مقالات سياسية

كيفية صناعة (تحضير) العاهة السياسية فى السودان: فى محاولة فهم دولة المليشيات والعاهات السياسية.. (أمجد فريد) نموذجاً

أحمد عصام

مدخل أول:
هذا مقال غير جاد وإن كان قد يحتوي على حقائق موضوعية وتحليل سياقي قد  يستقيم منطقا، هناك جائزة لمن يكمل قرآءة المقال.
مدخل ثاني:
دولة 1821 أو دولة محمد علي باشا هي مدخل السودان إلى عصر الدولة الحديثة و إن كان السودان قد شهد عصر ممالك ودويلات متفرقة فى الرقعة الجغرافية التي عرفت لاحقا بالسودان بالحدود الموروثة منالاستعمار هي نفس الدولة التي أطلق عليها الدعم السريع و مناصريه دولة 1956 كاصطلاح جزافي، وهذا الاصطلاح الآن أصبح موضوعا للتهكم السياسي من قبل طيف من النخب السياسية الداعمة لمعسكر الجيش بغض النظر عن الدوافع المتباينة لهذا المعسكر. الشاهد أن كل من تسنم الصعود الى القيادة السياسية فى دولة 56 والذين يتم وصفهم احيانا بالنخب السياسية أو”النادي السياسي القديم” فى خطاب الانتلجنسيا المتمدنة من مدعي الحداثة، بما في ذلك الذين صعدوا إلى القيادة على أعتاب الطائفة أو القبيلة، كانوا منذوي التعليم و الثقافة والمعرفة والأدب الرفيع ولولا الخوف من عدم إنصاف التاريخ لأخذت زمام المغامرة و قمت بذكر بعض الأسماء.
مدخل ثالث:
هذا المقال هو محاولة غير جادة وغير معرفية في فهم كيفية صناعة العاهات السياسية وجوهر حجة المقال أنه بالرغم من أن دولة 1821 أو دولة 1956 أو دولة ما بعد الاستعمار لم تكن دولة عادلة ولم تؤسس على قواعد تضمن مشاركة كل مكونات الدولة وهو الأمر الذي جعل هذه الدولة فى حالة دفاع عن مشروعيتها (وليس مشروعية الأنظمة السياسية التي تعاقبت فى حكمها)، والحجة أن جل الفاعلين فى شأن دولة المليشيات هم عاهات سياسية، وإن كانوا يعتقدون حينما كانوا فى أولى خطواتهم السياسية أنهم دعاة خير وفى الجانب الصحيح من التاريخ كحال كل الثوريين وصانعي الانقلابات وأصحاب كل الرسالات الأرضية والسماوية.
المتن أو الزيت الموسع
بقليل من التمحيص والتتبع لدولة ما بعد الاستعمار (سمها دولة 56 إن شئت) و تراكم فشلها يمكن القول أن هذه الدولة فى مرحلة من مراحل تطورها وفق أيمن نظريات بناء الدولة (التطور التاريخي، نظرية القوة، نظرية العقدالاجتماعي) كانت فى اتجاه الصعود التنموي وفقا لفرضيات  نظرية النمو والتحديث (طبقة متعلمة الى حد ما، قطاع خاص مبادر وصناعات أولية متطورة و تماسك داخلي معقول) ويمكن القول أن عام 1968-9 هي بدايةالنكوص عن هذا المسار و هي سنوات تعكس التراجع عن سيادة حكم القانون فى 1968 وتوجت بانقلاب مايو 1969. و من بداية هذا النكوص التنموي ايضا بدأت مسيرة تراجع ونكوص سياسي وهو ما أدى إلى تراجع الطبقة السياسية فى مستوى تحصيلهم التعليمي والمعرفي إلى أن وصلنا الى مرحلة العاهات السياسية التي تجلس فوق تلة خراب وطني كبير و حرب أهلية لا يبدو لها نهايةفى الأفق وفى مشهد سياسي واجتماعي تتصدره مليشيات على رأسها عاهات سياسية غالبا ستكون صاحبة كلمة فى كيفية نهاية الحرب وطبيعة الترتيبات السياسية والعقد الاجتماعي الذي قد يعقب الحرب، وفهم ظاهرة العاهات السياسية قد يسهم في فهم المشهد الذي سيعقب الحرب. وبشكل عام، هناك ثلاثة طرق مجربة وذات درجة عالية من الفاعلية فى صناعة (تحضير) العاهة السياسية.
الطريقة الأولى:
يدخل الفرد إلى إحدى مؤسسات صناعة النخب ( الجامعات) وينخرط في عمل سياسي أو نقابي ويبدأ في الترقي داخل إحدى المنظومات السياسية و غالبا ما يكون هذا الفرد صاحب قدرات ما ولكنه يضيق بالمواعين الموجودة و يبدأ في البحث عن صيغة لتوظيف قدراته لتجاوز المنظومة التي صنعت له مجد ما وبعد وقت وجيز أما انقسم هذا الفرد على المنظومةالسياسية أو صادف قيام انقلاب ما وقدم خدماته للطبقة السياسية الصاعدة ويصبح من سدنة الواقع الجديد، و مع مرور الوقت يصدق هذا الكائن انه رقم وبما أن السياسية السودانية كلفة الخطأ السياسي فيها ما زال (صفر كبير) فإن هذا الفرد أصبح عاهة سياسية مستديمة وتجده في طاولة كل نظام و في كل زمان مكذبا قول أهلنا فى دارفور “أم جركم ما بتاكل خريفين” وتجربة العاهة السياسية السودانية تؤكد أنها تأكل كل خريف و ليس خريفين فقط.
الطريقة الثانية:
يدخل فرد إحدى مؤسسات قبر النخب (الكلية الحربية) ويكون هذا الفرد بلا أي قدرات تذكر خارج المقرر الذي يقوم على مبدأ تقدير الموقف كقمة التفكير والخيال وللامانة كل من يفكر وله خيال سوف تلفظه هذه المؤسسة عاجلا أم آجلا ولكن أصحاب القدرات المتواضعة الذين يجيدون “التعرصة” و”الاستهبال” سيجدون نفسهم يوما ما حكام أقاليم و صناع قرار لا لشيء سوى أن أحد رفاقهم المغامرين قد قام بانقلاب ولثقته التامة فى جهل رفاقه وقلة خيالهم يتم ترفيعهم، وعادة تبدأ بوظائف سياسية يجدون فيها احتفاء و تعرصة من قبل عاهات الطريقة الاولي و هكذا بقدرة قادر يصبح هذا الكائن عاهة سياسية مستديمة بشعور عالي بالاستحقاق بل يصور له عقله الصغير أن كل هؤلاء المدنيين مجرد جهلة وكثيري الحديث و السفسطة وإن أفضل مكان لهم هو السجن أو المنفي.
الطريقة الثالثة:
وهي الطريقة الأكثر حداثة و مازالت تتطور مع استمرار حالة النكوص و استمرار انهيار الدولة، في زمن ما كان الاحتجاج على الدولة (حركة الأنانيا الأولى والثانية وحتى قيام الحركة الشعبية فى 1983) يقوم بها أناس أصحاب مواقف ومباديء رافضين للظلم والتهميش السياسي والاجتماعي وغياب التنمية المتوازنة وكانوا يحظون باحترام خصومهم السياسيين والعسكريين ولكن أتي زمن أصبح فيه تلفح خطاب المظلومية مجرد غطاء لميلاد العاهات السياسية التي عبدت الطريق لتقنين المليشيات القبلية اجتماعيا وقد تلاقت مصالح العاهات السياسية التي صعدت على أعتاب خطاب المظلومية مع مصالح العاهات السياسية من الطبقة الأولى والطبقة الثانية وهكذا بتلاقي هذه المصالح قد ولدت دويلة المليشيات.
خاتمة أو الزين
الآن قد علمت عزيزي القاريء بكيفية تحضير (صناعة) العاهة السياسية وكهدية لمن أكمل قراءة المقال فى زمن يصعب فيه تجاوز السطر الثالث، وكمثال، أحضر طالب ثانوي من اسرة ميسورة متوسط القدرات وادخله جامعة الرباط وبعلاقاته الاسرية يتسلق الحزب الشيوعي وفى لحظة ما ينشق من الحزب فى صراعات الحزب قبل المؤتمر السادس يصبح عاهة ومن ثم يدخل التغيير الآن وتأتي ثورة ديسمبر ليصبح عاهة مكتملة الأركان تسمي أمجد فريد، ماذا قدم هذا العاهة للبشرية سوى أنه عاهة؟  انتظر لترى ما سيكون بعد انتهاء حرب السودان. وبما أنك أكملت قراءة المقال وقد عرفت طريقة صناعة العاهات الآن عليك ترتيب الأسماء الآتية حسب طريقة التحضير.
على كرتي، ياسر العطا، مني أركو مناوي، جبريل ابراهيم، الجاكومي، التوم هجو، مبارك أردول، أمجد فريد، أبو عاقلة كيكل، عبد الله جنا، عبد الله يحيى، شيبةضرار، التيجاني السيسي، نبيل أديب، نور الدائم، أبو نمو، مبروك مبارك سليم، الخبراء الاستراتيجيين، كتائب الإسلاميين، إبراهيم جابر، وتستمر صناعة العاهات.

‫8 تعليقات

  1. لان ممارسة السياسة أصبحت اقصر طريق لكنز المال والمكانة الاجتماعية فلان جاء وفلان ذهب وتجده محدود التفكير ومجرد عاهة اجتماعية لكن اللوم يقع علي هذه الامة الغارقة في بحيرة من الجهل ولا يستخدم عقله بتاتا لانه مجرد شعب عاطفي يلبس ثوب السزاجة بجدارة في القرن الحادي والعشرون في زمن التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي وحرب أشباه الموصلات والمعادن النادرة وغزو الفضاء وهؤلاء العاهات لقد وجدوا تربة خصبة للنمو وهنا يبرز سؤال مهم هل أمثال هولاء العاهات يمكن أن يتصدروا المشهد في المجتمع الأوروبي او الغربي عامة؟مستحيل،، فهناك مكانهم الافضل المهن الهامشية لا يشاركون في تقرير مصير الامة…. مشكلة هذا الوطن وسبب الازية هو الجهل وعدم الوعي وترك العقول في ثبات عميق واتباع العواطف السازجة في عصر العلم والتكنولوجيا

  2. مقال ممتع وجرىء لامس الوتر الحساس منا ،بورك فيك وفى قلمك وفى فكرك الوقاد وشكراً لك على المصطلجين الجديدين ” العاهة السياسية” و “صناعة العاهة السياسية”

  3. مبارك الفاضل
    ابراهيم غندور
    عبد الباسط سبدرات
    عبد الوهاب الافندي -بالمناسبة عبقري الحتانة ماهو اسمه الكامل ؟؟
    صلاح بندر -العاهة اب ضقاير-
    والعاهة العجلاتي اب جضوم صلاح قوش

  4. انا ارد عليكم بهذا ………………….

    الافتراء: هو الكذب في حقِّ الغير بما لا يرتضيه، وقال بعضهم: الافتراء هو العظيم من الكذب، وقال السيوطي رحمه الله: الافتراء اختراع قضية لا أصل لها.
    أما البهتان فمعناه الكذب الذي يُبهَت سامعُه، أي: يُدهش ويتحير، وهو أفحش الكذب. فحين يُستَقبَل الشخص بقذفه بذنب هو منه بريء فذلك البهتان.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه) .

    إنَّ الكريــمَ إذا تـقـضَّى ودُّه .. .. يُخفي القبيحَ ويظهرُ الإحسانا
    وترَى اللئيمَ إذا تصرَّم حبلُه .. .. يُخفي الجميلَ ويُظهرُ البهتانا

    1. انت ذاتك احد هؤلاء العاهات يا الكويز المعتوه،العاهه اصلا كائن طفيلي ويحتاج لاغبياء وعقولهم معطله ومؤجره مثلك حتي يعيش ويزدهر

    2. و اين ردك على الكاتب و المعلقين؟ انك لم ترد على اي فكرة اتت في المقال بل قمت بتعريف ببعض المفاهيم و حسب فهمك انت لها و حسب ما يفهمها شيوخ الدين و الذين حولوا حياة السودانيين إلى رماد. امجد فريد و كل الآخرين الذين اسماؤهم في المقال هم شخصيات عامة و بالتالي لا يجوز نقدهم فقط بل انتقادهم في المجتمعات الديمقراطية

  5. من اجمل ما قرات موخراً. في مهنة الطب هناك مصطلح يعني بكيفية تولُّد الأمراض و احمد عصام جارَى هذا المصطلح بكيفية تولد العاهات و لعمري العاهات بالنسبة للمجتمع هي امراض. فهذه العاهات و التي نشأت بالطريقة التي ابدع الكاتب في وصفها هي سبب المرض الذي اصاب المجتمع السوداني (التخلف و البدائية في التفكير) لدرجة انه لا يستطيع ادراك ان كل قياداته عبر الحقب كانت عاهات. فهذا الشعب صفق للمحجوب و نميري و البشير و حميدتي و البرهان و كيكل و امجد فريد كما قلت. ان يصفق احد لهذا الطيف الواسع لا يعني إلا انك مغيب العقل لو ان حواسك فقدت التواصل مع عقلك فاصبحت لا تعي ما ترى و ما تسمع

    شكرا لك احمد عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..