قراءة تحليلية فيما ورد في الدستور الإنتقالي لجمهورية السودان 2025م

مها طبيق
الحلقة ( الثانية )
إن أهم ما ورد في الباب الأول لدستور السودان الانتقالي في مادته السابعة الفقرة الثانية تحت عنوان المبادئ فوق الدستورية والدستور حيث تم تعريف هذه المبادئ ب (هي مجموعة المبادئ والقواعد والقيم الأساسية الدائمة والملزمة والمحصنة التي يمنع إلغائها أو تعديلها أو مخالفتها بأي إجراء أيا كان وتشمل العلمانية والديمقراطية التعددية الخ …) .
ما يهمنا هنا ذكر العلمانية صراحة كأول مرة ينص عليها في دستور من دساتير السودان منذ الاستقلال ، فالتساءل المطروح لماذا نص الدستور الإنتقالي على مبدأ العلمانية ؟
نحن نعلم أن السبب الرئيسي في إنفصال جنوب السودان هو إصرار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في تطبيق الشريعة الإسلامية ليس من أجل الدين ولكن رغبة في الإنفراد بحكم شمال السودان (راجع ما ورد على لسان غازي صلاح الدين في تسريبات ويكيليكس) فكان إصرارهم تطبيق الشريعة في عموم السودان رغم التباين الديني والتعدد الثقافي الذي يزخر به البلاد فجاء الخيار في نصوص اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) بين تطبيق الشريعة أو حق تقرير المصير لجنوب السودان ، فأختار شعب الجنوب الإنفصال لما رأؤوه إستحالة التعايش في دولة لا تساوي بين مواطنيها في الشأن العام .
إن موافقة المجموعات السياسية والعسكرية التي وقعت على دستور السودان الانتقالي 2025م على مبدأ العلمانية كأحد المبادئ فوق الدستورية المحصنة من الٱلغاء ، كانوا حريصين بأن لا يضحوا بأي شبر من أرض الوطن بسبب دغمسات أهل الهوس الديني كما وصفها الرئس المعزول عمر البشير والذي قال (أن ما تم تطبيقه شريعة مدغمسة) ، أضف إلي ذلك الممارسات الكارثية بإسم الاسلام أثناء حكم المؤتمر الوطني طيلة الثلاثين عاما وفق إعترافات الٱسلاميين أنفسهم والتي لا تمت إلي صحيح الإسلام بصلة .
السؤال الثاني ما هو الضرر من تطبيق مبدأ العلمانية في السودان المتنوع والمتعدد ليشارك كل طوائف وشعوب السودان في إدارة شؤون البلاد بمساواة ومواطنة كاملة دون فرض أي طرف أيديولوجيته على طرف آخر مختلف دينيا وثقافيا وهذا الطرف له الحق الاصيل في تراب هذا الوطن ؟ وما الفائدة من التقسيم والتضحية بوحدة البلاد ومواردها من أجل إرضاء مجموعة مهووسة تم تجربتها ثلاثون عاما عجافا وأسقطهم الشعب بكلمة واحدة .
إنه لعين العقل أن أختار عقلاء السياسة السودانيين في نيروبي وحدة البلاد وازالوا كل مسببات التقسيم مستقبلا .
أما كلمتنا في العلمانية كمبدأ وهي كلمة ومن وحي الممارسات الدولية فلها مفاهيم ومعاني متعددة ومرنة وهناك اختلافات كبيرة بين الدول في تطبيق العلمانية فمنها المتطرفة ومنها المرنة وهناك نماذج متعددة فعلمانية فرنسا تختلف عن الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وعلمانية نيجيريا تختلف عن نموذج السنغال ذات الأغلبية المسلمة أضف إلي ذلك علمانية تركية وماليزيا واندونيسيا ، فهناك براح في الاختيار بما يتلائم وظروفنا التاريخية والثقافية ، وبالتالي ليس الأمر جامدا يتعارض مع عقائد وقيم السودانيين إذا أحسنوا الاختيار .
خاتمة :
إن تضمين مبدأ العلمانية كإحدى المبادئ فوق الدستورية في دستور السودان الانتقالي 2025م يعكس تحولًا جوهريًا في الفكر السياسي السوداني، ويؤكد رغبة الموقعين على هذا الدستور في بناء دولة تقوم على أسس المواطنة والمساواة، بعيدًا عن الإقصاء والتمييز الديني أو الثقافي. فالتجارب السابقة أثبتت أن استخدام الدين كأداة للحكم أدى إلى تقسيم البلاد وإقصاء فئات واسعة من المجتمع، وهو ما يسعى هذا الدستور لتجاوزه .
إن اعتماد العلمانية لا يعني استيراد نموذج واحد جامد ، بل يمكن تكييفها بما يتناسب مع الواقع السوداني المتعدد ثقافيًا ودينيًا ، كما أثبتت تجارب دول أخرى ذات أغلبية مسلمة . فالهدف الأسمى يظل تحقيق وحدة السودان واستقراره ، وضمان مشاركة جميع مكوناته في إدارة شؤونه دون تمييز. وبذلك ، فإن خيار العلمانية لا يجب أن يُنظر إليه كتهديد ، بل كوسيلة لحماية التنوع وضمان مستقبل أكثر عدلًا وانسجامًا للبلاد .
بلوه واشربوا مويتو ، علمانية قالت، دي في دارفور ماتطبقوه يا طبيقة اهل دارفور اهل القرآن
يطبق رغم انفك يا كويز يا معتوه وفي كل السودان.
الحمد لله اثارتكم للنعرات القبليه والجهوية جعلت اهل السودان الاصليين اهل الهامش يستفيقون من سباتهم وتوحدت راياتهم في سبيل كنسكم وكنس مشاريعكم العروبواسلاميه الوهميه. من المفارقات الكوز المهووس لا يستطيع اقناع عشرة اشخاص بعروبيته وحسن اسلامه ومع ذلك يصر بصورة مرضيه طفوليه علي تطبيق شريعه متوهمه وادعاء نقاء عرقي لا يوجد دليل واحد علي انتمائه اليه,
انتم صدي مصر ومشاريعها الفاشله وحقل تجاربها والان جاء اهل السودان لاقامة دولتهم دولة المواطنة المتساويه والحقوق والواجبات والحريه والسلام والعداله والعلمانيه وبإمكان عبيد مصر مدعي العروبه والاسلمة الهجره اليها.
اي دستور في العالم يجب أن يكون توافقيا و هذا يستلزم عمل استفتاء أو أن يكون هناك برلمان حقيقي ( منتخب بالتصويت أو مفوض من قبل القواعد الشعبية ) و هذا لا يمكن تحقيقه في حالة الحرب و لم يتحقق بعد ثورة ديسمبر 2018
الاغلبية العظمى في السودان من المسلمين و بالتالي لا حاجة لتبني العلمانية .
بالله عليك أين التعدد الديني في السودان ؟
ما هي نسبة المسيحيين ؟
ما هي نسبة الوثنيين ؟
العلمانية تمنع استغلال الدين في السياسة وتهدد الشريعة المدغمسة لشرابين العرقي ونهابين المال العام وليست خصما من الدين الاسلامي، واوضح مثال الدول التي عبرت مثل ماليزيا واندونيسيا وتركيا.