد في السودان فإن بعض هذه القوى تسعى لتعزيز نفوذها عبر دعم طرف معين أو الضغط على الحكومة لتحقيق مصالحها وفرض العقوبات هو واحدة من ادوات الضغط التي تستخدمها الدول الكبري ضدي المستضعفين من الشعوب والحكومات في هذا العالم الظالم الذي لايحترم الا الأقوياء، وايضا لاننسي الدور الذي تلعبه شركات المرتزقة والمصالح الاقتصادية في هذه الحرب حيث هنالك تقارير تشير إلى وجود شركات أمنية خاصة ومرتزقة يشاركون في القتال، إما لدعم طرف معين أو للاستفادة من الفوضى للاستحواذ على الموارد مثل الذهب واليورانيوم وغيرها من الثروات، السودان يمر باكبر منحني عاصف في تاريخة عبر مؤامرة كبيرة نسجت شباكها القوة الدولية والاقليمية وللاسف استخدمت بعض ابناء السودان كطعم في هذه الشباك القذرة لكي يتم اصطياد ثروات السودان والسودان الوطن الكبير في وسط ضباب كثيف ومياه عكرة وتعتيم اعلامي ممنهج ومقصود، حتما سوف يقفز الي ذهن القارئ لماذا يتم التآمر على السودان؟ هنالك اسباب عديدة ومن اهمها هو الموقع الجغرافي للسودان حيث يعتبر السودان هو بوابة للقرن الإفريقي وساحل البحر الأحمر، وهو طريق استراتيجي مهم للتجارة العالمية وثانيا الثروات والموارد الطبيعية التي يزخر بها حيث يمتلك السودان ثروات هائلة مثل الذهب واليورانيوم والنحاس والنفط والموارد الزراعية الهائلة والاراضي الخصبة والمواشي مما يجعله هدفًا للسيطرة الاقتصادية واصحاب المكر يخططون بعناية بغرض الهيمنه علي ثروات السودان وهنا يظهر جليا التنافس على النفوذ والسيطرة علي هذه الثروات حيث هناك محاولات منذ امد بعيد تعمل بكل طاقتها لإضعاف السودان ومنعه من أن يصبح دولة قوية ومستقرة، لأن ذلك قد يغير موازين القوى في المنطقة ويجعل الاستفادة من موارد السودان امر صعب، اذا ماهو المفترض ان يقوم به ابناء السودان لاجل انقاذ بلادهم من شباك هذه المؤامرة الخبيثة التي تستهدف كل السودان ارضه واثرواته وقبلها انسانه، اعتقد ان اهم ادوات افشال هذا المخطط هو التماسك الوطني والوحدة الداخلية يجب أن يكون هناك توافق بين القوى الوطنية بعيدًا عن التدخلات الخارجية لقيادة السودان نحو بر الامان وعلي لسودانيين ان لايقعوا في فخ الانقسمات الذي هو هدف من اهداف اضعاف السودان، وعلي السلك الدبلوماسي والاعلام ان يقوم بكشف المخطط الخبيث والدور الخارجي الذي تقوم به القوة الاقليمية والدولية والاشارة بكل وضوح للدول التي تتامر علي السودان ويجب ترك الطيبة والبساطة والسذاجة في التعامل مع هذا العالم المتربص بالضعيف والسودان لن يكون قوي الي بالتخطيط والتماسك والوحدة فان توحد السودان فهو قوة وشدة ومنعة وليعلم اهل السودان أن بعض الدول لا تريد الخير السودان وتريده دولة ضعيفة تعيش في فقر ونزعات وحروب وقتال مستمر، علي السودان الاستفادة من هذه الحرب ومنذ الان يعد العدة لبناء دولة قوية عبر جيش وطني موحد قوي ومدرب وفق اعلي المستويات وعلي السودان ان يسعي نحو اقتصاد مستقل بعيد عن المزايدة علي مصالحة ووحدة اراضيه وسيادته وكذلك يجب باهم ادوات التواصل الخارجي وهي الدبلوماسية الذكية التي تحافظ على سيادة ومصالح السودان وكذلك الاعلام الذي يلعب دور كبير في تعزيز مكانة السودان وعكس الصورة النمطية عن السودان في الاعلام العربي والغربي المحصورة في الفقر والجوع والمرض والحروب والنزاعات، دون ادني شك ان هذه الحرب لقد جعلت الوضع معقد، لكن الوعي بالمؤامرات والعمل على مواجهتها هو الخطوة الأولى نحو استعادة السودان لاستقراره وسيادته وبناءه واهم ادوات البناء هو الانسان يجب علي السودان ان يجعل اغلي واعظم مالديه هو الانسان فحسب فحينها سوف ينهض السودان كمارد قوي يحفظ اراضيه وثرواته من خلال انسانه القوي صحيح البدن المتعلم المستنير، وهذا لا يكون الا عبر مثلت الصحة والتعليم والامن وعشت ياوطني العزيز سيدا قويا عزيزا موحدا.