“عميان دحين” : دكتوراه في الجهل والتضليل

حسن عبد الرضي الشيخ
في زمن الانحدار، حيث تنقلب المعايير وتُطمس القيم وتُختطف الحقيقة، يظهر على السطح من يسمّون أنفسهم “خبراء استراتيجيين”، بينما هم في حقيقتهم أبواق مدفوعة الأجر، تسوّق الوهم، وتبث الضباب في عقول الناس. من بين هؤلاء – ويا للأسف – يبرز “عميان دحين”، هذا الكائن الإعلامي العجيب، الذي انتُزع من ركام الحركة الإسلامية، وجرى تلميعه في أروقة الأجهزة الأمنية، ثم قُذِف به إلى المشهد العام كـ”خبير”، وهو لا يملك من أدوات العلم إلا ما يُملى عليه، ولا من صفات الباحثين إلا العنوان المزيف.
منشط أمني بزي أكاديمي
“عميان دحين” لم يعرفه الناس في قاعات العلم ولا في ندوات الفكر، بل عرفوه من شاشات التلفاز وهو يوزّع التهم شمالاً ويميناً، ويتحدث بلغة تعجز عن ترتيب جملة مفيدة، ويتقمص دور الحكيم بينما لا يملك من الحكمة مثقال ذرة. تاريخه لا يحوي إنجازًا أكاديميًا حقيقيًا، ولا يحمل أثرًا يُستدل به على تميّز أو ريادة، وإنما تاريخه هو سلسلة من الولاءات، والمهام الأمنية التي لبس فيها ثوب المعلم، بينما كان دوره الحقيقي هو مراقبة العقول لا تثقيفها، وتشويه الوعي لا إنارته.
من دهاليز النشاط الطلابي التابع للتنظيم، إلى دهاليز الإعلام الموجّه، شق “عميان” طريقه كمن يمشي على جثث الحقيقة، حاملاً معه أجندة مشبوهة، ملوّثة بفكر إقصائي، تدميري، قوامه الزيف والتضليل والتطبيل. لم يأتِ ليخدم السودان أو يناقش قضاياه بموضوعية، بل جاء كأداة لضرب كل ما هو نقي وأصيل، في مشروع ممنهج لمحو الذاكرة الوطنية، ولتسويق سردية التنظيم ولو على أنقاض البلاد.
دكتوراه على مقاس الفساد
هل سمعتم عن دكتوراه تُمنح مقابل الولاء؟ هل مرّ بكم باحث نال درجته العلمية بمقالات ركيكة، يضجّ فيها الجهل الإملائي، وتفوح منها رائحة الغرض السياسي؟ دكتوراه “عميان دحين” ليست ثمرة جهد أو تراكم علمي، بل شهادة فخرية في التزوير والخداع، منحته إياها منظومة الإنقاذ، لا اعترافًا بعلمه، بل تثبيتًا لدوره في تمكين مشروعها القمعي.
فهل يمكن اعتبار التهريج “تحليلاً”، والانفعال الأجوف “رؤية”، والاصطفاف الأيديولوجي “حيادًا”؟ إن ما يقدّمه “عميان دحين” في الإعلام ليس أكثر من مسرحية رديئة، يكتب نصّها ويخرجها جهاز أمني عتيق، يعرف كيف يصنع الأصنام، لكن لا يعرف كيف يقنع الناس بأنها تنطق بالحق.
الفضاء العام بين الضجيج والمعنى
ليس من المبالغة القول إن الفضاء العام السوداني يعيش أزمة خطيرة، حين تتحول المنابر الإعلامية إلى حظائر للجهلة، ويُفتح الباب واسعًا لأشباه المحللين، ويتسيد الميكروفون من لا يعرف الفرق بين المعلومة والإشاعة، وبين الرأي والتحريض. “عميان دحين” وأمثاله ليسوا استثناءً، بل هم تجلٍّ واضح لحالة التردي، حيث تُغيّب العقول النيرة، ويُستدعى من تخصصوا في تسميم النقاش العام، وإفساد الذوق السياسي.
الأسوأ من ذلك، أن مثل هذه الأصوات تُمنح الشرعية، وتُقدَّم للجمهور على أنها “خبرة”، بينما هي في الواقع أدوات بائسة، غايتها تمويه المعارك، وتضليل الشعوب، وصناعة الأكاذيب بلغة التحليل البارد، والحياد المزوّر.
صراع بين الوعي والتضليل
إن معركة اليوم ليست بين تيارات سياسية متنافرة فحسب، بل هي معركة بين الحقيقة والكذب، بين العقل والدجل، بين من يريدون لهذا الشعب أن يستفيق، ومن يريدون له أن يبقى رهينًا في قفص التضليل. “عميان دحين” يمثل بكل أسف جبهة الكذب، جبهة التبرير والتهوين والتشويش، التي تجد في الظلم فرصة، وفي القمع تبريرًا، وفي الانهيار منصة للربح الشخصي.
نقولها صراحة : دكتوراك يا “عميان” لا تشرف أحدًا من أهل العلم، بل هي وسام عار على صدر منظومة أنتجتك لتكون أداة بيدها، لا عقلًا مستقلاً. أنت لست معلمًا ولا خبيرًا، بل مجرد صوت أمنيّ يرتدي عباءة الباحث، بينما الحقيقة منك براء.
وأخيرًا…
سيأتي اليوم الذي تُزال فيه هذه الأقنعة، ويُغربل فيه المشهد الإعلامي من الأصوات الزائفة، وتُمحى آثار التضليل من الذاكرة الجماعية. سيكتب التاريخ أن “عميان دحين” لم يكن سوى واحد من رموز مرحلة مظلمة، حاول أن يسرق نور الحقيقة بيدٍ مرتعشة، لكنه سقط تحت وهجها كما تسقط الخفافيش عند انكشاف الصبح.
فإلى ذلك الحين، لن نصمت. ولن نساوي بين الضجيج والحكمة. وسنبقى نكشف الأقنعة، ونواجه الزيف بالحرف، والافتراء بالحقيقة، ولو كره المزيفون.
لم اسمع ب عميان دحين في حياتي. فهل هذا اسمه الحقيقي؟
اظن وبعض الظن المقصود هو:
المحلل الاستراتيجي والمعلق التكتيكي
ال “دكتور” عصام دكين ، وهو ايضا لم يسمع به والشكر لله اكث الناس …!!
عبده كده حافة لاتقليلا من شأنك بل إزاحة الحاجز.
يمكن بقصد حمدوك يوسف عرمان.
او….. عبد الفتاح الكباشي العطا جابر
اقول ربما.
ولكني ارجع واقول نعم لقد عانينا من دكاترة الميل ٤٠ والله المستعان
اظن يقصد الكوز النتن, , عصام دكين.
هل تقصد د. عصام دكين؟ إذا كان هو المقصود اتفق معك 100%
زى الكلب عصام دكين دا ماكوز … دا من عبيد الكيزان.
انتهي.
اتفق معك 100%
عزيزي
لم يدع أحد أنه خبير استراتيجي قلنا التالي
البهائم بس
النيل محمية
مجلس سيادة
الحكومة تعمل بقروش الناس وليس بالدين على حساب أغنياء الشعب
راس المال 200
70 حكومة
70 عامل
70 صاحب راس المال
ما زاد لصاحب راس المال