هذه الحرب هي موسم التضليل الأعظم

مدني عباس
مثلما هنالك ايام لفرح السودانيين وغبطتهم فإن هنالك ايام للتمحن والتدبر بما احتوته من كروب للدولة السودانية والسودانيين ، تمر علينا ذكري حرب ١٥ ابريل وقد تحققت العديد من مخاوفنا عند بدايتها ، وفي ذلك الوقت كان أصحابها يباشرون بساعات وايام قليلة لحسمها لصالحهم ، كيف لا وقد تحول السودان لاسوأ مكان في الكوكب من حيث ارتفاع عدد الضحايا والانتهاكات وانهيار الخدمات، كيف لا والبلد يواجه خطر التقسيم الاداري والسياسي بعد أن توفرت لذلك شروط التقسيم الاجتماعي وانتشار خطاب الكراهية والاستقطاب على أسس اثنية واجتماعية.
تحققت المخاوف بشكل سريع والبعض يريد أن يجعل من تاريخ بداية الحرب بداية التاريخ ، يريدنا إن نخضع لروايته عن من أطلق الرصاصة الأولي وتجاهل جذور الحرب ومقدماتها ، والادوار الإقليمية والدولية المساعدة على اشتعالها ، يريدنا البعض أن نصدق أن هذه الحرب تمت من أجل المحافظة على الدولة وعلى محاربة المليشيا المتمردة فقط هكذا ! دون مراجعة من أسس المليشيا ،ومن وفر لها كل أسباب التمدد ، وماهي أسباب الخلاف الحقيقية معها ؟ كما في الجانب الآخر هنالك من يريدنا أن نصدق أن هذه الحرب هي حرب ضد الإسلاميين وأن قوات الدعم السريع إنما تخوضها نيابة عن الثوار ، يريدنا هؤلاء ام نتجاهل الطبيعة الاستحواذية ومشروع الهيمنة الذي يسير عليه قادة هذه القوات، يريدنا البعض أن تتجاهل كل اخطاءهم في الماضي والحاضر من أجل تحقيق أهدافهم النبيلة ، حتى لو كان قادة هذا المشروع هم من الفلول ذاتهم.
وحتى بعد أن بدأت الحرب فإن مناصريها ومن يرون فيها واحب مقدس لا يحتمل الجلجة فإنهم يريدوننا ان ننظر لما يحدث في الحرب بأعينهم ، فانتهاكات الجيش ومن يناصره من المليشيات التي كونها لمقارعة المليشيا التي كونها في الماضي هي أخطاء جانبية لا تقدح في مهمة الحرب المقدسة ، بينما انتهاكات الدعم السريع عند من يدعمه هي من تهويل الفلول، ولم أجد في هذه الحرب ما يستحق الاحتقار مثل التبريرات التي تحاول أن تضعف أو تقلل من حجم الانتهاكات التي تتم.
هذه الحرب هي موسم التضليل الاعظم، وهي شر كان يمكن تجنبه، ولا توجد نتيجة عظيمة لا يمكن تحقيقها بغير الحرب، وان المواقف الرافض لقيام الحرب والداعي للسلام هو الموقف الافضل من ناحية الاخلاق والدين والوطنية، لكن هذا الموقف تأثر بغياب العمل المنظم الموسع والتشوية المتعمد من قبل أقطاب الحرب ودعاتها ، كما تأثر بأن بعض من تبنى هذا الموقف الأخلاقي كان يستبطن الانحياز لأحد أطرافها.
إن تحويل القضية الصحيحة وهي إيقاف الحرب وتحقيق السلام والتعافي الاجتماعي في السودان يحتاج إلى عمل منظم وخطاب أكثر وضوح في تبيان أن الدعوة لإيقاف الحرب لا يعني القبول بتعدد الجيوش وأن تتم مسامحة الجناة عما اقترفوه ، بل إيقاف الحرب هو المدخل لإيجاد جيش مهني موحد في وطن موحد ، وان تعالج جذور الغين السياسي والاجتماعي في السودان ، وان يتم ذلك كله في إطار من العدالة والحرية السياسية والمساواة.
كما وأن المطلوب في دعم موقف إيقاف الحرب وتحقيق السلام ليس الاكتفاء بتبني موقف صحيح فقط ،ولمت إدارة الحوار مع من جذبتهم اتجاهات العسكرة من رفاق العمل من التحول الديمقراطي، فتحقيق السلام لن يتم بدون وجود كتلة حرجة اكبر حتى من كتلة ديسمبر ، وذلم هو الضمان لتحقيق سلام مستدام يتنصر على ما أنتجته الحرب من كراهية وتقسيم.
يا جرادل يا فلنقاي الجنجويد يا بايع اهلك وناسك عشان تملا كرشك وتسافر تستعرض قدراتك المتدنية وتتفسح اخجل شوية وخلي عندك دم واختفي فما فعلته وقلته لن ينساه ولم ينساه لك اي سوداني فحسابك وامثالك قادم لا محالة حرقتوا نفسكم براكم بدعمكم للمليشيا التي اهلكت الحرث والنسل
كلام شخص عايز يقول أنا موجود في لحظة وطن نفسه في مهب الريح.