جبريل إبراهيم : من الثورة إلى السقوط في وحل الانتهازية

حسن عبد الرضي الشيخ
أشدُّ ما آلمنا في اللقاء الفاضح الذي أجراه المذيع أحمد طه مع د. جبريل إبراهيم على قناة الجزيرة مباشر، لم يكن فقط ما تفوّه به من مغالطات، بل ذلك الجحود السافر لثورة ديسمبر المجيدة؛ الثورة التي أعادته من منافي الخذلان والتشظّي، بعد أن أُغلقت في وجهه السبل، وهزمه نظام البشير بأذرعه المسلحة، وعلى رأسها “الدعم السريع” الذي أذاق حركته الهزائم تلو الهزائم.
جبريل، الذي ما كان ليحلم أن تطأ قدماه تراب الخرطوم لولا صمود الثوار وتضحياتهم الجسيمة، ها هو اليوم ينكر فضلهم ويسمّي ثورتهم العظيمة “انقلابًا”، بينما يمنح انقلاب البرهان – الذي أطاح بحكومة الثورة – وصف “الحركة التصحيحية”! أي درك هذا من الانحدار الأخلاقي؟ وأي خيانة هذه لذاكرة شعب قدّم أبناءه قرابين للحرية؟
لقد أعادته الثورة التي أسقطت نظام الإنقاذ الفاسد، فما كان منه – بلا خجل – إلا أن شدّ الرحال إلى بيت عرّاب ذلك النظام، حسن الترابي، لا ليشكر الثوار، بل ليجدّد ولاءه لأسياده القدامى، الذين سهّلوا له سابقًا السفر إلى اليابان، حيث نال دكتوراه تُثير أفعاله الشكوك حول استحقاقه لها؛ إذ ما من دكتور بحقٍّ يتورط في هذا الدرك من الانحطاط السياسي والأخلاقي.
ثم بالغ في إذلال الثورة التي رفعته وزيرًا للمالية، فشارك في انقلاب ٢٥ أكتوبر، مؤيدًا ما سُمِّي تهكمًا بـ”اعتصام الموز”، في مشهد عبثي لا يليق إلا بمسرحية رديئة، خالية من الشرف والكرامة.
ولم يكتفِ بذلك، بل أدار ظهره للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وسارع – بلا مواربة – إلى التواطؤ مع الكيزان في استعادة أموالهم وأصولهم المنهوبة، كمن يرتكب لا مجرد انقلاب سياسي، بل انقلابًا أخلاقيًا على مبادئ الثورة وأهداف الشارع.
واليوم، حين يُقصى ويُلفظ من ذات المركب الذي ساهم في تدشينه، لا نرى في ذلك ظلمًا، بل هو جزاء مستحقّ لمن خانوا شعوبهم وباعوا قضاياهم عند أول مفترق طرق.
جبريل الذي خان شعب دارفور – ذلك الشعب الذي لا يزال يعاني الإهمال في معسكرات النزوح لما يقارب الثلاثة عقود بسبب تمرّد الحركات المسلحة – لم يجلب لأهله إلا الحسرة والانتهاكات. حركات اتّخذت من اسم دارفور عنوانًا، بينما لم تمنح إنسانها إلا المزيد من الخذلان والدماء. وعندما زار جبريل دارفور، زارها برتلٍ من السيارات فاق عددها المئتي عربة، بينها المصفّحة، وكأنها غزوة لا زيارة! فأي إذلال لإنسان دارفور أفدح من هذا المشهد؟
أما في ولاية الجزيرة، فقد مارست حركة “العدل والمساواة” دور المخلّص، إذ دخل جبريل إبراهيم ود مدني بموكب مدجّج بعد انسحاب قوات الدعم السريع، مدّعيًا تحريرها بقوات الحركات التي يسمّونها “المشتركة”. هذه الخطوة جعلته خصمًا مباشرًا لميليشيا “درع السودان” بقيادة أبو عاقلة كيكل، الذي عاث فسادًا، هو الآخر، مرتين : أولاهما بتحالفه مع الدعم السريع، وثانيتهما بعد انسلاخه عنه، حين اجتاحت قواته مدني بعد الانسحاب، وارتكبت أبشع الانتهاكات بحق سكان الكنابي العُزّل الأبرياء.
فيا جبريل، لن تغسلك المقابلات، ولن تنقذك التصريحات المرتبكة، ولن تبرّئك الحسابات السياسية الضيّقة … لقد وقفت في الجانب الخاطئ من التاريخ، وها هو التاريخ يردّ لك الصاع صاعين.
قال: رئيس وزراء قال!!
يعترف جبريل بالهزيمة السياسية بقوله إن البرهان لم يستشره في تعيين “الكوز” دفع الله الحاج علي رئيسًا للوزراء.
هل من إهانة أكثر من ذلك؟
فعلا انتهازية يصعب تفسيرها .. مهما بلغ الأنسان من سوء فى الأخلاق و الدناءة وعدم الوفاء لا يمكن ان يصل لما وصل اليه جبريل ومناوى .. قد نجد العذر لتمبور والتوم هجو فهم سماسرة يبحثون عن موطء قدم سياسى يتكسبون منه .. اما جبريل ومناوى ظنهم شباب الثورة ابطال كفاح مسلح ورفاق تغيير بالفعل فأحتفوا بهم وتغنوا بأسمائهم إلا أن انكشف المستور وبانت حقيقة انتهازيتهم وفسادهم وتآمرهم على الثورة وحقدهم على رموزها عندما تحالفوا مع جنرالات الدم وبقية رهط الأنتهازيين من امثال عسكورى واردول والجاكومى وباقى فلول دولة الفساد والأستبداد و الأنقلاب على الثورة وتعطيل مسارها نحو التغيير !!!
ومنى كان لمرتزقة حركات النهب والسرقة المسلحة خلق او اخلاق بل كل الحركات بلا استثناء والتي جاوز تعدادها مائتان عصابة.
بعضهم يزعم انه سيحرر السودان من من؟ وتلك السفسطة الفارغة التي يزعم بها الكثير من مثقفي ما أطلقوا علية اسم الهامش كسفسطة جدلية الهامش والمركز ومقالات العنصري البغيض ماديو وغيرهم كثر وكثير جدا أمثال المدعو علي أحمد وهو نشط جدا في ذم الشمال والشماليين ومن المؤيدين للتشادي حميتي.
يا هذا ليس جبريل استثناءا بل هو صورة لكل مثقفي الغرابة العنصريون.
ولطالما سألت نفسي اذا كان الشماليون بهذه الدرجة من السخف والسوء فما الذي يجبركم على البقاء معهم للدرجة التي حملتم السلاح لماذا لا تفصلوا اقليمكم وهو اصلا لم ولن يكون جزءا من السودان.
الحل في منتهى البساطة لكي تنقشع عنهم سحابة التهميش وسيطرة الجلابة المعفنين على حد زعمهم عليهم أن يتنادوا ويتحدوا ويفصلوا ديارهم والغريب في الأمر أن اقليمهم غني جدا بالموارد الطبيعية بدءا من المياه والمعادن والطاقة البشرية ولا ينقصهم سوا ان يتعايشوا بسلام فيما بينهم ويبعدوا الجلابة المعفنين من بلادهم.
ونحن نقول لهم من سمى نفسه تحرير السودان حرر نفسك اولا واقليمك واتركنا نحن نهبا لدولة ٥٦ بالرغم من ان دولة ٥٦ نحن من سيهدمها لأنها ضمت إقليم دارفور وهو لم يكن أرضا لنا وقد كان دولة قائمة بذاتها
حركات دارفور حركات قبلية لاصلة لها بالوطنية ومن يرجو خيرا من اهل دارفور بالذات الزرقة فقد حاقت به الندامة ، زرقة دارفور ليس لهم عزم على أمر ولاصبرا على سيف من فاز بهم فقد فاز بالسهم الاخيب
الاستاذ الفاضل ود السودان البار حسن عبد الرضي المبجل والمحترم من الكل.!!!
أشد مايعجبني ويبهرني في كل ماتكتب هو وضوحك ومباشرتك وشفافيتك في التناول
ويتجلي ذلك بوضوح في تسمية الامور والنكرات والفلنقايات بمسمياتهم واسمائهم الحقيقيه دون مواربه او لف ودوران
كم فعلت في حالة الحقير الفاسد اللص والمحتال عديم الضمير والاخلاق فكي جبرين وهو مايفتقده غالب من يكتبون هذه الايام
في الشأن السوداني.