مقالات سياسية

“حريق الكلمات… في وجه علي كرتي: لا دارفور تُفصل، ولا السودان يُختطف مرتين”

عروة الصادق

● أيها العائد من رماد “الإنقاذ”، يا من تقمصت جلد الحية بعد أن سلخت البلاد، وخرجت من تحت أقدام الخراب حاملاً نارك في يد، وغُصّة مشروع فاشي في اليد الأخرى، اسمعها الآن صريحة، لا تورية فيها ولا مداراة: دارفور ليست جنوب السودان، ولن تكون، والسودان ليس ورقة في جيب الحركة الإسلامية لتمزقها ساعة تشاء.

لقد خرج علينا علي كرتي، رأس الحربة في مشروع الإبادة والتجريف والتخويف والتجفيف، ليطرح بلغة الفجّار “سيناريو الجنوب” كـ”حلٍّ بالحسنى” لمشكلة دارفور، وهذا ليس مقترحًا سياسيًا، بل تهديدًا علنيًا بتفكيك السودان، من ذات الواجهة التي أحرقت شبابه وأكلت خيراته، واستباحت دمه، ووضعت مصيره في يد نيران اللهب، وهو ما ظللنا نشير إليه منذ اندلاع هذه الحرب أنها مخطط الأبالسة بامتياز.

ما قاله كرتي ليس رأيًا، بل جريمة سياسية موثقة.

دارفور ليست بضاعة في سوق الحركة الإسلامية ولمن نسي، نعيد التذكير:

أنتم من غذّى النعرات.

أنتم من جلب الموت والقصابين.

أنتم من ربى القتلة والمغتصبين.

أنتم من عبث بالآى الأعلى ونصوص الدين.

أنتم من غرس الفتنة في المزارع والفرقان.

أنتم من أعاد تعريف المواطن الدارفوري كـ”مشكلة” بدلاً من كونه أساس السودان.

والآن، بعد أن خربتم الأرض، وسرقتم الذهب، وأحرقتم القرى، تأتون لتحاضرونا عن الحل بالحسنى؟!

فما الحركة الإسلامية إلا تنظيم الموت المؤجل، والتي لم تعرف الحياة إلا بقتل الآخر وتجربتهم في كل المنطقة والعالم، خير شاهد ودليل.

يا علي كرتي، مشروعكم لم يكن دولة.

كان عباءة دينية فوق جسد من النيوليبرالية الوحشية، ملأت الجيوب وخوّفت النفوس وأعدمت الضمائر.

تريدون تفكيك ما تبقى من السودان، لا حبًا في السلام، بل تهربًا من الحساب. لماذا دارفور ليست الجنوب؟ 1. الجنوب طالب بالانفصال كشعب له هوية تاريخية مغايرة، نشأ في ظل استعمار ثنائي بفوارق دينية وثقافية معلومة.

2. دارفور جزء لا يتجزأ من عمق السودان التاريخي، وهي التي رفدت المركز بالملوك والفقهاء والثوار، من السلطان علي دينار إلى الفكي أحمد صالح.

3. سكان دارفور لم يطالبوا بالانفصال يومًا، بل طالبوا بالعدل والمواطنة والتنمية – فكيف ترد عليهم بالتقسيم؟ 4. حتى الحركات المسلحة لم تكن انفصالية، بل مطالبها كانت فدرالية وعدالة في قسمة السلطة والثروة. فمن أنتم لتقرروا نيابة عن دارفور؟

ومن منحكم تفويض اقتطاع أرض وطنية باسمكم؟

أنتم أرباب الخطاب العنصري في عباءة الإسلام السياسي، وأنتم حمالوا حطب الحرب في أعناقكم، دعونا نقولها دون مواربة:

الحركة الإسلامية تنظيم عرقي مغلف بالدين.

مشروعها يقوم على تكريس الهيمنة الجهوية، لا على فكرة الإسلام العادل. هي تحارب عندما يُهدد مركز سيطرتها، وتعرض “التقسيم” عندما تفشل في استرداد مواقعها.

دارفور ليست مشكلتكم، بل مرآة جريمتكم. رسالة إلى كل مشفق على السودان أيها السودانيون في كل الجهات وشباب الثورة والشابات أنتم من هتفتم يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور، ها هو العنصري المقيت يمد لسانه لهتافكم ويرفع اصبعه الأوسط بكل بذاءات التاريخ ليقول لكم اخبطوا راسكم بالحيط وبلو شعاركم بالدم وأشربوه:

إذا كان علي كرتي يتحدث باسم السودان، فليصمت السودان. إذا كانت دارفور قابلة للفصل، فكل السودان مهدد بالتبديد. الآن، لا يكفي الرفض الهادئ، بل نحتاج لرفض يُرعد: نرفض هذا الطرح بوصفه خيانة وطنية. ونطالب بمحاكمة علي كرتي على تحريضه بتقسيم البلاد.

ونحذّر من استخدام دارفور كورقة تفاوضية في صراعات مراكز القوى.

— ختاما: من يقفز فوق دارفور، يسقط في حفرة التاريخ يا كرتي، دارفور ليست جائزة ترضية في مائدة مقسّمة.

لن تكون جنوبًا جديدًا، ولا عاصمة للعار. وإن كانت حروبكم قد أنهكتها، فإن جذورها في تربة السودان أعمق من مخالبكم. قولوا لكرتي:

إن دارفور لا تُفصل، بل تُسترد لحضن السودان وتسترد مجدها الذي تسرده نصوص التاريخ أنها أم وأب لهذا الوطن.

وإن السودان لا يُختطف، بل ينهض من بين أنيابكم.

وإن من أشعل النار، لا يحق له أن يعظ الناس عن الحرائق.

‫4 تعليقات

  1. رأس الافعة (- الحية )
    علي سجمان
    ضار علي ضار

    ناس البشكير

    وكرتي والجنجويدي احمد هارون

    وعوض الجاز
    والمجرم
    اسامة عبدالله

    وود السجمان البرهان

    والخراء الهيفان المصباع

    والداعشي الجزولي
    والمافون انس عمر
    وفي وسطهم ال دقلو
    حميرتي والمجرم عبدالرحيم
    والحاج ادم وعلي الحاج
    وغيرهم
    من المليشيات

    ولاننسى جبريل ابراهيم الكوز المصدي

    وكل من ساهم ففي انشاء المليشيا ودربها واغدق عليها اموال الشعب وثروته من ذهب وفضة ونحاس مشفشف ومسروق بايدي
    الروس والامارتين والمصريين والاتراك والقطريين والايرانيين والاكرانيين

    ابدوا بمحاسبة انفسكم وهم كمليشيات ينفذون كل حقدكم وبغضكم وضضغئنكم على شعب السودان الذي لفظكم وكرهكم ولم يقدمكم

    واسقطكم بالانتخابات والانتفاضات والثورات العظيمة

    الالعنة الله تغشاكم الى يوم الدين

    ومن ايدكم ومن والاكم ومن وقف معكم

    اللهم حرر جيش السودان من هولاء الاوباش تجار اللدين عبدة النساء والدرهم والدينار والذهب والفضة والنحاس

    قاتلي ومشردي ومقتصبي اطفال ونساء وشباب وكهول هذا الوطن الحبيب

    اللهم استجب دعاءنا يارب الارباب

  2. غريب أمر الحركة الاسلامية والأخوان، يتحدثون بملئ افواههم عن الأمة الاسلامية التي تتخطى الحدود القطرية ولا يعترفون بالحدود الجغرافية بين الدول الاسلامية، حتى ان احد مرشيديهم من منبع الاسلاميين- مصر، قال صراحة “طظ في مصر” والمقصود من قوله أن الحدود الجغرافية لا تحد طموحات الأمة الاسلامية. والحركة الاسلامية في السودان بعد ان باركت فصل جنوب السودان بذبحها ثورا “أسود”، في رأيها لم يتم تنقية الوطن من “السواد” الافريقي حيث دارفور ما زالت تمثل تهديدا للنقاء العربي والاسلامي، رغم وجود “عرب الشتاء”. الحل اذن في “بل” دارفور والتخلص منها، ولكن ما لا يمكن أن يفهمه الاسلاميين أن انفصال دارفور لن يكن الحل في مشكلة اصلا موجودة في عقل ووجدان الاسلاميين. المشكلة ليست دارفور ولا حتى جنوب السودان. المشكلة هي الاسلاميين انفسهم. أين ما وجدوا حل الخراب، فقط انظر إلى جغرافية العالم الان، دعك من التاريخ، أين جلب الاسلاميين الرخاء والسلام. أينما كانوا كانت الحروب والمجازر والدمام: فالترق كل الدماء. ليس في جرابهم شئ غير القتل والسرقة والخراب.
    ولكن ربما المشكلة ليست في الاسلاميين، ولكن في الإسلام نفسه. مجرد رأي للتدبر.

  3. ي زول دارفور كانت دولة مستقلة كاملة الدسم لها سفاراتها في القاهرة وليبيا وعواصم اخري ولها رئيسها وبرلمان وحكام واخر رئيس كان هو علي دينار ايه علاقتها بوادى النيل حيث دولة كوش وما ادراك ما كوش دولة وحضارة عمرها الاف السنين
    دارفور تم ضمها لوادى النيل بواسطة المستعمر الانجليزي في يوم الاثنين الاسود الموافق ل ١يناير ١٩١٧م ودا تاريخ قريب جدا جدا جدا
    دارفور لم تكن في يوما ما جزءا من كوش قديما مملكة سنار لاحقا
    دارفور كانت دولة مستقلة بداء تاريخها في ١٦٠٤م ماعلاقتها بحضارة كوش حقت الجلابة العمرها اكتر من خمسة آلاف سنة

    لولا المستعمر الانجليزي لما كان هنالك دولة اسمها السودان ودولة دارفور جزءا منها.

    كلام الكوز علي كرتي انحنا معاهو بس بطريقتنا انحنا عاوزين ننفصل ونعلن قيام دولتنا المستقلة مرة اخري دولة وادى النيل او مملكة كوش قديما مملكة سنار لاحقا عندما دخلها الاسلام في ١٥٠٤م

    نعم للانفصال واعلان قيام دولة كوش مرة اخري بعيدا عن دارفور التى كانت تعرف بسلطنة دارفور ودولة جبال النوبة التى كانت تعرف بمملكة تقلي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..