تقرير أمريكي: لا مؤشرات لوقف قريب للحرب في السودان

خلص تحليل جديد أصدره مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (ACLED)، المختص في رصد النزاعات حول العالم إلى أن الحرب في السودان لا تزال مفتوحة على مزيد من التصعيد، مع عدم وجود بوادر واضحة لوقف إطلاق النار في المستقبل القريب. كما حذر من إمكانية اتساع نطاق الحرب إلى دول الجوار، مع ازدياد تعقيدات التحالفات الداخلية والانقسامات بين الفصائل المسلحة.
ووفقا للتحليل فإنه مع استعادة القوات المسلحة السودانية لغالبية ولاية الخرطوم وسعيها للحصول على الدعم لإعادة الإعمار، من المرجح أن يتحول الصراع غربًا وجنوبًا.
وفي الخرطوم، نجحت القوات المسلحة السودانية في دفع قوات الدعم السريع إلى التراجع غربًا نحو جنوب أم درمان – معقلها الوحيد المتبقي في منطقة العاصمة المكونة من ثلاث مدن – والتي تربط الخرطوم بولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.
الاتجاه غربا
ووفقا للتحليل فإنه وعلى الرغم من أن قوات الدعم السريع لا تزال تحيط بالأبيض من الغرب، إلا أن القوات المسلحة السودانية رفعت الحصار جزئيًا عن المدينة وربطتها بالمنطقة الجنوبية الشرقية التي تسيطر عليها القوات المسلحة، مما يشير إلى أنه سيتم استخدامها لدعم هجمات القوات المسلحة المستقبلية في المنطقة الغربية. للحد من هجوم القوات المسلحة السودانية في الغرب، بدأت قوات الدعم السريع في قصف عاصمة شمال كردفان في 7 مارس وحشدت قواتها لمهاجمة النهود التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية في غرب كردفان.
يشير التحليل إلى أنه مع تحرك العملية الهجومية للقوات المسلحة السودانية غربًا نحو معقل قوات الدعم السريع في دارفور، تُصعّد قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على الفاشر، عاصمة شمال دارفور وآخر عاصمة ولاية خارج سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور. يُظهر استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة المالحة الاستراتيجية – الواقعة على الطريق الذي يربط شمال دارفور بالولاية الشمالية التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية – في 20 مارس خطة المجموعة لتعطيل تعزيزات القوات المسلحة السودانية إلى الفاشر وإضعاف القوات المشتركة لدارفور.
تعطيل تشكيل الحكومة الموازية
خلال الهجوم الحالي، عطلت القوات المسلحة السودانية محاولات قوات الدعم السريع لتعزيز حكمها في دارفور، وذلك وفقا لتحليل مشروع “أكلد” .وواصلت القوات المسلحة السودانية غاراتها الجوية على غرب البلاد، مستهدفة مواقع قوات الدعم السريع في جميع ولايات دارفور. وفي مارس، استهدفت القوات المسلحة السودانية مناطق في دارفور يُعتقد أن قوات الدعم السريع وحلفائها كانوا يعقدون فيها اجتماعات. ومنذ 22 فبراير، تعمل قوات الدعم السريع وحلفاؤها على تمهيد الطريق لإنشاء حكومة موازية في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لانتزاع الشرعية الدبلوماسية من الحكومة التي تقودها القوات المسلحة السودانية، والتي تتخذ من ولاية البحر الأحمر مقراً لها حالياً.ولتعطيل هذه العملية، استهدفت القوات المسلحة السودانية مواقع مختلفة. ففي نيالا، عاصمة جنوب دارفور، استهدفت القوات المسلحة السودانية مطار نيالا يومي 13 و14 مارس. وزعمت القوات المسلحة السودانية أنها قتلت عدداً غير محدد من قوات الدعم السريع. في اليوم التالي، 15 مارس، استهدفت غارات جوية شنتها القوات المسلحة السودانية بطائرات بدون طيار فندقًا في نيالا، مما أسفر عن إصابة 10 سياسيين متحالفين مع قوات الدعم السريع. وبالمثل، استهدفت الغارات الجوية مقر حكومة شرق دارفور في الضعين، شرق دارفور. وأشارت التقارير إلى أن مدينتي الضعين ونيالا استضافتا اجتماعات بين قوات الدعم السريع وحلفائها لمناقشة تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع .
تحالفات
بالنسبة لكلا الطرفين المتحاربين، فإن التحالفات مع الجماعات المسلحة المحلية والقوى الأجنبية أمر بالغ الأهمية لكسب اليد العليا في معركة دارفور وذلك وفقا للتحليل. تُسهّل تحالفات القوات المسلحة في دارفور التعبئة للقوات المسلحة السودانية بين المجتمعات غير العربية والعربية، مما يُعطّل شبكة قوات الدعم السريع في المنطقة. ومن ناحية أخرى، فإن قدرة قوات الدعم السريع على الوصول إلى مقاتلين من المنطقة والدول المجاورة مثل ليبيا وتشاد وجنوب السودان، إلى جانب المعدات العسكرية المتطورة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، من شأنها أن تجعل معركة دارفور وهزيمة قوات الدعم السريع في معقلها أكثر تحديًا للقوات المسلحة السودانية وحلفائها.
الدعم السريع..التحالف جنوبا
في الجنوب، مدد تحالف قوات الدعم السريع الأخير مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو شريان حياة بالغ الأهمية، مما مكن قوات قوات الدعم السريع من إعادة تنظيم صفوفها في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد سهّل هذا التحالف الوصول إلى الموارد المهربة عبر شبكات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على طول الحدود الجنوبية مع جنوب السودان. ولأول مرة منذ بداية الصراع، في 27 مارس، كان هناك هجوم بطائرة بدون طيار على الدمازين ، عاصمة ولاية النيل الأزرق، مما يشير إلى تحول في هجمات قوات الدعم السريع إلى الجنوب، بمساعدة تحالفها الجديد.
تعزيز القدرات البشرية وتحالفات استراتيجية جديدة
أشار تقرير مشروع “أكلد” إلى أن الجيش السوداني، ولتعويض النقص في أعداد المقاتلين، اعتمد على تجنيد متطوعين، بالإضافة إلى استقطاب منشقين عن قوات الدعم السريع، والتعاون مع تحالف “قوات دارفور المشتركة” الذي يضم جماعات متمردة سابقة. كما استعان الجيش السوداني ببعض الميليشيات الإسلامية، من بينها “لواء البراء بن مالك”، لتعزيز العمليات البرية.
في المقابل، أدى الانقسام داخل صفوف قوات الدعم السريع إلى تراجع قوتها، خاصة بعد انشقاق قائد “قوات درع السودان”، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش السوداني، مما تسبب في انهيار خطوط الدفاع التابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، بحسب ما رصده مشروع ACLED.
تراجع قوات الدعم السريع وتدهور سيطرتها
وأكد التقرير أن اعتماد قوات الدعم السريع على ميليشيات قبلية غير منضبطة أدى إلى اندلاع نزاعات داخلية وتفاقم الانتهاكات ضد المدنيين، الأمر الذي أضعف قدرتها على إدارة المناطق التي سيطرت عليها سابقاً. كما فشلت في الحفاظ على تحالفاتها الإقليمية والمحلية، مما سهّل من مهمة الجيش السوداني في تحقيق اختراقات عسكرية متتالية، وفق تحليل مشروع ACLED.
جدير بالذكر أن مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (ACLED) يُعد أحد أهم المصادر المستقلة في رصد وتحليل النزاعات المسلحة حول العالم، ويعتمد في تقاريره على مصادر ميدانية دقيقة، وكان قد بدأ في تتبع تفاصيل الحرب السودانية منذ اندلاعها في أبريل 2023.
راديو دبنقا
راديو دبنقا ؟!!!!
دارفور اللعينه لم تعد تهمنا كثيرا وانفصالها هو الحل . وداعا دار تمباك
بالإضافة لإنتاج التمباك فإن دارفور تنتج أيضا 90% من بترول السودان و70% من الثروة الحيوانية السودانية و90% من الصمغ العربي
ومعظم إنتاج السودان من السمسم والفول والذرة والكركدي وحب البطيخ وغيرها من الحبوب
وترفد الجيش السوداني ب 85% من المقاتلين من جنوده.
أما التمباك فتنتجه دارفور ولكنها لا تستهلكه إنما تصدره إليكم لتستهلكه حبوباتك.
ولكن يبو أنك جاهل ويتوجب عليك معرفة بعض الأمور ومعرفة أن مستحق اللعنة الحقيقي هم العنصريون خميرة عكننة السودان والسودانيين.
وما قلته يمثل رأيك في دارفور تشكر عليه، ولكن إليك الرأي الآخر:
افصلوا الشمالية (1)
نشر بوساطة منصور محمد أحمد السناري في السودان اليوم يوم 07 – 12 – 2012
افصلوا الشمالية ( 1 )
منصور محمد أحمد السناري – بريطانيا
[email protected]
توطئة : سوف نبدأ هذه السلسلة من مقالات ” افصلوا الشمالية” بتعريف أو بعض التعريفات للألفاظ و المصطلحات التي تستخدم هنا حتى تكون هناك دقة في الدلالة, و يكون الجميع على بينة من مقصدنا. ثم يعقبها ذكر لبعض البديهيات عن الشأن السوداني, و التي ربما يعرفها البعض, و يجهلها البعض الاخر. كما نقوم كذلك بتفنيد بعض المغالطات و الخرافات التي أشاعها و روج لها خطاب ما بعد الإستعمار- الخطاب الشمالي- في الحقل الثقافي و السياسي في السودان كوسيلة لتمرير مصالحه و التعمية على إنتهاكاته. ثم أخيرا سوف نقوم بذكر الأسباب التي دعت الكاتب إلى الدعوة لفصل الشمالية, السرطان الخفي الذي استشرى في جسد السودان منذ القدم, و أرهق السودان و السودانيين كثيرا و لم ينتبهوا إليه.
أولا: نقصد بالشمالية, المنطقة الجغرافية و التي تمتد من الجيلي في شمال الخرطوم إلى مدينة وادي حلفا في أقصى شمال السودان. و نقصد بالشماليين مجموعة الأفراد و القبائل الأساسية التي تسكن هذه المنطقة الجغرافية من عرب, أو مستعربين, أو أشباه عرب, أو نوبة الشمال, سواء الذين يوجدون في الشمال الان, أو الذين نزحوا بسبب الجفاف أو القحط, أو الفقر إلى مناطق السودان الأخرى في دارفور, أو كردفان, أو الجزيرة, أو البطانة, أو الخرطوم, أو شرق السودان, مثل قبائل الجعليين, و الشاقية, و بقية تمامة الجرتق, و نوبة الشمال, الغراب الذي توشح بالبياض. كما نقصد بالخطاب الشمالي كل النصوص الشفوية أو التحريرية التي تنتجها هذه المجموعات لتسويق و تبرير مصالحها.
بعض الحقائق الأولية :
1.السودان كيان بدوي, يتكون من مجموعات قبلية, سواء في الشمال أو الوسط, أو الغرب أو الشرق. و ما زالت القيم القبلية الرعوية, هي السائدة ة المسيطرة في علاقات السودانيين, سواء على مستى المجتمع أو الدولة.
2. و بسبب أنه كيان بدوي تتحكم فيه القيم الرعوية القبلية, لم يسد استقرار يؤدي إلى عملية تراكم تأريخي طويل, و من ثم انصهار يؤدي إلى تكوين مجتمع مثالي, و ثقافة قومية بالمفهوم الأنثروبولوجي للمجتمع و الثقافة, كما هو سائد في مدن عريقة مثل القاهرة أو دمشق أو بغداد أو طنجة, …..
3. لم يعرف السودان طوال تأريخه القديم الدولة المركزية الموحدة, و إنما كانت هناك ممالك و مشيخات تحكمها قبائل. و أول سلطة- لا دولة- مركزية عرفها السودان, كان في عهد محمد علي باشا في عام 1821, بينما السودان الحديث, بحدوده الجغرافية الحالية, قد شكله الإنجليز بعد الغزو و ضرب الدولة المهدية في عام 1898. و بالتالي فالسودان الحديث هو مخترع كولونيالي, تشكل وفق الرؤية الكولونيالية, و ليست رؤيتنا نحن. لذلك لا يزايد علينا أحد أهبل مثل حكاني , أو الطيب مصطفي, أو واحد متعالم مثل المدعو حسن مكي, و يحاضرنا و يعطينا دروس مجانية في أن هؤلاء يشبهونننا, و هؤلاء لا يشبهوننا. و قديما قال الدكتور حسن موسى للطيب صالح في إحدى سقطاته, ” أن هذا الهامش الذي تتعالم عليه, و تحاول التنظير بالإنابة عنه باعتبارك بروفسور أو مثقف إستثنائي الان عنده مثقفين نجاض بيعرفوا فوكو, و الجابري, و أركون, و بارت, وكرسيتيفا, و هومي بابا, و إسبيفاك, و إدوارد سعيد, علي حرب, و جيمسون, و بالتالي ما محتاجيين لواحد أهبل زيك أو زين حسن مكي يجي يدعي المعرفة عشان يقوم بالتنظير بالإنابة عنهم.
4. ظل السودان منذ استقلاله في عام 1956, و إلى الان يحكمه الشماليون, لأن هذه الفئة تواطأت, و شاركت الاستعمار في القضاء على الدولة المهدية. و من ثم احتضنها الإستعمار بعد ذلك واستوعبها في جهاز الدولة الكولونيالي, ككتبة , و صغار موظفين, و خدم, و من ثم أتاح لها دون غيرها, و بسبب الفقر المدقع لإقليمها, فرص التعليم و الترقي الإجتماعي, و عندما خرج سلمها السلطة في البلد. و هذه ليست حالة سودانية خالصة, و إنما في أغلب, إن لم يكن في كل البلدان التي مرت بالتجربة الاستعمارية في أفريقيا و اسيا. لذلك عندما خرج الاستعمار وجدت هذه الفئة نفسها تستحوذ على وضعية المستعمر, تمتلك جهاز الدولة, و تستحوذ على جل الوظائف الحكومية من ناحية عددية, و تهيمن على جل المؤسسات الحكومية. لذلك ذكر الدكتور منصور خالد أن هذه الفئة ورثت إمتيازات الاستعمار, و لم تتحمل مسئؤلياته. لذلك حافظوا بشكل مرضي على هذه الإمتيازات, و العبد دائما أسوأ من سيده, و التركي و لا المتورك. لذلك هم هنا أصبحوا مثل الجماعة الوظيفية أو الكومبرادور, و لم يصلوا لذلك بسبب تميزهم العرقي, أو جمال أشكالهم.
و نواصل في الحلقة القادمة مغالطات خطاب ما بعد الاستعمار.
المك/ نمر رمز الجبن و الخزي
منصور محمد أحمد السناري- بريطانيا
” قل الحقيقة، و ضع عكازك بجانبك.” سوداني أغبش
نتناول في مقال اليوم، بالدراسة، و التحليل، إحدى الشخصيات التأريخية، و التي تعتبر، رمز للشجاعة، و الفروسية، عند الأوليقاركية الشمالية- مجموعة ما بين الجيلي، و حلفا. و سوف نقارن هذه الشخصية المؤسطرة، مع شخصيات تأريخية، ذات شجاعة أسطورية، من بقية أنحاء السودان الأخرى، أهملها الخطاب الشمالي المدرسي عن قصد، و ركلها في زوايا النسيان لشئ في نفس يعقوب. و لكي نرى من خلال هذه المقارنة، أيهم أكثر شجاعة، و أيهم الأكثر جدارة بالتخليد.
تذكر المصادر التأريخية المدرسية، مثل السودان عبر القرون، للدكتور/ مكي شبيكة، و تأريخ السودان الحديث، للدكتور/ حسن أحمد إبراهيم، و تأريخ السودان الحديث، للدكتور/ محمد سعيد القدال-و هؤلاء كلهم شماليين، أن إسماعاعيل باشا، قد جاء لفتح السودان، من ناحية الشمال، زاحفاً نحو الوسط، من أجل القضاء على السلطنة الزرقاء، و التي كانت عاصمتها سنار، و التي كانت آنذاك، تحتضر، و تلفظ في أنفاسها الأخيرة، جراء الصراعات الداخلية، التي أنهكتها. فاستسلمت كل قبائل الشمال لحملة إسماعيل باشا دون قتال، بدءً من نوبة الشمال. و استسلم من بعدهم، مباشرة الشايقية، بواسطة ملوكهم الثلاثة: صبير، و شاويش، و عمر. و عندما رأت مهيرة بنت عبود ذلك الإستسلام، استنكرته، و صاحت في قومها، قائلة: “كان خفتم يا رجالتنا، أدونا السيوف، و خذكم رحاضتنا، …” فاستفز قولها هذا الشايقية، فحملوا حرابهم، و اندفعوا بتهور، نحو الجيش الغازي، الذي كان يملك الأسلحة النارية الحديثة، فقتل منهم 75 قتيلاً. و استسلم الشايقية، و ملوكهم الثلاثة، من بعد ذلك لإسماعيل باشا، فاصطحبهم في جيشه، متجهاً بهم جنوباً.
ثم واصل إسماعيل باشا حملته، فسلم المك نصر الدين، ملك الميرفاب، و الرباطاب، في بربر. ثم واصل سيره، حتى بلاد الجعليين، فاستسلم ملوكهم، نمر و مساعد، دون قتال. فاصطحبهم إسماعيل في حملته، حتى شارف سنار، فأطلق صراحهم، بعد أن أدوا له قسم الولاء، والطاعة، ورجعوا إلى المتمة، و شندي، مقر الجعليين التأريخي.
و تذكر الروايات التأريخية، أن إسماعيل باشا، بعد أن أكمل فتح السودان، و قضى على السلطنة الزرقاء، كر راجعاً شمالاً، بغرض الذهاب إلى مصر. و عندما وصل مناطق الجعليين، طلب حضور ملوكهما، نمر، و مساعد. و عندما حضرا، طلب منهما مطالب مالية، و عينية، إعتبرها المك/ نمر كثيرة. و حاول بشئ من الرفق، و الإلتماس، أن ينبه إسماعيل باشا، على أن هذه المطالب فوق طاقتهما، و طلب منه تخفيفها. فما كان من الباشا، المتغطرس، إلا أن يصرخ في المك/ نمر مستنكراً ذلك، و قام على التو، بضربه في أنفه، رمز عزة الإنسان، و كرامته، و أمام بنات عمه الجعليات. و قائلاً لنفسه: “كيف لهذا الزنجي، أن يعترض على الباشا العظيم، و ابن سليل الإمبراطورية، التي لا تغرب عنها الشمس”. لكن كما هو ثابت تأريخياً، بلع المك/ نمر هذه الإهانة، و تظاهر بالقبول، و طلب من الباشا الإنتظار حتى المساء.
و في المساء، أقام له وليمة كبيرة، و أحضر له الشراب، و النساء، و الغلمان. و عندما سكر، الباشا، و قومه، و لعبت الخمر بالرؤوس، فاجأهم المك/ نمر و قومه، و أحاطوا الباشا، و حاشيته، و أحرقوهم بالنار، فمات الباشا ميتة شنيعة عام 1922م.
و عندما علم صهر إسماعيل باشا، المسمى بالدفتردار، في كردفان بذلك، جهز على التو، حملة للإنتقام، عرفت في تأريخ السودان بحملات الدفتردار الإنتقامية. بدأ الدفتردار، حملته الأولى، من كردفان، و بدأ بخط النيل، و قتل خلال ذلك كل من قابله من السودانيين، حتى وصل إلى بلاد الجعليين. فارتكب فيهم مذبحة كبيرة، و أسر من الجعليين، من النساء، و الرجال، بحسب رواية الدكتور/ مكي شبيكة، ثلاثة آلاف، أرسلهم إلى مصر لكي يباعوا كرقيق. و لم ينقذهم من ذلك، إلا تدخل قناصل الدول الأجنبية، في مصر. راجع كتاب السودان عبر القرون، للدكتور/ مكي شبيكة.
لكن من المؤسف، لم يجد الدفتردار، رأس الفتنة، المسمى المك/ نمر الذي هرب، مع مجموعة، من رجاله، و أقربائه، إلى منطقة النصوب، في البطانة، قبل وصول الدفتردار، إلى المتمة، و شندى، مما جعل الدفتردار، يسرف في القتل، و الإنتقام، بهذه الصورة المؤسفة. فرجع الدفتردار بعد ذلك إلى مقر إقامته في كردفان.
و عندما علم المك/ نمر بمغادرة الدفتردار، إلى كردفان، رجع إلى المتمة. لكن الدفتردار لم يتركه ليهنأ بالمقام، بين أهله. فقاد حملة أخرى، من أجل القضاء عليه، و قتل فيها خلقاً كثيراً، و نكل تنكيلاً ممعناً، في القسوة بالسودانيين، عموماً، و الجعليين، خصوصاً. لكن المك/ نمر هرب مرة أخرى، إلى النصوب، في البطانة، قبل وصول الدفتردار، إلى المتمة. فطارده الدفتردار، إلى هناك، فهرب المك/ نمر من النصوب، تجاه الحبشة، فطارده الدفتردار، حتى خرج من السودان نهائياً، و استقر في الحبشة، و معه مائة و عشرين من رعيته. ربما لأنها موطن أسلافه. راجع السودان عبر القرون، للدكتور/ مكي شبيكة. تلك هي قصة المك/ نمر.
نأتي الآن إلى التقييم، لكي نرى ما هي الشجاعة، و الفروسية، في سلوك المك/ نمر، و نقارنه مع أبطال آخرين، مجهولين في هذا السودان. فكما يرى القارئ، فسلوك المك/ نمر في منتهى الجبن، و العار، يتبرأ منه كل إنسان يحترم إنسانيته، و ذلك للأسباب الآتية:
1.لم يقتل المك/ نمر إسماعيل باشا، بطريقة بطولية، مثل أن يرد عليه على الفور، كما فعل اخرين، سوف نتعرض إليهم لاحقاً، و خاصة أن الإهانة تمت أمام مجموعة من الرجال، و النساء. أما قصة أنه حاول، لكن أثناه مساعد عن ذلك، فهذه مجرد قصة أسطورية، اختلقت، ليمحى بها الإحساس بالعار الذي أصاب أفراد تلك القبيلة جراء هذه الواقعة. و لأنه لو فعل أقل شئ، مثل أن أظهر غضبه، أو إستنكاره، لتلك الضربة، لقطع إسماعيل باشا، رأسه فوراً، لكنه بلع الإهانة، لأي سبب، و فكر في أسلوب الغدر.
2.استخدم المك/ نمر أسلوب الغدر، و القتل غيلة، بعد أن استأمن الباشا، و حاشيته، و هذا سلوك ينم عن الجبن، و عدم الشهامة، و المروءة، و هو سلوك منافي لقيم الدين الإسلامي.
3. أحرق المك/ نمر إسماعيل باشا بالنار، و هو شئ محرم شرعاً في الدين الإسلامي، بجانب تقديم الخمر له. و لعن الله شارب الخمر، و حاملها، ……( صدق رصول الله صلى الله عليه و سلم).
4. بعد أن أحرق المك/ نمر إسماعيل باشا، لم يصمد أمام رد فعل الدفتردار، و يتحمل التبعات، و إنما هرب بشكل مخزي، في سلوك لا يشبه الكبار، و الزعماء.
5. كما أن هروب المك/ نمر جعل الدفتردار، يسرف في القتل، و الإنتقام. فأراق دماء سودانيين كثيرين، فلو وجد الدفتردار، المك نمر، و قطع رأسه، لما نكل بالسودانيين، و الجعليين، بتلك الصورة الرهيبة. وهنا يذكر، أن عبد الخالق محجوب، عندما علم بقول النميري، من أنه سوف يستمر في قتل الشيوعيين، إلى أن يظهر عبد الخالق، قال للمقربين من أتباعه، من أنه سوف يذهب ليسلم نفسه، حتى يوقف شلال الدم بالنسبة للشيوعيين، فأين هذا من نمر الذي هرب، و ترك بنات أعماه فريسة للأتراك؟؟؟؟!!!
6.لم يقاتل، أو يقاوم المك/ نمر الغزاة من الأول مطلقاً، بل سلم نفسه، و معه المك/ مساعد، و ذهب مع حملة الفتح، حتى شارف مدينة سنار، فتركه إسماعليل باشا، أن يرجع إلى شندي بعد أن أخذ منه يمين الطاعة، و العهد على الولاء.
أبطال اخرون مجهولون
1.عبد الله ود جاد الله، كسار قلم ماكمايكل: عبد الله ود جاد الله، الملقب بكسار قلم ماكمايكل، هو زعيم قبيلة الكواهلة، في منطقة كردفان. و للذين لا يعلمون، هو والد رحمة، والدة السيد/ الصادق المهدي. و ماكمايكل، هو أحد الإداريين البريطانيين، و الذي عمل مديراً لكردفان في تلك الفترة. ففي عهد ماكمايكل هذا، حدث نزاع حول بئر، في كردفان، بين الكواهلة، و قبيلة الكبابيش. و في يوم المحكمة، حكم ماكمايكل، بآيلولة البئر، إلى الكبابيش، و أخرج قلمه لكي يدون الحكم، فتقدم نحوه عبد الله ود جاد الله، و بكل فروسية، و شجاعة، و أمسك قلم ماكمايكل، في أثناء إنعقاد المحكمة، و أمام الآلاف من أتباع الطرفين، و كسر قلم ماكمايكل، حتى لا يدون الحكم لصالح الكبابيش. بالله في فروسية، و شجاعة، و رجالة أكثر من هذا ؟؟؟!!!!!!
2.عبد الله الكناني، قاتل أبي رفاس: عبد الله هذا من قبيلة كنانة، على النيل الأزرق، و سميت مدينة سنجة، باسم سنجة عبد الله، نسبة إلى ذلك الرجل البطل. و أبو رفاس، هو بريطاني، كان يعمل مديراً لسنجة. و يلقب بأبي رفاس، لأنه كان عند مروره، في المدينة، يرفس برجله أي شخص لا يقف له عندما يراه. و في إحدى المرات، كان أبو رفاس هذا متجولاً في مدينة سنجة، و عندما أتى ماراً، بعبد الله هذا، و لم يقف له، كما اعتاد على ذلك من الناس، نهره، و رفسه برجله. فما كان من عبد الله الكناني هذا، إلا أن وقف على التو، و قطع رأس أبي رفاس هذا بسيفه، رداً على إهانته له، هذه هي الشجاعة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
3.البطل/ عبد الفضيل الماظ: حسب معرفتي، فإن عبد الفضيل الماظ، من ناحية الأب، ينتمي إلى جنوب السودان، و من ناحية الأم إلى جبال النوبة. ظل هذا البطل، يقاتل الإنجليز لمدة يومين كاملين، معتصماً في داخل مقر حاميته، على كبري النيل الأزرق، رافضاً رفضاً مطلقاً التسليم للجيش الإنجليزي، حتى نفدت ذخيرة مدفعه، و اضطر الإنجليز لهدم المبنى على رأسه، فوجدوه متكئاً على مدفعه، و هو ميت كأنه، ما زال حياً يقاتلهم. هل هناك شجاعة، و فروسية أكثر من هذا؟؟؟؟؟!!!
4.الخليفة عبد الله التعايشي: بعد أن تمكن الإنجليز من هزيمة جيوش المهدية، في كرري، لم يهرب الخليفة عبد الله، إلى تمبكتو، أو النيجر، كما فعل المك/ نمر. بل ذهب إلى أهله، في الغرب، لكي يجيشهم، و يعبأهم لمواصلة المقاومة ضد الغزاة. ثم جمع جيشاً كبيراً، و أتى كاراً مرة أخرى، لمجابهة الغزاة، حتى التقى بهم في أم دبيكرات على مقربة من النيل الأبيض. و عندما رأى حتمية الهزيمة، فرش فروته، و جلس على الأرض، مواجهاً للقبلة، و أعلن نهاية دولة المهدية، و قال لأتباعه: “دولة المهدية انتهت، و أنتم في حل من بيعتي، من أراد منكم، أن يهرب، فليهرب”. و جلس مواجهاً نيران الإنجليز، في شجاعة أسطورية نادرة. و لا شك أن هذه الميتة، مهما كان رأي البعض في سلوكه السياسي، فإن ميتة رجال شجعان، قل نظيرهم في التأريخ الإنساني.
5.عبد القادر ود حبوبة، من قبيلة الحلاوين. فقد ثار ضد الإنجليز، و أعلن إنتماءه للمهدية، و تصدى لهم بشجاعة، و قام بقتل مناديب الإنجليز الذين أرسله للقبض عليه. و عندما قبض عليه، و أحضر للمحكمة، لم يتهرب من ذلك، و واجه القاضي الإنجليزي، بشجاعة أسطورية نادرة.
و بهذه الطريقة، يمكن أن أذكر الكثيرين من الأبطال في هذا السودان، الذين تجاهلهم التأريخ المدرسي الرسمي، بسبب الظلم، و التهميش التأريخي السائد في السودان. فيمكن أن أذكر السلطان/ على دينار في دار فور، و عثمان دقنة من الشرق، و السلطان بحر الدين، و السلطان/ عجبنا من جبال النوبة.
لذلك قارن مواقف هؤلاء الابطال المذكورين أعلاه، بصورة المك/ نمر التأريخية الحقيقية. و الآن الأقلية الشمالية، ملأت الدنيا كلها، و سدت علينا الأفق بالمك/ نمر، و حاصرونا في كل زاوية بالمك/ نمر: صيدلية المك/ نمر، كبري المك/ نمر، شارع المك/ نمر، جمعية المك/ نمر، مرقص المك/ نمر، كوفير المك/ نمر. لذلك من حقنا أن نسأل: لماذا تحاصرونا باسم المك/ نمر في كل زاوية؟؟؟؟!!!!ما هي بطولة المك/ نمر؟؟؟ و ماذا فعل المك/ نمر غير أنه جرى؟؟؟لذلك عبد الله ود سعد عندما قالوا له، نفذ أوامر الخليفة، و أخلي المتمة، لجيوش المهدية، قال: “أنا واجعاني جرية نمر”. راجع تأريخ السودان الحديث، للدكتور/ محمد سعيد القدال. و هي نفس العقدة المسيطرة على الجعليين اليوم، عقدة جرية نمر، و من هنا تأتي هذه المبالغة في الإحتفاء به، و هو نوع من الوعي الاسطوري، حسب تعبير محمد أركون، و هو إضفاء مخزون هائل من الخرافات، و الأكاذيب حول شخص ما، أو حادث، يخالف حقيقته التأريخية.
فما الذي يجعل الدولة السودانية، و السودانيين كلهم تصدع رؤوسهم بالمك نمر، و في نفس الوقت يجهلون تجهيلاً تاماً بتأريخ أبطال آخرين؟؟؟ إنه التهميش، الذي يتجاوز السلطة، و الثروة، حتى إلى اللغات، و الإرث الثقافي، من قبل الأوليقاكية الشمالية.
و نواصل إن شاء الله.
اللعين إنت وأمثالك من العنصريين المتعوربين..
كل مشاكل السودان سببها (الشمال العنصري) المصاب بعقدة الأصل وعقدة اللون وعقدة الهوية وحتى العقدة من إسم السودان العاوزين تغيروه إلى إسم لا يذكركم بهويتكم السودانية من أجل أن تعيشوا في وهم العروبة الزائف.
فهل تسمونها دولة العربان؟
قال د. الباقر العفيف:
“دأب الشماليون المسكونون بوهم العروبة على خلق الفتن والحروب في جنوب وغرب السودان من أجل محو كل من يذكرهم بهويتهم السودانية ولو بالقتل حتى يروا السودان خاليا من تنوعه الذي يشعرهم بحقيقتهم وهويتهم التي يهربون منها أبدا”
تاريخكم هو تاريخ الفتن والحروب والدماء.
1/ من زمن جدكن خادم الإستعمار الذي أخذ لقبه ونياشينه من المستعمر مكافأة له على تعاونه معهم وإرشادهم إلى غزو واستعمار دولة دارفور وتبرعه بقيادة جنودهم لقتل سلطان دارفور وإسقاط إستقلال سلطنة دارفور الإسلامية وإلحاقها بالإستعمار الصليبي.
2/ مرورا بقيادتكم محرقة الجنوب ومقتل اكثر من مليوني روح ثم فصل الجنوب عن الوطن.
3/ وتعريجا الى قيادتكم الفتنة الكبرى بين قبائل دارفور الأصلية والقبائل العربية الدارفورية والغازية وإشعالكم محرقتها الكبرى التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة وخمسة ملاين نازح ومشرد، وما زالت سبحة فتنتكم وحربكم بغرب السودان كارة.
4/ وما فعلتموه بجنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق من فتن وحروب..
5/ وانتهاءا بما فعلتموه بجميع أنحاء وأقاليم وشعوب وقبائل السودان، عدا إقليمكم، بحرب 25 ابريل 2023م..التي لم تبق ولم تذر ولم تمر على منطقة في السودان إلا جعلتها كالرميم إلا مناطقكم بحكم تحالفكم مع أوباش عربان الشتات الذي إنعقد قبل 140 سنة ومثلكم فيه محمد احمد بن عبدالله، ومثل حلفاءكم عربان الشتات عبدالله ود تور شين التعايشي.
هذا التاريخ الدموي الرهيب لم يكتبه من السودانيين غيركم.
أنتم من تحرك من إقليمه في أقصى شمال البلاد مستصحبا معه عقده وأمراضه وعلله وقطع آلاف الكيلومترات وذهب الى هذه الشعوب الآمنة المطمئنة المتعايشة مع نفسها والمنسجمة مع تنوعها في أماكنها حاملا معه بضاعته الجهوية المزجاة وجرثومته العنصرية الملعونة النتنة وحقنها في جسد قبائل وأعراق وشعوب هذه الأصقاع البعيدة عنه..
لم تذهب هذه الشعوب إليكم لتفتن بينكم وتزرع فيكم الكراهية والبغضاء والعنصرية والقبلية، بل أنتم الذين حملتم أمراضكم وجراثيمكم وسافرتم إليهم وحرضتموهم بعضهم على بعض، وقلتم لبعضهم أنتم أفضل من هؤلاء عرقا وجنسا وخلقا..وأشعلتم بينها الفتن والعنصرية والقبلية والحروب.
والآن بدلا أن تسبوا وتلعنوا أنفسكم وتستغفروا وتتوبوا وتطلبوا الصفح من هذه الشعوب، تسبوا وتلعنوا ضحاياكم؟
بعد أن خرقتم السفينة وغلبكم سدها توسعون قدها؟
لا تخافون الله ولا تستحون من خلقه؟
أما التمباك، فصحيح تتم زراعته في دارفور، ولكن تأكله حبوباتكم وأمهاتكم وعماتكم وخالاتكم وأنتم يا شاطر.
لو إمتنع زراع التمباك عن زراعته في دارفور لتظاهرن جداتك وأماتك وعماتك وخالاتك وأخواتك في الشمال ، ولترسن طرقات القرى والمدن وحرقن اللساتك، ولأضربن عن صنع الطعام لكم بسبب القرياف والخرم.
الله لا يقطع عنهن التمباك يا وليد😆
شكراً اسرة تحرير الراكوبة علي المساهمة في نشر هذا البقرير … ونرجو ان يتواصل متابقة هذه التقارير من مظانها كمراجع هامة تضيف لمعرفتنا بمدي تطور وامتداد الكارثة السودانية مقارنة مع كوارث اخري في العالم !!
التقرير اعده المرصد الاكاديمي المرموق:
Armed Conflict Location & Event Data (ACLED)
آكالايد مشروع تعاون اكاديمي بين جامعات بريطانية وامريكية ودولة النرويج ومؤسسة تطبيق تابلو وبرنامج التمويل صندوق تحليلات المخاطر المعقدة التابع للامم المتحدة UNDP.
مرصد يعتمد علي البيانات والادلة وتعتبر من اهم المصادر ذات المصداقية والاحترام الدولي والاكاديمي.
وهو مرصد يغطي كافة الصراعات الدولية في كل ارجاء العالم وكافة القارات ويقوم بتحليل دقيق ومفصل وعلمي للبينات وعرض المعلومات اعتماداً علي تقنيات المعلومات الجغرافية – وهذا تخصص علمي اكاديمي من اركانه المنهجية:
GIS,
GeoData Analytics,
and GeoData Visualisation
رابط صفحة التقرير:
https://acleddata.com/africa/horn-of-africa/sudan/
نبذة تعريفية عن مشروع آكالايد في اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=04pY4cyx-BI&t=23s
محمد أبوزيد كروم: حرب أمريكا والإمارات وسر التحولات!!
2024/10/08
محمد أبوزيد كروم
-في أي وقت قررت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات وقف الحرب في السودان ستتوقف الحرب فوراً – هذا الكلام نكرره كثيراً نعم – ولكن لا بأس في تكراره.. وبالقطع هذا القرار يحتاج إلى سبب عند دولتي الحرب سواء بانتهاء الأجندة أو الوصول لقناعة بأن ما جرى للشعب السوداني يكفي أو أي أسباب أخرى..
-بالتأكيد أن مليشيا ال دقلو ومن معها من مجرمين سودانيين ومرتزقة أجانب هم أدوات في هذه المعركة- استغلت هذه الجهات جهلهم وطمعهم واجرامهم لتنفذ بهم هذه الأجندة التي كانوا هم أول ضحاياها- نعم صحيح لقد اتعبتنا المليشيا ودمرت البلاد وشردت العباد – ولكن في نهاية الأمر هم إلى زوال وأهل السودان والسودان باقون.
-أنا شخصياً مع الدخول في حوار مباشر مع أمريكا والإمارات لوقف الحرب في السودان – نعم نحن نحقق انتصارات وكسح باهر وسنصل إلى المنتهى قريباً- ولكن إذا كان هنالك تفاوض فهو مع أمريكا والإمارات لوقف الحرب – ليس وساطة أو استهبال مثل جنيف وجدة والمنامة بل تفاوض بين المتحاربين السودان طرف وأمريكا والإمارات طرف – نسألهم في هذا الحوار بشكل مباشر لماذا تقتلونا وتدمرون بلادنا وتستجلبون لنا المرتزقة وتدفعوا بكل هذه الأموال وهذا السلاح لقتل السودانيين- ونستمع لمطالبهم ونصل لحل – هكذا تنتهي الحروب- وفي نفس الوقت نستمر في القتال والتجهيز للدفاع عن بلادنا وتحريرها – على فكرة لم يعد هنالك شيء اسمه الدعم السريع ولا أسرة دقلو بعد الان.. هؤلاء من الماضي – نحن الان نتحدث عن الحاضر ..
-أرجعوا للمواقف الأمريكية خلال الفترة الماضية- أمريكا أصرت على منبر جنيف وفشلت في جر الحكومة السودانية له، ثم لجأت لزيادة الدعم العسكري واللوجستي عبر خادمتها المطيعة إمارات الشر – معلوم للجميع تدفق السلاح الكبير خلال الثلاثة أشهر الماضية عبر الكاميرون وتشاد- وبعدها بدء مبعوثها للسودان توم بريليو بالتهديد ثم الترغيب – مرة بإرسال قوات أفريقية للسودان- ومرة بمسلسل رفع العقوبات عن السودان- ومرة بالحديث عن زيارة له مع مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية لبورتسودان في الأيام القادمة ولكن هذه المرة ( دون شرط مقابلة المسؤولين السودانيين في المطار) يبدو أن الأمن في السودان قد تحسن!!
-في الجهة الأخرى أنظروا لتحولات الإمارات- صمتت الإمارات طوال الفترة السابقة عن الاتهامات والهجوم السوداني الرسمي عليها وعلى دورها في الحرب – وكانت تستمر في دعمها للمليشيا متجاهلة الهجوم الرسمي السوداني- ولكنها فجأة صرخت !!
تُرى لماذا صرخت الإمارات فجأة!! الجيش السوداني قصف مطار نيالا نهاية الشهر الماضي عندما كانت تُجرى فيه بعض الصيانة لاستخدامه لعمليات المليشيا – افرغ فيه نسور الجو السوداني عشرة براميل حارقة- بعدها بيوم نعت الإمارات بعض جنودها الذين قضوا أثناء أداء واجبهم- بحسب البيان الإماراتي- لم يعرف أحد أين قُتل الجنود الإماراتيين هل داخل الدولة ام خارجها!! بعد ذلك بثلاثة أيام أخرجت الإمارات بيان شديد اللهجة قالت فيه أن الطيران السوداني قصف منزل السفير الإماراتي بالخرطوم!!
تخيلوا منزل السفير الإماراتي في الخرطوم الذي لا يوجد فيه أحد منذ عام ونصف بعد أن احتله الجنجويد بل قتلوا فيه مالكه الشهيد جمال زمقان، ولم تنطق الإمارات بكلمة وقتها!!
ولكن الخارجية السودانية أوضحت كذب الإمارات بالدليل عن عدم قصف المنزل الفارغ والمحتل من الجنجويد .. إذا لماذا هذا الصراخ المفاجيء من الإمارات على منزل فارغ لا تملكه ولا تدفع أجرته حتى منذ أكثر من عام ولم يقصفه الجيش أصلاً!! ولكن المؤكد أن طيران الجيش قصف مطار نيالا بدقة شديدة – هل كانت تقصد الإمارات منزل السفير بحي المجاهدين ام تقصد منزل له بحي المطار نيالا وهل للإمارات بعثة أوغيرها في نيالا !! ولكن ما الذي حدث للإمارات في نيالا!! أظن لا شيء!! إذا لماذا هذا الصراخ وتحريض الدول الخليجية والعربية على السودان بقصفه لمنزل السفير .. إذا كانت الإمارات تصرخ على (عفشها) المهجور في المنزل المستأجر فمن الممكن أن تعوضها الحكومة السودانية وتشتري لها أثاث تركي أو ماليزي بدلا عن المفقود!!
-عليه أنا مع الحوار والتفاوض مع أمريكا والإمارات ليوقفوا حربهم علينا بشكل مباشر- لا يوجد شيء إسمه وسيط أمريكي أو إماراتي- القاتل ليس طرف هذا سخف – مرحبا بالحوار الأمريكي الإماراتي مع السودان لوقف عدوان الدولتين علينا .. وليستمر الشعب السوداني وجيشه في معارك الكرامة حتى النهاية والنصر قادم بإذن الله.
محمد أبوزيد كروم