الثوب البالي!!

أطياف
صباح محمد الحسن
الثوب البالي!!

طيف أول :
قضت الحياة أن يأتي كل ماهو صحيح
بعد أن تنتهي طاقتنا مع كل ماهو خطأ !!

ولاتتعارض القرارات التي أصدرها الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي ، بتكليف دفع الله الحاج علي وزيرا لشؤون مجلس الوزراء و السفير عمر محمد أحمد صديق وزيراً للخارجية، لاتتعارض مع رغبة حلفاء البرهان في إزاحة الإخوان المسلمين من المشهد وذلك يعود لسببن أولهما : يأتي اعتراض هذه الدول على الكتائب الإسلامية في المسرح العسكري لإرتباطها بالتنظيمات الإرهابية، والعمل على تشويه صورة المؤسسة العسكرية وتتعارض مع خطها في القضاء على الإرهاب بكافة اشكاله وانواعه،. وليس لها علاقة بالفلول المنتفعين في سدة الحكم فكل الدول الداعمة للبرهان تعلم أن حكومته كيزانية منذ إنقلابه في 21 اكتوبر 2021، ولم تعترض هذه الدول على تعيين سفير ولا وزير إسلامي، بل ظلت تدعم وتستقبل كل سفراء الكيزان في بلادها وابوابها مشرعة لكل السابقين في حكومة البشير ، اذن تعيين وزير كيزاني هو أمر لايعني حلفاء البرهان في شيء
لكنه امر داخلي يكشف إرتهان الفريق عبد الفتاح البرهان ويؤكد علاقته بالقيادات الإسلامية اي أن البرهان نفسه عندما تساءل بقوله ( يقولون انه جيش الكيزان أين هم الكيزان) ، يضع الكيزان أمامه التوقيع على تعيين الرجلين ليجعلوا البرهان يجاوب على نفسه!!
وليأكدوا أن “قوة الداخل” التي تسيطر على الجنرال سياسيا وعسكريا وحدها كافية للإجابة
و”قوة الخارج” ما يهمها الآن فقط شكل الميدان ليبدو عسكري الملامح وهذه الغاية لن تتحق في ظل وجود قيادة إسلامية تفرض سيطرتها على الميدان مثلما تفرضها على البرهان فالحرب حربهم والميدان ميدانهم والبرهان برهانهم!! والسبب الثاني الذي يجعل هذه القرارات لاتتعارض مع رغبة الخارج في إبعاد الإسلاميين عن الميدان هو إن هذه الدول لايضيرها وجود الكيزان في الحكومة بل يفيدها لأنهم أكثر الذين يخدموا لها مصالحها ، فمنذ حكم البشير مرورا بحكم البرهان والإسلاميين، مصالح هذه الدول لم تتوقف ولم تتأثر لوجود “وزير كوز” لذلك وجوده لطالما لايعترض سير مصالح دولة فلن يكون لديها اعتراض عليه!!
وتعيين دفع الله الحاج وعمر الصديق لمنصبي مجلس الوزراء والخارجية ، هي قرارات تعود يصيغها على كرتي وليس البرهان فعمر الصديق عندما تم تعيينه سفيرا لجنوب افريقيا في 2013 تم ترشيحه من قبل على كرتي شخصيا لذلك هي
” علاقة قديمة” متجددة
لذلك ليس غريبا أن يعين البرهان وزيرا منتمي للحركة الإسلامية أو منتفع منها لأن صاحب القرار من القيادة الكيزانية لن يضع أمامه إلا المنتمين للتنظيم أو الناطقين بنعم!!
فتبادل المقاعد في الحكومة بإعفاء وتعيين الذين يتمتعون بالحماية من القيادات الإسلامية يؤكد أن البرهان يحاول فقط الحفاظ على ملء الفراغ التنفيذي الذي ظلت تعاني منه حكومته ” النطيحة” والفاقدة للشرعية ، فالبرهان نفسه يجلس على مقعد ليس مقعده ، لذلك تأتي كل تعيناته أمرا بالتكليف فقط لأنه ليس من حقه تشكيل حكومة معترف بها، وهو الأمر الذي عجز عنه منذ الإنقلاب، وكان ولازال غاية الحكم التي قتل بسببها عشرات الشباب من الثورة وعندما لم تتحق شرع في حربه لقتل ثلث الشعب السوداني ، ودمر كل البلاد
وتشكيل حكومة مع تصعيد خطاب إستمرار الحرب يحتاج مزيدا من الوقوف الصلب على الميدان عسكريا ، فالسماء التي تسيطر عليها المسيرات الآن تحتاج الي وضع فكرة وخطة عسكرية لا سياسية ، حتى عندما وعد البرهان الشعب بأن المسيرات ستتوقف ردت عليه الدعم السريع بضرب مدينتي بربر وكوستي، وهذا ماحذرنا منه أن تقطع وعدا هلاميا تكذبه الوقائع وتساءلنا يومها هنا ماهي الضمانات التي يقدمها البرهان للمواطن ام انها واحدة من الوعود التي يحلو ذكرها كالعادة عند الشعور بالعظمة بعد كل هتاف!!
لذلك من المهم إستعادة العافية العسكرية لا العافية السياسية لأن مايهم المواطن الآن هو وقف الحرب ليعود الي وطنه العودة الحقيقة الآمنة لا تلك التي يدعو لها الذين هم بالخارج ومازالوا يخشون التواجد بالخرطوم!!
فالخرطوم تبقى آمنة للمواطن عندما يتم بث اللايف من داخل الخرطوم بتيار كهربائي مستقر وبشبكة انترنت وأن لايكون الناشط لسانه يسبح بالعودة وقلبه خائف من هجوم عصابة نهب وسرقة ويخشى ان تمطر السماء عليه بالمسيرات في أي وقت.
وخلاصة القول إن تعيين وزير او سفير لايفيد المواطن في بلد محروق ولايفيد حكومة البرهان لأنه فعل لايتجاوز عملية الرتق لثوب بالي كان ولازال “غير لائق” لا بالداخل ولا بالخارج !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
#المجد_للساتك
التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني بإتهام حكومة السودان ضد الإمارات جاءت نتائجه من “٤٤ صفحة” أشار في الفقرة ” ٩٩” ( لم يتمكن فريق الخبراء من تأكيد نقل أي عتاد عسكري من ام جرس الي دارفور !! )
يذكر أن الفصل في الإتهام ستصدره المحكمة في يوم الاثنين المقبل
ولكن الا يكفي ” الجواب عنوانه”!!

الجريدة