أخبار السودان

هل يشفع تحرير الخرطوم لـ”كيكل” من غضب ضحايا الانتهاكات؟

 

ملخص

ينقسم الرأي في السودان في شأن قائد قوات “درع السودان” أبو عاقلة كيكل ومساهمته إلى جانب الجيش في دحر قوات “الدعم السريع” عن العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، بين من يقدر له هذا الدور الحاسم في الحرب، وبين من يرى أنه يجب أن يتحمل مسؤولية الانتهاكات التي تسبب بها في حق المدنيين.

على رغم تقلبات مواقف قوات “درع السودان” بقيادة أبو عاقلة كيكل في الحرب الدائرة في البلاد التي تقترب من عامها الثاني، إثر انحيازها في بداية الحرب إلى قوات “الدعم السريع”، ثم انشقاقها عنها وانضمامها للجيش السوداني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وما رافق ذلك من عفو عن قائدها، مما أثار حينها جدلاً كبيراً بين السودانيين خصوصاً سكان ولاية الجزيرة الذين يحملون كيكل مسؤولية ما تعرضوا له من انتهاكات وحشية على يد قوات “الدعم السريع” التي كان جزءاً منها. لكن مع تحرير الخرطوم من قبضة الأخيرة بحسب إعلان قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، هل تشفع مشاركة قائد قوات “درع السودان” في عملية التحرير من خلال ظهوره وسط جنوده في معارك عدة على تخوم العاصمة وداخلها لدى كثيرين من السودانيين الغاضبين منه؟

قرار صائب

مراقب عسكري تحدث إلى “اندبندنت عربية”، قال إن “أبو عاقلة كيكل كان له دور مؤثر وكبير في استيلاء الدعم السريع على ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني، خصوصاً المناطق الشرقية من هذه الولاية، لكن انضمامه إلى الجيش أحدث تحولاً كبيراً في مسار العمليات ورجح ميزان القوة لصالح القوات المسلحة، وهو ما يعد قراراً صائباً وذكياً من قيادة الجيش التي منحته العفو على رغم مطالبة كثيرين بمحاكمته بسبب الانتهاكات التي مورست في حق المدنيين العزل في منطقة الجزيرة بسببه”. وأضاف المتحدث ذاته، “بالتالي فإن عودة كيكل للجيش كانت بمثابة ضربة قاضية وموجعة للدعم السريع نظراً إلى درايته الواسعة بمنطقة الجزيرة وسهول البطانة التي ينتمي إليها، وهو ما حدث فعلاً باستعادتها في وقت وجيز من انضمامه، فضلاً عن معرفته وإلمامه بتكتيكات وخطط الدعم السريع، مما ساعد كثيراً في عملية الضغط العسكري على قواتها الموجودة في الخرطوم حتى تحقق الانتصار الكامل بتحرير العاصمة”.
ولفت المراقب العسكري إلى أن “استسلام كيكل أسهم إلى حد كبير في خفض الروح المعنوية لدى أفراد الدعم السريع، بل ما حدث لها من انهيار كبير، وبالتالي فإن مشاركته الفاعلة في القتال ضد القوات المتمردة التي كان له مساهمة كبيرة في إلحاق الهزيمة الساحقة بها يشفع له عن خطئه السابق عندما كان جزءاً من المنظومة القيادية للدعم السريع. وأكيد أن فئات كبيرة من المجتمع السوداني حتى تلك التي لحق بها الضرر والأذى في مناطق الجزيرة ستتفهم ذلك، من منطلق أنه لم يتماد بل رجع إلى صوابه وانخرط في القتال بجانب الجيش بصورة فاعلة”.

مجرد صنيعة

لكن عضو هيئة الاتهام في قضية مدبري ومنفذي انقلاب الـ30 من يونيو (حزيران) 1989 المعز حضرة قال “في الأساس، كيكل هو مجرد صنيعة من صنائع الاستخبارات العسكرية السودانية، وتم ذلك بعد انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وجرى استخدامه للأسف في تنفيذ أدوار خبيثة في مناطق محددة بإقليمي دارفور وكردفان، وهو ما أدى إلى تفتيت وخلخلة البنية الوطنية من خلال هذه الأفعال والأدوار المضرة، ومعلوم أن الاستخبارات العسكرية ظلت منذ قيام نظام الرئيس السابق عمر البشير تستخدم المجموعات القبلية لتصفية الجيش من عناصر معينة ليصبح بؤرة خاصة بالحركة الإسلامية كما يجري في الحرب الحالية، فضلاً عن تفتيت النسيج الاجتماعي حتى لا ينشغل الناس بما يحدث في دهاليز السلطة”. وأضاف حضرة “نجد أن الجرائم التي ارتكبها كيكل، بينها جرائم شخصية وأخرى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم لا يملك رأس الدولة أو رئيس الجمهورية الحق في العفو عنها لأنها جرائم حق خاص، فضلاً عن أنه وفق الشريعة الإسلامية يعتبر مسؤولاً عما حدث من قتل وانتهاكات في حق المدنيين خاصة في ولاية الجزيرة، وبالتالي فهو عفو لمن لا يملك لمن لا يستحق، فالبرهان نفسه مسؤول جنائياً عن كل أعمال القتل والانتهاكات التي حدثت منذ فض اعتصام القيادة العامة للجيش في الثالث من يونيو (حزيران) 2019 وحتى هذه اللحظة”.

تأسيس درع السودان

وأسس كيكل الضابط المتقاعد في الجيش السوداني قوات “درع السودان” في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2022، إذ كان الظهور الأول له حين نظم عرضاً عسكرياً لقواته بمنطقة الجبال الغر في سهل البطانة (وسط السودان). وقدرت “درع السودان” عديد قواتها حينها بـ35 ألف جندي، فضلاً عن تأكيدها بأن لديها آلاف المؤيدين في عدد من مناطق السودان، لكن قادتها الذين ظهروا وقتها بالزي العسكري أعلنوا أنهم ليسوا في حالة عداء مع أحد.
وقبلها، وخلال عهد الرئيس المعزول عمر البشير، عمل كيكل ضابطاً برتبة صغيرة في الجيش السوداني، لفترة ليست بالطويلة، بحسب مقربين منه.
وبحلول أغسطس (آب) 2023 انحاز كيكل إلى قوات “الدعم السريع”، معلناً في فيديو مصور حينها أن هدفه هو “نصرة الهامش ومحاربة فلول النظام السابق”، مما أثار تساؤلات عن حجم قوته وإمكاناتها على الأرض.
ويتحدر قائد “درع السودان” من منطقة البطانة في وسط البلاد، وأصبح ناشطاً بارزاً في المكتب التنفيذي لـ”منتدى البطانة الحرة”، الذي يركز على الشؤون العامة الإقليمية، وكان له نشاط ملاحظ أيضاً في المنتديات التي نظمها المنتدى الوطني.

اندبندنت عربية

‫5 تعليقات

  1. سامحناك يا كيكل فتقدم الصفوف في حرب الكرامة.
    كان “خالد بن الوليد” معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي (ﷺ) والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين. وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة “أحد”. كذلك فإن “خالدا” كان أحد صناديد قريش يوم الخندق، وفي “الحديبية” خرج “خالد” على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي (ﷺ) وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد تجلت كراهية “خالد” للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة -رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة- وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها. ثم أسلم وقد سُرَّ النبي (ﷺ) بإسلام خالد بن الوليد ، وقال له حينما أقبل عليه: “الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير”. أما مجاهدات خالد بن الوليد في قيادة الجيوش الإسلامية فهي مشهورة في الكتب، وقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول. هذه القصة نلتمس منها العبرة في التعامل مع كيكل. كان دعامياً مجرماً وهداه الله، فأصبح مواطناً صالحاً، وكان له دور بارز في تحرير ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم، وله دور منتظر في تحرير كردفان ودارفور. سامحناك يا كيكل فتقدم الصفوف في معركة الكرامة.

  2. من المعروف ان الحق الخاص لا احد يكون بمقدوره التنازل الا صاحبه اما الجق العام فيمكن لولى الامر التنازل عنه والصفح عن مرتكبه لذلك فان ما قام به كيكل فى دارفور وكردفان والجزيرة يدخل ضمن الحق الخاص فقد قاد مجموعات نهبت ودمرت وربما اغتصبت فهذه كلها تدخل ضمن الحق الخاص ولا يملك احد التنازل عنه وبما انها ارتكبت فى مناطق واسعة فهذا يعنى ان يتم التنازل من كل المتصررين على امتداد هذه الرقعة الواسعة وهذا غير ممكن عمليا وان مجرد العفو عنه يعنى مكافاة له على ما اقترفه من جرائم مما سيشجع على اخذ القانون باليد فهناك اسر تعرض بعض افراددها للقتل على يدى كيكل وقواته فكيف يعفو عنه من هو ليس بولى الدم…. يجب تقديم كيكل لمحاكمة عادلة ولداعى للافلات من العقاب والمحاسبة فلم يصل السودان الى الى هذه الحالة سوى بسبب الافلات من المساءلة وبسط يد العدالة

  3. فقط لنشر الفتن كيكل غلط وصحح غلطه كل الجرائم لا تشبه كيكل ولا جنود كيكل خاصة اغتصاب واذلال المواطنين كيكل جنوده محترمين القتل جريمة لكن جريمة التعدي على حرمات البيوت اشد وقعا وهذا ما كان تقوم به الملايش التي لا تتبع لكيكل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..