في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023م الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك

يوسف عيسى عبدالكريم
الزمان الخامس عشر من أبريل عام 2025م. تدخل الحرب في السودان عامها الثالث ،وقد تلاشى بريق النصر السريع الكاذب والذي كان يُعتقد أنه سيتحقق في غضون ست ساعات.
تلاشت آمال الحسم العسكري السريع لدى طرفي الحرب ، وهدأت أصوات المتحمسين وأصبحت الدعوة للحرب مجرد أسطوانة مشروخة لا تثير اهتمام أحد، ولحنًا جنائزيًا صامتا لا يرغب أي عاقل في الاستمتاع بالاستماع إليه.
تزايدت حالات النزوح القسري وغطت كل أنحاء الوطن، وتمددت رقعة الحرب التي كانت محصورة في الخرطوم في شارعي القصر والمطار تحديدا لتشمل كل ارجاء الوطن الغرب والشرق والشمال.
توقفت الحياة انهار الاقتصاد ، أُغلقت المستشفيات، بينما هجر الطلاب المدارس والجامعات بعد ان تحولت ساحاتها إلى دور ايواء للنازحين ومعسكرات لتدريب المستنفرين .
المسيرات تجوب سماء الوطن تقذف الموت في امكان سيطرة الجيش والطائرات تنثر الفجيعه والاشلاء المتناثرة في سماء مواقع الدعم السريع . الموت تملأ رائحته أجواء الوطن دونما اكتراث .
أجساد ملقاة على جوانب الطرقات تنتظر من يكرمها بالدفن حتى ولو من دون أكفان بعد ان بات الغسل مستحيلا . القبور مجرد دائرة كبيرة حُفرت بسرعة لاستيعاب ما يمكن من الأشلاء. لا شواهد ، لا معالم ، فقط حفنة من تراب وطنا تفرق دمه بين القبائل.
أخبرني صديق أنه وبالرغم من مرور عامين على هذه الحرب، لا انه يزال يجد صعوبة في استيعاب فكرة اندلاعها في السودان. كما استفسرني آخر من دولة شقيقة، مستغربًا، كيف يمكن لشعب السودان الطيب المسكين أن يتقاتل في ما بينه بهذه القسوة والبشاعة.
أجبتهم بأن هذه هي الحقيقة التي يجب علينا جميعًا مواجهتها. فنحن لسنا استثناءً، وستستمر هذه الحرب طالما لم نتعلم الدرس .
في ان نعيش معًا في وطن واحد يحتضن جميع اختلافاتنا دونما استثناء، وأن نتحلى بالصبر ولو مكرهين على ذلك من اجل ان يعم السلام ربوع الوطن .
هي صرخة في وجه الموت … أوقفوا هذه الحرب اليوم قبل الغد .
وتعلموا الدرس من الثمن الذي دفعناه في هذه السنتين التي مضت .