اخبار السياسية الدولية والاقتصاد

“لعنة أبريل”.. شبهات حول دعم أوكراني مزعوم لحركة متمردة في تشاد

 

يثير تسريب معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيانات جديدة نُشرت بعد التحقيقات الجارية في تشاد، تساؤلات حول وجود دعم أوكراني مزعوم لحركة متمردة، وذلك عقب توقيف شخص عُثر بحوزته على جوازات سفر مزورة تعود لأوكرانيين، ما أثار الشكوك حول سبب دخولهم البلاد وعلاقتهم بجماعات متمردة.

وكشفت التحقيقات الأمنية مع المعتقل أحمد عبدالله أحمد، الذي يُوصف بأنه العقل المدبر لشبكة تنشط بين تشاد والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، ويدير وكالة سفر في العاصمة نجامينا، أن هذه الوكالة كانت بمثابة غطاء لعملية احتيال واسعة النطاق.

وخلال عملية توقيفه، تم ضبط 105 جوازات سفر من دول مختلفة، إلى جانب أكثر من 125 مليون فرنك أفريقي، وأسلحة، وبطاقات مصرفية، وجهاز تسجيل متطور، ووسائل رقمية تحتوي على بيانات حساسة.

وأظهر تحليل الملفات الرقمية وجود صور لرجال بيض، إضافة إلى قائمة تضم 21 اسماً، رجّحت تقارير إعلامية تشادية أن يكون أصحابها من عناصر الجيش الأوكراني، حيث توافقت الأسماء في البيانات الوصفية للصور مع الأسماء الموجودة في القائمة.

واللافت أن هذه الصور تعود إلى يناير 2025، ما يشير إلى احتمال دخول هؤلاء الأفراد إلى تشاد بالفعل باستخدام وثائق مزورة، وهو ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتساؤل عن أهداف هذا الوجود الأوكراني في البلاد وطبيعته.

وقد رُبط هذا الوجود المحتمل بمحاولات جبهة الوفاق من أجل التغيير (فاكت) المتمردة لشن هجوم جديد على نظام الرئيس محمد ديبي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتُذكر أن هذه الجبهة كانت مسؤولة عن اغتيال الرئيس إدريس ديبي، والد الرئيس الحالي، في 20 أبريل 2021، خلال كمين في منطقة بوركو-إنيدي-تيبيستي شمال البلاد.

وبحسب تحليل سياسي نُشر في صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن فصل الربيع، وتحديدًا شهر أبريل، يمثل توقيتًا استراتيجيًا للعمليات العسكرية، إذ يسبق موسم الأمطار الممتد من يونيو إلى سبتمبر، والذي يجعل تنفيذ أي هجوم بري أمرًا بالغ الصعوبة.

وتجري الأجهزة الأمنية تحقيقات بشأن مزاعم تُشير إلى أن مختصين عسكريين أوكرانيين قدموا تدريبًا مكثفًا ودعمًا فنيًا غير مسبوق لعناصر “فاكت”، مما قد يمنح الحركة المتمردة قدرات قتالية متقدمة.

ويرى بعض الخبراء أن تورط أوكرانيا المحتمل في إثارة التوترات داخل تشاد لم يُعد صراعًا داخليًا بحتًا، بل بات يشكل تحديًا جيوسياسيًا في المنطقة. ويؤكد هؤلاء أن أوكرانيا تسعى لزعزعة استقرار المنطقة تنفيذًا لما يُعرف بخطة باريس، في ظل تراجع نفوذها في منطقة الساحل وانسداد آفاق استعادته، خاصة بعد استبعادها من أي مفاوضات إقليمية فاعلة.

ويُذكر أن القوات الفرنسية كانت قد انسحبت من تشاد في نهاية نوفمبر الماضي، كما انسحبت القوات الأمريكية من البلاد في نهاية أبريل، ما خلف فراغًا أمنيًا كبيرًا.

وتواجه تشاد داخليًا أزمة لاجئين سودانيين، إلى جانب انتشار جماعات متطرفة حول بحيرة تشاد، فضلاً عن النشاط المتزايد للجماعات المتمردة في شمال البلاد، وخاصة في منطقة تيبستي القريبة من جنوب ليبيا.

أخبار ذات علاقة

مسيّرات بيد داعش.. حرب جديدة تشتعل فوق بحيرة تشاد

وفي 27 مارس الماضي، نقلت صحيفة “لو جورنال دو تشاد” أن المحلل العسكري لجمهورية أفريقيا الوسطى، سيلفان نغيما، المقرب من القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى، كشف عن تسجيل صوتي تم اعتراضه لأحد المسلحين الذين تلقوا تدريبًا من قبل الأوكرانيين في تشاد.

ونظرًا لتصاعد حدة الموقف، شهدت جمهورية أفريقيا الوسطى مظاهرات جماهيرية منددة بالوجود الأوكراني. ففي أكتوبر 2024، نظم سكان مدينة بيلوكو مظاهرة عفوية احتجاجًا على التواجد الأوكراني في المنطقة.

إرم نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..