التاريخ العُنصري للدولة السُودانية وسيادة عقلية البطش علي أساس عُنصري “الجيش ومليشياته والجنجويد ومليشيا الدعم السريع نموذجاً”(١)

نضال عبدالوهاب
المُمارسات العُنصرية والإستعباد والإسترقاق ظلت موجودة في كُل العالم وعلي مدي التاريخ الإنساني منذ بداياته وحتي اللحظة الحالية وأنا أكتب فيها هذا المقال ، وحتي بعد تطور المجتمعات وإنتهاء مؤسسة “الرق” بشكل رسمي إلا أن مظاهرها ومُخلفاتها وتبعاتها لاتزال موجودة حتي اللحظة ، وقد لاتنتهي بشكل “كامل” في كُل العالم قريباً مع تفاوت درجاتها ، نسبةً لتعمقها في كثير من مظاهر التنشئية والعقليات الموجودة وبعضها ظل مُتجذراً في كثير من المُجتمعات…
بالنسبة لنا في السُودان عانينا ولانزال نُعاني من أثر هذه “العُنصرية والعبودية” ، فالسُودان ظلّ تاريخياً مُرتبطاً بهذه المؤسسة “مؤسسة الرق” ، وقد كتب العديدون عنها ووثقوا لها ، وأنا هنا لست معنياً بالكتابة عنها تفصيلاً ، لعدم التخصصية أو الإلمام الكامل بتفاصيلها التاريخية الصحيحة ولكن ما يعنيني منها كاحد المُهتمين والعاملين لعملية التغيير في بلادنا والقضايا المُتعلقة به خاصة في جانبها السياسِي هو آثارها علي بلادنا وكيفية وضع بلادنا في الطريق الصحيح للتخلص من تأثيراتها علي إستقرار الدولة السُودانية وتماسكها وتقدمها.
ولكي نتعلم من كُل أخطاء الماضي وحتي اللحظة ، من المهم الأعتراف التام بوجود تلك المُشكلات التي تُعيق إستقرار وتماسُك وتقدم السُودان ، خاصة في ظل كُل التنوع والتعدد والإختلاف والتباين الموجود به.
ساتناول في هذا المقال البطش المُرتبط بالعنصرية الذي تمت ممارستة من قبل الدولة السُودانية مُمثلة في المؤسسة العسكرية أو الجيش والمليشيات التي تبعت له لاحقاً وأجهزة الامن المختلفة والشرطة والتي مثلت الأنظمة المُتعاقبة منذ الإستقلال في العصر الحديث ولاشك فقد نالت كُل الأنظمة نصيبها في هذه المُمارسات من كُل أجهزة هذ الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية ، وخاصة في ظل الأنظمة الإستبدادية العسكرية والديكتاتورية وللغياب التام لمبدأ المُراجعة والمُحاسبة وإختلالات الدولة وغياب لغة القانون والتساوي عنده والعدالة ، وإنتفاء مقاييس المواطنة المتساوية بالتالي وكافة حقوق الإنسان ، فشهدنا نموذج الدولة العُنصرية الباطشة بدرجات متفاوتة تمثلت ذروتها في نظام الإسلاميين المُمتد من ١٩٨٩م وحتي ٢٠١٩م أي لمدة ٣٠ سنة ، ولكن مع هذا فتاريخ هذا البطش بدأ باكراً ، وهنا اتحدث عن مرحلة مابعد إستقلال السُودان وتولي السُودانيون شؤون الحُكم فيه ، وتركز بصورة أكبر خلال كافة الحروب التي شنتها الدولة المركزية إبتداءً من حرب الجنوب الأولي وحتي الحرب الحالية مابعد ١٥ أبريل ، مروراً بالحروب الأخري في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان والشرق.
فمُمارسات مثل العُنف المُفرط ، والذي يصل إلي حد الإبادة ، والتطهير العرقي كله تمت ممارسته وبوحشية خلال حرب الجنوب الطويلة ، من قبل الجيش وعناصره ، حرق القري وقتل جميّع أهلها بمن فيهم الأطفال ، وبقر بطون النساء الحوامل ، وقد تحدث الكثير من الضباط والجنود عن هذه المآسي والمشاهد المؤلمة ووثقوا لها ، وأن الجيش كان يستخدم عنفاً غير مسبوق بناء علي لغة العنصرية والتشفي ، ومن المؤكد أن كُل هذا قد ولد الكثير من الأحقاد والعنصرية المُضادة في أجيال كاملة للضحايا من الجنوبيون وساهم في تقريب فكرة الإنفصال لديهم لاحقاً عندما أُتيحت لهم الفرصة ، خاصة في ظل عدم شعورهم بالترحيب بهم في دولة هم ينتمون لها من المفترض والغياب التام لحقوق مساواتهم فيه ومواطنتهم المنقوصة ، كل تلك عمليات القتل والإبادة كانت تتم بصورة ممنهجة ومقصودة وبعنف ، مقرونة بحالات الإغتصاب والإعتداءات الجنسية والإسترقاق والإستعباد وإستخدام الأطفال والنساء وكل مظاهر الرق غير “المُعلن” من قبل منسوبي الجيش النظامي ، في مناطق الحرب والمدن والقري التي يدخلونها أو يستولوا عليها ومع الغياب التام للعدالة في السُودان من خلال مُمارسات الدولة ، إنعكس هذا علي بقية مسؤليات الدولة في التنمية والخدمات في التعليم والصحة والعلاج وحتي مياه الشرب وابسط ضروريات الحياة لتلك المناطق من مدن وقري ، و التي تم تعمّد تهميشيها ونسيانها ، خاصة في أطرافها سواء الجنوب نفسه ، ثم الشرق والغرب ، فلنا أن نتخيّل هذا الواقع ، والذي إذداد سؤاً بظاهرة الجفاف خاصة في الغرب دارفور وكردفان وحركة النزوح ، وإنعدام الوظائف مما حدي بالكثيرين للعمل إما في المهن الهامشية ، أو الإستخدام للعمل في المنازل ، أو حتي المهن غير القانونية في الدعارة وبيع الخمور وغيرها ، كل هذا من مظاهر الدولة العُنصرية في السُودان ، خاصة مع تفشي الفقر وسط هذه المجموعات السُكانية ، وكان طبيعي تمدد الجريمة ، وعمليات السطو والسرقة ، فزاد بطش مؤسسات الدولة الأمنية سواء في الشرطة أو الامن والمُلاحقات ، بما عُرف “بالكشات” ، وكان يتم إستهداف بناء علي الهوية خاصة لابناء وبنات الجنوب ودارفور وجنوب كرفان وجبال النوبة ، مع ملاحقات للنساء من تلك المناطق وكافة أنواع المُعاملة القاسية وغير الآدمية والعنيفة والإعتداءات والإنتهاكات المتكررة لدرجة الإغتصابات والتنكيل وغيرها ، كُل هذه المُمارسات ظلت موجودة وتمثل سلوك الدولة وليس أفراد فيها؟؟؟ .
النتيجة التي أود الوصول إليها من خلال هذه المقالات هو التاريخ العُنصري للدولة في السُودان مابعد الإستقلال ، من خلال إستعراض نموذج مؤسسة الجيش والقوي الأمنية والشُرطية والمليشيات التي صنعتها الدولة أو ساهمت في إنتاجها وعلي رأسها مليشيات الكيزان والجنجويد والدعم السريع ، خاصة في أوقات الحروب التي أشعلوها ، ومن خلال التعامل حتي مع الخصوم السياسين وفق الدوافع القبلية والإثنية والعُنصرية ، وآثارها السئية علي السُودان حاضراً ومستقبلاً إن لم نستطع وضع حد لهذا العُنف العنصري المُمنهج ، خاصة في ظل إنتشار التشظي الإجتماعي وخطابات الكراهية وتمدد الروح الإثنية والقبلية ، وسنحاول المواصلة في إتجاهات جذور المشكلة وصولاً للمُعالجات والحلول التي تُسهم التعافي لبلادنا وإنتهاء الحروب والصراعات ، وفي تماسكها وإستقرارها و إستتباب الأمن والأمان والسلام فيها وفي وحدتها وتقدمها…..
ونواصل…
جاوب ياجذري وورينا كيف سيتم نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان
جاوب علي مقالك المهبب المنشور في الراكوبة بتاريخ ١٥ اغسطس ٢٠٢٤م بعنوان نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان
ولا هو كعادة الجذريبن الشيوعيين المواهيم كلام والسلام
انتو كدا ي شيوعيبن ي جذريين نضاميين ومنظراتية وعقولكم صغيرة وقصيري نظر وشقاقين للصفوف،
بسبب هبل وعبط ومثالية ودلاهة اليسار تمكن من بلدنا وعالمنا العربي والاسلامي الدواعش والارهابيين وانتشر التخلف وسيطر المتخلفين الرجعيين المجرميين
ويييييين اليسار من الخارطة السياسية في المنطقة؟؟
اليسار مافالح الا في شق صف القوى الثورية وخدمة عصابات الجماعات الإسلامية الارهابية
كدة جاوب وبطل تنظير ورط كتير وورينا كيف سيتم نزع الشرعية من طرفي الحرب جيش الكيزان الارهابيين وعبيدهم الانجاس ومليشيا الدعم السريع التى صنعوها؟؟؟؟
جاوب ياجذري يا العاوز تطبق افكار الشيوعيين الروس ومشيت سكنت في امريكا معقل الراسمالية، عشان تعرف نفسك فعلا جذري متناقض وهم كاي شيوعي اخر.
جاوب فوالله وبالله وتالله لن تتوقف الكسرة الا اذا جاوبت عليها او اهلك انا دونها.
جااااااوب وماتعمل رايح موش انت جذري وبتفهم في اى حاجة!!
جاوب
الشيوعي الجذري السوداني من موطنه بأميريكا يكتب عن العنصرية في السودان؟ ما تقول لينا إنك ضحية
الا يكفى ان يفول رئيس السودان ( انه لا يريد اسيرا ولا جريحا ولا شجرا ولا بشر ولا بقر) فى حربه ضد التمرد وينسب لنفس الرئيس مقولة ( ان الغرابية شرف لها اذا ركبها جعلى ) وينسب له قول اخر ( الهوسا ما سودانيين)اذا لم تكن هذه الكلمات ذات مدلول عنصرىتمييزى فماذا تحمل فهو هنا ليس وحده فالبرهان نفسه ردد عبارة قريبة منها فى احدى زيارات لبلدته قندتو_( انحنا ما زيهم) ولكن من يعنى بذلك _( نحن والاخرون) العنصرية والتمييز جزء من النسيج السودانى فما ان يقابلك سودانى خاصة فى الخارج الا ويبادرك بالسؤال البسيط ذى الابعاد التمييزية من وين لو سمحت او اهلك منو او غيره من الاسئلة ليتم اصدار حكم لصورة نمطية موجودة اصلا…. احد الاصدقاء دعانى لحضور نقاش عن جنى القطن بمشروع الجزيرة حيث قدم احد المشاركين ورقة جاء فيها ( ان جنى القطن يجيده مواطنون من مناطق بعينها) دون ان يقدم تفسيرا او تبريرا لذك اعترض الصديق عليه بقوله ان ذلك يماثل تمييزا يشبه نظام الابارتايد الذى يحتم على فئة من الناس اعمالا بعينها وكانت المفاجاة ان مدير جامعة الجزيرة ربنا يرحمه وقف مساندا لذلك الراى