تغير تكتيكات الحرب يمهد لفصل جديد من الصراع في السودان

شهدت الحرب الدائرة في السودان تطورا نوعيا مع تكثيف قوات الدعم السريع ضرباتها لاستهداف منشآت مدنية وعسكرية للجيش على حساب إستراتيجية التقدم والسيطرة الجغرافية التي قادت إلى تقسيم السودان لمناطق يسيطر كل طرف على أجزء منها، قبل أن يستعيد الجيش توازنه ويقلب الكفة لصالحه مؤخرا.
ويشير الوضع الجديد إلى أن الصراع يتجه نحو مرحلة كسر عظام، واستهداف مصادر القوة العسكرية بدلاً من حرب الشوارع والعصابات التي طغت سابقا.
واستهدفت قوات الدعم السريع، في الأيام الأخيرة، مصفاة الجيلي النفطية لتكرير البترول في شمال الخرطوم، باستخدام الطائرات المسيّرة، واستهدفت محطة بربر التحويلية للكهرباء بولاية نهر النيل (شمال الخرطوم)، وضربت محطة عطبرة التحويلية بالولاية ذاتها للمرة الرابعة في غضون أسبوع، وهو ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق متفرقة من السودان، في ظل ضعف الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أن القوات المسلحة السودانية انتقلت من مرحلة الدفاع إلى الهجوم وأنه “لن يسمح بمسيّرات تستهدف المواقع المدنية والخدمية،” في إشارة إلى وقف هجمات الدعم السريع، ودعا المواطنين للتحلي بالصبر، وقال “في النهاية سنصل إلى مبتغانا ونحرر السودان شبرا شبرا.”
وتشير مواقف الطرفين المتنازعين إلى أن سباق التسليح بات على أشده، وأن الاعتماد لم يعد مرتكزا على جمع المستنفرين أو الاستعانة بالمرتزقة للمشاركة في العمليات القتالية، مع دخول الحرب عامها الثالث وتزايد الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، خاصة قوات الدعم السريع التي فقدت الآلاف من مقاتليها في المعارك الأخيرة التي خاضها الجيش في ولايات الوسط والشمال، ما يجعل التركيز على توظيف نقاط الضعف العسكرية واللعب عليها بحثا عن خلق أمر واقع عسكري جديد على الأرض.
ومكن تموضع قوات الدعم السريع في إقليم دارفور ذات الحدود المفتوحة على عدة دول وإعادة تشغيل مطار نيالا (جنوب دارفور) من جذب أكبر قدر من الأسلحة المتطورة لتعويض الخسائر، وهناك من يراهن على هذه العناصر في مواجهة تعنت الجيش في الذهاب إلى التفاوض، وثمة فرص مواتية لتغيير موازين القوى التي تميل لصالح الجيش، وهو أمر تكشفه طبيعة العمليات العسكرية التي أدت إلى شل قدرات سلاح الجو السوداني والدفاعات الجوية لصالح المسيّرات المتطورة التي اخترقت المجال الجوي في مناطق وولايات مختلفة مصحوبة بأجهزة تشويش ورادارات متطورة.
وتركز قوات الدعم السريع على استهداف محطات الكهرباء والوقود بهدف تفريغ المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش، ما يسهل من الانقضاض برا متى تسنح الفرصة لذلك.
ويواجه الجيش انتقادات جراء تراجع قدراته العسكرية لحماية هذه المنشآت الحيوية، حيث طالت الضربات قاعدة وادي سيدنا العسكرية، وهي أكبر قاعدة عسكرية جوية سودانية في شمال أم درمان.
وقال خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الإستراتيجية في السودان اللواء أمين إسماعيل مجذوب إن حديث قائد الجيش عن الانتقال من الدفاع إلى الهجوم يلبّي احتياجات القوات المسلحة في هذه المرحلة التي جرى فيها استهداف موارد السودان العسكرية والبشرية والبنى التحتية، وأن الجيش سيتجه لتغيير نوعية الأسلحة التي يحصل عليها واستيراد أجهزة تشويش هجومية وتغيير الاهتمامات الاستخباراتية.
وأضاف مجذوب في تصريح لـ”العرب” أن حديث البرهان عن التعامل العسكري مع المسيّرات وإنهاء خطرها يعني أن الجيش حصل على أنظمة تشويش جديدة ومنظومة دفاع جوي متقدمة يمكن أن تتعامل مع المسيّرات المتقدمة، ويعد ذلك مقدمة لتكون المعركة في المناطق المفتوحة وسوف يقود ذلك إلى إطالة أمد الحرب ويصبح الخيار العسكري هو الوحيد مع خفوت الخيارات التفاوضية.
وأشار إلى أن على الجيش جمع شتات الأزمة الحالية وإنهاء الحرب عبر الاتجاه للتفاوض وفقا لأسس تقود إلى تفكيك الميليشيات وتجريدها من سلاحها، وأن ما تقوم به قوات الدعم السريع الآن يرجع إلى معاناتها من مشكلات نقص الأفراد والمقاتلين وفقدان الكثير من المعدات والأسلحة التي تستخدمها في العمليات البرية وتتجه نحو المناطق المدنية والعسكرية لإحباط خطط الجيش نحو تكثيف الضغط عليها في إقليم دارفور.
وقال المستشار بقوات الدعم السريع الباشا طبيق في تدوينة له على موقع إكس إن الحرب دخلت مرحلة جديدة، وأن استهداف قاعدة وادي سيدنا العسكرية رسالة بذلك، والأيام المقبلة ستشهد ضربات موجعة لمواقع إستراتيجية للجيش والقوات المتحالفة معه، والهدف المقبل هو الوصول إلى بورتسودان.
ويتخذ الجيش السوداني من قاعدة وادي سيدنا التي تبعد نحو 22 كيلومتراً من مركز العاصمة الخرطوم، مركزاً رئيسياً لإدارة العمليات العسكرية في الحرب ضد قوات الدعم السريع، وتعد كبرى القواعد العسكرية للجيش السوداني، وبها أقدم المطارات العسكرية في البلاد.
واستهدفت قوات الدعم السريع بالطائرات المسيرة مؤخرا منشآت الكهرباء ومطارات ومخازن الوقود، في مدن دنقلا ومروي وعطبرة والدامر وشندي، بشمال البلاد، وهي مناطق بعيدة عن جبهات المواجهة.
وقال القيادي بتنسيقية “تقدم” كمال بولاد إن الحرب الآن تمضي في إطار جديد يختلف نسبيا عن طبيعة المعارك خلال العامين الماضيين وأن الملامح الرئيسية للصراع الحالي يتمثل في الاعتماد على أنظمة التشويش المتقدمة والطائرات المسيّرة وهي الأكثر تخريبا للبنى التحتية من المرحلة السابقة، مع توالي استهدافات مصادر الطاقة، وسوف تؤثر على إطالة أمد الحرب، كذلك فإنها تدمر البنية التحتية السودانية.
وأوضح بولاد في تصريح لـ”العرب” أن الأخطار التي تنتج عن إفرازات الحرب المستمرة لا يظهر معها أيّ ملامح للتفاوض أو وقف الحرب وأن المؤسسة العسكرية سيكون عليها البحث عن حلول باعتبارها الأكثر مسؤولية وارتباطا بمصالح المواطنين الذين يتضررون بشكل كبير من استهدافات عناصر الدعم السريع، ومن الممكن الانتقال إلى ملف التفاوض والاستفادة من تجربة منبر جدة وما توصل إليه من تفاهمات سابقة خاصة بعد النجاحات العسكرية التي حققها الجيش مع استعادة مدن إستراتيجية مثل سنار وود مدني والخرطوم، ويعد ذلك عامل قوة في التفاوض.
ولفت إلى أن المتضرر الرئيس من استمرار الحرب هو السودان الموحد وأن التعقيدات الحالية تصعّب مهمة حصر الدوافع الرئيسية للصراع، وأن عدم الاستماع لأصوات وضع البنادق وإحلال السلام يصب في صالح تطور سباقات التسلح التي تصب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة.
العرب
كل يوم يمر على هذه الحرب يتضرر المواطن ويزداد فقراً إلا من هم يستفيدون من استمرارها وعلى الجيش ان يبحث عن وقفها بالتفاوض المفضي لمصلحة الوطن ..سيأتي يوم نبحث فيه عن وقف الحرب ولا نستطيع
اللهم أوقف هذه الحرب وأخزي من اشعلها وشفي غيظنا ممن اشعلها اللهم ارينا يوم اسود كيوم عاد وثمود في جماعة للكيزان أنت ولي ذلك والقادر عليه اميييييييين.
مرحلة الدفاع دي كانت متين ؟ نحن غايتو شفنا مرخلة الانسخابات من المدن حين تركتوا المواطن يواجه المليشيا المجرمة بصدره العالي وهو اعزل من السلاح بل رفضت كل المناطق العسكرية تسليح المواطن الءي يتقن السلاح حتى يموت بشرف وهو يدافع عن عرضه وماله وممتلكاته تركتوا المواطن وتخليتم عنه تماما وتم قتل واغتصاب ونهب وشفشفة المواطن وطرده من بيته ده تصحيح فقطللمعلومة حتى لا يتم سواقة المواطن بالخلا لان الحصل للمواطن ده لن يعفىه لاحد كائن من كان جيش بلد ماكل كل ميزانية السودان ليدافع عن المواطن فتركه وتخلى عنه