أخبار مختارة

أصوات المهمشين: نضال مجتمعات الكنابي في السودان

 

الملخص التنفيذي:
أجرى التحالف السوداني للحقوق بحثًا شاملاً وموضوعيًا، حيث تواصل مع شهود عيان وقام بتحليل مجموعة من الانتهاكات والفظائع التي تم توثيقها ضد مجتمعات الكنابي في السودان. يركز هذا التقرير، بعنوان ” أصوات المهمشين: نضال مجتمعات الكنابي في السودان”، على الفترة من أكتوبر 2024 حتى دخول الجيش وحلفائه إلى ولاية الجزيرة في يناير 2025.
خلال هذه الفترة، تعرضت مجتمعات الكنابي لعدد من الانتهاكات الجسيمة، شملت التصفيات الجسدية، والإعدامات، والتهجير القسري، ونهب المواشي والممتلكات. تعد هذه الفظائع تذكيرًا مرعبًا بالعنف المنهجي ضد المجتمعات الضعيفة مما نتج عنه دمار واسع النطاق، وفقدان للأرواح، وتهجير للسكان. يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على التكلفة البشرية لهذه الانتهاكات، وإيصال أصوات المهمشين في هذه الأزمة المستمرة.
المقدمة:
الكنابي، جمع كنبو، هي مساكن غير رسمية يسكنها عادة عمال الزراعة في السودان، وتُبنى باستخدام مواد بسيطة مثل الطين والقش. وغالبًا ما تقع هذه المجتمعات على أطراف القرى الزراعية، بالقرب من مشاريع الري الكبيرة وأنظمة الصرف. وعلى الرغم من دورها الحيوي في مجال الزراعة في السودان، فإن مجتمعات الكنابي تعاني من عنف شديد وتهميش بسبب غياب الاعتراف الرسمي بها وبحقوقها القانونية. وغالبًا ما يُنظر إلى سكان مجتمعات الكنابي كغرباء من قبل أهالي المناطق التي يستقرون فيها، مما يعرضهم للإساءة. وغالبًا ما يرتبط اضطهادهم بقضايا سياسية وعرقية واقتصادية أوسع. ولأنهم يُعتبرون كبش فداء في النزاعات الوطنية والإقليمية، فإنهم يتحملون وطأة العنف والظلم المنهجي.
تأسست مجتمعات الكنابي في عام 1925 خلال فترة الاستعمار كجزء من مشروع الجزيرة ، الذي كان يهدف إلى تطوير الزراعة في المنطقة. ولكن في غالب الأحيان كان يتم تجاهل هذه المجتمعات وتهميشها. وعلى الرغم من مساهمتها الكبيرة في الإنتاج الزراعي، فقد حُرمت من حقوق المواطنة الكاملة وما يترتب عليها من حقوق، حيث افتقرت إلى الاعتراف القانوني والموارد اللازمة لتحسين ظروف حياتها.
ينتمي سكان الكنابي إلى طيف واسع من المجموعات العرقية من غرب السودان، وخاصة دارفور وكردفان، بالإضافة إلى سكان الدول المجاورة الذين هاجروا إلى السودان عبر القرون.
مع مرور الوقت، أصبحت هذه المجموعات جزءًا لا يتجزأ من سكان السودان، وأسهمت في المشهد الزراعي والثقافي للبلاد. ومع ذلك، لا تزال هذه المجموعات تواجه التهميش والإقصاء، حيث يعيش العديد منهم في فقر مدقع ويفتقرون إلى حقوق المواطنة الأساسية. ورغم غياب تقديرات دقيقة لعددهم، إلا أن عدد سكان الكنابي كبير، لاسيما في ولاية الجزيرة. تشمل المجموعات القبلية لسكان الكنابي قبائل البرقو، التاما، الهوسا، الأرنقا، المراريت، الفور، الزغاوة، المساليت، الداجو، المسيرية، أولاد راشد، الرزيقات، النوبة، بالإضافة إلى مجموعات أخرى أصبحت الآن جزءًا من دولة جنوب السودان، فضلاً عن قبائل أخرى أصغر. على الرغم من أن هذه المجتمعات تلعب دورًا أساسيًا في الزراعة السودان، فإنها تظل محرومة من حقوقها الأساسية والخدمات مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. كما أن وضعها القانوني يظل غير مستقر، مما يعرضها للاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان.
تفاقمت الأوضاع عندما استولى الجيش السوداني وحلفاؤه على ولاية الجزيرة، حيث تأثرت بشكل كبير مجتمعات الكنابي في المناطق المحيطة، وتم استهدافها بسبب ضعفها. فقد تعرضت هذه المجتمعات للمجازر، والتهجير القسري، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، مما يبرز التحديات العميقة التي تواجهها في السودان.
قضايا سكان الكنابي: تاريخ من التهميش والاستغلال:
لقد عانى سكان الكنابي لفترة طويلة من الحرمان المنهجي والاستغلال، وهو إرث ناتج عن قرارات تاريخية أفضت إلى تهميش مجتمعاتهم. بعد افتتاح خزان سنار في عام 1925 والتوسع السريع في مشروع الجزيرة، بدأت حياة سكان الكنابي تتغير. ومع ذلك، أدى الركود الاقتصادي العالمي في عام 1929 والتحولات في ممارسات الزراعة إلى عدم الاستقرار الاقتصادي وزيادة عدم المساواة. ورغم التحسن المؤقت في حقوق ملكية الأراضي لبعض عمال الزراعة بين عامي 1931 و1944، إلا أن هذه التقدمات تم التراجع عنها فجأة بسبب السياسات التمييزية التي أُدخلت في عام 1945 تحت إدارة أول مدير سوداني، السيد مكي عباس. حيث مهدت قراراته، بما في ذلك مصادرة الأراضي واستبعاد عمال الكنابي من المناصب ذات الأجور في المؤسسات الحكومية، الطريق لعقود من التهميش والاستغلال. لقد خلقت هذه الخلفية التاريخية دورة من الظلم الموروث، مما جعل مجتمعات الكنابي ضعيفة ومحرومة من حقوقها الأساسية.
يواجه سكان الكنابي تحديات مستمرة تؤدي إلى تفاقم معاناتهم وزيادة فقرهم، وتقييد قدرتهم على الوصول إلى الموارد والفرص، حيث تتجسد هذه التحديات في القضايا التالية:
1. سياسات التمييز العنصري والقوانين منذ عام 1945
منذ منتصف القرن العشرين، قام السودان بتطبيق مجموعة من السياسات التي استهدفت استبعاد مجتمعات الكنابي من المشاركة المتساوية في المجتمع. ففي عام 1945، استهدفت التعديلات في السياسات الزراعية السودانية بشكل خاص العمال الزراعيين، ما كان له تأثيرات سلبية كبيرة على سكان الكنابي. إذ ألغت تلك السياسات حق العمال الزراعيين في وراثة الأرض أو توريث ممتلكاتهم لأسرهم، مما جعلهم قوة عاملة مهمشة وقابلة للاستغناء عنها. ونتيجة لذلك، فقدت العديد من عائلات الكنابي القدرة على بناء ثروة مستدامة أو تحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي، مما زاد من تهميشها.
2. حقوق المواطنة المتساوية:
أصبحت مسألة التلاعب بحقوق المواطنة واضحة من خلال قانون تعريف من هو السوداني لعام 1948 وقوانين الجنسية السودانية اللاحقة التي رسّخت التمييز العنصري ضد مجتمعات الكنابي. حيث طالما عانت هذه المجتمعات من التمييز القانوني، خاصة فيما يتعلق بالجنسية والاوراق الثبوتية. فقد تم حرمان العديد من سكان الكنابي من الجنسية أو واجهوا عقبات كبيرة في الحصول على الوثائق القانونية الأساسية مثل بطاقات الهوية الوطنية أو شهادات الميلاد. وقد ساهم هذا الافتقار إلى الاعتراف الرسمي في تعزيز وضعهم كمواطنين من الدرجة الثانية ، مما قيد بشكل كبير فرصهم في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية.
3. سياسات الحرمان من التنمية:
على الرغم من دورهم الحيوي في الاقتصاد الزراعي السوداني، تم استبعاد مجتمعات الكنابي بشكل منهجي من فوائد المبادرات الحكومية للتنمية. فقد تم تبني سياسات حرمتهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، رغم مساهمتهم الكبيرة في الإنتاج الزراعي. كما أن المشاريع الحكومية، مثل بناء المدارس وتوفير خدمات الصحة العامة، لم تشمل هذه المجتمعات التي غالبًا ما تُعتبر منبوذة أو مواطنين من الطبقات الدنيا. وقد أدى هذا الإهمال إلى استمرار دوائر الفقر، مما ترك سكان الكنابي أمام فرص محدودة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية.
4. السكن والخدمات:
تعتبر ظروف السكن في مجتمعات الكنابي عمومًا دون المستوى، حيث تُبنى العديد من المنازل باستخدام مواد بسيطة مثل الطين والقش. إن غياب البنية التحتية في هذه المجتمعات يعني أن السكان غالبًا ما يفتقرون إلى المياه النظيفة، والصرف الصحي، والكهرباء. هذه الظروف المعيشية القاسية هي نتيجة مباشرة للإهمال والتمييز التاريخي الذي تعرضت له هذه المجتمعات. كما أن عزلة هذه المجتمعات عن بقية المجتمع السوداني تزيد من هشاشتها، إذ تفتقر إلى الشبكات الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تسهم في تحسين وضعها. ومع غياب المدارس في مجتمعاتهم، يضطر أطفالهم إلى الذهاب إلى المدارس في القرى المجاورة.
5. العمل وعلاقات الإنتاج:
ان نظم العمل في مجتمعات الكنابي استغلالية ، مما يدفع العمال إلى الوقوع في دائرة الفقر. ينخرط الكثيرون في الزراعة بنظام المشاركة أو استئجار الأراضي، أو يعملون بأجور منخفضة دون أن يتمتعوا بأي حقوق قانونية في ملكية الأرض. هذا الاعتماد على ملاك الأراضي يُبقيهم عاجزين اقتصاديًا ومقيدين اجتماعيًا، ما يُعيق قدرتهم على تحسين ظروفهم المعيشية أو التحرر من الاستغلال. ورغم إسهاماتهم الكبيرة في الاقتصاد السوداني، يُحرم عمال الزراعة في الكنابي من الحصول على تعويضات عادلة أو فرص للتقدم والارتقاء.
6. نظام الشراكة أو المُزارعة:
يقوم عمال الزراعة بكل المهام الفلاحية من زراعة، وتنظيف حشائش، وحصاد، ومن ثم يتقاسمون المحصول بالتساوي مع مالك الأرض.
7. نظام الإيجار:
يستأجر العمال الأرض لموسم زراعي واحد، مع احتفاظهم بكامل حقهم في المحصول، إلا أنهم يتحملون الالتزامات الضريبية.
8. نظام العمل بالأجر:
يتم استخدام العمال الزراعيين بنظام الأجر اليومي أو الشهري أو حسب القطعة لزراعة المحاصيل الغذائية والخضروات، بالإضافة إلى المحاصيل النقدية مثل القطن والقمح، وكذلك للعمل في مزارع قصب السكر.
تُعزز هذه الترتيبات العمالية التهميش الاقتصادي، حيث يبذل عمال الكنابي جهودًا كبيرة دون الحصول على تعويض يتناسب مع عملهم.”
باختصار، منعت هذه السياسات مجتمعات الكنابي من تحقيق المساواة وتأمين حقوقهم كمواطنين كاملين، مما فرض عليهم حياة من الفقر والحرمان والهشاشة. هذه التحديات لا تعيق قدرتهم على الازدهار فحسب، بل تُديم أيضًا دوائر التهميش والحرمان التي لا تزال تُحدد تجربتهم في السودان اليوم.
1. الانتهاكات ضد مجتمعات الكنابي: إرث من الظلم:
على مر السنين، عانى سكان الكنابي من تاريخٍ مليءٍ بالعنف الممنهج والتمييز والإقصاء، حيث تراوحت الانتهاكات ضدهم بين العنف الجسدي، كالقتل والتعذيب، والنزوح القسري وتدمير الممتلكات. هذه الأعمال الوحشية ليست حوادث منفردة، بل هي نمط استمر لعقود، مما أثر بشدة على رفاهية وسبل عيش مجتمعات الكنابي.
لقد عانى سكان الكنابي من العديد من انتهاكات حقوق الإنسان على مر تاريخهم. وفيما يلي بعض من هذه الانتهاكات التي تم الإبلاغ عنها في مجتمعات الكنابي على مر السنين:
• كمبو بابنوسة (1995): تم حرق طلاب قرآن أحياء في كمبو بابنوسة بالقرب من قرية الشريف مختار بشرق الجزيرة.
• كمبو وادي شعير (1999): قُتل عدد من المواطنين وحرق الكمبو ، مما أجبر الناجين على الانتقال إلى مناطق أخرى ضمن محلية الحصاحيصا.
• كمبو محمد زين (2014): تم قطع الخدمات الأساسية عن قرية محمد زين، وقُتل مواطن، ومنع الطلاب من مواصلة تعليمهم في محلية جنوب الجزيرة.
• كمبو أفطس (2018): تم مهاجمة كمبو أفطس في محلية الحصاحيصا؛ وأُحرقت العديد من المنازل وتعرض المواطنون للتعذيب.
• كمبو المعليق (2020): تم حرق عدد من المنازل بكمبو المعليق بمحلية الكاملين.
تُظهر هذه الأمثلة الانتهاكات التاريخية التي واجهها سكان الكنابي، مما يثبت أن التقارير عن موجة العنف الأخيرة ليست سوى امتداد لتاريخ طويل من الإنتهاكات.
الانتهاكات بعد دخول الجيش السوداني إلى ولاية الجزيرة:
عانت مجتمعات الكنابي لعقود من العنف والتهجير القسري والتمييز القانوني. بدءًا من المجازر في التسعينيات من القرن الماضي وصولاً إلى الهجمات الأخيرة من الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، حيث تم استهدافهم بشكل منهجي بسبب وضعهم المهمش. تُبرز معاناتهم المستمرة العنف المؤسسي في السودان، الذي استمر في حرمانهم من حقوقهم الأساسية وسلامتهم وكرامتهم.
تفاقم الوضع بشكل ملحوظ مع سيطرة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه على ولاية الجزيرة، مما أدى إلى تصاعد العنف. استهدفت الجماعات المسلحة المدنيين بشكل خاص، لا سيما من ينحدرون من خلفيات عرقية وقبلية مهمشة، مما زاد من تعميق الأزمة وتفاقم الاضطهاد الذي يعانون منه منذ أمد طويل.
 محلية أم القرى:
بعد دخول الجيش، شهدت مناطق مثل أم القرى هجمات وحشية شملت اعتقالات جماعية، إعدامات، وحرق المنازل. في 7 ديسمبر 2024، اعتقلت قوات درع السودان 93 مواطنًا من كمبو التضامن في أم القرى، شرق ولاية الجزيرة. تم إعدام 23 مواطنًا بريئًا، وأُلقيت جثثهم في المزارع. وكان من بين الضحايا جمعة آدم، قمر هارون، هاني محمد، ود شاويش، إبراهيم آدم، محمد آدم، ياسين قمر، خميس خاطر، عبدو باوزي ، عبد المجيد حسن، بكري جدو، يحيى حسين، أحمد دنان، الشيخ بحر، محمود عبد الرحمن، أيوب عبد الرحمن، ياسين بابكر، محمد مهاجر، صبري، النيل صالح، حنتوش، وأثنين من أبناء عبد الوهاب. استُخدمت هذه الأساليب العنيفة لزرع الخوف في قلوب المجتمع وقمع أي مقاومة.
في 9 يناير 2025، ارتكبت قوات درع السودان مذبحة ضد سكان كمبو (5)، المعروفة بكمبو طيبة، في محلية أم القرى شرق ولاية الجزيرة. تم حرق طفلين، أحمد عيسى وحامد محمد، وهما على قيد الحياة داخل منزلهما. كما تم اغتيال ثمانية مواطنين آخرين، بمن فيهم عبد العزيز عبد الكريم، خاطر إبراهيم، أحمد إسحاق كيتا، صالح حماد، وشيخ الخلوة القرآىنية علي محمد. بالإضافة إلى ذلك، تم اختطاف 13 امرأة برفقة إبراهيم أبكر.
في 12 يناير 2025، تم حرق جزء من كمبو دار السلام بمحلية أم القرى بالقرب من القرية (31).
كذلك تم حرق كمبو (16) وكمبو مبروكة بمحلية أم القرى.
 محلية ود مدني الكبرى:
في محلية ود مدني الكبرى ومدينة ود مدني، ارتكب الجيش السوداني وحلفاؤه مجازر وجرائم حرب وثّقوها بالفيديو، شملت إلقاء شاب من أعلى جسر حنتوب، وإعدامات ميدانية، وتصفيات للمدنيين، بالإضافة إلى اعتقالات واختطافات. كانت الاتصالات مع المصادر داخل المدينة صعبة، مما حال دون الحصول على معلومات تفصيلية، لكن الوضع العام في ود مدني يمكن تلخيصه على النحو التالي:
1. اللاجئون من دولة جنوب السودان: تم استهدافهم بشكل كبير في عدد من المناطق والأحياء، بما في ذلك كمبو الجير بالقرب من جامعة الجزيرة، والأندلس، والدباغة، والإسماعيلية، والثورة موبي، وحلة محجوب.
2. المواطنون الذين تعود أصولهم إلى غرب السودان: تم استهداف هؤلاء الأفراد أيضًا في الأحياء المذكورة لأنهم يعيشون بجانب مواطني جنوب السودان في نفس المناطق، بالإضافة إلى بعض أفراد مجتمعات الكنابي على طول طريق ود مدني – الخرطوم، بما في ذلك كمبو حليمة وكمبو شتات.
3. مواطنون آخرون في المدينة: استُهدف هؤلاء الأفراد بناءً على اتهامات غير مُثبتة، دون أي إجراء قانوني، بزعم تعاونهم مع قوات الدعم السريع.
يتطلب الوضع في ود مدني مزيدًا من التحقيق للكشف عن النطاق الكامل للجرائم المرتكبة ضد المدنيين العُزّل.
 محلية جنوب الجزيرة:
بعد سيطرة الجيش السوداني على ود مدني، بالاضافة الى الانتهاكات الموثقة ضد المدنيين العزل التي ارتكبها الجيش السوداني وحلفاؤه، بما في ذلك ميليشيات البراء بن مالك الإسلامية المتطرفة، وقوات العمليات الخاصة، وقوات درع السودان، والجماعات المسلحة القبلية في المناقل والحوش، ووحدات المستنفرين، شهدت المدينة ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات المنهجية. هذه الانتهاكات، التي غالبًا ما استندت إلى استهداف عرقي وإثني، ركزت بشكل رئيسي على جماعتي البرقو والتاما، بالإضافة إلى مواطنين من غرب وجنوب السودان.
شملت الجرائم تصفيات جسدية، وقتل، وحرق المدنيين، والممتلكات والمنازل، وذبح المواطنين، والتهجير، والاعتقالات، والتعذيب، والنهب. بدأ الاستهداف العرقي بعد سيطرة الجيش على مدينتي الدندر وسنار، بما في ذلك مصنع سكر سنار، بما في ذلك مصنع سكر سنار، ثم امتد إلى مناطق جنوب الجزيرة، بما في ذلك وحدتي الحوش وحاج عبد الله الإداريتين.
1. كمبو الشكابة الجاك: في 9 يناير 2025، تم حرق الكمبو، مع مهاجمة المواطنين وتهجيرهم.
2. كَمبو قمبو: في 10 يناير 2025، تم تهجير كمبو قمبو بمنطقة مهلة، حيث تم احتجاز جميع مواطنيها بمنطقة المدينة عرب. تم اعتقال شباب من الكمبو وتعذيبهم، ونهب بعض الممتلكات، كما وتم نقل المسروقات عبر قوافل من الشاحنات إلى مدينة المناقل.
3. كمبو عشرة: في 10 يناير 2025، تم تهجير كمبو عشرة في محلية الحوش الإدارية، وتعرضت قرية النسيم للهجوم. كما قام الجيش والمستنفرون من منطقة الشريف مختار بنهب الماشية والمحاصيل.
4. قرية بُلين: تقع على بعد حوالي 2 كيلومتر غرب مدينة الحاج عبد الله، وتقطنها قبيلة البرقو، تم نهب 45 رأسًا من الماشية.
5. قرية ود ماهل: تقع غرب الحاج عبد الله، وتقطنها قبيلة البرقو وبعض أفراد قبيلة الكواهلة، تم نهب 100 رأس من الماشية.
6. قرية حلة داؤد: تقع على بعد حوالي 4 كيلومترات شمال غرب الحاج عبد الله، وتقطنها قبيلة البرقو وبعض أفراد قبيلة المراريت، تم نهب 80 رأسًا من الماشية.
7. قرية نمرة خمسة: تقع على بعد حوالي 6 كيلومترات شمال غرب مدينة الحاج عبد الله، بالقرب من الجسر 57 حيث يتمركز الجيش والقوات المستنفرة. تم نهب 60 رأسًا من الماعز والماشية والضأن.
8. قرية حلة بشر: تقع على بعد 7 كيلومترات غرب الخزان في مدينة الحاج عبد الله، وعلى بعد كيلومتر واحد فقط من الجسر (57) حيث تتمركز القوات المسلحة، وتقطنها قبائل البرقو والبرنو والهوسا. تم نهب 45 رأسًا من الماشية.
9. قرية النسيم: تقع على بعد 2 كيلومتر شرق مدينة الحوش، وتقطنها بشكل أساسي قبائل البرقو والتنجر والمساليت. تم نهب 60 رأسًا من الماشية.
10. كمبو عشرة: يقع على بعد نصف كيلومتر شرق الحوش. تم نهب عدد كبير من الماشية، رغم أن العدد الدقيق لم يُؤكد.
11. كمبو طويلة: يقع شرق الحوش، وتقطنه قبيلة التاما. تم نهب جميع المواشي في الكمبو.
12. كمبو محي الدين: تقطنه قبيلة التاما بشكل رئيسي، تم نهب جميع المواشي.
13. كمبو العقيدة: يقع على بعد 4 كيلومترات غرب الحوش، وتقطنه قبيلة التاما، تم نهب جميع الممتلكات والمواشي.
14. كمبو الروف: يقع شمال غرب مدينة الحوش، تقطنه قبيلة التاما، تم نهب عدد من المواشي.
15. كمبو أبو قمري: يقع على بعد 5 كيلومترات غرب مدينة الحوش، تم نهب المواشي.
16. قرية نعمة الله: تقع على بعد 10 كيلومترات من مدينة الحوش، وتقطنها قبيلة البرقو، تم ضرب المواطنين ونهب مواشيهم، واعتقال الشباب وإساءتهم. من بين الانتهاكات التي ارتُكبت في هذه القرية، تم تداول فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر امرأة تُدعى مريم تعرضت للضرب والتهديد والاعتقال من قبل جنود الجيش.
في جنوب الجزيرة، رافق نهب المواشي والممتلكات حملات اعتقال واسعة النطاق طالت الشباب والنساء، إلى جانب شتائم وإساءات عنصرية، بينما تكتظ سجون مدينة المناقل الآن بالأبرياء من مواطني ومواطنات الكنابي.
 محلية الحصاحيصا:
شهدت الحصاحيصا أيضاً فظائع لا تُصدق منذ تصاعد عنف الجيش السوداني وحلفائه. أصبحت هذه المنطقة، التي تقطنها مجموعات عرقية متنوعة، مسرحًا لعنف شديد ودمار واسع النطاق، وتميّزت بهجمات ممنهجة وقتل وتهجير ونهب.
في 1 يناير 2025، تم الهجوم على كمبو العجب في مدينة أبو قوتة من قبل الميليشيات المتحالفة مع الجيش، مما أسفر عن مقتل مواطنين (آسية إسحاق عمر،وأبكر إسحاق مطر) وإصابة آخر (عبد الكريم يحيى).
وفي هجوم آخر في نفس اليوم، 1 يناير 2025، هاجم مستنفرو الجيش مواطني كمبو لفة بمدينة أبو قوتة، وقامت بتهجيرهم قسراً إلى قرية الرقل، ونهب ممتلكاتهم بما في ذلك الأبقار والمواشي الأخرى.
في 21 يناير 2025، وأمام حشد من المواطنين وقادة الجيش السوداني الذين تجمعوا في موقع الجريمة، روى شاهد عيان تفاصيل الأعمال الوحشية التي ارتكبها الجيش السوداني، والمستنفِرين، وقوات درع السودان. وقال الشاهد: “تم قتل ست وعشرون شخصًا على يد مسلحين في هذا الكمبو. دفناهم في قبور جماعية على مدى يومين، مع وجود ثلاثة إلى ست جثث في كل قبر. كانت المهمة صعبة بالنسبة لي، حيث فر معظم الرجال والشباب من المنطقة. كان عليّ دفن إحدى الجثث بمساعدة زوجة المتوفى فقط. كان المسلحون يقتلون أي شاب أو رجل يصادفونه، ولهذا فر الناس. كانت المدرعات تطلق النار على المدنيين في الكمبو. في إحدى المرات، صوب أحد المسلحين سلاحه نحوي وهدد بقتلي. توسلت إليه ألا يفعل، وشرحت له أن هناك جثة علي دفنها. وعندما كشفت له الجثة، سألني من قتله، فقلت له: الجيش. فتركني وابتعد.”
وأضاف: “نحن ممتنون للعميد وقواته الذين وصلوا منذ ستة أيام، حيث لم نتمكن من التحرك قبل ذلك. ومع ذلك، نشعر بإهانة عميقة ولا نصدق أن أي شخص في العالم يمكن أن يفعل ما فعله هؤلاء. جئتم إلينا، ونريد أن نوضح أننا لا علاقة لنا بقوات الدعم السريع، رغم الشائعات. لقد تكبدنا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، والتي نلخصها فيما يلي:”
• قتل 26 شخصًا وأحرقوا في الكمبو
• حرق 54 منزلاً
• نهب 74 كارو (عربات تجرها الحيوانات) وحمار
• اعتقال 18 شخصًا
• نهب 2400 رأس من الماشية، بما في ذلك الأغنام والماعز والحمير
• تم نهب أموالنا وتخزينها في المناطق المحيطة بنا.”
تسلط هذه الشهادة الضوء على حجم الدمار الذي يواجهه أهل الكمبو، وعلى الفظائع المستمرة التي يرتكبها الجيش السوداني وقواته الموالية ضد المدنيين الأبرياء.
تكشف التقارير التي تلقتها التحالف السوداني للحقوق أن عمليات القتل والإعدام، وحرق المنازل والمزارع، والاختفاء القسري لأهالي الكنابي في ولاية الجزيرة وسط السودان، قد تمت على أساس عرقي بواسطة ميليشيات قبلية تابعة للقوات المسلحة السودانية. وتشمل هذه الميليشيات، التي تشكلت على أسس عنصرية، مجموعات مثل قوات درع البطانة ولواء الزبير بن العوام. وقد ظلت حكومة الأمر الواقع في بورتسودان صامتة ومتواطئة في هذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، تم التحريض على خطاب الكراهية ضد أهالي الكنابي وتنفيذه في جميع أنحاء ولاية الجزيرة قبل قادة المجتمع وكبار المسؤولين والعسكريين، مما زاد من تعريض هذه المجتمعات للخطر وتبرير العنف ضدهم.
 محلية سنار:
في ولاية سنار والمناطق الجنوبية من ولاية الجزيرة، ارتكب الجيش السوداني، وهيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة، والميليشيات الإسلامية، والميليشيات القبلية، فظائع بدوافع عنصرية وعرقية. شملت الانتهاكات القتل، والإعدامات الميدانية، وحرق المنازل والمزارع، ونهب الممتلكات والمواشي، وذبح المواطنين، وإغراق المزارع وتدميرها، بالإضافة إلى التهجير القسري، والتعذيب، وحرق الأطفال. وفي بعض المناطق، تم إغراق مواطنين في النيل، بينما تعرض آخرون للاعتقالات التعسفية والاحتجازوقد ارتُكبت هذه الفظائع في معظم المناطق التالية:
1. محلية الماملين: إلمعيلق، السريحة، المسيد، والصناعات.
2. محلية الحصاحيصا: مدينة الحصاحيصا، أبو عشر، ود حبوبه، المسلمية، أبو قوتة، طابت الربع، والمحيريبا.
3. محلية جنوب الجزيرة: الحوش، المدينة عرب، ود رعية، الحاج عبدالله، وبركات.
4. محلية المناقل: المناقل، الكريمت، الهدى، و الجاموسي.
5. محلية القرشي: معتوق، العزازي ، و الماطورى.
انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان: قضية سكان الكنابي :
تمثل الفظائع التي ارتُكبت ضد أهالي الكنابي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ولها تداعيات بعيدة المدى على المعايير الإنسانية. تشكل هذه الأعمال العنيفة خرقًا للعديد من الأطر القانونية الدولية والإقليمية التي صصمت لحماية الفئات الضعيفة. وفيما يلي أهم النقاط التي تبين كيفية انتهاك هذه الجرائم للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف، واتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.
الجرائم التي ارتُكبت ضد أهالي الكنابي تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. هذه الأعمال تنتهك عدة أطر قانونية، بما في ذلك:
1. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: يضعالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1948، معيارًا مشتركًا لحماية حقوق الإنسان على مستوى العالم. ويحدد الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحق في الحياة والحرية والأمان، ويُحظر المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. إن عمليات القتل الجماعي والاعتقالات التعسفية لشعب الكنابي تشكل انتهاكًا لهذه الحماية الأساسية. كما أن المعاملة اللاإنسانية، والتعذيب، والاضطهاد العرقي تُخالف المادة 5 التي تحظر المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
2. اتفاقيات جنيف: اتفاقيات جنيف هي سلسلة من المعاهدات المصممة لحماية الأفراد الذين لا يشاركون في النزاعات المسلحة، مثل المدنيين وأسرى الحرب. وتنص على معاملة جميع الأشخاص معاملة إنسانية أثناء النزاعات، وتحظر الاعتداء على غير المقاتلين. إن الاستهداف المتعمد للمدنيين، وتدمير المنازل، والإعدامات الجماعية من قبل الجناة تُخالف اتفاقيات جنيف، التي تشترط حماية غير المقاتلين والسكان المدنيين. كما أن تدمير سبل العيش، مثل حرق المزارع وإغراق المدنيين، يشكل انتهاكًا إضافيًا للقانون الدولي الإنساني.
3. اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية: اعتمدت الأمم المتحدة هذه الاتفاقية في عام 1948، والتي تعرف الإبادة الجماعية على أنها أياً من الأفعال، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية. إن الاستهداف المنهجي لأهالي الكنابي بناءً على هويتهم العرقية، ولا سيما من خلال القتل الجماعي، والتهجير القسري، والتعذيب، يتوافق مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية. تشكل هذه الأعمال خرقًا واضحًا لهذه الاتفاقية، إذ تظهر نية تدمير مجموعة عرقية.
4. العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية: العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR): اعتمدت الأمم المتحدة هذا العهد في عام 1966، وهو يضمن الحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك الحق في الحياة، والحماية من التعذيب، والحق في محاكمة عادلة. كما يضمن حقوق الأفراد في الحرية الشخصية والأمان. إن حالات الاختفاء القسري، والقتل خارج نطاق القضاء، والاعتقالات التعسفية التي تعرض لها أفراد من سكان الكنابي تنتهك هذا العهد، وبشكل خاص المادتين 6 (الحق في الحياة) و7 (حظر المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة). هذه الأفعال، جنبًا إلى جنب مع قمع المجتمع، تقوض مبادئ العدالة والإجراءات القانونية الواجبة.
5. الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب: تم اعتماد الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب في عام 1981 كأداة إقليمية تهدف إلى ضمان حماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء القارة الأفريقية. يعزز الميثاق الحق في الكرامة، والحياة، والحرية، ويمنع التمييز. إن الانتهاكات التي تعرض لها أهالي الكنابي تمثل خرقًا للعديد من أحكام الميثاق، بما في ذلك الحق في الحياة، والحرية، والحماية من التمييز. كما أن تقاعس الحكومة السودانية عن منع ومعالجة هذه الانتهاكات يُعد خرقًا لالتزاماتها بموجب القانون الإقليمي لحقوق الإنسان.

الخاتمة:
إن استهداف مجتمعات الكنابي في السودان لا يمثل مجرد فصل جديد من فصول العنف؛ بل هو تجسيد للتهميش والانتهاك المنهجي الذي تعرضت له هذه المجتمعات على مدار عقود. تاريخيًا، تم تجاهل الكنابي، باعتبارها مجتمعات زراعية غير رسمية، من قبل الدولة، وحرمانها من حق المواطنة وحقوق الإنسان الأساسية. وقد أدى هذا الاستبعاد إلى جعل هذه المجتمعات عرضة للاستغلال والانتهاك والعنف، ما جعلها أهدافًا سهلة للجماعات المسلحة، بما في ذلك الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه.
إن الانتهاكات التي ارتكبها الجيش السوداني وحلفاؤه ليست حوادث معزولة، بل هي جزء من نمط أوسع من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان. واتسمت هجمات القوات المسلحة على مجتمعات الكنابي، وخاصةً بعد سيطرتها على مدينة ود مدني، بالوحشية، بما في ذلك المجازر والتهجير القسري والاعتقالات الجماعية. هذا العنف ليس ماديًا فحسب، بل أيضًا رمزي ، مما يعمق الانقسامات السياسية والعرقية والاجتماعية الراسخة التي لا تزال تُبتلى بها السودان. وتشير الطبيعة المنهجية لهذه الهجمات إلى العنف المؤسسي الذي تم تطبيعه مع مرور الوقت، مما يزيد من تفاقم أوجه عدم المساواة المتجذرة في المجتمع السوداني.
إن إنكار المواطنة والهوية القانونية والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان يُعدُّ من العوامل الرئيسية لتهميش مجتمعات الكنابي. بحرمانهم من هذه الحقوق الأساسية، جعل السودان مواطنيه يعيشون حياة مليئة بالضعف والظلم المستمر. إن غياب الحماية القانونية والاعتراف بهم يتركهم عرضة للعنف، ويزيد من معاناتهم في الحصول على العدالة أو المطالبة بالتعويضات، مما يعمق دائرة الاضطهاد. إن الهجمات على منازلهم، واختطاف النساء والأطفال، والتهجير القسري هي نتيجة مباشرة لهذا التمييز والإقصاء المؤسسي.
يُشدد هذا التقرير على الحاجة المُلحة للمساءلة على المستويين الوطني والدولي. إن غياب العدالة لهذه المجتمعات قد أدى إلى استمرار دوامة العنف دون توقف. هناك حاجة مُلحة لتدخل دولي لمحاسبة الجناة على أفعالهم، وتنفيذ سياسات تضمن حماية المجتمعات المهمشة في السودان والاعتراف بها. يجب على منظمات حقوق الإنسان، والهيئات الدولية، والحكومات أن تتكاتف لمعالجة الفظائع المُرتكبة والعمل من أجل استعادة كرامة وحقوق مجتمعات الكنابي.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن يتعاون المجتمع الدولي مع المجتمع المدني السوداني للمطالبة بإلغاء القوانين والممارسات التمييزية التي تكرس هذا العنف. يجب التصدي للحرمان الممنهج من الحقوق الأساسية والعمل على تصحيحه لضمان تمتع مجتمعات مثل الكنابي بحياة كريمة، بعيدًا عن تهديدات العنف والإساءة. ولا يمكن للكنابي والفئات المهمشة الأخرى في السودان أن يبدأوا في إعادة بناء حياتهم وتأمين مكانتهم اللائقة في المجتمع إلا من خلال جهود مستمرة للمساءلة، والإصلاح المنهجي، والتضامن الدولي.

 

 

‫10 تعليقات

  1. سكان الكنابى جاءوا للسودان تقريبا فى العام 1925م اى لهم قرن من الزمان ولم يتعرض لهم احد بسوء
    فما الذى حدث؟

  2. كلمة مهمشين دي حنك كلام فارغ،لأنو كل مناطق السودان مهمشة والناس العندهم عملوها بضراعن،والناس البقولوا مهمشين مفتكرين المناطق المعمرة عمرته الحكومة، العا دات والتقاليد تلعب دور كبير في بناء المناطق، المناطق المعمرة اتعملت باتحاد من أهلها تبرعات وناس الخير. المناطق البيقولوا أهلها مهمشين لمن توجد عندهم ثقافة التبرعات وناس الخير. وانا بقول هذا الكلام عن تجربة وسمع اذني. ثم ثانيا لو الانسان شايف نفسو مهمش امشي مكان الناس الانت مفتكر غير مهمشين وعيش معاهم، شوف برفضوك. خلونا من الكلام الفارغ بتاع التهمش دا، في سياسيين اولاد كلب بيلعبوا بورقة التهميش لصالح الكراسي،ثالثا ايه حكاية المجتمع الدولي دي!؟ لسع السياسين الجارين وراء الكراسي جارين وراء البند السابع. المجتمع الدولي المستفيد الاول من هذة الحرب، بيبعوا سلاح بملايين الدولارات لطرفي المتحاربين، لماذا يوقفونها شغلوا عقلكم لو مرة واحدة.

  3. تقرير خطيييير كتبه احد الطامعين والطامحين لاحتلال ارضنا ارض الشريط النيلي ارض كوش ارض الجلابة التاريخية، تقرير خطيييير جدا وله مابعده، الظاهر ح تكون هنالك حرب اخيرة علي ارض كوش بين الجلابة والغرابة حتى يتم الانفصال بين دولة وادى النيل كوش قديما ودولة دارفور ودولة جبال النوبة.
    ثم ي زول هوووووى دارفور شنو علاقتها بدولة الجلابة ؟؟؟؟ هسي حصل لقيت ليك قبيلة شمالية عندها فرع في دارفور او تشاد او افريقيا الوسطى او النيجر او نيحيريا او اى من دول غرب افريقيا؟؟؟؟ حصل لقيت ليك جعلي اوحلفاوى او هدندوى او شكري او رفاعي او كاهلي او بطاحينى او كباشي او دنقلاوى او …. قال ماشي ازور فرع قبيلتنا في دارفور او تشاد او افريقيا الوسطى او النيجر او .. .الخ
    انحنا مافي علاقة بيننا وانتو الغرابة ديل ٩٠% منكم ما شافو ارض النيلين ارض كوش بتاعت الجلابة الا بعد العام ١٩٨٤م عندما ضربتكم المجاعة التى بدات في منتصف السبعينيات في منطقة وسط وغرب افريقيا.
    السؤال المحيرني هو.. لماذا يصر ابناء ونخبة دولة دارفور علي التمسك بالشريط النيلي والعيش وسط الجلابة (الاونصريين) الذين يضطهدونهم ويعاملونهم كمواطنين درجة تانية (كما يزعموا ويشتكوا ويصرحوا)؟؟؟؟ لماذ لا ينفصل الغرابة بدولتهم دارفور ويعيدوها مرة اخري دولة مستقلة لها سفاراتها وتمثيلها الخارجي بعيدا عن الشماليين الاونصريين الكعبين او الجلابة (كما ينعتوننا بها)؟؟؟ لماذا لايرجع الدارفوريين لبلدهم دارفور الغنية بالمياة الجوفية واليورانيوم والثروة الحيوانية والمعدنية والزراعية (بزعمهم) خاصة وان بلدهم دارفور هي بلد القران بلد الخلاوى بلد التقابة ونار القران وبلد كسوة الكعبة والحفظة و و ورجغ ورجغ ورجغ ورجغ ورجغ؟؟؟
    لماذا عندما يخرج الدارفورى من دارفور لايعود لها ولايحن لها ولا يتذكرها ؟؟؟؟ لماذا هنالك اكثر من ٥ مليون دارفورى يعيش علي ارض كوش ارض النيلين بتاعت الجلابة الاونصريين ولايرغبوا في العودة الى بلدهم سلطنة دارفور حيث اللحمة بالكراع موش بالكيلو زى في بلد الجلابة.
    المهم هنا فليعلم جميع ابناء دولة دارفور ان الانفصال بين دولة وادى النيل (كوش قديما /سنار حديثا) جاى جاى والمسالة مسابة زمن فالانفصال وقع خلاص في نفوس الشماليين ولن نرضي مرة اخري بدولة فيها حروب ومليشيات وحركات مسلحة اكثر من ١٠٠ حركة وكل يوم تتوالد وتتكاثر وعاوزين حقهم في السلطة وحقهم من الجلابة الاونصريين.
    والله العظيم انحنا عمرنا ماكنا دولة واحدة او شعب واحد انحنا ٣ دول و٣ شعوب مختلفين عن بعضهم البعض في كل شئ وهم كالتالي
    ١. الشماليين
    ٢. الدارفوريين
    ٣. جبال النوبة
    اصلا مافي رابط بيننا ولا ثقافة مشتركة ولا مزاج او اى شئ يربط بيننا
    فمنذ ان وضعنا المستعمر الانجليزى في هذه الدولة المصنوعة بالقوة الاسمها السودان والخرطة المشوهة ففشلنا في الاندماج مع بعض بل زادت الكراهية واشتعلت الحروب وعم الخراب والدمار والتهجير والقتل والكراهية والحقد بسبب هذه الوحدة القصرية المصنوعة التى لايمكن ان تتحقق ابدا ابدا للاختلاف الثقافي والاثني بين هذه الدول الثلاث والشعوب الثلاث.
    الحل في الفصل زان نعود الى مكوناتنا الطبيعية المعروفة وان يحكم ابناء كل بلد منطقتهم كالاتي:
    ١. دولة وادى النيل (او مايعرف كوش لاحقا مملكة سنار) وما ادراك ما كوش دولة وحضارة عمرها اكثر من ٧٠٠٠ سنة وهي الرافعة الحضارية التى يفتقدها ابناء الهامش العنصري البغيض
    ٢. دولة دارفور وهي كانت سلطنة دارفور وهي دولة مستقلة لها سفاراتها وتمثيلها الخارجي وضمها لوادى النيل المستعمر الانجليزى لسنار في يوم الاثنين الاسود الموافق ل ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل زعيمهم علي دينار فى نوفمبر ١٩١٦م.
    ٣. اقليم جبال النوبة وضم لسنار في ١٩٠٠م بواسطة الانجليز بعد ان رسم الحدود بين سنار ودولة الجنوب الان.
    حتى الجنوب الذي انفصل في ٢٠١١م ضم لوادى النيل في العام ١٩٤٥م فلو كان انفصل منذ ١٩٥٦م لما كان حدثت هذه الحرب المدمرة اللعينة التى استمرت خمسون عاما. وفي الاخر انفصل الجنوب بعد ان خسرت الدولتين المال والرجال والوقت وعم الخراب ودخل الموت والحزن لكل بيت.
    الان حان اعلان دولة وادى النيل () والانفصال من دولة دارفور واقليم جبال النوبة الذي مازال اهله يطالبوا بالانفصال منذ ٢٠١١م ولليوم لكن نخبتنا الفاشلة سبب البلاوى والكوارث والتفكير العاطفي رفضت بدون اى مبرر او سبب.
    والله العظيم الانفصال راحة بال
    الانفصال سمح
    الانفصال هو الحل الكبير والوحيد والنهائي والناجع لكل هذه المشاكل الحاصلة من حروب ومشاكل وتكوين مليشيات وحركات مسلحة ونهب وسرقة واضطهاد وكراهية ودمار.
    الانفصال قااااااااااااااااااادم فاحسن بالتى هي احسن.
    الا هل بلغت اللهم فاشهد
    اخيرا….. الى اهلي الشماليين (او الجلابة كما ينعتكم بها ناس الغرب)
    للمرة المليون اتركوا التفكير العاطفي وثقافة العقل الرعوى وحكموا عقلكم وشوفوا مصلحتكم واعلنوا دولتكم واحكموا بلدكم فان نخبة دولة دارفور لن تتغير ولن تتبدل فهم مجبولين علي التمرد وتكوين المليشيات والحركات القبلية المسلحة العنصرية وهم بتاعين اعتصام الموز وهم قاعدة الكيزان الارهابيين العريضة وهم اصحاب انقلاب ٢٥ اكتوبر الكيزانى الخلاقة وهم من عطلوا الثورة وعطلوا البلد وعطلوا الدولة لان هذه طبيعتهم هذه ثقافتهم هذه طريقة عيشهم ومزاجهم وخلفيتهم التى تكونت في بيئة دارفور الصحراوية القاحلة الجافة الكلها حروب واغارات وقبلية وعنصرية ومشاكل مزمنة.
    هذا او الطوفان الكبير

  4. لو فى انسان احسن ضيافتك لقرن من الزمن ثم بعد ذلك تغيرت معاملته لك فاعلم انك قد أخطأت
    وهذا ما حدث لسكان الكنابى ونذكرهم بمقولة عرب جزيرة العرب ياغريب كن اديب
    ولكن سكان الكنابى من أصول أفريقية لا تحفظ الجميل ومن يروج للدفاع عنها أصحاب الغرض الشىء من قحاته وتقدم وصمود انهار امام ضربات القوات المسلحة السودانية وصمود الشعب السودانى البطل وقائده البرهان الذى سبخلد اسمه مع العظماء من قادة العالم فلو كان روميل ثعلب الصحراء البرهان تمساح النيل النيلين الأزرق والأبيض

  5. الكمبو سكن مؤقت … الاسم تحريف لكلمة camp الانجليزية … يفترض بمن يسكنون الكمبو العودة إلى بلادهم بعد انتهاء العمل الذي أتوا لأجله.
    هنا تعليقات على مقال قديم … المقال نفسه محذوف لكن التعليقات توضح ما كان مكتوبا.

    https://www.alrakoba.net/64532/%D9%87%D9%84-%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%89-%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%89-%D8%AA%D8%B3%D9%87%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84/attachment/64532/

  6. نطالب بشده التدخل الدولي في السودان ، لانه بهذه الوقائع اللانسانيه البشعه في انتهاك الامن والسلم وانتهاك حقوق الانسان وتطبيق التمييز العرقي والعنصري على سكان الكنابي الافارقه الفقراء من قبل النظام الفاشي اللاسلامي نظام الفساد والاستبداد نظام الكيزان الفسده الفجره الارهابيين، ؛ يجب على المجتمع الدولي التدخل فورا بموجب البند السابع وذلك لوقف هذه الانتهاكات ، اسقاط نظام الكيزان الفسده الفجره واعلان حكومه مدنيه انتقاليه تسير امور الدوله، فرض الامن والسلم وذلك بايقاف هذه الحرب العبثيه اللعينه ومحاسبة كل من ارتكب جرما ، وانتهاكا ضد فقراء الكنابي ، اعادة هيكلة الدوله السودانيه على اسس جديده ، اعادة اعمار السودان بعد السلام الدائم ، قيام مؤتمر قومي دستوري يبين شكل الدوله ونظام الحكم فيها والهويه وعلاقة الدين بالدوله لكافة القوى السياسيه ماعدا الكيزان الفسده الفجره . ان نظام الكيزان الفسده الفجره وبسياسته العنصريه القذره يبين نما لايدع مجال للشك بانه نظام فقد شرعيته تماما وانه نظام غير جديرا بالاحترام من قبل الشعب والمجتمع الدولي ، لذلك نطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع وبفرض قانون سلام السودان وفق البند السابع…

  7. مع من تقارن سكان الكنابي.؟؟..

    هل تقارن الوضع المعيشي للكنابي مع اصحاب المزارع في الجزيرة ؟؟.

    في أي حقبة زمنيه تمت هذه المقارنة؟؟ ..

    هل تمت هذه المقارنه قبل حكم الكيزان، ام خلال فترة حكمهم المزري، الكئب، الذي مارسوا فيه التدمير الممنهج لكل المشاريع الوطنيه في السودان واولها مشروع الجزيرة ،هلكوا فيه الزرع والضرع…

    …ماذكرته اعلاه من فقر وتهميش،ينطبق تماما علي مزارعي الجزيرة وابنائهم، خاصة بعد ان دمر الكيزان كل مرفق حيوي في المشروع، من قنوات الري، المحالج،خطوط السكك الحديديه، والقطارات الناقله، ومراكز الكنترول والمراقبه.

    …ابناء الجزيرة هحروا الزراعه وغادروا الي دول الخليج وبعضهم انتقل من الجزيرة الي مناطق اخرى في السودان طلبا للرزق،ولكنهم لم يتصرفوا في اراضيهم ( حواكيرهم) بلغة اهل دارفور التي وفد منها الكنابي.

    …الحواكير وما ادراك الحواكير التي يموت دونها الدارفوريون، المجتمعات التي اتي منها سكان الكنابي، ورغما عن ذلك نجدك تطالب في المقال اعلاه بتنازل ، مزارعي الجزيرة عن جزء من حواكيرهم للكنابي!!! الاراضي التي توارثوها عبر الاجيال. !!..

    ..الذي يقرأ المقال اعلاه يظن انه يحكي حال العماله الوافدة الي دول الخليج، مقارنة بالأثرياء الخليجيين..رغما عن ان اهل الجزيرة ،يشكو حالهم لطوب الأرض..

    ..ويبقي السؤال، لماذا لم بقي اهل الكنابي في هذا الحال المزرى في الجزيرة بعد تدمير المشروع؟؟..

    لماذا لم يهاجر سكان الكنابي الي مناطق اخري داخل السودان اوخارجه ؟، خاصةوانهم يعيشون في رواكب وتشاشات، لاتقيهم من عوامل الطبيعة.!
    .
    لا ادري ماهو المغزي من الطرح في المقال اعلاه، خاصة وان التهميش، و الفقر ينطبق علي كل اهل السودان..؟؟!!.

    كان الله في عون السودان واهله…

    التقسيم سمح..

  8. هوووووووى كنابي شنو ومجتمعات شنوووو

    دا اسمو لعب بالنار

    اى طمع في الاستيلاء علي الارض من هؤلاء الوافدين الاغراب الاجاتب سيكون بداية لحرب بين الجلابة والغرابة زستكون الخسائر فادخة.

    ناس الكنابي ديل حلهم حاجة وااااااااااااااااااااااااااااااااحدة بس هي يتم تمليكهم اراضي في حواكير دارفور وتقسيم هذه الحواكير بين الدارفوريين،
    يعنى ناس دارفور م٩تفظين بالحواكير بتاعتهم وعاوزين يستولوا علي اراضي الشماليين الفي ولاية الجزيرة؟؟؟؟ والله دى حقارة واحتلال عديييييل كدا،

    اى كنباوى طوالى يمشي لدارفور مكان قبيلتوا وين وحكومة دارفور تقسم الحواكير هناك وتملك الكنباوية اراصي وكل ناس وقبيلتهم.
    اما الجايين من دول غرب افريقيا فديل يتم ترحيلهم مباشرة، هذا هو الحل الوحيد وغيرو معناه الحرب

    افيقوا يانااااس

  9. سكان الكنابي (ليس كلهم طبعا ) كانوا سكين صدئة في خاصرة مواطني الجزيرة من سكنوهم معاهم وشغلوهم فارشدوا المليشيا لمنازهم والغني منهم والضابط نهبوا اموالهم مع المليشيا وسرقوا معهم اموال مواطني الجزيرة وعرباتهم وسرقوا عفشهم واثاثاتهم لذلك ليس هناك اي داعي لبقاء سكان الكنابي بعد ما حدث من خيانة مخزية من سكان الكنابي ومشروع الجزيرة الكان سبب لتواجدهم خلاص فقد تاثيره الاقتصادي ولا جدوى او منفعة منه واصبح خرابة كل قنوات الماء قفلها المسكيت والطين والارض كلها قش وحشائش ومسكيت فليرجع سكان الكنابي لمناطقهم بدل المضايقات والمشاكل الحتحصل لعم ان بقوا لان السكان لن ينسوا خيانة سكان الكنابي الخيانة طعمها مر سكان الجزيرة تم نهبهم واغتصاب بناتهم واهانوهم واذلوهم وهم اعزه فلن بنسى احد خيانة سكان الكنابي واستنفارهم مع المليشيا لانهم اعتقدوا بانتصار هؤلاء اللصوص شذاذ الافاق فاستنفروا وتعاونوا وسرقوا ونهبوا معهم يا ناس الكنابي عودوا لدارفور ومن اتى من تشاد او نيجيريا او النيجر او مالي بلده اولى به فليعود لوطنه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..