
منذ أن أشعل (إخوان) الجيش، وكتائبهم ومليشياتهم الإرهابية، حرب 15 أبريل 2023، عاش السودانيون حالة من الإحباط والاكتئاب والتشرد واللجوء، وكل ما يخطر ولا يخطر على بال أحد، إلى أن قررت حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان، إخراج شعبها الفقير إلى ربه، المشرد، الحزين، من واقعه التعيس، بإطلاق مسرح العبث البورتسوداني العظيم، الذي بدأ عروضه الشيقة بتابلوهات الممثلين الرائعين: *عقار، ومناوي، وجبريل، وشيبة ضرار، والناظر تُرك*، وبلغ ذروته بانضمام الممثل القدير *خالد الإعيسر*، الذي عاد إلى وطنه بعد سنوات أمضاها في بحوث ميدانية بشوارع لندن لدراسة مسرح العبث السياسي، فنال أرفع الخبرات في هذا المضمار، دون أن ينال شهادة دراسية واحدة، ولو في لغة البلد التي كان يعتاش من ضرائب أهلها، وعاد إلى الساحة بقوة في مسرحية (رجم الدُّمية)، التي وجدت تفاعلاً جماهيرياً كبيراً !
وأمس، زاحم *النائب العام* (الممثل العام) لسلطة بورتسودان، *الفاتح طيفور*، نظيره *الإعيسر* في نجومية الشباك، وانتزعها عنه بجدارة وثقة، حيث لم يُكلف نفسه شططاً بصُنع دمية مماثلة لقائد الدعم السريع (حميدتي)، بل أطلق لخياله العنان وخلق (حميدتي) خيالياً، وقدّمه للمحاكمة.
لكن جماعة مسرح العرائس، بقيادة وزير الإعلام، لم تُفوت الفرصة، فجاءت بالدمية (صنم حميدتي)، الذي تم رجمه سابقاً، وتم قتل الرجل نفسه بعد أسبوع من بداية الحرب، وشرعوا في ضربه ضرباً مُبرحاً أمام بوابة المحكمة (المسرح)، فيما استعان طيفور بسيارات للدفاع المدني (المطافي)، والكلاب البوليسية، وسيارة لترحيل المساجين المُتخيلين *(حميدتي وشقيقه عبد الرحيم)، و(14) آخرين*، جميعهم كانت (خيالاتهم) جالسة، مكبّلة اليدين والرجلين في تلك العربة التي توقفت أمام المحكمة، فصعد أفراد الشرطة وأنزلوا تلك (الخيالات) لمحاكمتها بتهمة الإرهاب!
وأقسم لكم بالله هذا ما حدث في بورتسودان، حتى إن الجمهور كان مستمتعاً، وكان الجميع يضحكون ويسخرون .. وبارك الله في البرهان وحكومته التي حفزت وعززت مسرح الخيال الكوميدي في المدينة الساحلية الكئيبة.
وهنا، لا يفوتنا أن نزجي الشكر والتقدير إلى وزير الإعلام، الممثل البارع خالد الإعيسر، ونطمئنه بأن النائب العام طيفور محض (ممثل مبتدئ) لم ينل حظاً من الخبرات المسرحية العليا في بريطانيا مثله، لذلك سرق منه فكرة الصنم (الدمية)، ولم يأتِ بجديد غير البُكاء والنحيب داخل المحكمة، وأثناء قراءته لمرافعته الفطيرة. لكن الحق يُقال: إنه قد أجاد دور الرجل الباكي وأتقنه.
في مرافعته أمام المحكمة الخيالية، قال *طيفور* ، الممثل العام لسلطة المسخرة، وهو يتلو صحيفة الاتهام بصوت متهدّج وباكٍ، إن “قوات الدعم السريع توجهت يوم 15 أبريل 2023 إلى منزل *(الرئيس)* – *فيما البرهان نفسه لا يجرؤ على وصف نفسه بالرئيس* – تريد قتله أو اعتقاله، لكن إرادة الله أفشلت هذا المخطط، ولولاها ولولا استبسال أفراد الحرس الرئاسي” – *وهنا شرع الرجل في البكاء وانتحب بمرارة وحُرقة* – ثم عرّج إلى أحداث “*الجنينة*” فبكى مرة أُخرى، وتحولت المحكمة إلى بيت للبكاء والعويل والنحيب، وسقطت هيبة القضاء وتناثرت أشلاؤها مِزعاً مِزعاً بالقرب من (دمية حميدتي) التي تمزّق قطن أحشائها بسبب الضرب التي تعرضت له على يد معاتيه السلطة التي فقدت عقلها ورشدها!
لقد أرهق الممثل الجديد، (الجاهل العام) هذا، المنافقين الذين سيأتون من بعده بقدرات نفاقية وتهريجية أيَّما إرهاق، وكلّفهم شططاً، فكيف سيبزونه ويتفوقون عليه بعد هذا الجهد الكبير والمضني الذي قام به، فوضع الإعيسر والآخرين خلفه بمسافات كبيرة؟
لكن اللافت في الأمر أن طيفوراً هذا ربما قصد أن يوجّه سهامه بهذه المسرحية (اللذيذة) إلى وزير العدل في حكومة البرهان، واسمه “*معاوية عثمان*”. هل تذكرونه؟!
إنه الرجل الذي ظهر يتأتئ بلغة هيروغليفية، لا هي إنجليزية فيفهمها القضاة، ولا هي عربية حتى يمكن ترجمتها لهم، في المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، في قضيتهم الهزلية المخجلة ضد دولة الإمارات الشقيقة، وقد أثار وقتها موجة من السخرية، وأضحك العالم علينا، بل – وللسخرية – أضحكنا على أنفسنا، وخلق (جوّاً جميلاً)، ونقل الكوميديا السودانية إلى العالمية. هل تذكرونه؟
هو بالضبط من يوجّه إليه النائب العام طيفور سهام مسرحيته التي عُرضت أمس في بورتسودان، ربما يفعل ذلك ليحلّ مكانه في مسرحية (التغيير الوزاري المرتقب)، وهي مسرحية من إنتاج وإخراج وسيناريو البرهان شخصياً، لذلك فإن جميع من ينشطون بساحة الهزل المسرحي البورتسوداني يتنافسون لكي يتم اختيارهم ضمن طاقمها. وأظن أن طيفوراً هذا، بأدائه في مسرحية أمس، ربما حلّ مكان معاوية، وإن كانا وجهين لعملة واحدة، جهل وركاكة ورثاثة وتأتأة وعدم القدرة على القراءة في حدود *همزة إن*!
*من لم تُضحِكه سلطة البرهان، فلا مُضحِك له!*
نوافقك الراى ان البرهان وجوقته من اراجوزات الاخوان مسرحيتهم سيئة الاخراج وركيكة المشاهد . ولكن هناك مسرحية اخرى تم عرضها فى مسرح نيروبى لانتاج حكومة موازية بقيادة بعران الصحراء من الرزيقات والمسيرية لاحتلال دارفور وتهجير اهلها الاصليين من قبائل الزرقة الى المنافى واحلال جراد الصحراء عربان الشتات مكانهم وايجاد وطن بديل لهم فى دارفور . تجمع الممثلون الفاشلون فى نيروبى النور حمد ودقلو وتراجى ومادبو وسنداله وبرمه والفاضل الجبورى غرب كردفان كما يردد وغاب عن اجتماعهم مبارك الفاضل … تصور وليمة يغيب عنها ويعافها حتى مبارك الفاضل من نتانتها … وزعموا انهم بصدد تشكيل حكومة احتلال لاقليم دارفور .. ونحن على طريقة المرحوم الفاتح جبرا ساخر سبيل الذى كان يسأل عمن سرق خط هيثرو من الكيزان الى ان توفاه الله .. اهااااا خبر الحكومة التى اعلن الرزيقات تشكيلها بعد لمة نيروبى شنوووووووو ؟؟؟ مرت 64 يوما ولم نجد لها اثرا ..
انكم تثيرون الفتن بين مكونات دارفور لخاجة فى انفسكم مطبقين نظرية فرق تسد.
منذ ان بدأت هذه الحرب التى اشعلها المتأسلمين وقبلها هل سمعتم يوما اى من قادة الدعم السريع او الحركات المؤيدة له تفوه بأى حديث الفصد منه فصل دارفور؟ وهل تحدث اى من قادة الدعم السريع أو زعماء الادارات الاهلية للقبائل العربية فى دارفور بأنهم يريدون طرد القبائل غير العربية من حواكيرهم، او زعماء الادارات الاهلية غير العربية تفوه بما يعنى طرد العرب من دارفور؟
اعوذ بالله منكم انتم سبب خراب هذا الوطن بصورة عامة ودارفور بصفة خاصة.
برافو يا استاذ علي أحمد ، حقيقة أنت مخرج كبير و قدير ، اضرب العواليق الصعاليق البائسين بنفس بضاعتهم.
الاستاذ على احمد دائماً مبدع وصف وسرد كأنك فعلاً تشاهد مسرحية او فلم كوميدى .
برافو استاذنا على احمد
هذا زمانك يا مهازل ، فإمرحي …
كاتب هابط و السبب معروف للجميع !!!!
هههههههههه
موضوع المحاكمة ما يحتاج تعليق لأنو الموضوع اصبح بالنسبة لي طيفور زي العريان جسم كله لكنه مصر يلبس طاقية و عمة
الاضحوكة حتكون في محامي الدفاع لأنه لو حاول سكون محامي فعلا و ليس أرجوزا فسوف يتم ادراج اسمه في قائمة المطلوبين بواسطة الانتربول
ههههههههههههههههه
بعض فوائد الحرب الحاليه (وعسي ان تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) :
1/أهم و اكبر فائده استراتيجيه قادمه بقوه (باذن الله) هي فصل إقليم درافور وبالتالي ذهاب الكثير من المشاكل والتوترات المستقبليه التي كانت ستحدث لو لم ينفصل هذا الجزء المازؤم وتوابعه المشابهه .
2/ثاني اكبر فائده هي اكتشافنا الصادم للفارق الثقافي والأخلاقي والقيمي الكبير والهائل بين شعوب شمال ووسط السودان وشعوب الجنجويد, فالحرب عرت وجوهم الحقيقيه واظهرت ماتعتمل به قلوبهم ونطقت به السنتهم واعمالهم المخزيه . وافاقتنا من وهم اننا شعب واحد موحد كما كان يروج الاعلام الرسمي سابقا,فالجنجويد قبائل بدائيه حقا رغم بعض مظاهر التمدن في مناطقهم فهم بالفعل يعيشيون في كهوف بربرية سحيقه, وعوالم معتقديه مختلفه تماما عنا, وهذا يفسر صدمتنا مثلا عند رؤيتنا لامهاتهم وهن يزغردن للسارق المجاهر ولأبآهم وهم يبشرون للمغتصب والقاتل. ويفسر أيضا صدمتنا من التصرفات الغريبه المنحطه من حكاماتهم وشيوخهم حين استخدمو ملابسهم الداخليه لتشجيع ابناءهم علي الاستمرار في الحرب, حينها تأكدنا اننا نعيش في ازمان حضاريه مختلفه تماما واننا وهم لن نتعايش في وطن واحد مجددا.لقد اكتشفنا أخيرا حقيقتهم وهمجيتهم وجلافتهم وعنصريتهم وحقدهم الدفين ,وهذا من اكبرمكاسب الحرب رغم فداحة الثمن الي دفعناه مقابل هذا الاكتشاف المؤسف.
3/التخلص من الجنجويد والحركات المسلحه القبليه الانتهازيه وبقية الحركات المتمرده التي لاتحصي ولا تعد في دارفور.
4/ارتفاع الوعي الوطني الحقيقي لدي اهل شمال ووسط السودان وارتفاع الحس الأمني لديهم وارتفاع اهتمامهم بقضايا وطنهم وأرضهم وقضايا أمنهم وارتفاع صوتهم وتخلصهم من الخوف والابتزاز بالعنصريه والتهميش.
5/تسلح اهل الشمال والوسط مما يشكل ردعا قويا من الاعتداء عليهم, مجددا ,بعد ان كانو عزل طيبون وغافلون ومتسامحون اكثر من اللازم.
6/اختفاء وتلاشي حزب الامه الطائفي الرجعي بعد انفصال دارفور بسبب وجود معظم قواعده في غرب السودان,بالاضافه الي اضمحلال دور كثير من الأحزاب الاخري المهترئه التي دعمت الجنجويد سرا أو علنا وفقدانها لجماهيرها (ان وجدو) وفقدانها لقدرتها علي التأثير علي الناس وقدرتها علي الفعل والتحريك ,مما سيخلق فراغا ستملأه أحزاب اخري جديده اكثر شبابا وحيويه وبراغماتيه.
7/تركيز الاستثمار والتنميه في مناطق السودان الجديد المفيد القابل للنهضه بعد انفصال دارفور بدلا عن هدر الأموال وصرفها علي ذلك الثقب الأسود .
8/بعد الحرب سوف تكون هنالك معالجة جاده وحاسمه للوجود الأجنبي غير المقنن الذي تسبب في جزء كبير من مآسي الحرب, وسيتبع ذلك التخلص (القانوني) من اعداد كبيره من الجنوبيين وسكان الصفيح والكنابي والاثيوبيين و9 طويله وغيرهم وبذلك سوف ينتهي ذلك الهاجس الأمني الطويل وذلك الصداع المزمن.
9/بعد انفصال دارفور سوف تنتهي اسطوانه المركز والهامش البغيضه وبنهايتها سوف ينتهي الابتزاز السياسي والاقتصادي والعنصري الذي كان يمارسه ساسة دارفور وامراء حروبهم لنيل المناصب ,وسوف يتفرغ السودان الجديد للتنميه الحقيقيه للأطراف الصابره التي لم تتمرد علي الدوله مثل دارفور ولم تهدم المعبد فوق روؤس الجميع كما فعلت دارفور.
10/بعد الحرب واكمال فصل دارفور وجبال النوبه سوف يعاد تشكيل الجيش والاجهزه الامنيه بصوره اكثراحترافيه واكثر قوه واكثر أمانا بعد تلك الخيانات التي رأيناها من الكثير من أبناء دارفور وقبائل الجنجويد, وسوف يشكل ذلك, الجيش المستقبلي القوي المحترف ردعا قويا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن السودان.
11/التخلص من كثير من كيزان دارفور بعد انفصالها وذهابهم غير مأسوف عليهم وعليها, وبالتالي سوف يضمحل دور الكيزان كثيرا في المستقبل مما يساعد السودان في الانطلاق نحو المستقبل.
12/مصادرة الكثير من أموال الجنجويد التي كان يتم نهبها من موارد السودان وضخها في الاقتصاد والتعويضات.