مقالات وآراء

تحليل نفسي لشخصية البرهان !

زهير السراج

 

* لماذا يُصر (البرهان) على إنكار وجود الكيزان في السلطة، رغم أنه يسلمهم مفاتيح الدولة؟ لماذا يقف أمام الناس، يحلف ويُنكر، ثم يذهب ليُعين عددا من الكيزان المعروفين في أهم المناصب؟ ما الذي يدفع إنساناً عاقلاً إلى نفي ما هو واضح كالشمس … هل هو استفزاز؟ أم مرض؟ أم وهم مزمن؟!

 

 

* توجهت بتلك الاسئلة لأحد الاصدقاء من اساتذة علم النفس المرموقين (فضَّل عدم ذكر إسمه)، فجاءت اجابته كالتالي :

 

* من الناحية النفسية، يمكن تصنيف سلوك البرهان ضمن ما يُعرف بمتلازمة القيادة الوهمية أو “الزعامة الوهمية ” ـDelusional Leadership Syndrome ـ وهي حالة يصنع فيها الشخص لنفسه صورة ذهنية خيالية عن دوره ومكانته، وينفصل تدريجياً عن الواقع، حتى يتحول إلى كيان إسمي بلا سلطة حقيقية، لكنه يواصل التمثيل كأن شيئاً لم يكن. هذا النوع من القادة لا يتراجع، بل ينكر، ويكابر، ويختلق عالماً بديلاً.

 

* لنأخذ على سبيل المثال الرئيس العراقي السابق (صدام حسين) في أيامه الأخيرة، وهو يعلن النصر والعدو على أبواب بغداد، ثم يُقبض عليه وهو داخل حفرة! والرئيس الليبي السابق (معمر القذافي) حين كان يصيح في وجه الثورة “من أنتم؟”، وكأن البلاد ليست في حالة انهيار شامل، ثم ينتهي به الحال مُطَاردا ومقتولا في ماسورة مجاري!

 

* خطب الرئيسين السابقين لم تكن مجرد اقوال استعراضية، بل أعراضاً مرضية لاضطراب إدراكي عميق، يجعل صاحبه يفقد القدرة على تمييز الواقع من الخيال، والخطر من الأمان.

 

* البرهان – مِثلهم – يعيش في وهم الزعامة، خاصة مع الرؤية المنامية المزعومة لوالده، ويظن أن الناس ستصدقه بمجرد أن يكرر الكذبة بصوت مرتفع، وأن إعلامه المرتشي الكاذب قادر على تغطية الشمس، ولكنه يعلم في قرارة نفسه أن السيطرة الحقيقية ليست له، وأن الكيزان يحركونه كما يريدون، او ما يُعرف في علم النفس السياسي بـ”الدمية الرمزية” ـ Symbolic Puppet، وهي حالة يُستخدم فيها الشخص كواجهة يتستر وراءها الفاعلون الحقيقيون، دون أن يكون له أي قرار أو تأثير.

 

* الخطورة في هذه الحالة لا تكمن فقط في الإنكار، بل في التحلل الكامل من المسؤولية. فالرجل في حقيقة الامر يَعرف انه مجرد ناقل أو (مذيع رسمي) لما يُملى عليه، ثم يتظاهر بالزعامة في لقاء جماهيري مرتجل، ويُنكر كل ما فعله، وكأن الذاكرة الجمعية للشعب لا تحتوي على تجارب ولا صور ولا أسماء ولا قرارات!

 

* هذا النوع من الانفصال بين القول والفعل من سمات “التناقض المعرفي”ـ Cognitive Dissonance، حيث يحتفظ الشخص المختل بمعتقدين متناقضين في نفس الوقت، دون أن يشعر بالخلل النفسي الذي يصيب البشر الطبيعيين. يقول لك : لا كيزان، ثم يُعين (كوزاً) رئيساً للوزراء! لا وجود للإسلامويين، ثم يضع (كوز امنجي) في وزارة الخارجية، واحد قيادات قطاع التعليم بالمؤتمر الوطني المنحل في وزارة التربية والتعليم!

 

* يُعلِّمنا التاريخ ان من يفقد الصلة بالواقع مصيره السقوط. الكيزان أنفسهم لا يعترفون به كقائد، بل يستخدمونه كبوابة مرور لا أكثر، وسيتخلصون منه في اللحظة التي يستنفذ فيها اغراضه، تماماً كما فعلوا مع (البشير) عندما أصبح عبئاً عليهم، وتركوه يواجه مصيره لوحده.

 

* لقد عاش الشعب هذا المشهد من قبل، وحفظ تفاصيله، ولن تنطلي عليه مسرحية الزعيم الوهمي مرة أخرى، لأن الوعي الذي أسقط الطغاة، لن ينخدع بقناع، ولا بكلمات جوفاء من دمية ستفقد قريبا جدا الخيوط التي تحركها، ثم تهوي الى القاع كسابقاتها !

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. زلات ورغبات كثيرة تكسر عين الرجل وتجعله العوبة فى يد الغير .. الفساد على راسها .. الفساد ايا كان نوعه مالى إدارى او أخلاقى هو من يجعل الرجل مطية وأداة لتنفيذ رغبات الغير حتى وان كان غير مقتنع بها .. فى أحد مدن الشرق قدم اليهم ضابط إدارى نزيه , منضبط و شديد الصرامة فسلطوا عليه إحدى خضراء الدمن فغوته وحدس ما حدس فكسروا عينه بها ونالوا ما ارادوا .. هم الكيزان وهذه أخلاقهم يريسون ويتيسون !!!!

  2. يا دكتور .. حديث عبدالواحد محمد نور عن الرجل يؤكد انه يعاني من اعتلال نفسي حاد (سيكوبات) ، يقول عبدالواحد ( في احدى الايام تم اعتقال البرهان من فصيل دافوري مسلح فتوسّط عبدالواحد لطلاق سراحه فخرج البرهان من معتقله الذي لم يدم سوى يومين بعد ان اعفى عنه الفصيل، الا انه عاد بجنوده وعرباته المدرعه لحاضنة هذا الفصيل فقام بحرق قراهم وابادة اهالهم عن بكرة ابيهم دون رحمة، واضعاً عبدالواحد في موقف محرج امام اهله في دارفور ) !!!

    * يعَد الاعتلال النفسي اضطرابًا في الشخصية يتسم بالاستمرار في السلوك المعادي للمجتمع وضعف التعاطف والأنانية.

  3. يا زهير صدقني البرهان ده اتفه من أن تشغل نفسك بتحليل نفسيته.
    ركز مع المجرمين الكبار ناس كرتي وباقي الأوساخ.
    الانتماء إلى الجماعة المسيلمية عاهة نفسية وإعاقة ذهنية تنتهي بموت صاحبها.

  4. قيل، في الزمن الماضي لو توفرت المستشفيات العقلية، والاطباء النفسيين، والادوية العصبية، لما كان هناك انبياء، او من يدعون انهم المهدي،، ولو توفر لنا كل ذلك في سوداننا الحالي لما خرج علينا مثل الهالك نميري وقائد جيش المخانيث البرهان،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..