مقالات وآراء

الأروقة!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
كتبت آغاثا كريستي أكثر من ثمانين رواية حتى تنبّهنا إلى أن المُجرم هو من لا نظنه كذلك!!

والحاج آدم يوسف نائب الرئيس المخلوع ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني ” المحلول” يرى أنه وإن سلمت الدعم السريع سلاحها ، يجب أن يتم دمجها في القوات المسلحة ، لكن في الوقت عينِه يرى الرجل أن قوى الحرية والتغيير يجب أن تقدم للمحاكمة وتتم محاسبتها فإن لم تتم تبرئتها من القضاء لايسمح لها بممارسة العمل السياسي
وسخر الحاج آدم من الثورة السودانية وسماها “الفئة المارقة” وقال إن حكم البشير لم يسقط بالثورة إنما أسقطته اللجنة الأمنية في القوات المسلحة ، وأتهم الحرية والتغيير بأنها سبب الحرب والدمار ، وقال إن الشعب عرفهم على حقيقتهم ولن يسمح لهم بالعودة مرة اخرى وأن حكومة عبد الله حمدوك أسقطها ولفظها الشعب السوداني والمؤتمر الوطني، وأن فترة حكمهم كانت الاسوأ
وعن علاقة المؤتمر الوطني بالجيش يقول الحاج ليس هناك علاقه بين الجيش والمؤتمر الوطني!! ولكنهم يدعمون الجيش بالمال والرجال
كما أن قانون الأحزاب يمنعهم كحزب من أن يكون لهم قوات عسكرية!! وهم ملتزمون بذلك!!
وذكر أن المؤتمر الوطني لايطمع في السلطة، وعن سؤال مذيع قناة الجزيرة عن أن البرهان قال في ماقصد به حزبهم ( أنكم لن تجدوا فرصة للحكم من جديد على ظهر القوات المسلحة)
هنا تغيرت نبرة الرجل وقال بحِدة ( نحن لن نطلب من البرهان او غيره سلطة) وانفصلت مشاعر الإنتماء والدعم بدافع وطني عن مشاعر حب السلطة وظهر ذلك جليا في ملامحه
وعن سيطرتهم على قرار الجيش والإملاء عليه قال آدم نحن لانشاركه في الحكم ولكن نشارك في كل الأروقة للحفاظ على البلد ومستقبلها
والحاج أدم في هذا اللقاء مارس كل النفاق السياسي بجرأة غير حميدة ، مما أثبت للمتلقي سلوك مُحدثه “الكوز”
فالرجل الذي نصّب نفسه أنه ” الشعب السوداني” ومنح العفو للدعم السريع حال تسليمها وقال سيتم دمجها في الجيش ، وغفر لها كل سواءتها وجرائمها وانتهاكاتها ضد الشعب المفؤود الذي سرق لسانه ، وطالب بمحاكمة القوى المدنية التي كل ذنبها انها رفعت شعار “لا للحرب” ودعت للتفاوض وطالبت بدمج كل الجيوش في جيش واحد، وهو الأمر الذي جعل السلطة الكيزانية تلصقها بهذه الإتهامات الباطلة والآن الأمين السياسي للمؤتمر الوطني يطالب بتشكيل جيش مهني واحد يتم فيه دمج الدعم السريع، دون أن يرى نفسه خائنا كما يرى القوى المدنية!!
فمالذي يجعل العفو والغفران للدعم السريع جائزا ،ومحرم على القوى السياسية ام أن القوى السياسية هي ” عقدة الكوز” منذ سقوطه!!
و فترة الحكومة المدنية التي يصفها هي من اسوأ الفترات هي قطعا ليست اسوأ من حكمهم الفاسد الباطش الذي دمر البلاد ومازال يمارس دماره ولكنها قد تكون اسوأ حكومة لانها فقط حكومة الثورة التي كانت سبب الإطاحة بهم
والرجل يتفنن في نفاقه بقوله نحن لانفرض رأينا وقرارتنا على البرهان ولانشاركه الحكم ولكننا نشارك في كل الأروقة للحفاظ على مستقبل البلاد ، ولكن ألا يعلم الحاج إن المتلقي يعلم أن هذه ” الاروقة ” هي مكاتب الحكم الذي تدار به الحرب والبلاد، وهي الأمكنة البديلة لمكتب البرهان التي يُطبخ فيها القرار ، ويدار فيها الفساد وتجارة الحرب وأستثمارات الموت!!
فبشعار “لا للحرب” فقط يتهم آدم حكومة حمدوك والحرية والتغيير بدمار الوطن ولايرى أن حزبه هو المدمر والمخطط للحرب ومنفذها والمُصر على إستمارها وأن حزبه أفسد 34 عاما ، وسرق موارد البلاد وذهبها ومعادنها قبل الحرب وبعدها ، وسمح لكل الدول الطامعة بنهبها وسلب إرادتها وسيادتها ، ولم ير الحاج مسيرات حزبه وطائراته التي قصفت المواطنين ودمرت كل المؤسسات والمقار و البنية التحتية،
لم ير إجرام قواته الأمنية التي ذبحت وسرقت ونهبت بإسم الجيش ،.
ولم ير على الحاج جرائم حزبه الفاسد ولكنه يرى أن” لا للحرب” جريمة فالرجل أكثر ماتعدى عليه في حواره ليس ظلمه للقوى المدنية ولكن محاولة إستغفاله للشعب السوداني وظنه بأنه يمكن أن يمارس فهلوته في الخطاب المزيف
ويواصل سرده ويقول : ( قانون الأحزاب لايسمح بان تكون للحزب قوات عسكريه وأنهم ملتزمون بذلك !!
إذن الي من تتبع كتائب البراء ودرع السودان وقوات الدفاع الشعبي وقوات جهاز الأمن!!
والمذيع يقول له انك قلت قبل الحرب ( أما إنتخابات او مدافرات) قال الحاج انه لايقصد بالمدافرات الحرب لكنه قصد بها الخروج في مظاهرات والتي قال انها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الرغبات السياسية بعيدا عن حمل السلاح
إذن إن كان الحاج يؤمن بأن التظاهر هو الوسيلة الأمثل التي تحقق الرغبات السياسية فلماذا ينكر دور الثورة التي تظاهرت لتحقق رغبة التغيير !!
والنفاق في أبهى صوره تجلى عندما يرى الحاج أن حكومة حمدوك أسقطها الشعب السوداني،. وان حكومة البشير لم يسقطها الشعب انما اللجنة الأمنية!! فهل يقارن آدم اعتصام القيادة بإعتصام الموز
وهل اعتصام الموز هو من أسقط حمدوك !!
كما أجبرت ثورة ديسمبر البشير ولجنته الأمنية على خيار التنحي !!
فحكومة حمدوك اجبرتها بندقية البرهان وحميدتي وقطعت الطريق امام الحكم المدني بالقوة والسلاح فالشعب برئ من هذا الإتهام
ويختم الحاج حديثه أنه عندما يسمح لهم الشعب بالعودة لن تكون هناك قوة تمنعهم ويغيب عليه أن منعهم تم فعلا والي الأبد ، لذلك يحرصون على إستمرار الحرب لأنها فرصة الحكم الأخير
( قوة عين)!!

طيف أخير :
#لا_للحرب
غدا على الأطياف
(مؤتمر لندن)
ألم نقل أن بريطانيا لن تقدم الدعوة للحكومة السودانية !!

الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. هذا الصفيق تحدث وكأن الشعب السوداني لا يعرف من هم الكيزان ومن هم قوى الحرية والتغيير وماهي ثورة ديسمبر؛ إنه الافتراء !!

  2. هذا الصفيق تحدث وكأن الشعب السوداني لا يعرف من هم الكيزان ومن هم قوى الحرية والتغيير وماهي ثورة ديسمبر؛ إنه الافتراء وقوة العين حقيقةً!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..