مقالات وآراء

أمين يمدّ اليد السوداء مطليّة بالأبيض فهل يجدي الطلاء !!!؟

سيد محمود الحاج

 

مُنظّر وفيلسوف التيار الإسلامي أمين حسن عمر في مقابلة معه في قناة الجزيرة يعلن في تعالٍ وفي زهو عُهد فيه ، عن مدّ اليد البيضاء للمصارحة والمصالحة الوطنية إلّا لمن أبى أو تأبّى كما أدلف ، دون أن يوضّح يد من تلك التي يمدّها للصفح والصلح والمصارحة فهل هي يده هو بشخصه أم يد التيار الذي يمثله وفي كلا الحالتين فلن تبيضّ مثل تلك الأيدي ولو غسلت بماء بحار العالم جميعها أو بكل مستحضرات التنظيف بمختلف مكوناتها وأنواعها ، فأنّى يتأتّى ذلك وقد إسودّت تلك الأيدي من أثر ما أقترفته من سيئات وموبقات وأحمرّت من شدّة ما سفكته من الدماء خلال ثلاثين عاماً كانت فيها هي المتحكمة والقابضة على رقاب الشعب ، فكيف إذن ليدٍ مثلها إمتزج فيها الأسود الحالك بالأحمر القاني أن تصبح بيضاء بأي حال من الأحوال !!

يدلي دكتور امين بذلك في خيلاء القائد المنتصر الذي يقف مواجهاً ما تبقى من جنود خصمه المنهزم ، والخصم هنا ومن الواضح ليس الدعم السريع الذي شاركه في السرّاء والضرّاء من قبل وإنما الشباب الذين فجّروا ثورة ديسمبر وأطاحوا بعرش تنظيمه ، أولئك الذين كانوا يهتفون ويرددون : ” أي كوز ندوسه دوس … والكوز الني صوّات الحي ” !! والذين حرموه ورهطه عيشهم الذي كان يأتيهم في منازلهم دون بذل جهد لا بكسب أيديهم كما أتاحوا بذلك مجيء من عمل على كشف حجم فسادهم ومدى سوء فعائلهم من مثل لجنة إزالة التمكين والتي كانت من ضمن الأسباب المحرّكة للإنقلاب على الثورة ، فلا الجيش ولا صنوه الدعم السريع كانا يأمنان ما تتمخض عنه نتيجة الفحص فكان الإنقلاب أمراً لابدّ منه ولا شيء سواه يمكن ان يحول دون المزيد من الفضائح فما خفي دون ريب كان سيكون أعظم !!

 

لكن لِمَ التعجّل يا دكتور أمين وأوزار الحرب لم توضع بكاملها بعد ، فلئن هزمتم الدعم السريع مؤقتاً او حتى للأبد فهل في إعتقادكم أن الشعب الذي خرج بالملايين ضدّ فسادكم الذي لم يُرى مثله في البلاد سوف يكبح جماح ثورته أو ينسى دماء المئات من أبنائه الذين قدمهم شهداء لأجل التحرر من قيود الذل و الإستعباد الذي عاشه خلال عهدكم البغيض !!؟ هل تظن أن فرصة أخرى ستتسنى لكم لتصلوا لسدة الحكم مرة اخرى مهما أوغلتم في القتل والبطش والإستبداد !!!؟

 

لا تستبق الأمور يا دكتور أمين فالأفق تعتليه سحب قاتمة والرؤية غير واضحة بعد ولكن في كل الأحوال تظل عودتكم أحلاماً وخيالاتٍ ورؤى اللهم إلى على أنقاض وطن كان أسمه السودان .. إلّا أن السودان سينهض من تحت الركام بإبعادكم عن الساحة ولا ريب في ذلك فالجيل الذي أثار رعبكم وأطاح بحصونكم لم يزل تنيناً قادراً على قذف الحمم وهو وحده من يقرر ومن يملك الحق في مدّ يد الصفح أو صدّها من بعد لأن يده يدٌ بيضاء من غير سوء أو طلاء زائف و ليست كأيديكم فكيف لك أن تبادر بمدّ اليد اللهم إلاّ للبتر أو للأصفاد في أحسن الظروف !!!؟

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. انها يد المؤتمر الواطى التى قطعها الشعب واقام عليها حد السرقه هو انت عند يد يا امين وانت تعلم انك سارق وقد تم بتر يدك وانت قاتل وقد اشعت الفتنه وقد تم صلبك وانك ذانى وقد تم رجمك وباحكام الشريعة الإسلامية وبامر الثورة ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..