قدرة الحضارات الكامنة: إلى روح الشهيدة هنادي أيقونة أطباء السودان

حتى محاولات تطويع اليمن عن طريق القصف الأمريكي العنيف استمرارا لحرب ماسمي بعاصفة الحزم لإيقاف إغلاق باب المندب وقصف الكيان بصواريخ ومسيرات دعما لغزة. اعتمد فيها اليمنيين على ميراث حضاري عريق وقديم في العزم والاحتمال والصبر.
فشل القصف الأمريكي في تركيع اليمن، دفع المفاوضات بين الأمريكان وايران التي تظهر فيها عناصر القوة الكامنة لحضارة فارس القديمة يمثل الأمريكي الكاوبوي لاعب البوكر ويمثل الإيراني حامل ميراث حضارة قديمة صانع السجاد الإيراني الشهير.
الموقف الأوربي التي كانت وريثة للحضارة الاغريقية والرومانية وغرقت لوقت طويل في عصور مظلمة ثم نهضت لتشكل النهضة التي خلقت الحداثة العالمية وبعدها الاستعمار والسلب والنهب. مابعد الحرب العالمية الثانية وعبر العقود الفائتة تنازلت اوربا الغربية وبعدها اوربا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عن كل ارادتها السياسية والعسكرية عبر الناتو للولايات المتحدة وبلغت أوجها في زمن ترامب الأول وبعدها. حرب أوكرانيا كانت التسليم الكامل من اوربا للنفوذ الإمبراطوري الأمريكي وتعدت ذلك للتدهور الاقتصادي وفقدان الاتجاه. حتى الآن استشراف موقع اوربا يشير لفقدانها تأثيرها لكن ربما تتغير مواقفها خاصة مع تدهور الإمبراطورية الامريكية بشكل بطيء وتدريجي.
عشنا نفس الظروف شاركت فيها نفس القوى من الإمبراطورية إلى الصهيونية إلى الإمارات وصولا لحميدتي والجنجويد واعوانهم والمتحالفين معهم، من الأفراد والجماعات والدول الطامعة في السودان. عندما سقطت الخرطوم ذهلنا وعندما سقطت مدني والجزيرة تغير الموقف الشعبي بشكل كاسح. عاش السودانيون طوال الفئات في وطنهم من بعانخي وقبلها (ارجعت اصل السودانين إلى عشرة الفيات منذ كانوا يعيشون في غابات وأدغال في الجزء الأول من كتاب التنوع في السودان- اصل السودانيون) وفي مملكة مروي والسلطنات المسيحية والسلطنة الزرقاء وسلطنة دارفور ومملكة تقلي وبعدها)، اي انها عاشت في دول متعددة يحكمهم ملوك وسلاطين من نفس جنسهم. عندما احتلهم الأتراك توحدوا وهزموها وعندما استعمرهم البريطانيون اتحدوا واخرجوهم.
تبلور هذا الميراث الحضاري الطويل والممتد الكامن عبر الألفيات في نهوض عارم من الشباب الذين حملوا السلاح للدفاع عن ارض اجدادهم وعن دولتهم ودعموا جيش بلادهم واحرزوا الانتصارات بتواصل وقدموا التضحيات من الموت والاغتيالات والسرقات والاغتصابات لحرائره والتمسك ببيوتهم وارضهم وتاريخهم وذكرياتهم.
يشير الكاتب الى وقوف شباب السودان مع الجيش ضد قوات السريع ولكنه عين التناقض ان الجيش ذاته هو من قام بتاسيس الدعم السريع واسند له القيام بمهام لا يمكن ان تقوم به قوت ذات سلوك مهنى وحرفية لذلك ظل الجيش يغمض عينيه عن انتهاكات الدعم لسريع عندمت كان متحالفا معه ولكنه كشف عنه الغظاء بعد ان امتدث عين الدعم السريع للنظر الى الكرسى الذى يلهث البرهان للجلوس عليه.. اننا ندفع ثمن طموحات اثنبن من الجنرالات احدهما نسخة من الثانى وكلاهما لا يحملان هما للوطن او بعبارة اخرى لا يعرفان قيمة للوطن لانه عندهم ليس سوى كرسى للحكم يجلس عليه بعد انقلاب دبره بليل على حكومة انتقالية وضع السودانيون امالا عراضا عليها ولكن الحركة الاسلامية التى حكمت ثلاثة عقود على انفراد لا تريد فطاما من الحكم كما انها لم تعمل على توطيد اركان الدولة بل سعت الى تدمير الوطن من اقصاه الى ادناه مثلما نشاهد اليوم.. ايقاف الحرب اليوم ليس ضرورة فحسب ولكنه يصون البلاد من التفكك والزوال وان دعم الحرب يعنى عمليا المزيد من تشريد المواطن وتسريع جلات الانقسام فالشباب الذى يزعم الكاتب انه وقف الى جانب الجيش فلا توجد الية لقياس ذلك كما ان جو الارهاب والتخوين وفظاعاعت الحركة الاسلامية لا تعطينا المؤشر الحقيقى لعدد دعاة الحرب عمن يريد ايقافها والحال يغنى بالضرورة عن السؤال لان المنادين باستمرار الحرب اثروا الفرار من ساحات الوغى الى ملاذات امنة لا يسمعون غيها ازيز المدافع دعك من انات المصابين و جراحاتهم… نقولها بالصوت العالى اوقفوا الحرب مهما كان الثمن ولان الحرب مهما طال امدها فهى لا تنتهى الى طاولات الجوار او هكذا علمتنا دروس الحروب