مقدونيا : جوهرة البلقان المخفية

طه يوسف حسن
من مطار بريشتينا في كوسوفو التي ولدت من رحم الحروب اليوغسلافية في في مقتبل الآلفية الثانية في منطقة البلقان التي مزقت الحرب خارطتها إلى دويلات أنطلقت بنا الحافلة من مطار (أدمي يشاري) بطل ومهندس تحرير كوسوفو من قبضة يوغسلافية جوزيف تيتو الذي حاول تأسيس مملكته من فتات القوميات في منطقة البلقان ، لم تستطع الجبال من حجب السهول الخضراء و الأنهار التي تتفجر من ينابيع جبال البلقان، رغم أنني سبق وزرتُ كوسوف في مطلع عام 2022م إلا إنها تخبئ أسرارها وسحرها الذي جعلنا نتوه شغفاً في تلك الطبيعة المتمردة التي تجمع بين الجبال الشاهقة و الأنهار و السهول الخضراء.
ساعة و نصف الساعة حطت بنا الحافلة ورفاقي الصحفيين في مدينة سكوبي عاصمة مقدونيا التي لم أعرف عنها شي سوى بطولات الإسكندر المقدوني، حطت بنا الحافلة في مدينة “الأم تريزا سفيرة العمل الإنساني” في سكوبي المدينة العذراء التي تتوارى خجلاً بين مدن أوربا الشرقية فاجئتنا بحسنها وجمالها المحتشم “مغطاة بنوافير رقص متعددة الفرح في كل مكان”. هذه المدينة المتسامحة تحتضن الكنائس البيزنطية و المساجد التي يخرج منها صوت الآذان مجلجلاً ليست كآذان بعض الدول العربية التي يخرج من منابرها مُستحياً أوكما قال أحمد شوقي.
مررتُ بِالمَسجِدِ المَحزونِ أَسألَهُ
هَل في المُصلى أَو المِحرابِ مَروانُ
تَغَيَرَ المَسجِدُ المَحزون وَاخِتَلَفَت
عَلى المَنابِر أَحرارٌ وَعِبدانُ
فَلا الأذانُ أَذانٌ في مَنارَتِهِ
إذِا تعالى وَلا الآذانُ آذانُ
آمنت بالله واستثنيت جنته سكوبي روحٌ وجناتٌ و ريحانُ ، بفضل معالمها السياحية المتميزة وطبيعتها الخلابة، حجزت موقعها على الخريطة السياحية العالمية.
أدهشتني تلك الدولة المحشورة في جنوب شرق أوروبا، بين ألبانيا وكوسوفو وصربيا وبلغاريا واليونان والتي تصنفُ مخزنا و إحتياطي ثقافي لمنطقة البلقان تحتضن تراثًا يعود إلى العصور القديمة، حيث كانت جزءًا من الإمبراطورية المقدونية العظيمة التي قادها الإسكندر الأكبر.
لم تفلت مقدونيا من تمرد الطبيعة كوصيفاتها من يوغسلافيا السابقة حيث اللوحة الفنية المتنوعة التي تشمل الجبال الشاهقة، مثل جبال شار وجبل بيلاسيكا، والوديان الخضراء، والبحيرات الخلابة مثل بحيرة أوهريد، مما جعلها وجهة لعشاق المغامرات.
يجمع المجتمع المقدوني بين التقاليد البلقانية والتأثيرات العثمانية والأوروبية، مما يخلق مزيجًا فريدًا من العادات والتقاليد. تشتهر البلاد بالموسيقى الفلكلورية التي تعكس تاريخها المتنوع، كما أن المطبخ المقدوني تفوح منه رائحة التبولة اللبنانية و الفلافل ولكنه يحتفظ بالأكلات الشعبية مثل التافشي جرافشي (الفاصولياء المطبوخة ببطء) والأجفار (معجون الفلفل الأحمر الحار).
دول لا تتعدي عمرها العشرون سنة كمقدونيا وكوسوفو ولتوانيا ولاتفيا والحيل الاسود انطلقت وحجزت مواقعها بين الدول بفضل احترام الراي الاخر والتربية الوطنية وحب الوطن بينما نحن هنا لازلنا داخل البلاعات النتنة للكيزان والشيوعيين وحركات الارتزاق والطائفية والطرق الصوفية والادارلت الأهلية وغيرها من الخزعبلات والدجل والشعوذة ينهيون ويسرقون ويدفعون البلد الي حفرة الجحيم ،،،الله لا كسبكم يا ديناصورات يا لصوص
مقدونيا يا كبير يا ماعند شغله عاجبتك بدلتط مع علم الامم المتحده انت قنييط كبير ما عندك شعله ولا مشغله