مقالات وآراء سياسية

النصر الكاذب

إسماعيل عبد الله

 

النصر الكاذب كالحمل الكاذب، الذي يوهم الحامل المزعومة بأعراض حقيقية لا تلبث أن تزول، وهنا نعود لمقولة المفكر والباحث السوداني عبدالمنعم سليمان عطرون، رئيس مركز دراسات السودان المعاصر، (الجيش السوداني ضب أسود رأسه أحمر) ويعني اختلاف قيادته عن قاعدته جهوياً وعرقياً، إلّا من بعض الرموز التضليلية في القيادة العليا، الخلل البنيوي الذي جعل المؤسسة التي يفاخر المنتسبون إليها ببلوغها المائة (سن اليأس)، تخوض حروبها ضد السودانيين – جنوبيين – نوبة – غرّابة – انقسنا – وليس من أجل تحرير حلايب، بعقلية عنصرية لم يتعظ أصحابها من ويلات الحروب، طيلة سبعين عام من عمر دولة السادس والخمسين، وما يزال كبار جنرالات هذه المؤسسة ذات السقف الأحمر والقاعدة السوداء، يكذبون ويزعمون نصراً متخيلاً بدخول القصر، دون أثر لطعنة رمح أو ضربة سيف على جسد جنرال، من الجنرالات السمان العاشقين لالتقاط الصور، وهم وقوف على ركام المباني التي دمرتها الحرب، فهؤلاء القادة المزيفون يعلمهم أهلنا البيادق على رقعة شطرنج الجيش الأحمر الرأس، فمنذ زمان حرب الجنوب كان يقص علينا أهلنا هؤلاء القصص الساخرة، عن الجنرالات اللائذين بالفرار داخل المدرعات إلى حين انجلاء غبار المعارك، كما جرى في حامية “رمبيك” عندما جبن الجنرال الأحمر وأصدر تعليماته بالانسحاب، فزج به مساعد الكتيبة داخل المدرعة ثم قام بالواجب بدلاً عنه.

لقد كشفت التسريبات بعض المعلومات الفاضحة للجيش الأحمر الرأس، وأكدت على أن هنالك ترتيباً أممياً تم بموجبه انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم، ومن الضروري أن يقابل ذلك استحقاقاً تفي به الرؤوس الحمراء، التي لا تخشى غير العصا الغليظة ولا يسيل لعابها إلّا للجزرة العليفة، فهي رهينة لمؤشر السبابة البيضاء العالمة ببواطن أمور هذا الجيش خاطف اللونين، وما صدر عن الجنرال “الديناري” المغرور المنتفش الريش كالقط الذي يحاكي صولة الأسد – “خاسر العصا”، من إعلان حرب على الدولة الجارة والشقيقة، يشرح بجلاء الجهل المعشعش في رأسه، جهل الضابط “الديناري” في الجيش السوداني بالمعلومات عن جيش تشاد، الذي الحق الهزيمة النكراء بملك ملوك إفريقيا معمر القذافي، واسترد قطاع أوزو وأسر خليفة حفتر القائد الميداني آنئذ وأرسله مخفوراً إلى العاصمة، أين مكانة الجريبيع ذي الرويس الأحيمر “خاسر العصا” من قائد الجيش الوطني الليبي المشير حفتر؟، وهل يعلم الجنرال الآخر “بكراوي” أن الدولة التي يريد أن يغزو عاصمتها ليدق مسماراً على رأس قائدها، لها جيش شرس أدخل إرهابيي بوكو حرام في جحورهم؟، وقضى على كتائب الإسلاميين المتطرفين بمالي والنيجر؟، فقبل أن تخوض هذه الرؤوس الحمراء اليانعة القطاف في شئون الدول الأخرى، عليها معرفة البلدان ودراسة ماضيها وحاضرها، فانتفاش الريش لا يجعل من القط أسداً.

القتال من وراء زجاج المدرعات الحصينة لا يأتي ببطولة، والحرب بالتقاط الصور من أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية الحديثة لا تحرر قصراً، فقد ولى زمان التعتيم الإعلامي الذي قادته كاميرا “ساحات الفداء” في (الحرب المقدسة) بجنوب السودان، حينما حصد الجيش الشعبي ارواح آلاف الشباب المغرر بهم في عمليات “الأمطار الغزيرة”، السيناريو الذي تكرر في العمليات العسكرية بمقرن النيلين – الخرطوم، التي أرسل منها الأشاوس قائمة طويلة للرتب الصغيرة “الملازم والملازم أول” إلى جهنم وبئس المصير. من حسنات هذه الحرب أنها فضحت ميثولوجيا “العرضة” و”الدلّوكة”، وكشفت مبالغة هذه الميثولوجيا والخيال الواسع لمعتنقيها في صناعة الأوهام البطولية، فالحرب قدمت نوع جديد وواقعي من الشجاعة وفنون القتال تقوده “النقارة”، والحروب كما هو معلوم تعيد صياغة المجتمعات وتسهم في فضح الأساطير المتوارثة، وتبيّن المنطلقات الثقافية والمفاهيم الخادعة عن الذات والادعاء الأجوف بالتفوق، وحرب الكرامة (الندامة) صدمت المجتمعات السودانية، بتحطيم الطوطم الذي صنعه جهاز الدولة المنحاز اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، منذ ميلاد الجنين المشوه لدولة السادس والخمسين، ولن تفيق المجتمعات السودانية من الصدمة إلّا بعد ميلاد الجمهورية الأخيرة – منظومة الحكم الضامنة حقوق المواطنة، والكاسرة لشوكة الهوس الديني والدجل السياسي.

 

 

[email protected]

‫11 تعليقات

  1. و بعد انتهاء معركة العلمين سنة 1942 التي قضت على قوات المحور في شمال أفريقيا كان جسد القائد البريطاني مونتغومري ملطخا بالدماء و كان هذا نفس حال الجنرال زوكوف حينما احتل برلين مايو 1949 و بعدهما كان القائد الأميركي الذي استسلمت له اليابان أكثر تضرجا بالدماء.
    .
    .
    الله يشفيكم

  2. يا جهلول افندي السودان هو من يقوم بتغيير الأنظمة في تشاد و إن شاء الله هذا ما سيحدث بعد القضاء علي ( أهلك ) اوباش مرتزقة عربان الشتات الإفريقي و بعدها محمد كاكا يبل راسو

  3. ليس هناك أي اتفاق بين الجيش و مرتزقة عربان الشتات الإفريقي من أهلك كما تزعم و تكذب و ما حدث و يحدث الآن هو فجغ شين يفوق الوصف و الجثث ( الجيف ) و الأسري و الاستيلاء علي أسلحة ثقيلة و حديثة و اجهزة تشويش و اتصالات حديثة كل هذه الأشياء دليل واضح علي ما حدث ليس انسحاب و إنما هرووووووووب… وا خجلتكم مع ام قرون الملصت لباسة

  4. اسماعيل عبدالله و احمد علي و ( مجغوم ) الدقم مرضي نفسيين و من الآخر و بالمختصر المفيد هؤلاء الثلاثي لديهم احساس و شعور بعقدة النقص و الدونية و يكنون حقد دفين تجاه الآخرين و امراضهم النفسية و حقدهم ظهرا جلياً من خلال فرحهم بالانتهاكات التي مارسها ( أهاليهم ) من اوباش مرتزقة عربان الشتات الإفريقي علي الشعب السوداني و ما حدث في الجنينة و التمثيل بجثة الشهيد خميس ابكر و الحكامات يزغرتن يعكس اي نوع من المخلوقات هؤلاء الاوباش… ستعيشون و تموتون بعقدة النقص و الدونية

  5. الكوره اقوان .. وعاصمة النيلين دولة 56 بتجول فيها اليوم الجلابة اولاد البحر براحتهم وخالية من المرتزقة والحشرات الضارة ويحرسها المستنفرين يحملون السواطير والسكاكين للذبح بلا رحمة وعلى الهوية كمان . وان كان هناك ثمن لانسحاب المتبقى من المرتزقة واللصوص فقد يكون السماح لهم بالخروج الى منافيهم وصحاريهم ومنابت حقدهم بالملابس المسروقة واسلاك النحاس والملايات . فالرخيص يبقى رخيصا دوما وابدا . عادت عاصمة 56 لاهلها شامخة حرة وستعيد ادارة الجوازات واجهزة الامن شروط الدخول والخروج منها واليها بما لا يعجب الغزاة والمحتلين والمرتزقة من الرزيقات والمسيرية . وغنى ياخرطوم وغنى وشدى اوتار المغنى . غنى من فرحة نشيدك امنياتك ويبقى عيدك . انت منك ريح وهبت .. نااار وشبت .. وكسره اخيره كما يقول المرحوم الفاتح جبرا ساخر سبيل ساخرا .. اخبار حكومة اجتماع تأسيس بنيروبى شنوووووو ؟؟؟ مرت 44 يوما ولا زلنا فى انتظار اعلانها . اصحى يابرمه .

  6. انت مش واجعاك هويمة الجرابيع اهلك لكن اتغبك تهديد العطا وبكراوي لاهلك وبلدك الخقيقي ابذي تحس بالانتماء اليه خيث جزورك هناك قبل ان تاتي محمول علي ظهر امك فحقدك علي السودان معروف خقد أبناء الشحادات وان تكون ابن شحاده ماهي مشكلة السودانين الشماليين او الديناريه روح طالب بحقك في ساد او النيجر شاد التي تفتخر بها لم نري منها غير المتخلفين والجوع والجهل
    ولن تعودو للخرطوم مرة أخري وسترانا خلقكم ختي تعودو لاصولكم اسماعيل كل اهلك اتو في مجاعة 84 ولم يعودو
    اهلك التشادين الفلقتنا بيهم في الخليج ومصر علشان يعاملوهم باحترام يدعو انهم سودانين
    اهلك يا اسماعيل اظنك مريت عليهم في الكرنتينه في جده وماهي اعمالهم وافعالهم
    اهلك في الخليج نابشي براميل القمامه
    اهلك عانينا منهم بحصولهم علي الجنسيه وتكدثهم حول المدن بطريقة عشوائية وكل هذه المعاناة بسبب فشل ادارتنا لدولتنا وسنعالجها تتحدث بلسان النوبه والفور اسيادك واهل البلد أبنائهم موجودين في اعلي الرتب في الجيش ومفاصل الدوله من انت

  7. يحزن المرء كثيرا الامثال هؤلاء العملاء المأجورين
    تحرير الخررطو طعنة نجلاء قلوبكم المليشيا عردت زي تعريد القحاطة في بداية الحرب امثالكم لاينفع معهم الا القتل اما الوطن فهو اكبر من امثالكم لانكم لاتحسون بوجع المواطن الذي اذلته المليشيا واهانت كرامته الانسانية
    السودان موطن لايتشرف بامثالكم ايها الابناء العاقين
    انتم ومليشياتكم لا موطئ قدم لم بإذن الله السودان للشرفاء
    اسيادكم من الامريكان واليهود لاينالو من وطننا شبرا واحد
    موتو بغيظكم

  8. جيش تشادي شنو يا ابو جضوم يا عولاق الجاري تتضارى وراهو وتخوف بيهو الجيش السوداني انت جنجويدك المجغومين ديل او اي حركة من دارفور تقدر تسوط تشاد وجيشها وتقلبها فوق تحت وتغير نظام الحكم فيها في ضحوية الجيش السوداني اقوى من مليشيا كاكا بكتير وما انتسى انه جغمكم وخلاص تعردوا وتتركوا سلاحكم وعرباتمم ومن لا ينتمون للماهرية الفلنقايات زيك خلوهم لمصيرهم فقام الجيش بجغمهم فما تسوق الناس بالخلا ساي ثم اتفاق شنو يا ابو اتفاق ماحصل اتفاق ولا حيحصل ميتقبلا انت جنجويدك عردوا وهربوا قبل الجيش يصلهم والدليل اولاد المسيرية و الفلاتة والسلامات والهلباويين الخنتوهم وشردتوا خليتوهم جوه الخرطوم الجيش قتلهم بالمئات فقوم بول قال اتفاق قال هههههههههههههه ضحكتني ياخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..