العنصرية ليست إقليمًا ولا قبيلة … بل سلوك الجهل والانغلاق

حسن عبد الرضي الشيخ
في خضم النزاعات السودانية المتصاعدة، برز خطاب مشوّه يحمّل مسؤولية الظلم والتهميش لمناطق أو قبائل بعينها، كأن الشمال وحده رمز العنصرية أو أن الغرب دائمًا ضحية التهميش! هذه الصورة اختزالية وخطيرة، لأنها تُبرئ الجاني الحقيقي وتُضلل الرأي العام عن جوهر الأزمة: العنصرية ليست جغرافيا، بل سلوك جاهل وموقف منحرف يمكن أن يصدر عن أي فرد، مهما كان أصله أو منطقته.
ففي شمال السودان، وُجد عبر التاريخ مناضلون ومفكرون وفنانون وشعراء وسياسيون ومهنيون وقفوا ضد الظلم، وناهضوا العنصرية بوعي وإخلاص. وكانوا في مقدمة صفوف الثورة، كما حدث في مواكب عطبرة والدامر وبورتسودان وحلفا. هؤلاء لا يُمكن اختزالهم في صورة نمطية تُلصق بهم وزر “دولة ٥٦”، وكأنهم المستفيدون الوحيدون من تركيبة ظالمة فرضها المستعمر وأورثها لحكومات وطنية فشلت في بناء دولة عادلة للجميع.
في المقابل، ليس كل من ينتمي لدارفور أو الهامش السوداني بالضرورة ضحية أو هو وحده الحامل لقيم الثورة والعدالة. بين ظهرانيهم انتهازيون وعنصريون ومجرمون، ومنهم من استغل قضايا التهميش لتبرير الظلم والانفلات والنهب والقتل. فالأزمة هنا أيضًا سلوك فردي وجهل سياسي، وليس قدرًا جغرافيًا محتوما. التعميم ظلم، وتقديس المناطق ظلم آخر.
والتهريح بنقل الحرب من دارفور إلى الشمال، ليس نضالًا ضد الدولة المركزية، بل رد فعل قصير النظر، تغذيه رواسب العنصرية والانتقام، ويجعل من أهل الشمال، وهم في غالبيتهم فلاحون بسطاء مهمشون، أهدافًا لمعركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. إنها نسخة معكوسة من الظلم، تُعيد إنتاجه بأدوات جديدة لا تختلف عن الأدوات القديمة إلا في الشعار.
إن مفهوم “دولة ٥٦” الذي شاع مؤخرًا مفهومٌ حمّال أوجه. دولة ١٩٥٦ هي الدولة التي ورثها السودانيون من المستعمر، بكل اختلالاتها البنيوية. لكنها لم تكن دولة الشماليين وحدهم، ولا يمثل أهل الشمال فيها جهة حاكمة أو مستفيدة موحدة. ودخول كلية غردون لم يكن حكرًا على قبيلة أو منطقة، بل على من سبقوا إلى التعليم واهتموا به، ولا ذنب لأحد في أن تكون البداية هناك. كما لا ذنب لأهل دارفور أو الجنوب أو الشرق في التأخر التاريخي، فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق من حكم وأدار ووزع التنمية بتمييزٍ وظلم.
نعم، هناك تهميش، ولكنه يطول الشرق، والجنوب، ووسط وغرب السودان، كما يطول شماله أيضًا. الطرق والخدمات الصحية والمدارس في الشمال ليست بمستوى أحسن من كثير من مناطق السودان الأخرى، وحياة الزراعة والرعي ما تزال هي الطابع الغالب على مجتمعات الشمال. التعليم متواضع، والمستنيرون هاجروا بأنفسهم بحثًا عن فرص أفضل.
وإذا أردنا عدالة حقيقية، فعلينا أن نحاكم المواقف لا المناطق. الكيزان مثلاً، جماعة تنظيمية عقائدية جمعت أتباعًا من كل المناطق، من الشمال والغرب والشرق والوسط. لم يكن انتماؤهم جغرافيًا، بل فكريًا ومصلحيًا. ومثلهم آخرون في تنظيمات وأحزاب عديدة.
أهل دارفور ليسوا ملائكة، كما أن أهل الشمال ليسوا شياطين. البيئة غير المستقرة، وانعدام التوعية، وضعف التربية المجتمعية، كلها عوامل تسهم في تخلف السلوك الإنساني مهما كانت الجغرافيا. الحل لا يكون بخلق أعداء جدد، ولا بمحاسبة منطقة على خطايا سلطة، بل بنقد منصف، وعقلٍ محايد يعترف بالأخطاء ويسعى لتجاوزها.
“دولة ٥٦” يجب أن تُفهم باعتبارها مشكلة بنيوية في إدارة البلاد، لا بوصفها جهة أو قبيلة. هي دولة الطائفية والصفقات والجهل السياسي، لا دولة إنسان بعينه. تصحيحها لا يكون بإسقاطها عسكريًا، بل بتحرير الفكر الذي أسسها: الطائفية، السلفية، والشللية، بكل أشكالها.
إن البحث عن العدالة لا يمكن أن يبدأ بتوزيع التهم المجانية. بل يجب أن يبدأ بإنصاف الجميع، وبناء دولة مواطنة تقوم على الحقوق والواجبات، لا على ذاكرة الصراع والانتقام. فإما أن نبني وطنًا جديدًا من رماد الأزمة، أو نعيد تدوير الكارثة نفسها بأسماء مختلفة.
يااستاذ من يطلق هذا الشعار هو برمه ناصر دخل الكلية الحربية 1959 الان رئيس حزب الامة عبر هذا الشعار تهميش وظلم انتزع حزب الامة وارتمى في حضن قوات الجنجويد مفتكر بيصل للسلطة عبرهم هنالك تناقضات حتى في المكون لتاسيس حكومة بمناطق سيطرة الدعم كلهم اشخاص مرضى حاقدين لديهم الغل والحقد اتجاه الشعب السوداني … السؤال يااستاذ انت طلبت الوعي رفع مستوى وعي المواطن انا اقول لك اغلب الشارع اوع من قيادته اذا كان حزب الامة نتفق نختلف هو من اكبر الاحزاب الاتحادي متمثل في عسك الميرغني ابراهيم وزوجته تعمل في قناة اسكاي نيوز وتتبجح عبر الريال الرز على بني جلدتها … الاستعمار اورث الحقل السياسي بالسودان حزبين حزب الامة وحزب الاتحادي الميرغني هل في تناقض اكثر من هذا هل مواطن الشمالية وجد بعد 56 ولا هو قبل 56 للميلاد يا اما هذه الاحزاب وواجهتها تشطب مع احزابها او يتم مراجعتها ونعرف نحن كسودانيين الى الدولة السودانية ننتمي او لال الميرغني والمهدي وبرمه ناصر انت يابرمه ناصر اذا اهلك مفروض عليهم ما تفرض نفسك علينا لازم تفهم النقطة دي وانت سبب تدمير وعدم اصلاح حزب الامة مفتكر شعبيته بالحزب عبرها يتحكم في السودان وينادي بالحكم المدني وهو من خلفية عسكرية وكل عمله صنع نواة الجنجويد والكيزان لم يخترعوا الجنجويد انت من اسست نواة الجنجويد عشان تعرف كلمة تهميش كذبة كل مستشاري الدعم وقادة عسكريين كيزان عثمان عمليات دا كان المسؤول الاول في الكلية الحربية بدون توصية وموافقته لا تقبل بالكلية الحربية المستشار طبيق عنده فيديو موثق طالع مظاهرات في حكومة حمدوك حتى الكوز عاوز يقول ليك كوز الشمالية كوز 56 وكوزهم بريء تناقض ما بيمر علينا
اسد على وفي الحروب نعامة
اين العنصرية
العنصرية عند المتخلفين الذين تعبدونهم وتعبدون أموالهم
نحن زوجناكم وتزوجنا منكم يا حقير