ابوالقدح بعرف محل بعض اخوهو

عبدالرحيم محمد سليمان
النظام التشادي متفق مع الامارات على دعم التمرد لوجيستيا عبر مطار “ام جرس”، في خطوة تهدف الى زعزعة استقرار السودان وتشريد شعبه، هذا الدور التشادي لم يعد خافيا على احد، وهو يتناقض مع تعهدات الرئيس التشادي محمد ادريس ديبي خلال زيارة مبعوثيه الاخيرة الى بورتسودان، حيث التقوا رئيس مجلس السيادة الانتقالي واكدوا التزام كاكا ببذل المزيد من الجهود للحد من نفوذ المليشيا فى الحدود.
لكن، على ما يبدو، كان للامارات رأي اخر، اذ استدعت كاكا لزيارة ابوظبي، حيث وبخته، وامرته باجراء اصلاحات جوهرية في المنظومة الامنية والدفاعية لحماية نظامه من الاختراق، وللأسف الشديد، استجاب كاكا لهذه الاملاءات دون تردد، منفذا الاوامر كأنه تابع صغير، متجاهلا وعوده السابقة للسودان، ونتيجة لهذا الانصياع، اجرى تغييرات جوهرية في مؤسسات الامن والدفاع، حيث تم تعيين شخصيات موالية للامارات، مما ادى الى تصعيد عمليات الدعم اللوجستي للمليشيا عبر اضافة مطار “حسن جاموس” فى انجامينا الى خط الامداد.
لكن المفارقة ان هذه الاضافة، التى جات كجزء من مخطط لاضعاف السودان، عادت للسودان بفوائد غير متوقعة، اذ تمكن الجيش من الحصول على احدث المعدات العسكرية التي منعت عنه بقرارات دولية، لكنه حصل عليها من المعارك مع المليشيا ، وكان هذا فى وقت كان السودان يسعى فيه جاهدا للحصول على هذه المعدات بموارده الذاتية، الا ان الدول ظلت تعتذر وتتنصل عن دعمه فى اطار مخطط مدروس لتضييق الخناق عليه لتقويض وحدة البلاد.
ان قلة خبرة كاكا السياسية، الى جانب حداثة سنه، جعلته يثق فى الامارات التي لم يكن لها فضل على تشاد بقدر ما استفادت من السودان على مدى العقود الماضية فى التخطيط والتنمية وفى التدريب العسكري فالامارات كانت ترسل قياداتها للسودان لتعليمهم الرجولة والشجاعة، والدليل على ذلك محمد بن زايد نفسه، الذي تخرج في الكلية الحربية السودانية، واحتك بالسودانيين عن قرب، فكان شاهدا على ذكاء السودانين وحنكتهم، فالسودانيين اضافة الى ذلك عُرفوا تاريخيا بالطيبة والمودة والتسامح، لكن اذا استفزوا فهم عندئذ اسود، واكثر مايميزهم ليسو اهل دنيا وليس لديهم مايخسروه، سيان عندهم الموت والحياة.
ان العلاقات السودانية التشادية لا يمكن ايجازها فى مقال مقتضب او حصرها فى تصريح يطلقه عسكرى اعترته حالة نشوة بانتصار راه عزيزا بعد ان ارغم على البقاء بعيدا عن العاصمة حينا من الدهر..فالسودان ظل على الدوام يتدخل باشكال مختلفة فى الشان التشادى وبالمثل فان تشاد ذاتها كانت تتدخل فى الشان السودانى ولكن بدرجة اقل وليس ادل على ذلك ماقاله الرئيس الاسبق ادريس ديبى فى أحدى زياراته العديدة للفاشر وبالمناسبة فان احدى زوجاته من بنات الفاشر وهى السيدة سعاد زكريا.. قال ديبى فى لقاء جماهيرى بالفاشر عام 2003م ومع انلاع التمرد فى دارفور ( انا والبشير رجلين سروال واحد) عبارة ضحك لها الحضور كثيرا ولكنها كانت معبرة وللحق فان عهد الرئيس ديبى شهد افضل علاقات مع السودان بالرغم مما قاله الكاتب فبان ابو القدح يعرف محل يض اخوه فديبى حسب المقربين اليه كان لا ييق مطلقا فى حكومات الخرطوم خاصة الانقاذ لانها قبضت ثمن تجريد ديبى من السلاح ونقل مقاتليه الى الداخل الابعد فى السودان نواحى القضارف او ملكال ولكن الرجل كان داهية فقد اومأ بالموافقة على ذلك ولكنه وعلى جناح السرعة غادر دارفور نحو انجمينا ترافقه زفة اعلامية ضخمة من راديو فرانس انترناسيونال بانه على ابواب انجمينا واصيب هبرى غريمه بالفزع وهرع الى الضفة الجنوبية لنهر شارى حيث مدينة كوسرى الكميرونية طلبا للنجاة الى منفاه الاختيارى فى السنغال الى ان توفاه الله…. ديبى كان يقول لمقربيه ان الخطر على تشاد دائما ياتى من الشرق وينتهى فى غربها.. تقلبات هذه العلاقات بدأت بقيام منظمة فرولينا وهى منظمة اسلاموعروبية كانت تناهض حكومة الرئيس الاسبق تمبلباى قرانسو وقد تم تاسيسها فى نيالا فى مطلع الستينيات اى مع مطلع عهد الاستقلال فى تشاد وللمفارقة فان اول رئيس لجمهورية تشاد كان السيد احمد غلام الله وهو دنقلاوى من شمال السودان لندرك طبيعة العلاقات ىبين البلدين ومن ذريته السيد عبد الرحمن غلام الله الوزير الحالى والناطق باسم الحكومة فى انجمينا اليوم.. لقد اشعل الفريق العطا زوبعة فى غير محلها فتشاد وان صارت معبرا لدعم تمرد حميدتى ولكن الشعب السودانى لا اظنه يكن اى نوايا عدوانية تجاه السودان وحتى موسى فكى الذى تعرض لهجوم سافر من الوسائط السودانية كان لا يخفى حبه للسودان… اخلص الى القول الى ان العلاقات مع دول الجوار ولحساسيتها البالعة ينبغى ان تدار عبر الخارجية دون نقلها لمنصات الاعلام لان الضرر الذى يحدثه ليس سهلا علاجه كما انه يدق اسقينا لابد ان السودان فى غنى عنه .. بالمناسبة ربما يكون الدعم الاماراتى عبر تشاد قد تم تدبيره على طريقة تهريب الفلاشا من بورتسودان بغياب تام للشعبين فى الحالين