أين الرؤية السياسية؟ وماهو المستقبل؟

محمد يوسف محمد
لم يكن السودان في حاجة لرؤية سياسية في وقت من عمره مثل الآن فالسودان يمر بمنعطف تاريخي خطير يرسم فيه مستقبل السودان بالدماء والركام!!
وعندما تقول كلمة سياسة سيفهم ضعيفي الفهم أنك تريد تمكين الكيزان وتدعو لعودتهم أو أنك تريد عودة القحاطة!! وكل يغني ويفسر حسب هواه وهمومه اللحظية، والحقيقة أن كلمة سياسة لا تعني هذا ولا ذاك ولكن تعني وجود رؤية واضحة لإدارة البلاد في شتى المجالات لمواجهة الحجم الضخم من التحديات الوجودية العاجلة التي تواجه السودان الآن، مثل ترتيب الأولويات وترتيب العلاقات الخارجية مع الدول بحسب مواقفها مع مصالح السودان وإعادة الإعمار وترسيخ السلام بعد نهاية الحرب وإجتثاث أسباب وجذور الحرب لمنع عودتها بنفس الوجوه أو بوجوه أخرى خاصة وأن خطاب التجييش الجهوي والقبلي يردد هنا وهناك والآن كثيرين يتوقعون تكرار ماحدث ولكن لا تجد أي رؤية لمنع تكراره!! وكل هذه النقاط هي سياسة وكل نقطة منها ملف سياسي ويتطلب رؤية سياسية واضحة لتنفيذه وكلها لابد أن ترتبط برؤية سياسية موحدة تطبق في كل المجالات.
وهناك أصوات من الداخل بدات تظهر تتحدث عن تقسيم البلاد وفصل أجزاء منها وهناك أصوات ترفض هذا التقسيم وتطالب بلم الشمل وكلا الأمرين عمل سياسي وقبل الخوض فيه يتطلب دراسة ورؤية واضحة والتمهيد له فالوحدة (التي إنبشقت) تحتاج لخطاب سياسي آخر موازي لخطاب التجييش والحرب لإعادتها فلايمكن أن تكون أنت داعٍ للوحدة ولكن لا تملك خطاب سياسي يدعوا لها ويسوق لها وتترك الساحة خالية للطرف الآخر الذي يدعو للتقسيم يروج ويحشد لتنفيذ رؤيته..
ونفس الحديث يقال لدعاة التقسيم ولدعاة الحرب.. فهذه الحرب تم التجييش والحشد لها بالخطاب السياسي ودعاوي التهميش والمظلومية وعندما تم تجاهل هذا الخطاب والإستهوان به وبنتائجه وجد هذا الخطاب رواج والإستجابة عند من حملوا السلاح وكانت الحرب والطامة الكبرى التي وصلنا إليها من دمار وهذا بسبب إنفراد هذا الخطاب بالساحة وغياب الخطاب الآخر الذي يرد عليه ويدحض هذه الدعاوي..
إذن عندما نقول غياب الرؤية السياسية نحن لا نتحدث عن قحاطة وكيزان ورؤية حزبية ضيقة كل همها الوصول للسلطة كما يفهم ضعاف العقول ولكن نتحدث عن سياسة إدارة وطن في منعطف خطير ورسم مستقبل وطن يضيع من بين ايدينا كما ضاعت ممتلكاتنا وتدمرت بنياتنا التحتية دون أن نعي.. فالامر اكبر من مصالح حزبية ضيقة ولابد من السمو فوق الخلافات والعمل بكل الجهود صف واحد فالوطن يتسرب يومياً من بين ايدينا بغياب الرؤية للأمام وحينها لن يجد المتنازعون في السلطة وطن يتنازعون في حكمه.




كلام قي الصميم
يا حليل السودان زي السفينه في عرض البحر تتقاذفها الامواج بدون هدف.
دا المنطق النقاش ولا تهتم بما يقول الناس اكتب ما يمليه ضميرك كل الصحفيين ياكوز ياجنجويدي وياجمهوري الثلاثة عمله واحدة
وإياكم، ربنا يبارك فيكم ويجعلنا جميعاً من الساعين لخير بلدنا.
لو بدأنا برسم ملامح الرؤية السياسية المطلوبة للسودان الآن، فربما يمكن تلخيصها في عدة محاور رئيسية، ولكل منها تفاصيل نقدر نشتغل عليها سوا:
1. مرجعية وطنية جامعة
تقوم على احترام تنوع السودان (العرقي، الثقافي، الديني، والإقليمي).
تعلي من مبدأ المواطنة، لا الولاءات الضيقة.
تتجاوز الصراعات القديمة وتبني على إرث نضالي وطني مشترك.
2. وقف الحرب فوراً
التفاوض الجاد لوقف إطلاق النار بمشاركة أطراف محلية وبدعم إقليمي ودولي.
إنشاء آلية مستقلة لمراقبة وتنفيذ وقف إطلاق النار.
ضمان حماية المدنيين ومحاسبة من ارتكبوا الجرائم.
3. العدالة الانتقالية والمصالحة
إنشاء لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة.
تعويض المتضررين ومعالجة آثار الحرب على المجتمعات.
محاسبة المجرمين دون انتقام، والتمهيد لسلام مجتمعي حقيقي.
4. إعادة بناء الدولة ومؤسساتها
جيش واحد وطني محترف بعيد عن السياسة.
سلطة مدنية تمثل كل أطياف الشعب.
استقلال القضاء ومحاربة الفساد.
5. رؤية اقتصادية تعافي وتنمية
دعم القطاعات الحيوية: الزراعة، الثروة الحيوانية، المعادن، التعليم والصحة.
تشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية في بيئة آمنة وشفافة.
ضمان توزيع عادل للثروات بين الأقاليم.
6. دور السودانيين في المهجر
الاستفادة من كفاءاتهم في إعادة الإعمار.
فتح قنوات مشاركة حقيقية لهم في العمل السياسي والتنموي.
هل ترغب نبدأ بتفصيل أحد هذه المحاور بشكل أعمق؟ أو إضافة محاور أخرى تراها مهمة؟