مقالات وآراء سياسية

الامارات الى اين؟

الكورباج

عبدالرحيم محمد سليمان

 

 

لم تنجح دولة الامارات في التحول الى قوة اقليمية عظمى كما كانت تطمح، بل تحولت الى دولة تمارس سياسات خطرة تهدد الامن والسلم الدوليين، واصبحت اكثر تطرف من اسرائيل فى ادارتها للقضايا الاقليمية.

 

لقد اختار محمد بن زايد نهج صعب لتركيز الحكم داخل اسرة ال زايد فهو يحاول اقصاء الجميع بما فيهم جماعة الاخوان المسلمين اكثر الحركات تنظيميا وتاثيرا وهو بذلك يرتكب خطا استراتيجي فادح، فتجاهل وجود الإخوان وتصور امكانية تجاوزهم بهذه السهولة، يعكس قراءة غير واقعية للواقع السياسي.

 

فالاخوان المسلمون تأسسوا قبل نشأة دولة الإمارات نفسها، ولم يسعوا الى الحكم بالطريقة التي يصورها الاعلام والنظام الاماراتي، ولو ارادت الجماعة حكم الامارات لكانت قد فعلت منذ عقود، لذلك فان التعامل الامني والقمعي مع فكرة وجودهم لن يؤدي الا الى المزيد من التوتر والتطرف، ما يضع الامارات في مسار تصادمي مع مكون رئيسي فى المجتمع الاماراتي.

 

 

ان ادعاء كراهية النظام الاماراتي لجماعة الاخوان المسلمين ناتج في الغالب عن خلط مقصود للشعارات التى ترفعها الجماعة، لا سيما في دعوتها الى تحقيق الحكم المدني والانتخاب المباشر، فالجماعة لم تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق اهدافها، خلافًا للتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تلجأ إلى السلاح وتحدث الفوضى، وغالبا ما يحاول الملوك المستبدون في الدول الخليجية الخلط المتعمد بين هذه التنظيمات وجماعة الإخوان المسلمين، لتبرير القمع والملاحقة.

 

فالاخوان المسلمين من اقدم التنظيمات الاصلاحية التى تتبنى العمل السلمي والمشاركة السياسية كوسيلة للتغيير، وتسعى الى تحقيق اهدافها من خلال الوسائل الديمقراطية، لا عبر الانقلابات أو الصراعات المسلحة، وقد شاركت في العديد من الحكومات و البرلمانات، وقدمت نماذج لاعضاء فاعلين في العمل العام، وتجد الجماعة احترام وتقدير من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية، التي تفضل التعامل معها والانفتاح على خطابها المعتدل، فهذه الدول تراها شريك سياسي يسهم فى استقرار المجتمعات وبناء أنظمة ديمقراطية تمثل مختلف التيارات.

 

 

ان احد الاشكاليات الرئيسية لدى النظام الاماراتي تجاه الاسلامين هو غموض تعريف التطرف فكل من يعارض سياسات الدولة او يدعو لاصلاحات دستورية، حتى ولو من داخل الاطار السلمي، يصنف كخطر امني فهذا التعميم يخلط بين الفكر السياسي والفكر العنيف، ويعزز مناخ الخوف بدل اشاعة الاستقرار، فمحاربة التطرف والعنف هدف مشروع ومطلوب، لكن يجب ان تتم الممارسة ضمن اطار موضوعي يحترم حقوق الانسان ويميز بين الفكر والسلاح، وبين الدعوة والارهاب، ان ملاحقة الاسلامين المعتدلين في الامارات والدول العربية والاسلامية لم يكن فقط قرار اماراتي خاطي ، بل هو ايضا خسارة سياسية وامنية طويلة المدى من منظور استراتيجي ، تؤدي الى نتائج عكسية، فغياب القنوات الشرعية للتعبير السياسي، والتضييق على الحركات المعتدلة، يترك الساحة فارغة للتيارات المتشددة مما يخلق فجوة خطيرة في النسيج الوطني.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. يا كوز يا دجال نحن عارفين تماماً السلمية والمدنية المزعومة لجماعة الإخوان المسلمين وصويحباتها وشبيهاتها ولن مما حدث في السودان عبرةً وآية.
    يا كوز يا منافق أنت تُخاطب سودانيين خبروا كل بلاويكم من أول إعادة الحرب في ١٩٨٣ بعد سكوت البندقية بعد إتفاقية أديس أبابا إلى برنامج تمكنكم من مفاصل الدولة السودانية من أيام جعفر الحمار إلي بإنقلاب يونيو ١٩٨٩ إلي فصل جنوب السودان إلى إشعال الحرب في جبال النوبا والانقسنا ثم دارفور إبتداءً من ٢٠٠٣.
    ما من مصيبة حلت بالسودان منذ ثورة أكتوبر ١٩٦٤ إلا وكان وراءها هذه الجماعة المجرمة.
    وما الإمارات العربية إلا أداة صهيونية مثلها في ذلك مثل قطر مثل الجماعة المسلمية وما حديثك عن إهتمام أمريكا والدول الأوربية بالحوار مع المسيلميين إلا دليل على مصالح معهم.

    تفوووووووو عليكم وعلى عمالتكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..