تعالوا للموت!!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف اول :
عندما يكون الربح هو الخسارة التي حملت معها صور ترتجف بعدما بللها الوجع
تترك المشاعر ندوباً على خد الوطن بعدما خذلها الحنين
وغدر بها كيد المدن!!

وفي الإسبوع الماضي بالحبر الأحمر حذرنا من الإستجابة لدعوة الحكومة للمواطنين بالعودة الي الخرطوم،
في ظل إنعدام الأمن والأمان ، وفي وضع مابِرحَ الخطر لطالما أن البيئة غير صحية للحد المميت والمدن تنتشر فيها العصابات
وبالأمس إتضح أن الخطر ليس في ماسيعانيه المواطن من جوع وامراض، ولكن أن المواطن العائد للخرطوم الآن يواجه خطر الحرب في مرحلتها الجوية الثانية، التي تؤكد أن لا أمان في الأرض
ففي المدن الآمنة التي عاد المواطن اليها من بعد رحلة نزوح ولجوء تجاوزت العامين بحوالي آلام ، يجد نفسه أمام شبح قوات الدعم السريع الذي يطل عليه من جديد بإرسال مسيرات تقتل المدنين مما يؤكد أن “حدوته” انتهاء التمرد ماهي إلا اوهام وأن الإنسحاب من الخرطوم قد لايكون إشارة وداع ولكنه بداية لانتقام جديد !!
ومسيرات تقتل النساء والأطفال بنهر النيل وامدرمان، وفي مدن أخرى أسر تموت قبل أن تكتمل فرحتها بالاستقرار والأمن( المغشوش)
تعرضهم الحكومة بدعوتها بالعودة الي الخرطوم الي القصف، وكانها تقدم لهم الدعوة للموتة الثانية في الحرب
فلم يكفيها من ارواح زهُقت في حرب الكرامة ” الفالصو” التي قتل فيها من المواطنين مايتحاوز ال 160 الف مدني ويعيش كل القادة العسكريين في نعيم وآمان دون أن ( ينقصوا نفر) قادة لم يظهر على ملامحهم لا رهق ولا جوع، هذا إن لم تكن ضاقت عليهم مقاسات الزي العسكري!!
وتواصل حكومة ولاية الخرطوم، قراراتها الجائرة ضد المواطن وتصدر قرارا بإلزام الموظفين بالعودة إلى مواقع عملهم في مدة أقصاها منتصف يونيو المقبل ، العمل تحت سماء تتسابق فيها المسيرات
ورئيس المجلس الإنقلابي قائد الجيش يخاطب المواطين من الدندر بولاية سنار بقوله أن الشعب السوداني منتصر والجيش يعمل وفق خطط عسكرية لتحقيق الانتصار!!.
والشعب انتصاره في السلام وليس في الحرب التي تسلب روحه كل يوم وليكف الجنرال عن استخدام اسم الشعب كدرع خطابي في تصريحاته العسكرية فمن قال أنها حرب الشعب !؟ حتى يكون منتصرا او، مهزومافيها !!
فممارسة التجارة السياسية الخاسرة بإسم الشعب السوداني واستغلال اسمه واستدعاء، عواطفه هي مقايضة خاسرة لأن الثمن فيها هو دفع الارواح مقابل أن يشعر البرهان أن الشعب معه في حربه،
ولكن ليعلم الجنرال أنه آن الآوان أن يعيد حساباته على الميدان العسكري ، لأن عودة الدعم السريع لضرب المقار العسكرية المهمة للجيش في امدرمان وغيرها من المدن هو مؤشر خطير لمرحلة جديدة، لاتعني سوى أن الدعم السريع يسعى لأخذ ثمن انسحابه من الخرطوم عنوة، بعد ما تزحزح البرهان كعادته و( سحب يده) من الإتفاق !!
ومن قبل ذكرنا ، لو لم يلتزم الجيش بما سبق فإن القادم من قبل الدعم السريع سيتجاوز مرحلة التهديد ، وان البرهان سيعُرّض مدن آمنة مشحونة بالسكان الي خطر القتل والتشريد مقابل ( حلم السيطرة على الخرطوم) الخالية من السكان
لذلك يبقى ان اسوأ مافي هذا الإتفاق هو ان البرهان اشترى مزيدا من السيطرة على الارض مقابل المزيد من زهق الأرواح، وهذه وحدها كافية لنسف تاريخ ومستقبل كل حاكم مهووس بالسلطة يحتاج الي أرض بلا شعب كواحدة من أعراض ” جنون السلطة” فماذا يفيد استرداد القصر الجمهوري الذي ” هجره الطير” لطالما أن المسيرات تضرب قاعدة وادي سيدنا أهم المقار العسكرية حاليا في الوقت الذي تتزامن معه الضربات بولاية نهر النيل لتستهدف عطبرة ” أهم مدفعية”
فهذه المسيرات بجانب ماحملته من وزر وخطيئة تدين قوات الدعم السريع وقادتها بقتل الأبرياء ، ماذا حملت لقيادة الجيش التي تقرأ انتصاراتها يوميا وتفوقها على التمرد وترى أنه تم القضاء على الدعم السريع !! الأمر الذي جعلها تدعو المواطنين أن تعالوا للموت من جديد ام أنها الآن يجب أن تستفيق من غفوة اليقظة وتعد العدة ليس لحماية المواطن الذي عاد الي دائرة الموت، ولكن لحماية نفسها ومقارها العسكرية !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
حل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ومصادرة ممتلكاته وإغلاق كل مكاتبه هو ليست خطوة اردنية نحو نهاية التنظيم هناك، ولكنه بداية لتوجه دولي وإقليمي سيكشف عن ملامحه قريبا!!