مقالات وآراء

وحدة السودان

الطيب النقر

 

السودان بعد أن ألحت عليه الخطوب، وألحفت عليه الكوارث، هل يستطيع أن يحتفظ بقوميته؟، يحتفظ بوحدته وشعوره، وبمثله العليا وعقله، هل تستطيع أقاليمه، ومدنه، وقراه، بعد هذه الأحداث العظيمة التي هزتها، أن تنخرط في غير عنف ولا اكراه، بعد أن تضع الحرب أوزارها، في نفس الوحدة التي كانت عليها؟، وحدة التفكير، والشعور، والآلام، والأمال، هل ستظل محتفظة بهذا كله؟ أم تنقسم ولاياته وتستقل بعضها عن بعض؟ .

الشيء الذي استطيع أن أجزم به وأنا مطمئن، أن شعب السودان على اختلاف شرائحه، وسحنه، وطوائفه، ليس بحاجة إلى فطنة أو ذكاء، حتى يحكم على الأشياء حكماً صحيحاً أو مقارباً، فالشعب الذي نفذت بصيرته، وأصبح عقله قادراً على أن يفهم الساسة حينما يتحدثون، حتماً سيبتغي إلى الوحدة وسائلها، وسيسلك إليها سبلها، وسيكون مهيأً دائماً لأن ينهض بواجباتها، لأنه مستيقن بقلبه، وعقله، أن أبغض شيء إليه، وأنآه عنه، هو الفرقة والتشرذم.

السودانيون المقيم منهم أو الظاعن، المطمئن أو القلق، الموسر أو المعسر، سيجدون في أنفسهم هذه المشاعر الفياضة التي لا ينكرها إلا المكابرون، مشاعر الألفة والتضامن التي تملك القلوب، وتسيطر على الضمائر، سنرى مهد العصبية سيهجر أو كاد يهجر، وسيعود الناس إلى سجيتهم القديمة، يعودون إلى سماحة طبعهم، ونبل أخلاقهم، وستخضع تلك القبائل النافرة التي أشعلت أوار الحرب إلى ما يبتغيه الأغلبية، وسيخوضون مع هذه الأغلبية فيما يخوضون فيه، وستفرض عليهم بنود الوحدة التي يأنفون منها حتى يأخذوا بحظ منها، وسيكون التعليم هو سبيل هذا الأخذ، حينها تتحقق الصلة بينهم وبين الوحدة دون إكراه، أو ارغام، أو عنف، نعم هذا ما سيتحقق، كل هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الوحدة كامنة بعقل السواد الأعظم من هذا الشعب وبشعوره ووجدانه ومتربعة في حناياه.

لقد صاغت الحرب عقولنا، ولعل من مأثرها أننا لن نتردد ولن نتلكأ في أن تجري الأمور على هذا النحو بيننا وبين من أشعلوا نائرتها، سنظل على هذه الخصومة المتصلة، والحرب التي لا تأصرها آصرة، حتى تثوب تلك القوى إلى رشدها، ولن نتركها تمضي هائمة حتى ندبر لها حبالاً وثيقة حول أعناقها، نفعل ذلك حتى تبقى الصلة متينة بيننا وبين ماضينا التليد، الذي لا يجوز التفريط فيه، فنحو أمة لا تعنو إلى قهر، أو تطمئن إلى غضاضة، و”محل الرهيفة تنقد” كما يقول المثل السوداني.

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. ظهرت بعد غيبة بنفس عقلية الكوز ومحاولة التنصل وتحميل الغير مسؤولية اخطائكم وجرائمكم واشعالكم لهذه الحرب اللعينه. ايها الكيزان المجرمين الفاسدين لن تستطيعوا الافلات هذه المرة من وزر ما ارتكبته ايديكم من جرائم القتل وسفك دماء السودانين وتدمير البلاد وتشريد الملايين من دورهم وديارهم
    الكيزان المجرمين وربيبتهم مليشيا الجنجويد يتحملون كامل المسؤولية عن ما حاق بالسودان والسودانين خلال هذه الحرب القذرة. حرب المصالح وكرسي الحكم ونهب وسرقة موارد البلاد

  2. خلاص تااانى جيت ناطي لينا في الراكوبة يا كوز الدمازين ياهاتك الاعراض ياعفن

    والله العظيم خلقتك بس تطمم البطن وتخلي الواحد عاوز يستفرغ ويجيب كل الفي بطنو

    سبحان الله الكوزنة ظاهرة في وشك القبيح دا

    انت خلقت لتكون كوزا يا كوز الدمازين يا ارهابي

    الانفصال خوفك

    الراكوبة بقت تلم كل الهوام والطوام

    ارحمونا من الخلق دى علي الاقل في رمضان
    عاوزين نصوم بمزاج بعيدا عن الطمام ووجه البطن والنتانة

  3. كانت وحدة قسرية قائمة علي الاستعلاء والظلم والتهميش والترك…. متحكرين في صرة البلد … دا جنوبي ودا عب اب نخرين، ودا حبشي، ودا تشادي، ودا حلبي، ودا مابيشبهنا، والبلد بلدنا ونحنا سيادا،.هل حلمك الجميل وصفاء سريرتك وحبك للوحدة الوطنية بامكانه مسح هذه المظالم، والوحشية في طريقة التفكير الذي ساد لمدة ٦ قرون؟ خليها تتفرتك صامولة صامولة والرهيفة تنقد…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..