يستغلون شعار الهامش ولا يعرفون الهامش او اهل الهامش 1

شوقي بدري
يقولون أن كل اهل العاصمة هم المستمتعون بكل خيرات الوطن ، وانهم اعداء الهامش واهل الهامش، ويبيحون لانفسهم قتل اهل العاصمة نهب المساكين الذين شقوا كل العمر وشيدوا بيوتا بسيطة واشتروا لزوجاتهم وكريماتهم ،، دهيبات ،، ، واباح لهم هذا الاغتصاب والنهب .
شوقى بدرى
·
مهن هامشيه فى امدرمان
البابكول .
فى بنوك الدم فى امدرمان كان بعض الرجال يؤدى هذه المهنه . وبنوك الدم هى الاماكن التى تبيع الخمور البلديه خاصه العسليه والمريسة . التى تعتبر الغذاء اليومى لبعض سكان السودان . ولقد نقلوا معهم هذه العاده الى امدرمان بعد قل الطلب عليها. المريسه تعرف بالبقنيه والبغو والحيسونه والبيضه ….. الخ وهى تصنع من العيش او الذرة . والعسليه تخمر لفتره اطول من المريسه وتصفى حتى تصير اقرب الى الشفافيه على عكس المريسه التى تكون تخينه وغنيه بالغذاء وتعتبر نوع من الطعام عند الكثيرين . في مصر تعرف بالبوظة . هنالك قصه شيخه الاندايه التى قالت للزبون عند كسوف الشمس . الشمس كسفت . فكان الرد ليه ما تكسف ما من عمايلكن بقيتن تزيدن المريسه مويه وسويتوها رقيقه. .
عمليه نقل شوالات الذره واحضار الماء بالجوز وتحريك الجرار الثقيله التى لا تستطيع شيخه الاندايه ان تقوم بها هذه مهنه البابكول . وست الاندايه كل الاوقات هى امرأه . وفى الانادى لم يكن مسموح ببيع . ود العود او العرقى او القام زوت . ويعرف العرقى بود العود لانه يحتاج للنار لان العمليه تحصل عن طريق التقطير . والمثل يقول حموها الكلوميت قامت تشد العرقى وهذا يعنى التمادى فى الخطـأ. والكلوميت يخمر كذلك واشتهر به اهل اثيوبيا مثل الانشا .
عمليه شد العرقى تبدا بتخمير المونه ثم وضعها فى برميل او قدر وتوصيلها ببوصه تلف بخرق (دلاقين) . تبل بالماء حتى يتقطر العرقى.
والعرقى الذى يتقطر فى الاول يسمى بالبكري وهو اجود العرقى . والذى يأتى فى النهايه يخالط طعمه الحرق لان المونه تكون قد بدأت بالاحتراق وهذا يسمى العرقى الداشر . وقد تضاف اليه حبوب السيكران لكى تغطى طعم الحريق . وما يتبقى من المونه يمتاز بريحه نفاذة كريهه يصعب التخلص منها . جمعه مونه فى فريق فنقر كان متخصصا فى التخلص من المونه . وكنت اشاهده فى الليل وهو يحمل الجرادل فى طريقه الى خور ابو عنجه مخترقاً فريق عتاله .
من اللذين يشاركون فى عمليه التسويق محمد مداعى . والمداعى هو الشخص الذى يبلغ الاخبار او يدعو الناس للسمايه او حفلات العرس كما كان يحدث قديماً . ولكن محمد مداعى والآخرين كانوا يطوفون على الناس ويبلغون الزبائن بالمريسه الجيده او العسليه او العرقى الكارب ……. الخ ومن العاده ان تنعم عليهم صاحبه الاندايه او بنك الدم او ست العرقى ببعض الهبات قد تكون نقديه او عبار مريسه او واحد اورنيش . وبما ان زجاجه العرقى كانت تساوى عشرين قرشاً للبكرى فان الزجاجه الصغيره التى هى عباره عن فتيل الورنيش ماركه كيوى والذى يحمل صوره طائر الكيوى النيوزلندى , كانت تباع بقرشين وهى عباره عن كاس كبير قد يستخدم لكسر المريسه . وعندما يكون الانسان ضارب عبار عبارين مريسه يقول ليك ماسح او ضارب اورنيش فى حاله شرب الزجاجه الصغيره .
البابكول قد يشترك فى شراء الذرة ويفاصل فى السعر . وقد يكون له رأى فى استخدام المقد لان حبته كبيره وتسهل نظافته بدل القصابى او المايو . ومونه العرقى كانت تصنع من الفتريته لانها اسرع فى التخمير . ولهذا فاق سعرها فى فتره من الفترات اغلب العيوش وبلغ سعر المايو .
جامعى الرصاص .
موسى كودى اتى من جبال النوبه وعمل معنا فى المنزل كخادم . الا انه بسبب ارتباط والدتى بمسقط راسها جبال النوبه فهى ابنه سر تجار تلودى وبعض خيلانا قد تزوجوا بنوباويات وسكن بعض ابناءهم معنا في امدرمان. كان موسى كودى يتعامل معنا كخالنا . وكنا نكن له كثيراً من الحب والاحترام والخوف من اغضابه فى بعض الاحيان . وفى احد الايام شاهد ثقلاً رصاصياً فى شكل مخروطى كنت استعمله فى رمى الرماى فى النيل . وفرح كالطفل عندما تنازلت له عنه . وطالبنى باحضار اكبر كميه . وبالسؤال عرفت انه يمكن الحصول على الرصاص من الدروه غرب سلاح المهندسين فى امدرمان . والدروه عباره عن مرتفع ترابى ضخم . وكنت اذهب لجمع الرصاص من الدروه. بعد مراعاه عدم وجود البيرق او الرايه التى ترفع فى حاله ضرب نار.
ولدهشتى وجدت بعض الشباب يقومون بهذه العمليه بطريقه منتظمه وبعضهم قد يقضى كل الصباح والاصيل فى جمع الرصاص . وكان يبدو ان العمليه مجزيه وعائدها قد يصل الى العشرين جنيها فى الشهر وهذا مبلغ كبير فى تلك الايام . كما عرفت ان اغلب الرصاص يجد طريقه الى الصيادين . خاصه اللذين يستعملون البنادق القديمه . ويقومون بتعبئه المظروف القديم عدة مرات وبما ان البارود ليس متوفراً فى السودان فالكبريت هو الحل الوحيد ولهذا كان الكبريت يختفى فى بعض الاحيان لكثره الطلب عليه ..
وبعض الذين كانوا يطوفون على الدكاكين لشراء الكبريت , كانوا يبيعونه لاهل الباديه والاماكن النائيه باسعار مرتفعه ويكسبون بعض المال . وقد يطوفون ويشترون الكبريت بالحبه والكبريته كانت بتعريفه واشهر الكبريت كان الكبريت ابو مفتاح الذى يأتى من تشسلوفاكيا .
صانعى المناقد والوقايات .
عندما صار استعمال الفحم طاغيا فى الطبخ صار، المنقد مهماً . والمنقد عادةً عباره عن صفيحه بنزين او زيت فارغه تباع بقرش ونص او قرشين . وبعد عمل الفتحه . تستخدم تلك القطعه فى عمل سكين ،،الفراغ ،، وتستخدم فى المطبخ مثل حش الرجله وتقطيع الاشياء الهينه . ويستعمل البال فى نسج الجزء الذى يوضع فيه الجمر . والبال كان يجمع من منطقه الاسكله فى امدرمان جنوب المحطه الوسطى حيث كانت هنالك المخازن ويتوقف الطرماج الذى يحضر البضائع من الخرطوم . البال هي الشرائط المعدنية الرفيعة وتربط صناديق البضائع .
وعندما ينهتك البال بسبب حراره النار يحتاج الامر لوقايه . والا احتاج الانسان لشراء منقد جديد والسعر قد يصل الى سبعه او ثمانيه قروش او ريالاً قبل فترة عيد الاضحى والشواء . والوقايه كان يصنعها صبيه امدرمان . ويبداء الامر بالذهاب الى كوشه الجبل غرب مصحه حمد النيل للامراض الصدريه . ويبداء العمل بصنع كاف وهى خطاف من السلك القوى ثم يبداء الصبيان فى جمع الاسلاك التى كانت موجوده داخل الاسلاك الكهربائيه او الاطارات وتظهر بعد الحرق . وبعد جمع كميه كافيه يجلس الصبيه تحت الاشجار القليله المتوفره ومزودين بحجر مسطح وحجر فى شكل قبضه يد يقومون بعمل حلقه من سلك قوى ويلفون اسلاك رفيعه متشابكه حولها حتى تصير فى شكل وقايه .
واذكر اننى فى المرات التى كنت ساعدت فيها بعض الاصدقاء، ان الصبى يمكن ان يصنع عشرين وقايه فى بضع ساعات . والوقايه كانت تباع بقرش ونص او قرشين امام المستشفى فى ايام الزياره او تباع لبعض التجار فى السوق. يبيعونها باسعار اعلى . والغريب ان الصبى يمكن ان يتحصل على عشرين او ثلاثين قرش بينما الرجل الكبير الذى يعمل كطلبه فى الحر لا يتحصل الا على عشرين قرشاَ لعمل شاق طيله اليوم .
فى مدرسه بيت الامانه عزمنا زميلنا عدلان على ليموناده حريه . وكان عم احمد يتقاضى ثلاثه قروش بدل القرشين العاديين فى الدكان . وهذه ثروه . وعرفنا ان عدلان الذى كان فى الحاديه عشر من عمره ومن الوافدين الى امدرمان كان يصنع البراويز . وكان جيبه يعمر بالمال وكان يقول انه يساعد خاله الذى يتحصل على جنيه كامل فى اليوم فى صناعه البراويز . اذ كان يشترى الزجاج المقصوص وكرتون وورق مقوى وشرائط مزركشه للصق الكرتون على الزجاج ..
مع بدايه الستينات ظهرت ظاهره قص الاظافر وكان يقوم بها الاخوه الناجيريون ويحملون مقصات من صنع الحداد . يصدرون بها اصوات ملفته . ويحملون زجاجه تحوى علي ديتول لتعقيم المقصات قبل قص الاظافر . ويتقاضون تعريفه او قرشا للعمليه . وكان بعض هؤلاء يجدون التعنيف من الناس وقد يتدخل بعض الماره شاتماً القائم بالعمليه والمتلقى الخدمه . واحد الصحفيين كتب فى 63 واصفاً شاباً قوياً بانه مثل الثور وانه كان يقوم بقص اظلاف ثور آخر ..
عمليه طليع القطائع . كان يقوم بها بعض الشباب الاقوياء . وهى عمليه اقرب الى الدلك الذى يقوم بها الرياضيون . ومن المثبت ان جسم الانسان يحتاج لعمليه دلك وفى المجتمعات الراقيه يذهب الناس للمدلك وحمامات الساونا بانتظام . وبعض اهل الحرف الممله مثل النقلتيه والخياطين والعرامه والمنجدين والسمكريه كانوا يحتاجون لهذه الخدمات بسبب الجلوس الطويل وحركة اليدين الدائمة . الا انها لم تكن مقبوله من الجميع وكان البعض يسخر من مقدم الخدمه ومن المتلقى .
قديماً كان الكبار يطلبون من الصغار عصير الرجلين . وكما ذكر يوسف بدرى انه عندما كان يدخل عند السيد عبدالرحمن كان يجلس كالعاده عند قدميه ويبداء بعصير الرجلين كما كان يعمل مع بابكر بدرى واعمامه الكبار . ووالدى ابراهيم بدرى كان يطالبنا بالعصير وطقطيق الاصابعين . وعندما كنا نمارس الملاكمه كنا نقوم بعمليه دلك لبعضنا البعض . وبعض حمله الاثقال وابطال كمال الاجسام كانوا يتقاضون خمسه وعشرون قرشاً لعمليه الدلك ويستخدمون زيت الكافور او الزمبوك لكى يسترخى الجسم . صديقى الملاكم متعه الله بالصحة عبد المنعم عبد الله عقباوي قال لوالده مره وهو مقاول من اشهر مقاولى امدرمان واحسنهم سمعه _ عندما طلب منه ان يعصر له رجليه وظهره يا ابوى ما اعمل ليك دلك نوادى . وبعدها كان صديقى يقول ابوى تانى ما بقبل باى دلك الا دلك نوادى ..
فى بعض الدول كنت اشاهد اشخاص يحضرون بمقعد يقومون بعمليه الدلك فى الظهر واليدين لمن يطلب بالاجر المدفوع . وفى تركيا يحتاج الامر فى بعض الاحيان للحده لاقناع الآخرين بانك لا تريد دلك خاصه فى البلاجات . وفى اليابان والشرق الاقصى يدرس الناس عمليه الدلك بالسنين الطويله ..
من المهن الغير معروفه مطيع الحمير فى الزريبه . وهو عادة صبى شجاع قوى وكما يقال مثل كوره التنس ويستبعد طوال القامه والنحفاء . صديقى لاعب الكوره الذى انتقل الى الخليج كان يؤدى هذه المهنه ولقد جعل هذا منه لاعبا دولياً . كما صار مسيطراً عل المحطه الوسطى رئيساً لمجموعه من الصبيان يبيعون الماء البارد فى عز صيف امدرمان . ومهنه بيع الماء البارد بدأت فى بدايه الستينات . الكباية تعريفة . .
وهنالك مهنه الكشيف وهى المراقبين اللذين يتعرفون على البوليس السرى وتحذير صاحب الخانه او المخخنجى الذى يبيع البنقو . ولهم اشارات واصوات خاصه .منهم كان صديقى عين ديك . وهنالك السريحون اللذين يأخذون البنقو الى زبائن معلومين او يطوفون به فى المقاهى والاسواق وهؤلاء يأخذون نسبه من المخنجى وعطيه مزين من المشترى . وفى بعض الاحيان يتحصلون على مبلغ محترم فى عمل ساعه واحده ونواصل .
نهدى هذا المقال المبنى منهج Roote_analysis إلى المتاجر المتكسب ، والجاهل الأكبر، المهنى المحترف
المتكسب بالتهميش والمهمشين والمظالم بالتاريخية المصنوعة وليد مادبو و الصبية العاملين معه فى الميديا،الذين يهددون ليل نهار اهل الشمال ويتكسبون من لعن وشتم اهل الشمال والشايقية خاصة باعتبارهم الظالمين وهو وهم يعلمون انهم هو الظالم تاريخيا وحاضرا ومستقبلا لكل اهل السودان بما فيهم اهله وخاصة اخواته وازواجهن الشايقية. هذا المقال لك يا وليد للعلم والعمل بموجبه .
هذه المقالة هدفها تنشيط ذاكرة المبعوث الامم ي اللوطي الشوم رمضان لمعامرة من نسي تلك الأحداث الجسام التي وقعت في اواخر ايام شهر ابريل- رمضان من عام ١٩٩٠م، ومحاولة الأنقلاب العسكري وفشلها، وما جري فيما بعد من مهازل المحاكمات العاجلة والصورية الخالية من ابسط حقوق المتهمين في محاكمات انسانية عادلة، والاعدامات السريعة ودفن الجثث في مقابر جماعية تم الكشف عنها بعد سقوط النظام السابق، هي ايضآ مقالة نهديها لابناءنا جيل ما بعد عام ١٩٩٠م والذين لم يعاصروا هذه الأحداث المؤلمة، ليعرفوا كيف كانت تسير الأمور في زمان حكم الجبهة الاسلامية والأنقاذ العسكري والمستمرة حتي اليوم.
اذكر القراء بان ولد شوقي بجري ماجاك اقور فسووق ما زال يعلب الهوكي مع بنت رئيس الاتحاد الاوربي في السويد وكما نذكر القراء بان شوقي بدري هو اول من كتب بمؤخرته قصه وهو مراهق لم يبلغ ال 17 سنه يعتي في عمر الزهور كما قال ورد ……. بس برضو كان بيضرب عرقي العيش ويلهط الفته في واحده من سرايات المهدي.
شوقي بدري ورمضان لمعامرة المبعوث الامم ي اللوطي الشوم
يقولون أن كل اهل العاصمة هم المستمتعون بكل خيرات الوطن ، وانهم اعداء الهامش واهل الهامش، ويبيحون لانفسهم قتل اهل العاصمة نهب المساكين الذين شقوا كل العمر وشيدوا بيوتا بسيطة واشتروا لزوجاتهم وكريماتهم ،، دهيبات ،، ، واباح لهم هذا الاغتصاب والنهب .
عمليه نقل شوالات الذره واحضار الماء بالجوز وتحريك الجرار الثقيله التى لا تستطيع شيخه الاندايه ان تقوم بها هذه مهنه البابكول . وست الاندايه كل الاوقات هى امرأه . وفى الانادى لم يكن مسموح ببيع . ود العود او العرقى او القام زوت . ويعرف العرقى بود العود لانه يحتاج للنار لان العمليه تحصل عن طريق التقطير . والمثل يقول حموها الكلوميت قامت تشد العرقى وهذا يعنى التمادى فى الخطـأ. والكلوميت يخمر كذلك واشتهر به اهل اثيوبيا مثل الانشا .
وبعض الذين كانوا يطوفون على الدكاكين لشراء الكبريت , كانوا يبيعونه لاهل الباديه والاماكن النائيه باسعار مرتفعه ويكسبون بعض المال . وقد يطوفون ويشترون الكبريت بالحبه والكبريته كانت بتعريفه واشهر الكبريت كان الكبريت ابو مفتاح الذى يأتى من تشسلوفاكيا .
صانعى المناقد والوقايات .
واذكر اننى فى المرات التى كنت ساعدت فيها بعض الاصدقاء، ان الصبى يمكن ان يصنع عشرين وقايه فى بضع ساعات . والوقايه كانت تباع بقرش ونص او قرشين امام المستشفى فى ايام الزياره او تباع لبعض التجار فى السوق. يبيعونها باسعار اعلى . والغريب ان الصبى يمكن ان يتحصل على عشرين او ثلاثين قرش بينما الرجل الكبير الذى يعمل كطلبه فى الحر لا يتحصل الا على عشرين قرشاَ لعمل شاق طيله اليوم .
فى مدرسه بيت الامانات عزمنا زميلنا عدلان على ليموناده حريه . وكان عم احمد يتقاضى ثلاثه قروش بدل القرشين العاديين فى الدكان . وهذه ثروه . وعرفنا ان عدلان الذى كان فى الحاديه عشر من عمره ومن الوافدين الى امدرمان كان يصنع البراويز . وكان جيبه يعمر بالمال وكان يقول انه يساعد خاله الذى يتحصل على جنيه كامل فى اليوم فى صناعه البراويز . اذ كان يشترى الزجاج المقصوص وكرتون وورق مقوى وشرائط مزركشه للصق الكرتون على الزجاج ..
مع بدايه الستينات ظهرت ظاهره قص الاظافر وكان يقوم بها الاخوه الناجيريون ويحملون مقصات من صنع الحداد . يصدرون بها اصوات ملفته . ويحملون زجاجه تحوى علي ديتول لتعقيم المقصات قبل قص الاظافر . ويتقاضون تعريفه او قرشا للعمليه . وكان بعض هؤلاء يجدون التعنيف من الناس وقد يتدخل بعض الماره شاتماً القائم بالعمليه والمتلقى الخدمه . واحد الصحفيين كتب فى 63 واصفاً شاباً قوياً بانه مثل الثور وانه كان يقوم بقص اظلاف ثور آخر ..
عمليه طليع القطائع . كان يقوم بها بعض الشباب الاقوياء . وهى عمليه اقرب الى الدلك الذى يقوم بها الرياضيون . ومن المثبت ان جسم الانسان يحتاج لعمليه دلك وفى المجتمعات الراقيه يذهب الناس للمدلك وحمامات الساونا بانتظام . وبعض اهل الحرف الممله مثل النقلتيه والخياطين والعرامه والمنجدين والسمكريه كانوا يحتاجون لهذه الخدمات بسبب الجلوس الطويل وحركة اليدين الدائمة . الا انها لم تكن مقبوله من الجميع وكان البعض يسخر من مقدم الخدمه ومن المتلقى .
قديماً كان الكبار يطلبون من الصغار عصير الرجلين . وكما ذكر يوسف بدرى انه عندما كان يدخل عند السيد عبدالرحمن كان يجلس كالعاده عند قدميه ويبداء بعصير الرجلين كما كان يعمل مع بابكر بدرى واعمامه الكبار . ووالدى ابراهيم بدرى كان يطالبنا بالعصير وطقطيق الاصابعين . وعندما كنا نمارس الملاكمه كنا نقوم بعمليه دلك لبعضنا البعض . وبعض حمله الاثقال وابطال كمال الاجسام كانوا يتقاضون خمسه وعشرون قرشاً لعمليه الدلك ويستخدمون زيت الكافور او الزمبوك لكى يسترخى الجسم . صديقى الملاكم متعه الله بالصحة عبد المنعم عبد الله عقباوي قال لوالده مره وهو مقاول من اشهر مقاولى امدرمان واحسنهم سمعه _ عندما طلب منه ان يعصر له رجليه وظهره يا ابوى ما اعمل ليك دلك نوادى . وبعدها كان صديقى يقول ابوى تانى ما بقبل باى دلك الا دلك نوادى ..
فى بعض الدول كنت اشاهد اشخاص يحضرون بمقعد يقومون بعمليه الدلك فى الظهر واليدين لمن يطلب بالاجر المدفوع . وفى تركيا يحتاج الامر فى بعض الاحيان للحده لاقناع الآخرين بانك لا تريد دلك خاصه فى البلاجات . وفى اليابان والشرق الاقصى يدرس الناس عمليه الدلك بالسنين الطويله ..
من المهن الغير معروفه مطيع الحمير فى الزريبه . وهو عادة صبى شجاع قوى وكما يقال مثل كوره التنس ويستبعد طوال القامه والنحفاء . صديقى لاعب الكوره الذى انتقل الى الخليج كان يؤدى هذه المهنه ولقد جعل هذا منه لاعبا دولياً . كما صار مسيطراً عل المحطه الوسطى رئيساً لمجموعه من الصبيان يبيعون الماء البارد فى عز صيف امدرمان . ومهنه بيع الماء البارد بدأت فى بدايه الستينات . الكباية تعريفة . .
وهنالك مهنه الكشيف وهى المراقبين اللذين يتعرفون على البوليس السرى وتحذير صاحب الخانه او المخخنجى الذى يبيع البنقو . ولهم اشارات واصوات خاصه .منهم كان صديقى عين ديك . وهنالك السريحون اللذين يأخذون البنقو الى زبائن معلومين او يطوفون به فى المقاهى والاسواق وهؤلاء يأخذون نسبه من المخنجى وعطيه مزين من المشترى . وفى بعض الاحيان يتحصلون على مبلغ محترم فى عمل ساعه واحده ونواصل .
يقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه (الجيش السوداني والسياسة) :
(أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي، حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء ٢٤/ أبريل ١٩٩٠م العقيد عبد الرحيم محمد حسين والرائد إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: «يا سيادتك وقِّعْ .. الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص».. فوضع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!!).
جرت محاكمة عاجلة للضباط بعد فشل انقلابهم، وتشكلت لهم محاكم (صورية) بكوادر الجبـهة الإسلامية في السجن الحربي ب(كرري) وعلي رأسها: ١/- شوقي بدري عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.
٢/- سيد فضل كنّه، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية.
٣/- صديق الفضل،عضو المجلس الأربعيني، وعضو المحكمة الصورية الأولى.
٤/- سيف الدين الباقر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
٥/- الجنيد حسن الأحمر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
٦/- محمد علي عبدالرحمن، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتـهام في الصورية الثانية.
سؤال يبحث عن اجابة … هل كان الدكتور على الحاج، وتحديدا في يوم الأعدامات، حاضر بنفسه التصفيات، ورأى بام عينيه كيف انهمر الرصاص الغزير على صدور الضباط والجنود؟ …ولاياتي هذا السؤال اعتباطآ، فقد نشرت جريدة (الحياة) اللندنية، والتي توزع يوميا نحو نصف مليون نسخة عربية مقالة كتبها السيد عبد العظيم حسن كرار (شقيق الشهيد المقدم أ.ح عبد العزيز حسن كرار، والذي اعدم مع (٢٧) اخرين في هذا اليوم) يتهم في بالمقالة وبالتحديد د.علي الحاج، والعقيد (وقتها) بكري حسن صالح، والرائد شمس الدين، بانهم وراء عمليات الاعدامات والتصفيات الجسدية التي لحقت بشقيقه عبد العزيز والاخرين، وبان هؤلاء الجنرالات، ومعهم علي الحاج هم الذين اشرفوا اشرافا مباشرا على عمليات الاعدامات رميا بالرصاص على الشهداء … وهنا اسأل بعد اطلاعي على هذه المقالة الحزينة بالجريدة ، ماهوالدور الذي قام به علي الحاج في هذه التصفيات الجسدية؟… هل كان علي الحاج (بحكم انه طبيب بشري) قد وقع على عاتقه معاينة الجثث وان كانت كلها قد فارقت الحياة … وان كانت هناك واحد من المصابين لم يلحق ربه بعد … فيعالجونه برصاصة الرحمة؟!!، هل كانت مهمة د.علي الحاج (المدني الوحيد بين كل الضباط الموجودين)، وان يكون وجوده في ساحة الاعدامات كنوع من المؤازرة الحزبية والاسلامية للضباط القتلة؟!!… نسأل علي الحاج بصفته شاهد عيان (حسب كلام السيد عبد العزيز، كاتب المقالة في الجريدة)، هل تمت دفن الجثث بدون اي معاينة طبية وبصورة عاجلة،… وهل حقيقة ما قاله بعض الجنود، والذين حضروا الاعدامات ونقلوا اخبارها بالتفصيل الى الخارج، ان بعض من الضباط المعدومين، كانوا احياءآ بعد اطلاق الرصاص عليهم، ولكنهم ومع سبق واصرار الرائد شمس الدين دفنوا احياء؟!!.. نسأل علي الحاج، لماذا لم ينفي ما ورد في المقالة المنشورة في جريدة (الحياة)…ان لم يكن ماود بالجريدة صحـيحأ?!! .
قصاصات قديـمة تحكي عن وقائع
واحداث انقلاب رمضان ١٩٩٠:-
١/- نزل خبر الاعدامات علي الناس كنزول الصاعقة ،وراحوا يتلفتون بذهول واستغراب شديدين في كل الاتجاهات عسي وان يجيئهم مبشر وينفي الخبر الشـؤم، ولكن وبعد تاكيد الخبر بشكل رسمي ، نسي الناس امور الاستعدادات للعيد وتركوا كل سؤال عن احتياجات الاسر ومتطلباتها والنزول للاسواق الاسواق لسترة الاهل ومظاهر العيد، وكان كل بيت سـوداني في كل الارجاء يعتبر بيته محل عزاء علي ارواح الشهداء. وكان باقيآ علي إنتهاء شهر رمضان اقل من 48 ساعة ، راحوا فيها الناس ويبتهلون للة تعالي في الشهر الكريم وان ينزل جام غضبه وسخطه علي القتلة الذين لم يراعوا ابسط حقوق المتهمين المعتقلين في محاكمة عادلة، وخصوصآ وان الانقلابييون لم يطلقوا طلقة واحدة في اتجاة السلطة، وإرتضـوا بالاستسلام بعد اتفاق (جنتلمـان) مابينهم وسوار الدهب، توجهت الملايين في هذين اليوميين للصلاة بالجوامع كالعادة في كل شهر رمضان وحتي الانتهاء من صلاة التراويح، الاانهـم خصصـوا كل دعواتهم في ان يقتص الله تعالي من الانقاذ ويـحرق نسلهم ويوقف نطفتهم ويذيقهم في الدنيآ عذاب الأخرة ويجعل نهاية كل واحدآ فيهـم اسوآ من نهايـة هتلر وجنرالاته.
٢/- راح الرائد شمس الدين وبحرسه الـمدججون بالسلاح يطوفون علي منازل اسـر الشهداء ليمنعهـم من اقامة اي عزاء او اي مظهر من مظاهر الحزن، وارهب الناس لابقوته او بشخصـيته العسكرية وانـما بالعشرات من حرسه وبحجم وكثافة عربات القوات المسلحة التي كانت تحت امرته وترافقه في شكل مظاهرة عسكرية تجوب الشوارع طولآ وعرضآ بشكل استفزازي لمشاعر الاسر المكلومة. لـم يـكن عـيد الفطر في ذلك العام 1990م عيــدآ، بل يعتبـر ومازال ويعتبر منذ ذلك اليوم والي الأن واحدة من أسوأ الاعياد التي مرت في تاريخ السودان بعد الاستقلال (بجانب يوم وقفة يوم الأضحي عام 1998م ومجزرة العيلفون). كان عيــدآ مـرآ حامضـآ الاعنـد أهل الأنقاذ القتلة، تم دفن الضباط بعد تنفيذ احكام الاعدام فيهم بمنطقة (المرخيات) في مقابر جماعية مجهولة الأثار، وترفض وزارة الدفاع منذ عام 1990م وحتي اليوم اخطار أهالي الشهداء باماكن قبورهم!!، قامت هذه الأسر المكلومة بتقديم عرائض للمسئوليين الكبار بالدولة ووزارة الدفاع بمساعدتهم في معرفة القبور الا ان كل هذه العرائض لم تجد الاهتمام من احدآ، وقاموا ايضآ بمظاهرات امام الامانة العامة لمجلس فقمعت المظاهرة بعنف!! .
٣/- الدلالة على تورط كل قيادات الجبهة الإسلامية في جريمة ومذبحة «أبريل/رمضان»، نورد حادثة موثقة لها شهود.. فقد اتصل مساء ذلك اليوم أحد قيادات جهاز الأمن هاتفياً بالسيد أحمد سليمان المحامي في منزله بحضور شاهد تلك الواقعة.. لم يدرِ الشاهد هوية المتحدث على الطرف الآخر من الخط، لكنه عرف أن الحديث يدور عن محاولة الانقلاب العسكري التي جرت صباح ذلك اليوم (الاثنين 23 أبريل) .. سمع الشاهد أحمد سليمان وهو يقول بوضوح تام لمحدثه قبل أن ينهي المكالمة: «أحسَنْ ليكُم تَنْتَهُوا مِنَّهُمْ كُلَّهُم الليلة دِي .. لو إنتَظَرْتُوا بِيهُم الصباح، تَجِيكُم الأجاويد والوَاسطات من جُوه وبَرَّه!!» .
٤/- لم تستغرق محاكمات السجن الحربى أكثر من ساعة تمت خلالها محاكمة 29 ضابطا بالأعدام وبالتالى لم يحظ أى من المحكومين سوى يدقائق معدوده، تم خلالها تلاوة صحيفة الأتهام ثم سؤال المتهم (هل أنت مذنب أم غير مذبب) … وترد المحكمه بأنها وجدت المتهم مذنبا وعليه تصدر حكمها بالأعدام رميا بالرصاص، وقد شهد على ذلك الضابط رقم (29) الذى أفلت من تنفيذ حكم الأعدام العقيد طيار حسن عبدالله العطا .. ولايزال حيا يرزق .. وستبقى شهادته للتاريخ. وتم بعدها مباشره تنفيذ حكم الأعدام فى جبال كررى وسط هتافات الشهداء “عاش كفاح الشعب السودانى”، – وصدرت الأوامر لسائق البلدوزر بدفن الخندق الذى تكومت فيه الجثث الطاهره .. أحد حضور المذبحه ذكر أنهم كانوا يسمعون أنينا هنا وهناك من داخل الخندق حينما كان البلدوزر يقوم بردمه …. لكن ذلك لم يحرك شعره فى جسد أى من الواقفين … بلاشك أن بعضا من الشهداء دفن حيا!!، فى ذلك اليوم قطع التلفزيون القومى برامجه ليذيع بيانا بأنه تم التحقيق مع الضباط المشتركين فى المحاوله الأنقلابيه وتمت ادانتهم والحكم عليهم بالأعدام وتنفبذ الحكم.
تجئ هذه الايام الاخيرة من شهر مارس ٢٠٢٥م الذكري ال(٢٥) علي فشل محاولة الانقلاب التي وقعت في يوم ٢٣/ ابريل- رمضان ١٩٩٠م، وتـم تنفيـذ حكم الاعدامات ليلة وقفة عيــد الفطر!!، ولا يجب ان ننسي ان مجزرة معسـكر (العيلفون) وقعت في ليلة وقفة عـيد الأضـحي عام ١٩٩٨م … قمة المهزلة والمهانة ان الاعدامات قد تـمت ليلة وقفة عيد الفطر ، بل انه توقيت اتخذ بعناية شديدة وسادية مفرطة لكي يحـيلوا عيد الفطر في السودان كله الي مأتم واحزان.
بكري الصايع
[email protected]
اخي في الطريق اعذرني انت وقراؤك الكرام علي غيابي عن التعقيب علي مقالك لظروف خاصة اعلم تماما كم كان الفقد قاسيا وموحشا ولكن هذه ظروف الحياة ولك العتبي حتي ترضي
لله درك جراب الرأي الثائر المجدد شوقي بدري وانت تحدثهم عن تاريخ الخمر وانواعها الذي يخبأون خلفه فريتهم السخيفة فلقد اهرقها اباءك المهديون واقامو مكانها دولة الفضيلة التب انت الان ثمرة من ثمراتها الرطبة احقاقا لقول الله( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فهنيئا لك أيها الثمرة الرطبة وهنيئا لطائفة الأنصار بك سر وعين الله ترعاك .
ما ردك يا شوفي بدري في هذا الكلام؟ أتمنى ان تكون تشابه أسماء حتى لا تتكسر زجاج البرواز