مقالات وآراء سياسية

تعقيبا على مقال الأستاذ ياسر عرمان .. ورداً على سؤاله لماذا لا يفاوض الجيش ويقاتل في آن واحد؟ (1-2)

يوسف عيسى عبدالكريم

 

المجد للذين استشرفوا المستقبل بعقولهم ورأوا شجرا يمشي فأنذروا قومهم فأتهمهم قومهم بالخيانة .

 

الأستاذ ياسر سعيد عرمان  تحية طيبة ، وكل عام وأنت والأسرة بخير. المقال رائع جداً وسؤالك مشروع وربما جاء في وقت أحوج ما نكون فيه نحن كسودانيين إلى صوت مختلف وفكرة من خارج حدود تفكير الحكومة المتأثرة بالأجواء المشحونة والمتوترة في بورتسودان ، والتي أصبح المشهد فيها مختزلاً في معادلة صفرية طرفاها … بل بس … ستورد الوطن عاجلاً أم آجلاً مورد التهلكة.

في اعتقادي وبالرغم من تجربتك الثرة سابقاً مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في ما قبل انفصال دولة جنوب السودان ، والتي طالما كانت هي الطرف الآخر في المفاوضات مع من يديرون هذه الحرب المأساوية الآن من بقايا النظام البائد.

إلا أنك قد أغفلت الإشارة إلى نقطة مهمة لم تلقي عليها الضؤ في مقالك أو ربما تعمدت تجاهلها تجنبا لإثارة حفيظة الإسلاميين من القراء .

لقد أغفلت الإشارة إلى حقيقة أن الإسلاميين في عهد الإنقاذ لم يتفاوضوا يومًا ما من أجل تحقيق سلام عادل أو بغرض حل قضية المتمردين على الدولة السودانية باعتبارهم أصحاب حقوق ينبغي النظر إليها وأخذها بعين الاعتبار في سياق تاريخي متصل لأزمة الهامش السوداني .

بل كانت تفاوضاتهم دائما ما يهدف إما إلى كسب الوقت أو إضاعته، أو كليهما معًا. وفي الغالب ما كانوا يسعون في جوالاتهم التفاوضية إلى استخدام استراتيجية فرق تسد بتفتيت الحركات المتمردة وإضعافها وتحويلها الى اجنحة بقيادات متوازية ومصارعة في ذات الحين .

دون النظر بأعتبار الى خطر الضرر الناتج من تلك السياسية التكتيكية على مصلحة الدولة السودانية وأمنها القومي مستقبلاً .

ولذا فإن تلك الجولات والمفاوضات التي أنفقت الدولة عليها وعلى فرقها أموال طائلة لم تسفر عن حلول جذرية لأزمة التمرد في السودان بل أفضت إلى اتفاقيات ضعيفة مبهمة وفارغة، انتهى معظمها، إن لم يكن جميعها، بنتائج كارثية على الوطن والمواطن على حد سواء .

وأبرز تلك النتائج هو تجدد الحرب مرة أخرى وتمددها وانتشارها في مناطق جديدة لم تعرف مسبقا الصراع المسلح وربما كان ذلك بشكل أكثر عنفًا، إضافة إلى إدخال البلاد في دوامة التقسيم وتقرير المصير، مما فتح الباب على مصراعيه بعد انفصال الجنوب الى توقع تكرار ذات السناريو في اقاليم اخرى من أجزاء السودان .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ليس الإسلاميين فقط الذين لم يتفاوضوا من أجل إحلال السلام و حل مشاكل السودان من جذورها و إنما ( جميع ) المعارضين حين يجلسون مع الحكومات المتعاقبة في المركز كان هدفهم الوحيد هو اقتسام كعكة السلطة فيتم تعيينهم كمستشارين أو وزراء ري أو ثروة حيوانية مع مخصصات مالية و جاه و وجاهة اجتماعية التي من أجلها زعموا أنهم مناضلين
    من أجل الشعب و الحريات و…الخ
    يا اللخو العلة و المشكلة في عقلية ( جميع ) النكب السياسية و لن يستقيم ظل السودان و عود الأحزاب أعوج

  2. عندما توقفت حرب الجنوب أشعلت المخابرات الاجنبيه المعاديه للسودان حرب دارفور . لان المخابرات الاجنبيه المعاديه للسودان والاسلام تريد تفتيت السودان ومازال مشروع التفيت مستمر وعملاؤهم فى هذا المشروع مايسمى بصمود وحزب السنهورى ولكن بعد حرب ١٥ أبريل التى فشل فيها وكيل المخابرات الاماراتيه حميرتى الاستيلاء على السلطه بالقوه هنالك خطه بإشراف المخابرات الاماراتيه والبريطانيه تلميع حمدوك للعوده وتنفيذ الاجنده الاستعماريه وكذلك مخطط أماراتى آخر وهو تدبير انقلاب بواسطه السنهورى البعثى للاستيلاء على السلطه بالقوه والقضاء على الشيوعين والاسلامين .ولكن يمكرون ويمكر الله خير الماكرين . شباب دارفور خاصه والسودان عامه بالمرصاد للمخططات الاماراتيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..