مقالات وآراء سياسية

بهلوانات بورتسودان !

مناظير 

زهير السراج

 

* بينما يصارع السودانيون من اجل الحياة تحت الدانات والبراميل المتفجرة والدمار والخراب والنزوح والمجاعة وانهيار الدولة، يخرج علينا وزير التعليم العالي بحكومة بورتسودان غير الشرعية، محمد حسن دهب، بقرار أقل ما يوصف به أنه عبثي ومثير للسخرية، يأمر فيه الجامعات السودانية بإغلاق مراكزها بالخارج والعودة للعمل من داخل السودان، وكأن السودان يعيش في رغد من الأمن والسلام والخدمات والرفاهية !

 

* أي سودان يقصده الوزير؟ هل يقصد الخرطوم التي صارت كومة من الركام؟ أم الجزيرة التي تئن تحت وطأة الفوضى؟ أم الولايات الغربية التي تحترق بنيران حرب أهلية وعنصرية قذرة تهدد بتمزيق ما تبقى من الوطن، اما الشمالية ونهر النيل التي تتهددها وتقصفها المسيرات كل يوم ؟!

 

* هل يعلم الوزير، أم يتعامى، أن الخرطوم دُمرت تدميراً شبه كامل؟ المستشفيات، الجامعات، المدارس، محطات الكهرباء والمياه .. كلها صارت أطلالاً تبكيها الرياح، بينما ينتشر السلاح في الشوارع وايدي المجرمين والارهابيبن كالوباء، ويسكن الخوف في كل مكان ؟!

 

* الى اين يعود الطلاب يا سيادة الوزير الحصيف ؟ إلى مدن الأشباح أم إلى مخيمات النزوح؟ أم إلى المنازل التي سرقت ونهبت ودمرت حتى الأساس؟!

ومن أين سيأتي المواطنون بالمال لإعادة بناء بيوتهم؟ من بنوك الخرطوم المنهوبة أم خزائن الدولة الفارغة التي تشكو قلة الفئران ما عدا الجرذ الكبير الذي يحتكرها ويسيطر عليها منذ اتفاق جوبا المشئوم؟!

 

* كيف يعود الطلاب والأساتذة إلى جامعات لا وجود لها إلا في ذاكرة الخرائط، وحتى الخرائط لم يعد لها وجود، وهى مجرد اطلال جامعات تحتاج إلى سنوات وسنوات لإعادة تشييدها وتأهيلها من جديد لو توفر المال (ولن يتوفر مع استمرار الحرب ووجود الجرذ الكبير )!

 

* يحدثك مهرج التعليم العالي وآمروه عن العودة إلى “الولايات الآمنة”.. عن اى أمن هذا الذي تتحدثون عنه وقد قُصفت قاعدة وادي سيدنا العسكرية في قلب أم درمان قبل أيام قليلة، لتثبت أن الحرب التي يروج الكيزان وبلابستهم لموتها، لا تزال في قمة اشتعالها، ويمكنها أن تندلع في أي لحظة في كل بقعة من بقاع السودان، أم أن الوزير يريد تحويل الطلاب والأساتذة إلى وقود لحرب جديدة؟!

 

* هل أصبح التعليم عندكم لعبة سياسية سخيفة، تدفعون بها البسطاء والنازحين واللاجئين إلى أتون الموت والجوع والقهر باسم الكرامة والوطنية الزائفة و”سمعة التعليم العالي؟!

 

* وأي سمعة بقيت لتعليمكم أيها السادة، وأنتم تديرون وزاراتكم من فنادق بورتسودان الفخمة بينما ملايين السودانيين يقتلون ويتضورون جوعاً أو يفرون بأرواحهم عبر الحدود؟!

 

* عن اى تعليم تتحدثون وجامعات الخرطوم وجوبا والجزيرة وسنار والنيلين والقضارف ونيالا تحولت إلى ثكنات عسكرية او ملاجئ او مقابر تحت الركام؟!

 

* عن أي طلاب تتحدثون، وقد نزح نحو 16 مليون سوداني من ديارهم، ولجأ أكثر من 3 ملايين إلى دول الجوار مثل مصر وتشاد ويوغندا وإثيوبيا وجنوب السودان؟!

 

* عن أي مستقبل تهذون و25 مليون سوداني مهددون بالمجاعة بينما أنتم منشغلون بإصدار القرارات العبثية من مكاتبكم المكيفة؟!

 

* ابحثوا ايها المجرمون عن حل لإيقاف الحرب وعودة السلام، بدلا عن ارغام الطلاب والمواطنين على العودة الى الجحيم والموت بالمسيرات والبراميل المتفجرة وقطع الرقاب والجوع والاوبئة والخوف ..!

 

* ولكنكم لا تفهمون، ولن تفهموا .. لأن كل ما يهمكم هو تثبيت كراسيكم فوق جماجم المواطنين ليتبختر فوقها زعيط ومعيط ونطاط الحيط وزعيم الجرذان وبهلوانات بورتسودان وود الحلمان ..!

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. سبحان الله الحرب فى عمها الثالث والناس فى احوال لا يعلمها الا الله وتعمل على تدبير امرها وياتى هذا بجرة قلم يلقى كل تعبها ورهقها , من اين ياتى بامثال هؤلاء , ياخى حتى الناس العندها شهادات عملت شنو لماذا كل هذا التعنت

  2. شكرا الرائع د.السراج كنت لمدة طويلة أفتش لكلمة أصف بها هذا المستوزر وأفعاله وانت اديتنا ليها مقشرة”مهرج التعليم العالي” …هذا المهرج لقي نفسه مركون بالجنبة في مكتب صغير في بور كيزان وقال أحسن ينفش ريشه فأصدر قراراته الهوحاء باعادة الجامعات الي المركز المدمر بالكامل والمعدوم الامن والخدمات وهو وعصابته لما أصدروا هذه القرارات في رأسهم هدف واحد فرض غرامات باهظة علي أي جامعة لم تستجب للقرار يعني الهدف دفع الاتاوة من تحت التربيزة وليس العودة وطبعا الجامعات الخاصة تعتبر منجم دهب له وللبرهان رئيس مجلس الجامعات يأتيهم حافزهم رغدا كل شهر …هل تعرف ان الملحق الثقافي بمصر لا يزال علي رأس ادارة التعليم الخاص التي تقوم بهذه بالجبايات ولا تدخل النظام المالي الحكومي وهناك تسجيل في الفيس مشهور لسيادة السفير هذا وده لقبه الحالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..