أخبار السودان

السودان: شهادة مؤلمة على وحشية الصراع الدائر في البلاد

يُظهر الفيديو الأخير للوليد عابدين، رجل الأعمال ورائد الأعمال الاجتماعي المعروف في الخرطوم، رعب معسكرات تعذيب الدعم السريع: هزيلًا بالكاد يُمكن التعرف عليه، مُلقىً على أرضية متسخة، عظامه ظاهرة من خلال جلده بعد شهور من التعذيب والحرمان.
وفقا لتقرير الجارديان، يُعد هذا الفيديو، الذي صوّره جنود الحكومة السودانية بعد هزيمة قوات الدعم السريع في الخرطوم، شهادةً مؤلمة على وحشية الصراع الدائر في السودان.

أسر وتعذيب الوليد عابدين

اعتقلت قوات الدعم السريع، عابدين، البالغ من العمر 35 عامًا، عدة مرات خلال الحرب الدائرة بين الجماعة شبه العسكرية والجيش السوداني.
رغم الدمار الذي خلفته الحرب في الخرطوم، بقي عابدين في المدينة لرعاية والديه المسنين. في أكتوبر 2024، أُلقي القبض عليه مرة أخرى، واختفى هذه المرة لعدة أشهر قبل أن يُكتشف في سجن مؤقت في جبل أولياء، جنوب الخرطوم.
تُظهر لقطات عابدين، المُلتقطة في المدرسة التي حُوّلت إلى سجن حيث كان مُحتجزًا، تحوّله الجسدي. بالكاد تعرّف عليه أصدقاؤه وجيرانه، ومنهم محمد عوض، عندما نطق اسمه أمام الكاميرا.
قال عوض: “بصراحة، صُدمتُ مما رأيته في ذلك الفيديو. كان جسده نحيلًا للغاية من الجوع والمرض والتعذيب الذي تعرّض له”. تعكس كلماته الألم وعدم التصديق اللذين شعر بهما الكثيرون بعد أن شهدوا مدى معاناة عابدين.

فظاعة معسكرات تعذيب الدعم السريع

روّعت قوات الدعم السريع، التي سيطرت على مُعظم أنحاء الخرطوم حتى أواخر مارس 2025، سكان المدينة، حيث أُسر الكثيرون، بمن فيهم عابدين، لمخالفات بسيطة أو لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام.
كان أسر عابدين جزءًا من نمط أوسع من الاعتقال التعسفي، حيث استهدفت قوات الدعم السريع المدنيين في حي أركويت، حيث استولت على منازل ومتاجر، واستخدمتها لأغراض عسكرية. تشير التقارير إلى أن أكثر من 50000 شخص اختفوا قسرًا على يد قوات الدعم السريع خلال النزاع.
كانت ظروف المدنيين المتبقين في الخرطوم مزرية. ازدادت صعوبة الحصول على الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الطبية، مع سيطرة قوات الدعم السريع على المرافق المحلية. توفيت والدة عابدين، التي لم تتمكن من الحصول على العلاج، بسبب المرض قبل فترة وجيزة من اعتقاله.
استذكر عوض أن أساليب قوات الدعم السريع الوحشية لم تقتصر على التعذيب الجسدي فحسب، بل شملت أيضًا الإيذاء النفسي، وتهديد النساء، ونهب المنازل، وإرهاب السكان المحليين.

موجة من الحزن والتأمل

عندما وصل خبر وفاة عابدين، بعد وقت قصير من إطلاق سراحه من معسكر قوات الدعم السريع، إلى الرأي العام، أثار حزنًا واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي السودانية. لم يكن عابدين مجرد ضحية للنزاع؛ بل كان شخصية معروفة في مجتمع الأعمال بالخرطوم، وداعمًا لريادة الأعمال، وقوة دافعة في مشهد الابتكار السوداني.
شارك في تأسيس نسخة الخرطوم من محادثات تيد، وأنشأ منظمة 249 Startups، وهي منظمة تهدف إلى مساعدة رواد الأعمال الشباب. كما فاز بزمالات دراسية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مما عزز سمعته كقائد طموح.
تذكره أصدقاء وزملاء، مثل داليا يوسف، ليس فقط لإنجازاته المهنية، بل أيضًا لطفه وكرمه. وصفته يوسف بأنه مرشد كان دائمًا حريصًا على تمكين الآخرين، وليس فقط لتنمية أعماله الخاصة.
قالت يوسف: “كان دائمًا يسعى ليس فقط لتنمية نفسه، بل أيضًا لتمكين الآخرين من النمو معه”. وقد ردد آخرون هذا الشعور، وشاركوا ذكرياتهم عنه كرجل يهتم بشدة بنجاح الآخرين.

صدمة ورعب صديق

بالنسبة لمن عرفوا عابدين شخصيًا، كان الفيديو الذي يُظهر حالته بمثابة تذكير مؤلم بالأهوال التي تعرض لها الكثيرون. كانت ريم جعفر، جارة عابدين، تأمل أن يكون قد تمكن من الفرار من العنف، كما فعل كثيرون غيره. عندما شاهدت جعفر الفيديو أخيرًا، كانت في حالة صدمة.
تتذكر قائلةً: “صرختُ. كنتُ في حالة صدمة، فجاءت أمي راكضةً إلى غرفتي. صدمة رؤيته بتلك الطريقة، ومعرفة أنه كان طوال هذا الوقت في ذلك الوضع، معتقلًا، جائعًا. لم يتعرف عليه أحد من ذلك الفيديو، حتى وهو ينطق اسمه”.
تعكس كلمات جعفر صدمة رؤية وجه مألوف يُصاب بهذه الحالة. وأضافت، مؤكدةً على الأثر الشخصي للعنف الذي مزق السودان: “الأمر مختلف تمامًا عندما ترى ذلك يحدث لشخص تعرفه”. قصة الوليد عابدين ليست فريدة من نوعها؛ إنها مثال مأساوي على المعاناة الأوسع التي لا تزال تؤثر على شعب السودان.

إرث الوليد عابدين: نضال من أجل مستقبل السودان

بينما يُرثى لرحيل عابدين، يبقى إرثه كقائد في مجتمع ريادة الأعمال السوداني قائمًا. سيظل عمله مع 249 شركة ناشئة والتزامه بتعزيز الابتكار في السودان مصدر إلهام لمن عرفوه.
بينما قد يكون الفيديو الأخير له هو آخر صورة يحتفظ بها الكثيرون عنه، إلا أن أصدقائه وزملائه مصممون على تذكر ذلك الرجل النابض بالحياة والرحيم الذي كان عليه قبل أن تُلقي أهوال الحرب بظلالها.
قصة الوليد عابدين تُذكرنا بالعدد الهائل من الأفراد الذين عانوا وقضوا في الصراع الوحشي في السودان. وبينما يراقب العالم، من الواضح أن النضال من أجل العدالة والمساءلة في السودان لم ينتهِ بعد.

‫5 تعليقات

  1. ربنا يرحمه ويغفر له، ولكن أيضا جيش الكيزان ارتكب الموبقات من ذبح وبقر للبطون، والرمى في النيل وغيرها، كلهم جيش الكيزان المدعو مجازا قوات الشعب المسلحة هو اسوء من ربيبه الدعم السريع، وهذا الدعم السريع من انشاءه وكبره وسلحه لقتل الشعب السوداني الم يكن الكيزان وجيشهم المؤدلج، ولكن عندما اشتد ساعد ابنهم رماهم والآن يتباكون علي ايه، علي مافعلت أيديكم كلهم الشعب السوداني اتذيء منهم، الكيزان والبرهان وكباشي وياسر العطا وابراهيم جابر واتذىء من الدعم السريع وحميدتى واخوه لذلك كلهم عندنا سواء اولاد حرام ماعندنا ليكم إلا القتل، بالأمس شاهدت فيديو لشباب صغار تم القبض عليهم من قبل كتايب البراء الاجرامية الداعشية، سألوهم من قبيلتكم قالوا ليهم نحن مسيرية وعينك ما تشوف إلا النور ضرب بالعصى في كل مكان الرأس الوجه كله بصورة وحشية مع ألفاظ نابية يا عبيد وغيرها من الألفاظ الوسخة، دا معناه شنو عنصرية عديل كده، لذلك أقول للأخ العميد حسين محمد جودات والاخ العقيد حسن درموت هؤلاء هم الجلابة الذين تدافعين عنهم يصفونكم بالعبيد وقسما بالله أنتم عبيد ماتقول لى وطنية ولا يحزنون واحد تافه مايسوى فردة نعل يسبك بأنك عبد، عبد مين ايها الملاقيط، ماتقول لى دا سلوك فردى هذا ديدن هؤلاء الجلابة إلا من رحم ربي وبعدين الآن كردفان ودارفور مليانه جلابة وقسما لو بتعملوا كده يا كيزان يا زبالة نحن ما بنقتل زول ولا بنقول ليهو عبد لأننا أولاد قبائل ما زيكم يا أولاد الحرام، ولكن كل جلابي سوف نرسله لكم في الشمالية خليهو يمشي لأهله سلالة العباس ابن عبد المطلب، يا أخى السعوديين مافي سعودى بقول أنا جدى الرسول ولا العباس، أنا ماعارف المقاطيع ديل من أين اتوا بهذه الفرية، اخيرا يا أولاد المسيرية بجيش الكيزان ابقوا رجال وخليكم مع اهلكم يا عبيد الجلابة، خليكم زى الأخ اللواء مهندس محمد علوى كوكو مسيرى اصيل الله يعطيه العافية ولكن يا درموت وجودات أنتم عبيد للجلابة وصدقنى بكره لو انتصر هؤلاء الكيزان الدجاليين المخانيث وجيشهم المؤدلج بقيادة الوسخان البرهان اول حاجة حيعملوها حيشيلوكم معاش، أنتم مواهيم قال وطنيه قال بلا قرف.

    1. وأنا أحلف بالله انت ما مسيري ولا عندك علاقة بيهم ….المسيرية البنعرفهم اهل شهامة ونخوة ما بقيفوا مع الظلم والخيانة ولو كلفهم حياتهم…هذه الغرف الاماراتية الاصهيوني. شغالة كالسوس في الفتنة بين ابناء الوطن الواحد اخزاهم الله

  2. هيا المسيري اخير تشوف ليك علاج سريع وتلحق نفسك من المرض المستفحل قبل ما تقوم قيامتك…. ربنا يهديك ويشفيك… بعدين فسر لي الا من رحم ربي دي….ونحن اولاد حرام كيف و و و و و

  3. الجعلي وعبد الوهاب البوب، أولا أنا مسيرى أبا عن جد وليس الاختلاف معكم معناها أنا ما مسيرى تعرفوا ليه لأن الحلابة تعودوا ان كل غرابي عبارة عن تابعي لهم ودى تاني ما بتلقوها فينا وبالله راجعوا فيديوهات الانصرافي وعمسيب وأبو رهف وتاني واحد اسمه عجيب كده شوفوا مستوى العنصرية التى يتحدثون بها أولا من أين اتيتم بفرية أولاد الضيف أتحدى اى جلابي وقسما لو مسيرية ولا رزيقية عاين ليها ساكت وقسما السكين تلحقوا، وبما انكم تصفوننا بهذه الاوصاف التى ليست فينا فمن حقنا أن نقول لكم أبناء حرام لأن هذا القذف بأننا ابناء الضيف لايفعله إلا من يفعله اهله. لذلك أنا لايهمنى مسيرى ولا يحزنون، حتى الجيش الكيزانى المؤدلج المسمى زورا قوات الشعب المسلحة ليس له علاقه بالشعب السوداني الآن يقتلون الناس علي القبيلة وكما ذكرت هنالك فيديوهات حايمة في الميديا، صعاليك من كتيبة الخراء بن هالك معتقلين ليهم إثنين من الأطفال من المسيرية ويضرب فيهما الكلب بعنف وينعتهم بالعبيد فقط لأنهم قالوا أنهم مسيرية، فكيف أكون أنا المسيرى ساكت عن الظلم عشان سواد عيونكم يا جلابة وقسما تاني نبلكم بس وأى جلابي عندنا في الغرب نرجعهم للشمال، نحن لأنعتدى علي بريء مثلكم يا جلابة يا عنصريين يا مواهيم وقسما لو المسألة انتماء للعروبة نحن عرب أكثر منكم، قال عبيد قال.

  4. ياجريدة النفاق هذا احد ضحايا المرتزقة الارهابيين عرب الشتات الله ينتقم منكم ومنهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..