حميدتي والسودان الجديد من السخرية إلى الإلتزام

خالد فضل
قبل عشر سنوات تقريبا ؛ حينها كان حميدتي يمثل حماية للمخلوع البشير , متواطئا مع نظامه الإسلامي الدموي , سُئِلَ في حوارصحفي عن إرتكاب قواته إنتهاكات ضد المواطنين في جبال النوبة , أجاب : نحنا مشينا الجبال ما لقينا مواطنين لقينا متمردين يعني ما نقتلهم ؟ إجابته بسؤال ينطوي على السخرية والتهكم كانت تعبير عن الخطاب السائد في أروقة السلطة التي أنتدب لحمايتها ؛ ومن مفردات قياداتها أكسح أمسح ما تجيبو حي .. حسبما نُسِبَ لأحمد هرون والي جنوب كردفان يومذاك في تعبئته لمليشياته .
الآن صار المغضوب عليه ؛ ممن اتخذوه درعا حاميا لامتيازاتهم وقتها يتحدث بلغة السودان الجديد ؛ نفس اللغة التي ظلّ يتحدث بها المتمردون الذين وجدهم في جبال النوبة قبل عقد من السنوات . بوسعه الآن التصريح بقتل الإرهابيين من مليشيات تنظيم الإسلام التجاري , ليحمي من شرورهم وإرهابهم المواطنين المساكين في جبال النوبة ودارفور وغيرها من مناطق المهمشين . فقد فهم الرجل الدرس , وفطن لملعوبية المرابيين المطففين , حسب إفادات القائد الحلو لقناة الحدث مؤخرا .
انتقل حميدتي من خانة يد القمع والقهر التي تبطش بالمواطنيين المهمشين بإعتبارهم متمردين إلى تولي شؤون تدبير صون حياتهم ؛ كما قال في خطابه مؤخرا : حكومة السلام والوحدة التي أعلنها بكل فخر _ على حد تعبيره _ تعنى بحياة الناس وأمنهم وتقديم الخدمات . من حق الناس التشكيك في مدى الإلتزام بما يقال , أوما يبرم من عهود واتفاقات بين السودانيين , فليست هناك سوابق أو شواهد على التصديق بعد سبعين سنة من الأفعال التي تناقض الأقوال وإبرام الإتفاقات ونقضها من الموقعين عليها أنفسهم , فهل ينجح تحالف تأسيس هذه المرة في كسر الدائرة الخائبة , إتفاق فخرق فإتفاق , قبل نجاحه على الأرض ؟ هل نشهد بداية مغايرة لتأسيس بلد حديث بالفعل وأول ركائزه الإلتزام بالإتفاقات والصبر على التغيير العسير , فبنود الإتفاق نفسه تكاد تكون مبثوثة في أدبيات معظم القوى والتحالفات السياسية السودانية الديمقراطية بصيغة وأخرى ,ربما الجديد في الإفصاح واستخدام لغة غير مواربة , مثل استخدام تعريف الدولة العلمانية الديمقراطية , وجعل ذلك من المبادئ فوق الدستورية حتى لا يتم الإلتفاف عليها , مع ربطه بحق تقرير المصير في حالة الفشل في الإلتزام بأساس تلك الدولة. هذا تطور وإختراق جاد لسطوة تيارات الإسلام السياسي وحبسه للناس تحت سقف تصوراتهم للإسلام والدولة. ووجود بديل مطروح بقوة ووضوح على الساحة مما يهز بالفعل تلك السطوة .
إنّ انتقال شخص مثل حميدتي _ إنْ صدق _ بخلفية ظهوره على مسرح الحياة العامة وارتباطه بالسلطة الأسوأ ممارسة في تاريخ السودان منذ أنْ وجد البشر على أرض هذا البلد , وأدواره المتلاحقة في مواصلة سياقها الدموي حتى تنفيذ إنقلاب 25 أكتوبر2021م يجعل من الصعب على معظم الناس تصديقه , خاصة مع ربط أحاديثه بممارسات قواته في هذه الحرب , وهو عبء يصعب التبرؤ منه بالتبرير أو الإنكار في بعض المواقف . بيد أنّه من جانب آخر ينظر إلى مواقفه السياسية ؛ خاصة عقب الإنقلاب وقد بدأت تميل إلى مرونة أكثر وتجاوبا مع خطوات استعادة مسار التحول الديمقراطي , وحتى خطابه السياسي في هذه الحرب ظل متقدما على الخطاب الذي يطرحه قائد الجيش الذي لم يغادر خطاب التعبئة العسكرية الذي كان سائدا طيلة ثلاثينية حكم البشير لدرجة أنّ المرء لا يمكنه التفريق بين من يتحدث إذا لم يشاهد الصورة , وكادت بعض عبارات البرهان تلامس حدود (تحت جزمتي) في الرد على دعوات السلم ووقف الحرب والإلتفات إلى مأساة غالبية الشعب . فيما ظلّ حميدتي على مدى العاميين يبدي موافقة على التفاوض , ويرسل الوفود , ويستجيب لكل المبادرات التي طرحت من السودانيين والإقليم والعالم . على هذه الجبهة حقق حميدتي تقدما , ولكنه تأخر في مضمار لجم قواته عن الولوغ في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .وهذه نقطة التشكيك الأساسية لدى فئة من المستنيرين .
من جهة إيجابية الميثاق أنّه قدّم بروفة لنموذج الحقيقة والمصالحة بين المجموعات السودانية التي ساد بينها عقود طويلة من التنافر والإحتراب بدوافع لا تخلو من العنصرية والغبائن , كما في العلاقات الملتبسة بين مجموعات النوبة والقبائل العربية المساكنة لهم في الجبال , ترسبت خلالها مرارات تتوارثها الأجيال ,. يمثل هذا الإلتقاء السياسي على مستوى القياديين في هذه المجتمعات تطورا ربما يسهم في رفع الوعي وتطوير العلاقات على مستوى القواعد فإنْ نجح تحالف تأسيس في هذا الإتجاه سيكون قد أسهم بالفعل في إختراق مرموق لرتق النسيج الإجتماعي , وهو تطور مهم لبناء دولة ديمقراطية علمانية حديثة تعلو فيها مشتركات المواطنة المتساوية وإحترام الحقوق على وشائج الدم كما في النظام القبلي التقليدي ولا يصبح لإختلاف المعتقدات أي أثر في نيل الحقوق المتساوية دون تمييز.
إنّ العبور لبناء وطن مسالم ومتسامح مع نفسه أولا , ومع محيطه الإقليمي والدولي يتطلب شجاعة رأي , وصلابة مواقف , وأفكار جريئة من خارج الصندوق القديم وتابوهاته الوهمية .حلم بناء بلد خال من السلاح , ماذا يضير الشعب إذا تحولت الميزانيات إلى الخدمات والبنية التحتية بعدالة ونزاهة وتحت مراقبة شعبية دائمة . تتحول القوات المسلحة إلى أصل نشأتها (قوة دفاع السودان) بحيث لا يراها المدنيون في مدنهم وقراهم إلا عند أوقات الطوارئ في الكوارث الطبيعية أو صد عدوان خارجي . وتتولي شؤون الأمن الداخلي وحدات شرطية وأمنية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى تدريب حديث , دع المدنيون يتصارعون حول الفوز بثقة الناخبين , وارتكاب الأخطاء ؛ فأمر علاجها هيّن ميسور ؛ مزيد من الديمقراطية .
الإنتقال من خطاب الحرب والكراهية عسير عسير , ومن خطاب المظلومية لخطاب الفاعلية جهد مضاعف , الآن ألزم حميدتي نفسه بخطاب جديد .. طريقه يقود للتعافي وبداية عهد جديد .. هل يواصل المسير أم يتلكأ فيضاف إلى سجل غابر العهود .. وبالمثل ألزم جميع الموقعين أنفسهم وتنظيماتهم بحمل ثقيل هل تراهم على حمله يقدرون ؟ هذا هو المحك .
الزول الوهم ده شكلو ماركسي كل مايكتب يسب الاسلام ويلعنه ويصفه بالسوء!! انت لو مامسلم احترم دين الناس.. عندك مشكلة مع الكيزان اشتمهم هم زي ماعايز ما تشتم الاسلام
انت كمان راكب من ياتو محطة يا دويعشي؟ هل الكاتب جاب سيرة اسلام؟ ولا دي تجارتكم في اي حاجه لازم تحشروها؟ تجارة الدين اوردتنا المهالك والاسلام السياسي انتهي في كل الدنيا وبقي فقط الاسلام التعبدي ودا الاسلام الحقيقي وتاني حكاية يجيك كوز يحكم بشعار فارغ مثل الاسلام هو الحل او هي لله او الحاكميه والبنوك الاسلاميه والشريعه دا ما بحصل اطلاقا. عندك برنامج حكم وفق نظريات علوم الاقتصاد والاداره والسياسه وبقية العلوم الحديثه، تتفضل تقدموا اما انك تجي للناس بأحاجي البنا ويبد قطب والمودودي وابن تيميه وعايز تطبقها في الاقتصاد والتجارة والسياسه والديبلوماسيه وادارة الدوله والعلوم الانسانيه، فدا شي اصبح من المحال.
دويعشي يا شويعر؟ خالد فضل تنكر لاهله في الجزيرة (ود نعمان افتكر) ولم يطفر له دمع في التباكي عليهم كما يتباكي الان علي سكان جبال النوبة من الانتهاكات التي طالتهم علي يد النسخة الاولي من حميدتي قبل ان يتحول بقدرة قادر الي نصير المهمشين في نسخته الجديدة مع عبدالعزيز الحلو والذي هو الاخر نسي دماء أهله المساليت..الكاتب عندما يقبض ثمن قلمه لا فرق بينه وبين بائعة الهوي.
طبعا من مثل هذه الكتابات الرصينه الصادقه لن تعجب أمثال اولاد العباس ومواليهم من النوبيين المستعربين المستلبين. .ولكن نقول لامثال هولاء ان ثورة الوعي و محاربة العنصريه ودولة المواطنه ومحاربة الظلم والقهر قد انطلقت بقيادة البطل العظيم المشير محمد حمدان دقلو محطم دولة الكيزان اولاد الحرام قاهر أحفاد المماليك اولاد فوزيه . الي الامام يا قائدنا شعوب السودان وكل أفريقيا معك الي لامام لا تراجع✌🏽✌🏽‼️
دارفور اللعينه لم تعد تهمنا كثيرا وانفصالها هو الحل . وداعا دار تمباك