حول نهب المتحف القومي (3) ….كل ما رش منك الندى جمرة، قربت موقدا
د. حاتم النور محمد سعيد

ان سرقة المتحف ليست حدثا سياسيا عابرا سيسقط بالتقادم، انما مرأة تعكس الفشل السياسي المتراكم، الذي بلغ ذروته في هذه الحرب المتخلفة. ان أسباب الانحطاط السياسي المتوارث منذ قيام الدولة الوطنية، يمكن حصرها في قضيتين لا ثالث لهما، غياب التنمية المستدامة والوحدة الوطنية، والقاسم المشترك بينهما هو التراث الثقافي المادي الذي اضعنا. يسمح الانتماء الى المكان وتاريخه بتعزيز الثقة في الذات البشرية وهي أساس التنمية التي تشعر المواطن بالأمن والشراكة في بناء المستقبل، وفي غياب الوحدة الوطنية التي تعترف بالتنوع ستصبح الدولة هشة قابلة للتفكك عند اول ضربة كما هو الحال الان. فلنعترف بان الحرب الحالية ليست وليدة خلاف اني، بل نتيجة لسنوات طويلة من تأجيل الأسئلة الحقيقية، والانحراف بالوعي الوطني.
الكارثة الكبرى ان نهب المتحف القومي الذي لا يحتمل التناسي قد فضح زيف الشعارات المرفوعة. كيف يمكن لحرب يقال انها من اجل الكرامة ان تقف صامتة امام إهانة الذاكرة؟ واي ديمقراطية تلك التي لا تبدا بالاعتراف بتاريخ الشعب وحماية ارثه؟ في خضم كل ذلك يطرح سؤال رئيسي من يحمي هوية السودان؟ الدولة غائبة، منهارة وربما لها أولويات اخر. النخبة الثقافية اما صامتة او منهكة. وحده الشعب المنسي والمغييب و المستغل لا يزال يحمل في وجدانه هذه الهوية، التي تجلت عندما هتف الشعب باسم تهارقا.
فلنتذكر ان القطع المسروقة لم تكن مجرد مقتنيات محفوظة خلف الزجاج، انها قصتنا الممتدة منذ 300 الف سنة مضت وحتى دولة سنار. هي الحلقات التي تروي تاريخ الانسان في هذا المكان كيف عاش ، وكيف امن، وكيف بنى حضارته. هذه المجاميع المتحفية هي ثمرة جهد علمي بدا منذ الفترة الاستعمارية، وما زال مستمرا حتى اليوم، شاركت فيه بعثات من كبريات الجامعات والمتاحف العالمية ، وتعاونت فيه العقول السودانية مع نخبة من الباحثين والخبراء الدوليين في عمل دؤوب طويل النفس دقيق وصادق. وربما لا تعلم ايها السارق، ان كل ما غدرت به موثق بعناية في السجل الآثاري الوطني، ومعلوم موقعة وتاريخه ووصفه ورقمه المتحفي لكل من له صلة بحقول المعرفة والمتاحف في العالم. فما سرق ليس مجهولا ولن يمحى بل هو حاضر في ارشيفات الحضارة ولا يليق به ان يباع في سوق مظلم.
رسالتنا الى الدولة، نقولها بكل وضوح ان الهيئة العامة للأثار والمتاحف كانت الجسر الوحيد الذي ربط السودان بالعالم، حين انقطع كل شيء، كانت الوجه الذي لم يخجل من تاريخه، والصوت الذي لم يصمت في عزلة السياسة. رفعت راس هذا البلد عاليا في زمن النشوز والانكفاء والانكسار. وان كانت هذه الحرب قد انهكت اجسادنا ومزقت نسيجنا، فان راحتنا ورقعتنا الوحيدة التي نلتحف بها هي اثارنا.
وسنستردها قطعة قطعة رغم جهلكم وتجاهلكم يا أيها العابرون على وطن.
حقد مركب وجهل في بدايات القرن الخامس عشر مع ضعف المجتمعات المسلمة والعربية ومصر نهبت مصر عن بكرة أبيها لكنها عادت ليس هذا لميزان مصر والسودان أعمق منها بكثير نحن الاصل هم شمالنا
طيب يا د. حاتم النور ، خلينا نشوف الصورة الكاملة حتى قبل تردي الأوضاع و نشوب حرب الخامس عشر من إبريل ، الا تتفق معي إنو جماعتك ناس الحزب الشيوعي كان لهم القدح المعلى في تسميم الجو على حكومة الثورة بقيادة حمدوك و شنو عليها حرب شعواء و نقد هدام أكثر مما كان يقوم به الكيزان أنفسهم ، حتى ، و للمفارقة وصفكم كثيرون بأنكم أصبحتم حلفاء للكيزان رغم إختلاف الايدولوجيا ووجودكم في وزارات ووظائف عليا في حكومة حمدوك (خير مثال وظيفتك أنت شخصيا)، ليش لعبتو ذلك الدور البايخ ضد حكومة الثورة؟ اما كنتم تدرون أن مناكفاتكم الصبيانية و لولوتكم ضد حكومة الثورة حا تضيعكم انتم و الثورة. ايش استفدتم بعد قيام الأنقلاب على حكومة الثورة؟ هل كافأكم البرهان و الكيزان بأي شئ؟ الم تفقد أنت نفسك الوظيفة الهامة بسبب غباء و بلاهة حزبكم العجوز؟ حصلت الطامة الكبرى بعد قيام الحرب و الآن تتباكون على ضياع السودان و الأثار كل ذلك بسبب مواقفكم المخزية و طمعكم الزائد و مزايدتكم على حكومة الثورة.
نأسف كثيرا جدا ان هدم قبة الرجعية والتخلف ومسحها بالارض وحرق بيت الغرابي الارهابي السفاح الحاقد القاتل تورشين لم تتم بينما تمتد يد المجرمين القتلة البرابرة لتدمير متحف البلاد القومي وحرق متحف السوداني الطبيعي ودار الوثائق القومية ومؤسف ان يظل دار حزب الامة الحزب الجنجويدي الظلامي الفاسد كما هو مما يؤكد لك هوية متمردي وقتلة الجنجويد المجرمين انهم برابرة غرابة دارفور الوحوشي انها ذات القبائل المجرمة التي ولغت في دماء السودانيين قبل قرن ونصف من الزمن انها قبائل الاجرام الرزيقات المسيرية التعايشة البني هلبا الحوازمة والهبانية وغيرهم لهذا كان دعوتنا فصل سلطنة الرجعية دارفور الجهل وقبل ذلك ابادة هذه القبائل الرعناء المجرمة
يا بليد يا مغيب ، هل الغرابة هم من كونوا الجنجويد؟ هل كل الغرابة كانوا مشاركين في مقتلة المتمة – منشأ حقدكم وعقدتكم التاريخيه ضد كل الغرابة. لعلمك يا جاحد بعد أن فر كثير من الشماليين خارج السودان بما فيهم الكثيرين من الضباط والجنود من الجيش و الشرطة ، كثير جدا من الغرابة هم الآن يقاتلون الجنجويد ولولاهم لابتلع الجنجويد كل السودان.