مقالات وآراء

‏قصة قصيرة “بعض الشيء”

 

خالد عمر يوسف

في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام فقط، انقضت القوات المسلحة والدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية على ساحة الإعتصام لتفتك بالمعتصمين السلميين أمام “القيادة العامة” قتلاً وسحلاً وحرقاً واغتصاباً، وخرج البرهان ليلاً ليعلن عبر بيان “قررنا وقف التفاوض مع الحرية والتغيير والغاء كل ما اتفق عليه وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد.

لم يستسلم الشعب وخرج في مليونيات مقاومة باسلة تحدت إرهاب العسكر وبطشهم، لينتهي الأمر باتفاق سياسي بين المجلس العسكري والقوى المدنية ممثلة في الحرية والتغيير، التي رأت أن طريق السلم والتفاوض هو الطريق الأقصر لحقن دماء الناس وتحقيق غاياتهم دون موت أو دمار، في حين رأى ثوار آخرين بأنه خيانة ومصافحة للقتلة وشراكة دم مع “القوات المسلحة والدعم السريع” الذين لا تجوز مصافحتهم، ولكل رأي هنا حجته ومنطقه على كل حال.

بعد عامين فقط من هذا الاتفاق نكث العسكر عهدهم وانقلبت “القوات المسلحة والدعم السريع” على الفترة الانتقالية، عقب هتاف قادة اعتصام القصر “سابقاً”، وقادة المشتركة والقوى الوطنية “حالياً”، “الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع”، وخرج البرهان عليهم بالبيان “قررنا شطب اسم الحرية والتغيير من الوثيقة الدستورية والغاء بعض ما اتفق عليه وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد.

لم يستسلم الشعب وخرج في مليونيات مقاومة باسلة تحدت ارهاب العسكر وبطشهم، تفنن قادة الانقلاب في قتل الثوار وسحلهم في بحري وامام القصر وشروني وغيرها، رأت القوى المدنية ممثلة في الحرية والتغيير وقوى أخرى أن البلاد ستسير إلى حرب وخرجت ونبهت بذلك، واختارت طريق السلم والتفاوض كأقصر طريق لحقن دماء الناس وابتدرت العملية السياسية وتم توقيع الاتفاق الاطاري، في حين رأى ثوار آخرين بأنه خيانة ومصافحة للقتلة وشراكة دم مع “القوات المسلحة والدعم السريع” الذين لا تجوز مصافحتهم، وأن الحديث عن اقتراب الحرب ما هو إلا فزاعة، ولكل رأي هنا حجته ومنطقه على كل حال.

اختلفت القوات المسلحة والدعم السريع وتباينت طرقهم عقب الانقلاب وتصاعد الأمر حتى انفجرت حرب ١٥ ابريل، مات مئات الآلاف، تشرد الملايين وفقدوا حياتهم، ارتكب المتقاتلون كل الموبقات في حق المدنيين العزل، قتل وتشريد واغتصاب ونهب وسلب وقصف مدفعي وجوي، احترقت العاصمة ومدن الأقاليم وأريافها، احترقت القيادة العامة والقصر الجمهوري وساحات بحري وشروني وغيرها. دخل البرهان القصر فاتحاً، وكان قبلها قد أعلن تعديلاته على الوثيقة الدستورية وخلاصتها “قررنا شطب اسم الحرية والتغيير والدعم السريع من الوثيقة الدستورية وقيادة البلاد بمجلس سيادة من القوات المسلحة والحركات وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد.

عقب عبور بحور الدماء هذه وحريق البلاد، أخرج البعض “استيكة” لمسح وقائع الأمس القريب، وكتابة رواية جديدة للتاريخ من سفك الدماء هو “المخلص والبطل”، ومن تمسك بحقن النزيف وبالسلام هو “الخائن والعميل”. خرج أحد العسكر ليقول انفضوا عن اذهانكم أحلام المدنية والديمقراطية سنستمر في الحكم لأربعة دورات انتخابية، ولو اجتمعتم جميعاً على انتخاب شخص “عميل” سننقلب مرة أخرى!! كيف لا فهم الملوك والشعب رعية “وبلاش مدنية وكلام فارغ” .. حكم العسكر السودان لستة وخمسين عاماً منذ استقلال السودان وبفضل حكمهم “الرشيد” ها نحن نعيش الآن في “سباب ونبات” .. انقسم السودان لبلدين وقد ينقسم لأكثر من ذلك، دمار وموت وحريق وفقر وجوع وتشرد، لكن يقول البعض لا بأس لا بد من المزيد من حكم العسكر، فلا زال في بلوغ الحضيض متسع، فهيا بنا لنبلغه.

هنيئاً لمن أراد الاستسلام لروايات تزييف التاريخ القريب التي تزين الباطل وتشوه الحق، أما نحن فقد اخترنا طريق السعي نحو الحرية ومواجهة الحقائق كما هي لا كما يريد البعض تزييفها، هو طريق شاق ومرهق ولكنه يحمل في آخره الانعتاق والخلاص، سار شعب السودان هذا الطريق من قبل وبلغ منتهاه في اكتوبر وأبريل وديسمبر، وبإذن الله ستكون حرب البشاعة التي تحرق بلادنا هذه آخر الأحزان والآلام، ستكون كذلك بمواجهة الحقائق كما هي لا باتباع دعايات الكذب التي تدغدغ المشاعر وتحتقر العقول. تستهدف صرخات وضجيج من يزيفون التاريخ القريب، أن تخرس أصوات الذين يفضحون أباطيلهم بقول الحق ولا شيء غير الحق، نقول لهم استعدوا لمزيد من الضجيج فلن نسكت عن قول الحق ما دام فينا قلب ينبض، وفي نهاية المطاف نؤمن بأنه لن يصح إلا الصح وأن الحق باقٍ لا محالة.

‫14 تعليقات

  1. وتظل التساؤلات الجوهريه: الم توقع قوى الحريه والتغيير على فض الاعتصام وتحديد فض جغرافيه منطقه كولمبيا بالعصى لا بالسلاح؟ الم يتورط الدعم السريع حليفكم الاستراتيجى فى فض الاعتصام؟ من الذى اتى بالفريق اول البرهان وطاقمه علما انه ليس قائد عام ولا هيئه اركان ؟ لماذا رفضت قحت مشروطيات ابونعوف لتكوين مجلس سيادى حيث شرط انه لايدخل المجلس السيادى الا خريج كليه حربيه وهذا فيه استبعاد للامير حميدتى؟ لماذ ا شارك خالد سلك وحمدوك فى اربعه تخريجات للدعم السريع فى مشروعه التضخمى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا فعلتم فى شهداء فض الاعتصام وجرحى فض الاعتصام ومفقودى فض الاعتصام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الم ترجعو لحضن العسكر القتله وتماهيتم معهم الى ان اسستتم الاتفاق الاطارىء وتورطتم فى الانقلاب الفاشل الذى تحول الى حرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    قحاته باعو الدم بكم بك بكم——————— لا تسى ما حدث لكم فى باشدار

  2. هذه ليست قصة وإنما مناحة خالد سلك لأهل السودان باستعادة وطنهم المغدور ومنازلهم بعد ان اختطتفت . كل حرف فى هذه المناححة ينضح بدموع الحزن والاسى والالم والتلوى ومغص خالد سلك الحاد الدامى المتقين. سبب كل ذلك غبن خالد سلك من الشعب السوداني الذى خرج عن بكرة ابيه الا خالد سلك وشلته،فرحا وغبطة بانتصار الجيش السوداني المنتصر ابدا الذى لا يكره خالد سلك فى هذه الحياة غيره. لم يبق لك الا ان تقول للشعب السودانى عندى تانى انقلاب وحرب بمرتزقة جدد مع دول عميلة جديدة. هذه المناحة ايها الاحمق الموشطن اكبر دليل قاطع على انك انت من أشعل الحرب وانت من ادارها حتى فشلت كما فشل كل عمل تصديت لانجازه. هذه القصة دليل قاطع على انك خاوى تماما الا من العمالة والارتزاق. اتهدد الشعب السوداني يا باشمهندس خالد سلك بأنك ستعمل وستعمل وتفعل وتفعل، وانت،نعم انت خالد سلك ، لا تستطيع ان تظهر امام اى سودانى او كنداكة فى موقع على وجه الكوكب ؟!!!

  3. الجواب يكفيك عنوانه وعنوان قصتك ذاته غلط، ولم لا يكون غلط ما القصة قصة خالد سلك الكل غلط فى غلط . حتى قصة من كم سطر يمكن أن يكتبها اى تلميذ فى أولى اساس فشلت فى كتابتها ايها الفاشل السرمدى خالد سلك أو خالد فاشلون . ثم لماذا لم تقل جيش الكيزان؟ لانه انتصر وخايف يقول النصر العسكرى سببه الكيزان لكن الشعب قال وانتهى والتاريخ سجل ولملم سجلاته والسبب انت و قطيع عرمان انتم بكل امية سياسية صنعتوا للكيزان تأريخ ناصع جديد بعد أن افل نجمهم. لم يتبق لك غير كتابة القصص بعد أن هزمت ونحرت سياسيا واجتماعيا وعلميا ومهنيا.

  4. الانسان الديمقراطي الذي يومن بالديمقراطية عندما تنجح الثورة يكون همه الاول و الاخير هو قيام الانتخابات في اسرع وقت حتي يحكم شعب الذي قام بالثورة نفسه لكن الذين يعتبرون الشعب عبارةً جهلاء وهم الزعماء الذين يتحالفون مع الشيطان من اجل السلطة و كانت نتيجة هذه الحرب الجميلة التي حرقت كلّ افرازات الدكتاتورية و الايديولوجية و القبلية.

  5. القائد الوطني فى مثل هذه الظروف ينادى بلم الشمل وعلاج الجراح ورتق النسيج الاجتماعي والسياسى والاقتصادى والتسامى والتسامح، وليس العمل على المزيد من بناء وهندسة الغبائن والكراهية والفتن والدسائس والحروب، ولكن أين خال سلك من مثل هذا القائد ؟. خالد لم ولن يكون أكثر من طالب أولى ثانوي، حكم عليه أكاديميا باعادة السنة الأولى.

  6. أواب طارق تعرف من خرج للإحتفال مع العساكر في نصرهم المزيف باتفاقهم مع الدعم السريع بانسحابه من الخرطوم حتى تهيا جدة المفاوضات إلا الرجرجة والدهماء نوعك دا، والآن كل علماء البلد والناس البفهموا فهم خارج البلاد ولكن نوعك دا هو القاعد وهو لافاهم ماذا يعنى حكم العسكر ولا هو فاهم ولآ العساكر فاهمين لأن العساكر هم من اغبي اغبياء العالم والدليل حكموا السودان منذ الاستقلال والى الآن نحن في الحضيض، لذلك لن يحكمنا عسكرى وتأكد عسكرى تانى يشمها قدحة.

  7. كل ماقاله خالد عمر حقيقة وسرد لتاريخ قريب عاشه الجميع وليس نسج خيال ..فليحكم البرهان ويرى الوطن والعالم كيف سيكون حكمه وما هى حاضنته السياسية وسيعلم الجميع من كان قلبه على الوطن ومن كان يسعى للسلطة حتى لو ضاع كل الوطن ..سؤال بريء ماذا قدم البرهان والحركات المتحالفة معه للبلاد بعد انقلابه هو وشريكه حميدتي غير الدمار والخراب للوطن والمواطن

  8. تشكر يا باشمهندس ونعم كل الشعب السودانى يعلم ان هده البلاد لن تعيش فى سلام ووئام طول مافى تجار دين وقادة للجيش موالين لهم لم يسكتهم حرق البلاد وتشريد العباد وسوف يخونوكم وسوف يعودون علي جماجم الشعب السودانى بعد ان حرقوا البلاد وافقروا العباد وسوف يعودون من مهاجرهم بالاكوال المسروقة من شعبنا وبلادنا ايام حكمهم المشؤوم لكى يقولون للشعب السودانى نحن هنا من اجلكم وهى لله لا للسلطة ولا للجاه وتبدأ قصة جديدة من حكم اخوان الشيطان ولكن هده المره لن يرحموا احد والله المستعان

  9. لا فض فوك يا خالد. فليكتب التاريخ كما هو دون تزوير خصوصا اننا قي عهد يتم فيه توثيق كل شئ وقد رأى العالم بالفيديوهات من كان يقتل الثوار. سيظل المجرم مجرما بجريرته التي ارتكبها مهما فعل. حتى لو تمت مسامحته او العفو عنه من قبل كل ضحاياه هذا لا يعني انه برئ من الجرم الذي ارتكبه.

  10. اوافق المهندس خالد فيما ذهب اليه بخصوص الدكتاتورية التي ينسج خيوطها ويلفها البرهان وشلته حول رقبة الشعب السوداني الذي يجب أن يسأل اي كان البرهان وجيشه عندما حشد حميدتي كل هذه الاسلحة الثقيلة وشرد بها الشعب بيننا لبد البرهان وقواده في بدروم والان خرجوا مدعين لبطولة هي من المفترض تكون في فن الاختباء والهروب للمنافي….لايزال ضباطه ينعمون في مصر والخليج ومرتباتهم ماشة بيننا نحن المدنيين الذين لم نهرب تم افقارنا ونهبنا من الطرفين …الثورة لابد تستمر

  11. خالد سلك ومجموعة نشطاء اركان النقاش سارقي ثورة واخلام الشباب الذين غدرتم بهم وخدعتوهم وانسحبتم ليلا وتركتوهم فريسة للقتل بايدي من كان لايهمنا دعم اونظانين من اجل الكرسي نفس مرض العجائز في احزابكم وجلستم في نفس الكرسي وكان همكم الانتقام لا الحكم وعشنا اقبح فترة ملاسنات وتناسيتم دماء الشهداء
    ومسرحية جرادل وهو محمول بينكم وحكاية القميص المشروط خلا ص يا يوسف صدقنا
    وحوامتكم في السفارات حتي حمدوك لم تتركوه يعمل وكنتم السبب الرئيسي في فشله
    خليك من المناحه محل غريق لقدام انت وصعاليك المهاجر من مدعي الصحافه واهل القلم معارضي الكيبورد
    الجميع سيحاسب بكيزانهم وجيشهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..