مقالات وآراء

زمزم!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
وجوه قد تلاحق الظل قبل بدئه
وتسامر التيه وغرورر عنادها في كل ذاكرة موت عابرة، لكنها قد تبحث عن الضوء ولاتجده !!

والإنسانية تُعدم في ميدان الحرب بالفاشر، حيث قُتل مايقارب 400 شخص في الهجمات البربرية والوحشية لقوات الدعم السريع على مخيمي زمزم وأبو شوك، وفي خلال ثلاثة أيام فقط بعد حصار استمر لشهور، ارتكبت فيها
جرائم متعددة ومتوالية تضع قوات الدعم السريع امام المسئولية الكاملة ، بوصولها الي غايتها المتمثلة في السيطرة على الأقليم بوسيلة القتل والتشريد للمواطنين
لتكتب مرحلة ثانية للحرب ، تكشف أن استمرارها يعني مزيدا من أرقام القتل والنزوح، وتجديد المعاناة في حرب منذ الطلقة الأولى كانت ضد المواطن بلاوجهة ولاهدف لطالما أنها تدخل العام الثاني غدا، ولم تبارح دائرة العبثية!!
وتقف قيادة الجيش متفرجة وعاجزة عن حماية المدنيين في المعسكرات والمدن فالشعب يدفع حياته ضريبة لهذه الكارثة
وحكومة البرهان تبحث كيفية العودة للخرطوم غير آبهة بما يدور في الفاشر ، فكلما ازدادت عمليات القتل في دارفور ضاعت احلام الحكومة المتعلقة برغبة الحكم والسلطة فلن يكون هناك استقرار في البلاد مالم يعم السلام جميع أرجاء السودان الحبيب، فغض الطرف عن الاقليم ومايحدث فيه والإهتمام بقضية العاصمة وإعمارها ، هو خياطة على الجرح قبل تطهيره والفاشر تقع فيها المسئوولية على القوات المشتركة مثلما تقع على القوات المسلحة ولكن مناوي يريد أن يمارس الشكوى و” البكاء الإسفيري”
الذي لايجدي فالدعم السريع قوات متفلته مارست كل انواع الجريمة وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية هذا يعلمه المواطن ويعلمه العالم اجمع لكن ماهو الحل لمجابهة هذا الخطر ، فكل رافض للسلام هو مسئوول عن مايجري في الفاشر وزمزم
و الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان يقول إن الحقيقة الساطعة أن سقوط الفاشر يعني سقوط بقية مدن السودان الأخرى بالتتابع)
بالمقابل قال مني أركو مناوي، عبر “الحدث” إنه لا يمانع من الجلوس مع عبد الرحيم دقلو أو أي شخص من قوات الدعم السريع في الجانب السياسي مؤكداً أنهم سيكونون جزءاً من أي حوار سياسي محتمل في البلاد)!!
وهوحديث يثبت ماذهبنا اليه من قبل أن الرجل يقف على منطقة رملية متحركة للمواقف فإن عاكسته ظروف البقاء سينتقل للضفة الأخرى، فحديثه بالأمس رسالة واضحة في بريد الدعم السريع
ومعلوم أن كل جلوس لحل الأزمة هو جلوس سياسي !! لايوجد جلوس بالسلاح في الميدان العسكري!
! وهذا ما ظللنا ننادي به قبل” أن تقع الفأس في الرأس”
ولكن هل تأخر الوقت!!
فالقراءة الميدانية تكشف عن ملامح جديدة على خارطة الطريق للحل فيبدو أن ثمة إتجاه دولي واضح لفصل الحركات المسلحة عن الجيش فبعد سقوط الفاشر يصبح مناوي ( عمدة بلا أطيان) كما أن وقف الطيران في الفاشر يعني إخراج الحركات المسلحة من المشهد العسكري لحصر الحرب بين ( طرفي الصراع) للتحكم في عملية الحل، وجر الجيش والدعم السريع الي طاولة التفاوض ، وهذا مايعني أن سقوط الفاشر هو إنهيار عرش الحركات وإنهاء دورها، وهذا ايضا يعيدنا الي حديثنا من قبل عندما ظهر عبد الواحد تحدثنا أن ثمة خطة جديدة لإعادة تشكيل خارطة القيادة السياسية في دارفور
لذلك أن مناوي الآن شعر بمساومة سقوط الفاشر مقابل إنسحاب الدعم السريع من الخرطوم أي ان الجيش يقوم بسداد فاتورة السيطرة على العاصمة،
” دفع الثمن” !!
ولكن الأهم من ذلك أن سحب البساط من تحت اقدام الحركات لوضع خطة حصر القضية على”طرفي الصراع” قد لاتنتهي بإنهاء دور الحركات المسلحة وفصلها عن الجيش، وقد تواصل بتر كل الأطراف الأخرى، إذن تتمة الخطة الجارية قد تكون الإتجاه لإزالة الكتائب الإسلامية وفصلها عن المؤسسة العسكرية !! وليس إزاحتها كما حدث مع مناوي ، فالخطة التي تريد
فقط “طرفي صراع” قد تستخدم أساليب اخرى لإبعاد الكتائب الإسلامية، وقد لاتشبه طريقتها التي تمت الآن لحرق بطاقة الحركات المسلحة فعنف الكتائب ربما يجعل إبعادها أعنف
إذن المتوقع بعد فصل الحركات من الجيش،هو خطة فصل الكتائب الإسلامية !!
فبعد أن تتساوى كفة الميزان العسكري بقياس السيطرة الفاشر للدعم السريع والخرطوم للجيش لن تكون هناك أهمية عسكرية لوجود الحركات المسلحة في الميدان !!
فعدم وجودها في دارفور يجعلها بلاقيمة ، ووجودها في المناطق الآمنة لاقيمة له!!
وهذا هو المقصود من خطة ترتيب الميدان العسكري،
الطريق المرسومة للوصول الي نقطة سدرة منتهى السلام!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
مؤتمر لندن غدا تزامنا مع ذكرى مرور عامين على الحرب ربما يكون نهاية آلام و بداية أحلام لعام ثالث يبشر بالسلام ويطوي صفحة المأساة والكارثة!!

الجريدة

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..