مجزرة قرية طرة البشعة امتداد لجرائم الحرب

تاج السر عثمان
١. تستمر جرائم الحرب اللعينة، كما جاء في الأخبار ارتكب طيران الجيش السوداني المختطف من الإسلامويين مجزرة جديدة بقرية طرة شمال غربي الفاشر، حيث قصف الطيران سوق المنطقة مما أدي إلي مقتل المئات من المواطنين ، وأظهر فيديو متداول جثث متفحمة ومشهد لحرق كامل السوق وسط سخط وتنديد ولعنة من الأهالي. وجدت المجزرة إدانة واستنكارا واسعا لقصف طيران الجيش المختطف من الحركة الإسلاموية .. كما في ادانة مبادرة دارفور للعدالة والسلام لها، التي أشارت في بيانها بتاريخ الثلاثاء : أن طيران الجيش السوداني المختطف بواسطة الحركة الإسلاموية ارتكب نهار أمس الإثنين 24 مارس 2025م بمنطقة (طرة) بجبل مرة واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب حيث قصف سوق المنطقة بعدد هائل من البراميل المتفجرة أودت بحياة 400 شخص حسب التقديرات .
واكد المبادرة ان عدد الضحايا هو الأعلى في قصف وأحد منذ بدء الحرب وحيث سقط مئات الجرحى ونفوق عدد كبير من المواشي وفقا لما أظهرته مقاطع فيديو توضح بشاعة الجرم المرتكب بحق المواطنين الأبرياء من جثث متفحمة وأشلاء مقطعة لنساء وأطفال ورجال.
٢. هذه المجزرة البشعة امتداد وتطور جديد لجرائم الحرب التي تدخل عامها الثاني ، مع المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، وتزايد المطالب الجماهيرية لوقفها، والمزيد من التقصي لجرائم الحرب والتوثيق مثل : حالات الاغتصاب والاستعباد الجنسي والابادة الجماعية وتدمير البنية التحتية والسجلات الحكومية، والحرب العرقية كما للمساليت في غرب دارفور وحملات الاعتقالات والتعذيب حتى الموت في سجون طرفي الحرب، التي يتحمل الجيش المختطف من الإسلامويين والدعم السريع المسؤولية عن الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان التي ترقى لجرائم الحرب.
ورغم توصيات تقرير تقصي الحقائق الأخير بواسطة بعثة الأمم المتحدة، الا أن التوصيات لم تجد طريقها للتنفيذ، وأصبحت حبرا على ورق كما حدث في قرارات دارفور السابقة التي لم يتم فيها القبض على مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وتقديمهم للمحاكمة كما في حالات البشير ومن معه. كما أنه من المهم تحديد الدول التي تدعم طرفي الحرب ومحاسبتها في حالة الخرق لتسليح الطرفين.
هذا فضلا عن أن هذه الجريمة البشعة لا تنفصل عن مخطط إثارة الحرب العرقية والاثنية والعنصرية وتفكيك النسيج الاجتماعي، وتقسيم البلاد بتكوين الحكومة الموازية، وتعديل الدستور لفرض حكم الإسلامويين في بورتسودان، بدعم من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات البلاد.
٣. كما اشرنا هذه الجريمة امتداد للجرائم السابقة منذ انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019م، ومجزرة فض اعتصام القيادة العامة والولايات ، والانتهاكات والابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق، اضافة لجرائم نظام الانقاذ كما في الابادة الجماعية التي حدثت في دارفور ٢٠٠٣م،التي تطلبت تقديم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم، ولابد من عدم الإفلات من العقاب وان طال السفر.
ان هذه الحروب هى التى دفعت من قبل اخوتنا فى جنوب السودان لاختيار الانفصال عن الوطن الام جراء ما ظلوا يعانونه من جنون الالة العسكرية التىى مارست فيهم كل صنوف القتل والتنكيل وهاهى دارفور تعود اليوم لتشاهد ذات المسلك المريع ومن ذات القوات المسلحة حين يستهدف طيرانها سوقا اسبوعية يجتمع فيه الناس لتوفير بعض احتياجاتهم والتى لا تعدو ان تكون ملوة ذرة او اصابع من البامية المجففه حيث لا محال لسلع رفاهية فهى لا توجد وان وجدت فلا قوة شرائية تسمح لهم بابتياعها… لا يوجد اى مبرر لاهلاك هذا العدد من الضحايا بسلاح الطيران والذى يعتبر من اكثر الاسلحة تطورا ودقة فى كل الجيوش ويتم تحديد الاهداف بدقة متناهية (high precision) فضلا عن ان القصف تم فى رائعة النهار وذلك استنادا على ما قاله وزير الدفاع الانقاذى الفريق مهندس مستشار عبد الرحيم محمد حسين ( كانت طافية نور ).. انه عمل مقصود لدفع دارفور لذات الاتجاه الذى ذهب اليه الجنوب من قبل… اذن يبدو ان اواصر وحدة البلاد صارت اوهن من خيوط العنكبوت وظللت تساورنى منذ فترة قناعة بان الانفصال افضل الف مرة من البقاء فى دولة لا تحترم انسانية مواطنها ولا تتورع فى ازهاق روحه بهذه السهولة كل الاسلحة تم استخدامها فى دارفور ففى العام 2006 نشرت جماعات حقوقية ان اسلحة كيميائية منها غاز الكلورين تم استخدامه فى دارفور وتحديدا جبل مرة واسفر عن وفاة اطفال اختناقا وحالات اجهاض بين النساء الحبليات الى جانب حالات تشوهات خلقية فى شكل حروق والتهابات وفى العام 2016 نشرت جماعات حقوقية اخرى من بينها منظمة العفو الدولية استخدام الجيش السودانى اسلحة محظورة دوليا فى جبل مرة نتج عنه ايضا ما حدث فى السابق واليوم تتعرض سوق اسبوعية لقصف بالطيران يلقى المئات مصرعهم بسببه ولا يمكن تبرير هذه الفعلة باى سبب سوى عدم المبالاة بحياة الناس.. مائتان وسبعون قتيلا وعشرا ت الجرحى فى ضربة واحدة لا احد يمكنه قبول هذه النتيجة بسهولة بينما يصر الجيش انه استهدف الجنجويد والمنطقة تخضع لحركة عبد الواحد نور وهو لم يوقع على ميثاق نيروبى فالمبرر هنا ضعيف وليت الناطق باسم الجيش اقر بالخطا ووعد بادراء نحقيق وكل ذلك لم يحدث ربما لان النية كانت مبيتة لايقاع هذا العدد من الضحايا ..الافضل اذن اقصلوها قبل ابادة سكانها