نهب المتحف القومى … واحراق سجلات الاراضى … سر اشتعال الحرب

سهيل احمد الارباب
ماحدث من نهب وتدمير بالمتحف القومى … يثبت التامر والحقد الدفين على ماضى ومستقبل السودان وشعبه….
وهو سلوك مخطط له ومقصود ومعنى بتجريد الشعب السودانى من تاريخه. واحد اهم مرجعيات وحوده واصوله الثقافية والمعرفيه وارثه الحضارى ومساهماته بالتاريخ الانسانى.
ويهدف الى محو اثبات وجوده ومحاوله تذويبه فى كيانات اخرى تمهيدا لتجريده من ممتلكاته وانتزاع اراضيه وثرواته .
ويمكن ربط ذلك بسلوك مليشيات الدعم السريع وقواتهم باستهداف تسجيلات وسجلات الاراضى بكل مناطق احتلالهم واحراقها باول المهام عند انتشارهم بغياب الجيش واحتلالهم كامل احياء الخرطوم .
وقد اثار ذلك استعجابى ببداية الحرب وتساؤلات الكثيرين عن الهدف من ذلك وبربطه الان بما حدث بالمتحف القومى يمكن فهم الاهداف وتكتمل الصورة بالفكر السياسي الاستراتيجى خاصة اذا مالاحظنا ان الاحتلال للمنازل لم يكن لاهمية مواقعها العسكرية فقط واطلالتها على مسارات الحركة والخطط العسكرية المتوقعة ولكنها شملت جميع المنازل بمناطق السيطرة والتمركز للقوات المحتلة.
وهو فكر ابعد مايكون من امكانات قيادات الدعم السريع الذهنية بطبيعة تعليمهم المحدود وفكرهم السياسي البسيط وطبيعتهم البدوية البسيطة .
وهو مايثبت ان من ورائهم عقليات مخابراتية دولية واقليمية ذات مفاهيم استراتيجية وابعاد اعمق فى ادارة المعركة واهدافها الرئيسية ومعنية بالجغرافية السكانية والصراعات المحلية والاقليمية للمنطقة والازمات الاقتصادية والصراعات السياسية على خلفية المنافسة على احتكار ثرواتها ومواردها الطبيعية
يعني هذه الحرب اندلعت فقط من أجل ما ذكرته في مقالك. اتفق معك تماما ان مليشيا الجنجويد عبارة عن مجموعات اجرامية. لكن حديثك يعني براءة البرهان والكيزان في أمر من من الذي بدأ الحرب
هههههه اجمل عباره (ومساهماته بالتاريخ الانسانى ) ياراجل ياقفا
صدقت يا استاذ
يعود مسلسل حرق الوثائق الى حقبة السبعينات من القرن الماضى فقد ارتبطت بادئ الامر بالسجلات المالية قبل ان تعرض على المراجع العام كان القصد منها اخفاء المخالفات المالية والتى كانت غالبا لها صلة باختلاسات فى المرافق المعنية .. انتقل بعد ذلك لتشهد المظاهرات تدمير المؤسسات الحكومية خاصة فى دارفور فقد شهدت مدن نيالا زالنجى كتم الجنينة الفاشر تدميرا كاملا لسجلاتها فى الثمانيات من القرن الماضى وكان ابرز الضحايا مقار سجلات الاراضى المتعلقة بالحواكير ويذكر ان اغلب هذه الحرائق كانت تتم ليلا بينما كانت المظاهرات تكون نهارا بما يعنى ان يدا خفية كانت تمتد لاشعال هذه الحرائق… ونشطت مع هذه الحرائق مطالبات بانشاء نظارات لبعض القبائل والغريبة انها كلها قبائل عربية منها الترجم فى جنوب دارفور والسلامات فى وسط دارفور ونرى اليوم ان زعاماتها القبلية كانت الاسرع فى مؤازرة الدعم السريع علما بان قبائل عربية اخرى لديها حواكير باسمها كدار بنى هلبة وكلكة الهبانية ودار الرزيقات بالرغم من الصراع الدموى القديم المتجدد مع المعاليا وقد تساءل زميل الدراسة جوزيف موديستو عندما تساءل فى نيالا فى العام 1986م عندما واجهه زعماء بعض القبائل بطلب حواكير فى دارفور وكان الرجل وقتها وزيرا للحكم المحلى وتساءل بسخرية اخوتنا الجنوبيين المحبوبة اين كنتم عندما تقاسم الناس الحواكير ام انتم قدمتم حديثا مضيفا بتهكم هل خلق ربنا ارضا جديدة اذن فكلنا شركاء فيها