مقالات وآراء

العائدون … وسرّ الصمت المقدّس!

حسن عبد الرضي الشيخ

 

يا لجمال العودة! ويا لرهبة الخطوة الأولى على تراب الوطن، بعد سنوات الغربة في مصر وغيرها! عدتم بخُطى وئيدة، وقلوب ترجف بالحنين، وعيون تترقب المجهول … ثم اعتصمتم بالصمت، كأنما وقعتم على سرّ خطير أو شهدتم ما لا يُروى!

 

أين أنتم يا أحباب؟! لقد انتظرنا قصصكم بفارغ الصبر، جلسنا نحدق في وجوهكم نبحث عن إجابات، عن ملامح الأمل، أو حتى خيبة الأمل، ولكن لا همس، لا همهمة، لا حتى تنهيدة عابرة!

 

عدتم … فقلنا : “بشرونا يا قوم! ماذا وجدتم؟ هل الوطن بخير؟ هل خبزنا صار طازجًا من غير طوابير؟ هل الماء يتدفق من الحنفيات بلا انقطاع؟ هل الأمن يحرسكم ليلاً ونهارًا؟ هل الكيزان تابوا؟ هل المليشيات أرسلت أسلحتها إلى متحف الذكريات؟”

 

لكن هيهات! لا قول ولا قيل. فقط ابتسامات خجولة، وصمت ينطق أكثر مما تقول الكلمات. كأنكم تحاولون ألا تبوحوا بخيبة العودة، لا لتجرحونا، بل لأنكم تجرّعتم الكأس الذي حذرناكم منه بأنفسكم.

 

نحن نعلم أن العودة ليست سهلة، وأن القلوب لها أسبابها، ولكن ما هكذا تورد التجارب يا رفاق. إن لم تنصحونا بالعودة، فحذرونا منها. إن لم تجدوا وطنًا كما تتمنون، فاحكوا لنا عن الأسباب. وإن وجدتم الخير، فحدثونا عنه لعلنا نلحق بكم.

 

صمتكم لا يفيد … فهو لا يحمي أحدًا، بل يترك الآخرين يتخبطون في ظنونهم، ويعيدون ارتكاب ذات الأخطاء. تكلموا، ولو بهمسة. فالحقيقة، وإن كانت موجعة، أرحم من الوهم الجميل.

 

عودوا بنا، لا إلى السودان، بل إلى الحوار. افتحوا صدوركم، وشاركونا تلك الرحلة، فنحن في النهاية … شركاؤكم في الحلم، والحسرة، والوطن.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يا عبد الرضي تصدق انا بديت اقتنع ان الكيزان ما غلطانين علي القحاحيط!! يا اخي هل معقول تكرر نفس المقال 7 مرات؟ يا اخي الانسان حر مش الماركسية بتاعت القحاحيط بتقول كده؟
    خلاص الناس حرين العايز يرجع يرجع والماعايز علي كيفو وانت امشي شوف ليك موضوع تاني اكتب فيهو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..