حوار الزخرفة والخط يجمع تجربتي تاج السر حسن ومروان العريضي
الفنانان يقدمان حصيلة فنية امتدت لأكثر من 40 عاما محملة بعبق التجربة.

دبي – تعد مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية روادها برحلة فنية تتحاور فيها الزخرفة والخط، انطلقت منذ مساء 16 أبريل الجاري ضمن معرض بعنوان “جواهر مدونة – حوار الزخرفة والخط” ويجمع الفنانين تاج السر حسن ومروان العريضي.
التي تخطت حدودها ورسمت ملامحها الخاصة وبات لكل منهما أسلوب فني يمكن تمييزه بسهولة.
وتتنوع الأعمال المعروضة بين الخطوط والزخارف والتذهيبات والحروفيات لتشكل تناغما فريدا من الألوان والأحبار والمواد الطبيعية من ورق وخشب وغيرهما، والتي زادت من ألق المعرض.
ويعد هذا المعرض واحدا من المعارض المتميزة التي تنظمها مؤسسة العويس الثقافية التي تجمع بين الخط العربي والزخارف الشرقية التي نرحل معها إلى عالم من الروعة يمزج بين التصاميم الهندسية والتقنية المبتكرة لأكثر من 70 لوحة تتضمنها أروقة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وفيها مزج بين ما هو تقليدي وما هو معاصر.
يذكر أن الفنان تاج السر حسن عُرف بإجادته للخطوط العربية التقليدية، كما طوّر أسلوبا جديدا في رسم الخط العربي عُرف بالأسلوب “التاجي”، استخدمه في أعمال التصميم وفي لوحاته الأصيلة، ولوحاته الملونة على القماش، ويتمتع بخبرة فنية وأكاديمية تمتد لأكثر من أربعة عقود، وقد ساهم في تطوير وتوثيق فنون الخط العربي عبر أعماله الإبداعية، وأبحاثه المنشورة، ومشاركاته الفاعلة في المعارض الدولية.
بينما استهوى الخط العربي قلب الفنان مروان العريضي المقيم في الولايات المتحدة لأكثر من 40 سنة، وعمل على تطوير هذا الفن الراقي كممارس متعطش إلى الارتقاء بمستوى الخط العربي عبر إضافة نوعية على تقنياته ودعمه بأسلوبه الإبداعي الخاص وثقافته التعليمية العليا في هذا المجال، كما حرص على صقل موهبته من خلال تلقيه الدراسات العليا في جامعات الولايات المتحدة والحصول على شهادة البكالوريوس في علوم الفن والتصميم ثم على ماجستير في الفنون.
وفي هذا المعرض رسالة محبة لروح الشرق المشبعة بجماليات مذهبة وزخارف مستوحاة من عوالم الحكايات وألوان قادمة من وهج الماضي بشمسه التي ما زالت تضيء مفرداتنا الثقافية، وتحول الجمال إلى أنشودة يسمعها كل منا عندما يشاهد لوحات هذا المعرض، وكأننا نسمع تنهيدة حنين أو زفرة شوق.
في “جواهر مدونة – حوار الزخرفة والخط” فرصة للتعرف إلى عوالم تاج السر حسن ومروان العريضي، ومناسبة غنية لمصافحة الأفكار والأحلام خاصة عندما تكون قادمة من عبق الماضي ولكن بروح معاصرة هي روح الفن عندما تحلق في سماء الجمال.
يذكر أن الفنان تاج السر حسن من مواليد السودان 1954، ويحمل ماجستير الكلية المركزية للفنون والتصميم – لندن – المملكة المتحدة، ودبلوم كلية الفنون الجميلة والتطبيقية – الخرطوم. ويعمل حاليا مصمما للمطبوعات في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدبي، وهو عضو مؤسس لمجلة حروف عربية – دبي، ومدير تحريرها السابق.
ونال تاج السر 15 جائزة في مسابقات ومعارض الخط العربي في العديد من الدول، وله الكثير من البحوث والمقالات المشاركة في المؤتمرات، منها: الأصول والقواعد التي تساعد على برمجة الخط العربي، ورقة مقدمة لندوة “الخط العربي بين الخطاطين والمبرمجين”.
أما الفنان مروان العريضي فهو فنان لبناني من مواليد بلدة بيصور في عام 1953، كان آخر تلامذة الخطاط الشيخ نسيب مكارم، قبل أن يغادر لبنان إلى الولايات المتحدة في العام 1975 حيث تخصص في فن الزخرفة وتحديدا الحضارات القديمة وصولا إلى الفن الحديث.
وتتميز أعماله بتقنيتها العالية ودقة التفاصيل وطريقته المميزة في مــزج عدة زخارف من حقب فنية مختلفة ومتعددة ليجعل منها شكلا يستند إلى مـدرسته في فن الـزخرفة والتعاطي مع تنسيـق الألوان، بالتزامن مع شد المشاهد إلى الاستمتاع بهذا الأسلوب المستحدث، مضيفا نكهـة ذواقة على الزخرفة والخط العربي.
ولديه تاريخ طـويـل من المشاركات في أبـرز المعارض الـدولية المتخصصة والفردية التي جالها في كل من سان فرانسيسكو ونيويورك ودبي ودالاس وبيروت ولندن وباريس، وغيـرها.
العرب