مقالات وآراء

“العيد الجاب الناس لينا ما جابك يعني نسيتنا خلاص” – أعني مرتب المعلم

حسن عبد الرضي الشيخ

 

العيد يقترب، ومعه يكتسي الناس بهجة اللقاء والمودة، إلا المعلم، ذلك الذي صار يُعامل كحجر لا يُحس ولا يُسأل عن جراحه. ها هو العيد يأتي محمّلًا بأهازيج الفرح، لكنه لم يجلب معه شيئًا للمعلمين، لا راتبًا يكفي، ولا كرامة تُصان، ولا حتى أدنى حقوقهم التي سُلبت منهم بدم بارد.

 

في هذا الشهر الفضيل، يجبرون على العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، يفتحون المدارس مرغمين، بلا أي تقدير أو دعم، حتى جرعة ماء نظيفة لتحليل صيامهم لم يجدوها! أيُهان من يربي الأجيال بهذا الشكل؟ أيُعامل من ينير درب المستقبل بهذا الاحتقار؟ .

 

والآن، يقفون على أعتاب العيد، وعيون أطفالهم تتعلق بثياب العيد الجديدة، وأيديهم الصغيرة تمتد متوسلة، لكن الأب المعلّم لا يملك إلا الحسرة، لا مال في جيبه، ولا إجابة على أسئلة أطفاله البريئة. كيف له أن يواجههم؟ كيف له أن يرفع رأسه أمام جيرانه وزملائه وأهله؟ بأي وجه سيقف أمام المحلات التي تضج بالملابس الجديدة وهو لا يستطيع حتى شراء قطعة قماش مستعملة؟ .

 

إنها مأساة، بل فضيحة في حق دولة تدعي أنها تحترم التعليم! حكومة “بورتوكيزان” لم تكتفِ بسرقة أرزاق المعلمين، بل أمعنت في إذلالهم، في دفعهم إلى اليأس، في جعلهم يندمون على اختيار مهنة العلم والتربية. كيف لمعلمٍ أن يزرع الأمل في قلوب تلاميذه وهو غارق في بحر من الإحباط والخذلان؟ .

 

عيدٌ آخر يمر والمعلمون في بؤسهم، بلا هدايا، بلا أفراح، بلا حتى الحد الأدنى من الاحترام. أما آن لهذا الظلم أن ينتهي؟ أما آن لهذا البلد أن يرد الجميل لمن صنعوا فيه العقول وحموا فيه القيم؟ .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..