رداً علي أسئلة د. محمد يوسف المُصطفي الهامة حول قضايا الوحدة وتقرير المصير

نضال عبدالوهاب
وصلتني عدد من الأسئلة الهامة والموضوعية في تقديري وإستفسارات مُحددة حول ما كنت قد طرحته سابقاً ودفعت به حول “رؤيتي الخاصة” بمسألتي حق تقرير المصير ، ومسألة وحدة السُودان وضرورة وضعها كمبدأ فوق دستوري ، وأن لاتقبل المُساومة أو التفاوض حولها أو المساس بها ، ولأهمية تلك الأسئلة وإجابتي عليها تعميقاً وإثراءاً للحوار الديمُقراطي حولها وللمصلحة العامة ساقوم بإشراك الآخرين والقوي السياسِية والثورية الأخري وكل الشعب السُوداني فيها وفي الإجابة والرد عليها…
تحياتي الرفيق العزيز د. محمد يوسف مصطفي وتقديري…
رداً علي الاسئلة التي أرسلتها لي حول ما ظللت أطرحه ورؤيتي فيما يختص بمسألة حق تقرير المصير ومسألة وحدة السودان ، وكذلك ما ظلت تطرحه الحركة الشعبية ، وتقول فيها أن هنالك بعض “الإستشكالات” من المهم توضيحها وبحسب أسئلتك المباشرة ، وساورد أسئلتك أولاً ليقف الجميّع عليها ومن بعد ذلك إجاباتي المُباشرة عليها…
عزيزي الفاضل الاستاذ نضال.
تحياتي واطيب امنياتي لك بالعافية والصحة.
قرأت بعناية ما تفضلت بطرحه اعلاه. وبذهن مفتوح ارجو ان اؤكد لك اتفاقي في بعض مما ذهبت اليه وكذلك اختلافي في بعض مما اوردته.!! .
وادناه اطرح عليك بعض الاستشكالات التي يهمني توضيح موقفكم منها حتى يتسنى لنا فهم ما تطرحه انت من افكار اثراء للحوار وتعميقا لرؤية السودان الجديد التي دأبت انت على تأكيد انحيازك لها !!؟ .
1. في كافة الاعلانات السياسية والمواقف المعلنة التي وقعتها او طرحتها الحركة الشعبية تصدر التأكيد على وحدة الوطن السوداني كل تلك الوثائق بلا استثناء بما في ذلك اعلان نيروبي مع حمدوك. فلماذا لم تشير الى ذلك وتعتبره نقطة للانطلاق نحو تأمين هذه الوحدة و ترسيخ عراها ؟؟؟!! .
2. هل تعتقد حقيقة ان مناطق الهامش لا تعاني من اي ظلامات وتمييز واضطهاد تاريخي ومستمر الى الحد الذي ينزع عنها اي مشروعية للاحتجاج والمطالبة بالانصاف ؟؟!! .
3. هل فعلا انت تعتقد ان شعوب جبال النوبة او النيل الازرق او دارفور او شرق السودان او غيرها لا تستحق حتى حق تقرير مصيرها الداخلي لانها لم تتعرض للاضطهاد والتمييز ولا تشكل كتل منسجمة ثقافيا واثنيا وجهويا ؟؟!! وهذا ينسف حتى حق تقرير المصير الخارجي للسودان المكون من العديد من الجهات زو الاثنيات والقبائل والمعتقدات ؟؟! .
4. لماذا تسمي الحركة باسم لم تختاره هي ؟؟؟!! ماهي دلالات استخدامك المتكرر لصيغة حركة الحلو او مجموعة الحلو ؟؟؟!!! .
5. هل انت تؤمن فعلا بجدوى فرض الوحدة عبر الوسائل العنفية. المسلحة بالرغم من النتائج المرة والبائسة لتجربة هذا النهج الدامي وخطورته الماثلة على وحدة الوطن وسلامه؟؟!!.
6. نرجو ان تحدثنا عن مقترحك لتنزيل مبادئ العلمانية والهوية التعددية السودانوية من غير نهج الحوار والتفاوض المفضي الى “التوافق” السلمي الذي يتيح مناخا سلميا للتعايش بين مكونات الشعوب السودانية بالتالي تنافي الحاجة للحروب و تضمن الوحدة الوطنية؟؟؟!!!.
لك كل الاحترام وعميق المحبة والود.
إنتهت رسالة واسئلة د. محمد يوسف المصطفي ،،،
في الإجابة علي سؤالك الأول أن ماظلت تطرحه الحركة حول الوحدة في كل إعلاناتها هو ربطها بشرط علمانية الدولة ، بل وأن يتم هذا في إتفاقياتها التفاوضية أو إعلاناتها السياسية حتي مع من يحمل صفة “رئيس وزراء سابق” كحمدوك ، دعك من أن تكون حكومة شرعية أو منتخبة من جميع الشعب السوداني ، وأن مفهوم الحركة للوحدة والذي عبرت عنه مباشرة في مقترحها للدستور والذي وقعته مع آخرين في ميثاقها الاخير في نيروبي مع مليشيا الجنجويد والدعم السريع هو “الوحدة الطوعية” وجاء ذلك منها في تعريفها لطبيعة الوحدة في ديباجة الميثاق وكذلك عند حديثها عن شرط العلمانية في الدستور وإقرار تطبيق حق تقرير المصير لكل الشعوب السُودانية حسب توصيف الحركة ، أي أن الحركة الشعبية إتخذت كذلك من مشروعية حق تقرير المصير بحسب فهمها له أن يكون الاداة لتقسيم كل أقاليم السُودان بناء علي رؤيتها هي لمسألة العلمانية والتي غض النظر عن إتفاقي التام أنا وأنت حولها وضرورة تضمينها في الدستور السُوداني ومبادئه فوق الدستورية ، إلا أنها لاتزال محل إختلاف للكثيرين الآخرين بمن فيهم بقية مكونات السُودان الجغرافية والإجتماعية والسياسِية ، وأن حسمها لايتم دون حوار شامل لكافة قضايا التأسيس الأخري والمرتبطة بها كمسألة الهوية وطبيعة شكل ونظام الحُكم وغيرها مع أصحاب المصلحة ومن يمثلون كُل الشعب السُوداني ، دعك من إجراءات إقرارها في الدستورين الإنتقالي والدائم كما تطالب الحركة الشعبية؟؟.
ولسؤالك لي وهل أري أن مناطق الهامش لاتعاني مظالم وتمييز وإطهاد تاريخي ينزع عنها الاحتجاج أو المطالبة بالانصاف كما جاء في نص سؤالك ؟
وفي هذا اقول بوضوح تام أنني في كل كتاباتي وعلي رأسها التي هي حول حق تقرير المصير أو مسألة الوحدة ظللت أؤكد وبالصوت العالي علي مشروعية النضال لكافة الهامش ومن حملوا السلاح كوسيلة نضالية في تقديرهم من أجل كافة تلك المظالم التاريخية ، وكتبت وفصلت في هذا كثيراً ، وفي الكثير جداً مما كتبت أو تحدثت به ، ولك ان تراجع فقط آخر ما أرسلت سواء عن تقرير المصير أو في دعوتي أن تكون الوحدة مبدأ فوق دستوري ، خلافي الرئيسي فقط في أن الحل هو حل سياسِي ودستوري ليس له علاقة بإعطاء حق تقرير المصير أو إقراره ؟؟ ، وأن النضال من أجل نيل الحقوق لايتوقف ، ويحدث هذا حتي في الدول المستقرة ديمُقراطياً وطبقت وكتبت حقوق المواطنة في دساتيرها منذ قرون ، لاتزال حركات نيل الحقوق خاصة للاقليات فيها مُستمرة إلي الآن ، دعك من بلادنا السُودان بل وكل القارة الافريقية ، خاصة في ظل طبيعة الانظمة والصرّاعات التي ظلت تحدث بها والإختلالات والتمييز مع التنوع.
بالنسبة لسؤالك الهام في تقديري عن هل جبال النوبة والنيل الازرق والشرق وغيرها لا تستحق تقرير المصير بناء علي “إعتقادي” كون الإطهاد والتمييز ضدها لأنها لاتشكل أو تكون كُتلة مُتجانسة يبيح لها الانفصال ؟؟ ، ردي علي هذا قد قلته وكتبته وبوضوح تام وهو مبني علي شروط تعريف الأقلية نفسها أولاً ثم شروط تطبيق حق تقرير المصير الداخلي عليها وليس الخارجي أو الإنفصالي ، وهذا موجود في القانون الدولي وكذلك يتعارض مع مبدأ حق السيادة للدول وهو اوضح واقوي في كافة القوانين الدولية ومواثيقها ، وأنه عند محاولة إنزال هذا علي واقع الأقاليم التي ذكرتها أنت ، بل وعلي كافة أقاليم السُودان سيسقط شرط الأقلية من الأساس ، لعدم توافر معاييره وشروطه ، وعلي راسها في إقليم جبال النوبة! ، والتي تتكون من مكونات تختلف في اللغة وحتي الإثنية والقبائل والثقافة ، والدين أو المعتقد ، بمعني أنها لاتتحدث لغة واحدة ولاتنتمي لقبيلة واحدة ولها ثقافات مُتعددة داخلياً في ذات الاقليم ، وهذا شئ لاخلاف عليه ولايستطيع أحد إنكاره ، ثم حتي في محاولة الوصول لإثبات التمييز والإطهاد لاعطاء حق تقرير “داخلي” وغير انفصالي كالحكم الذاتي مع الوجود داخل الدولة ، نجد أنه لايوجد فصل أو تمييز عنصري كالذي حدث في جنوب أفريقيا مثلاً ، فلا يتم الفصل كمثال عند التعليم في المدارس والجامعات بناء علي الإثنية والمنطقة ، فانت والرفاق يوسف كوة وعبدالعزيز الحلو مثلا درستم بجامعة الخرطوم وهي الموجودة في المركز جغرافيا؟؟ ومجاناً وقتها؟؟ ، وحتي في المشاركة السياسِية لايوجد نص دستوري مثلا منع عبدالعزيز الحلو من أن يصبح والياً لاقليم جنوب كردفان أو حتي الترشح لرئاسة دولة السُودان بإعتباره غير مُنتمي للشمال أو الوسط في السُودان مثلاً ؟؟ وحدث هذا أتبان فترة حُكم الإسلاميين وهم أكثر من أقصوا وأبادوا تاريخياً وظلموا وخربوا طوال فترات الحُكم المُتعاقبة ، وشاركت الحركة سياسِيا في السُلطة بموجب إتفاق معهم ، ما أود الوصول اليه بالنتيجة أنه هنا لايوجد تمييز او “فصل عنصري” يتحقق معه شرط التمييز العنصري او الإطهاد المنصوص عليه دولياً عند تطبيق حق تقرير المصير الداخلي وليس الخارجي ، التمييز في التنمية والظلم الواقع علي كثير من مناطق وأقاليم السُودان ومن قِبل جميع الحكومات والأنظمة المتعاقبة هذا لايختلف عليه إثنان ولكنه لايخول إقرار حق تقرير المصير الانفصالي ولا حتي الداخلي؟؟ ، ويظل الباب مُشرعاً لنيل كافة الحقوق والمطالبة بها ونيلها سياسِياً وبكافة وسائلها المشروعة والمعروفة والمُجربة وهذا حق لايُعطيه أو يسلبه أحد كائن من كان!.
أما قولي “مجموعة الحلو” كوصف للحركة هذا جاء عرضاً فقط للتفريق للعامة بينها وبين بقية أقسام الحركة الشعبية ، وهي كما تعلم إنقسمت علي نفسها وحتي علي مواقفها ورؤاها ؟؟ ، وحتي لايحدث خلط وهذا موجود عندنا في أدبيات العمل السياسِي السُوداني كالقول حركة أو مجموعة الحلو ، أو حركة ومجموعة مني مناوي أو عبدالواحد محمد نور وهكذا ، والغرض مؤكد ليس التقليل أو الخلط وانما التبسيط للعامة ، وعموماً هذا ليس أمراً جوهرياً ، ولكن عند التعاملات الرسمية يظل إسم الحركة الشعبية الذي تمثله أنت والقائد الحلو هو الحركة الشعبية شمال….
أما عن سؤالك الهام جداً في تقديري وهو هل شخصي مؤمن بفرض الوحدة بالوسائل العنيفة ، أقول ودون مواربة وقد كتبت هذا كثيراً وهو أن المُقدم عندي هو الحل والعمل السياسِي المدني السِلمي ، وهو الذي ظللت أتبعه شخصياً طوال حياتي ومُمارستي للعمل السياسِي المدّني ولا أزال حتي اللحظة ، وبكل وسائله المعروفة والمشرّوعة ، أما في العموم إذا لم يتوفر هذا ، وأصرت أي مجموعة إنفصالية أو أفراد علي عدم الإلتزام بمبدأ “الوحدة” يحق للدولة ومن يؤمنون بوحدتها ومن يديرون شؤون حكمها فرض مبدأ السيادة علي كافة حدود الدولة بالقوة العسكرية أو المُسلحة ، وقد ضربت أمثلة بسويسرا والولايات المتحدة وروسيا وغيرها من التي كانت لديها مُحاولات لمجموعات للانفصال منها داخل حدودهم وقامت بقتالهم وشن الحرب عليهم ، أي أن هذا ليس إبتداعاً مني ، بل هو حق ظلت تمارسه الدول ذات السيادة ، وهو لايقتصر علي التعدي لسيادة الدولة داخلياً وانما خارجياً أيضاً لأعداء الخارج!….
ما ختمت به أنت أسئلتك الموضوعية ، عن رؤيتي لتنزيل العلمانية والهوية والتعددية من غير نهج سلمي أو تفاوضي لكي يتم التعايش بين جميع مكونات الشعب السُوداني ؟؟، أرد علي هذا بأن الإقرار من الجميع ان تعددنا يلزم تعمالنا معه جميعنا بما يتيح التعايش السِلمي المُشترك هذا ، وأن تاريخ الصراع داخل الدولة السُودانية الحديثة يكفي للوصول لنتيجة أنه آن وضع حد له ، بعيداً عن الموت والحروب والصرّاع حول السُلطة والثورة ، وأن تضحيات جميع السُودانين لوصول للتغيير المطلوب والتأسيس جديد هذا ، لدولة مساواة وعدالة ومواطنة حقيقية وحريات وبلد يسع الجميع ، من المهم عدم تركها لأقلية مهماً كانت تريد فرض رؤيتها الأحادية التي تنسف القواسم المشتركة بين كافة السُودانيين علي تنوعهم وتعددهم وتؤسس لمشروع وطني يشمل الكل وعقد إجتماعي جديد فيه ، و أننا لسنا إستثناء لدول كثيرة يوجد بها تعدد وتنوع وقوميات وثقافات مُختلفة عرفوا كيف يديروا هذا التنوع والتعدد والمحافظة علي شعوبهم ودولهم وأرضهم ، وأنني مُقتنع جداً بما قاله دكتور جون قرنق وأذكرك به وغيرك داخل الحركة الشعبية شمال ، وكان ذلك عند تأسيس الحركة في مايو ١٩٨٣م وعند مناقشته للإنفصاليين داخل الحركة وقتها ، ورفضه لهذا الإتجاه في إنه ليس حلاً وأنه لن يوقف الصرّاع أو الحروب ، ولذلك تعداه لرؤية السُودان الجديد الذي اؤمن به تماماً ، مع الإقرار بوحدوية جون قرنق وأن التآمر عليه وعلي حياته قد قطع الطريق ليكون أول زعيم جنوبي سُوداني “مسيحي” يصل لحكم كافة السُودان وليس فقط أقاليم الجنوب ،،،
أخيراً أختم بأن هذا السُودان وجميع أراضيه هي ملكاً خالصاً لكل الأجيال المُتعاقبة فيه ، الحالية والتي لم تولد فيه بعد ، ومن الواجب المحافظة عليه وعدم تركها “رهينة” لنخب أو أفراد او أقليات أو مجموعات إنفصالية أو قوي سياسِية بعينها ، أو حتي حكومات مُتعاقبة “فشلت” جميعها في حكمه أو حُسن إدارة تعدده ، فوحدة البلاد عندي مُقدمة علي أي قضايا “خلافية” أو صرّاع حول السُلطة والموارد فيه ، أو قضايا للتغيير يمكن حلها والوصول إليها وتحقيقها من خلال حركة النضال المُستمرة والثورة ، للوصول لوطن به كافة حقوق المُواطنة المتساوية ، علماني ديمُقراطي موحد ، وطن للعدالة والحريات ، ودستور دائم ومبادئ فوق دستورية تضمن وحدته وكافة حقوق السُودانيين به ، لنا وللأجيال القادمة بإذن الله ، يسع ويتعايش فيه الجميع بسلام….
مع التحايا والإحترام ومحبتي والوُد المُخلِص…..
الجذري السوداني من وطنه بالولايات المتحدة الأمريكية يقول أنه تلقى العديد من الأسئلة ! يعني المناضل الشيوعي السوداني الأمريكي بقى عالمي وأخطر من نوم شومسكي نفسه وزغرطي يا كلتوم ويا أرقصي يا إشراقة نضال عبر وبقى مرجع في البوليتيكا بالإضافة لقوادته الحوار مع الأخوان المسلمين
اول مرة اشوف جذري يتم استشارته!!!؟ معروف الجذري رطاط وبتاع ورجغة ودائما مواقفه مهببة ومشاترة وان ال٠ذريين ناس منظراتية وكلامهم كتير وشقاقين للصفوف وامخاخهم صغيرة وتعبانة جدا، عشان كدا الحزب الشيوعي انتهي وتلاشي تلقائيا وبراهو من غير ماحد يسالهم.
الغريبة الجذري نضال عندما اراد العيش في الخارج اختار امريكا ولم يختار روسيا او كولمبيا !! عرفتو كيف الجذريين والشيوعيين ناس مواهيم ساي
جاوب ي نضال علي الاسئلة وماتعمل رايح
الكسرة دى وراك وراك ي جذري
حاوب