اليد الثالثة!!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
من كسر شيئًا في وطني فلن يكون سببا في إصلاحه ، من البؤس أن تعتمد على أداة صنعت للهدم وتستخدمها في الإعمار!!

وماحدث في الصالحة من جرائم في حق المدنيين الأبرياء بواسطة قوات الدعم السريع هو امتداد لسلسلة الجرائم المتتالية التي ترتكبها هذه القوات المتوحشة والتي كانت ولازالت تستخدم سهامها الطائشة و لاتقع إلا على رؤوس المواطنين
وبعد حصولها على اسلحة ومسيرات متطورة تصبح الدعم السريع، لاتكشف عن إسترداد عافيتها من جديد وحسب، ولكنها تؤكد أن “اليد الثالثة” للمحاور الإقليمية بدأت تتدخل مباشرة في الميدان العسكري بالسودان
فمؤتمر لندن الذي عُقد في ” 15 ابريل” حدثت فيه نقطة تحول سلبية خطيرة ، غفلها الحاضرون وهو وبالرغم من أنه قام رحسن النوايا على العمل على تقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع، لحثهم على العودة للتفاوض، واصدار بيان يدعو الي وقف اطلاق النار ، وأن دولا اختلفت على مسمى قيادة الدولة ” قيادة جيش ام حكومة السودان” الامر الذي دعا الي فشل المشاركون في اصدار بيان واحد، أي أن حلفاء البرهان تسببوا في عرقلة عملية السلام ووقف إطلاق النار
فنقطة التحول السلبي في المؤتمر هو انه ودون قصد عمل على إزاحة الستار لكشف وجه المحاور الإقليمية التي لها علاقة بالصراع في السودان والتي تقاطعت مصالحها في المؤتمر و”كشرت ” في وجه بعضها البعض ،ونقل المؤتمر خطة الدعم الإقليمي لطرفي الحرب من منطقة السر الي الجهر ، الأمر الذي انعكس فورا على الأرض !!
وكنا وفي يوم 16 ابريل أي بعدالمؤتمر بيوم ذكرنا في هذه الزاوية نصاً: ( إن الورقة التي أغفلها مؤتمر لندن ولم تضعها الدول في الحسبان والتي من الممكن أن تغيّر ملامح الحرب في أيام قادمات هي المتغيرات على الأرض، فإصرار طرفي الصراع على مواصلة الحرب مع زيادة رغبة التمدد لقوات الدعم السريع التي تلوح بإجتياح مدن جديدة مع حصولها على المزيد من الأسلحة والطيران، قد يشكل خطرا كبيرا على جسر الدبلوماسية الناعمة، مما يتسبب في حالة إنهيار لما تم تشيده من “سقف الحماية”. )!!
وقد حدث هذا بالفعل في أول إسبوع بعد المؤتمر وجاءت ردة الفعل عنيفة أمس الأول على الأرض وكأنها صوت إحتجاج على ماحدث في لندن واستخدمت الدعم السريع فيه السلاح للإنتقام من المدنيين بإعتبارهم أكثر الأطراف
التي يمثل الإعتداء عليها مصدر إزعاج للمجتمع الدولي!!
وزيارة البرهان الي مصر التي قال عنها إعلام الفلول أنها تناقش مع الرئيس المصري خطة الإعمار فهي بلاشك ستناقش مستجدات الأرض كأولوية قصوى فلو كان الإعداد لها من قبل يتصدره الحديث عن الإعمار فإن ماحدث على الأرض سيجعل الأجتماع يناقش “خطة الخراب” التي خلفتها مسيرات الدعم السريع في قاعدة وادي سيدنا ،وقيادة الجيش ومنشآت الكهرباء والطاقة، ومايترتب على تحليق المسيرات الجديدة في سماء العاصمة والمدن الآمنة من أضرار محتملة على حياة المواطنين وأمنهم
وهذه هي ” المتغيرات” على الأرض التي تخلط الأوراق السياسية وتغيير بوصلة إتجاه الحلول و تبدل الموازين!!
إذن وبعد ماحصلت الدعم السريع على مسيرات جديدة متطورة جعلت الصين على مقعد المساءلة والإتهام، هل ستقدم الدول الحليفة للجيش دعما جديدا وإن حدث فهل يعني أن” اليد الثالثة” ستنتقل من عملية “مناولة السلاح” الي الدخول الي الميدان مما يعني أن المرحلة الثانية هي حرب المحاور الدولية، التي ستواجه بعضها البعض على أرض السودان!!
فهذا المنعطف الخطير يجب أن تجنب فيه قيادة الطرفين البلاد والعباد من الوقوع في “هوة جُبه” فبدلا من دمار وطن مازال في أيديهم ، سيجدون انفسهم يمسكون بأيادي تعمل على ضياع وطنهم!! عندها لن يكون الفقد في الأرواح والممتلكات ولكنه سيكون فقد التراب والأرض التي يتعاركون فيها!!
لذلك فإن الدعوة للسلام امتثالا لرغبة الشعب خير من الدعوة للحرب إمتثالا لرغبة الحلفاء!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
قال الفريق البرهان نحن شعب مسالم لم نرفع السلاح على دولة من الدول ولم نعتدي علي شعب من الشعوب ، نعم لم يحدث هذا من الشعب السوداني ولن
ولكن حدث منكم الإعتداء على الشعب السوداني نفسه، وهو من أخطر انواع الخطيئة والجرم والوزر ، أن يقتل الحاكم شعبه!!