الاجتماع السري : كيف يرسم البرهان والسيسي خريطة القوة في وادي النيل ؟

حافظ يوسف حمودة
في توقيت بالغ الحساسية ، توجه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في زيارة طغت على أجندتها الطابع السري رغم العناوين البروتوكولية المعلنة . وبينما تتحدث التصريحات الرسمية عن تعزيز التعاون الثنائي وبحث سبل استعادة الاستقرار في السودان ، تكشف الكواليس عن أجندة أخطر وأوسع ، تحمل أبعاداً أمنية واستراتيجية تتجاوز حدود العلاقات الثنائية ، وتمتد لتعيد رسم معادلات القوة في وادي النيل والقرن الإفريقي .
في قلب النقاشات يدور تنسيق أمني عميق بين الجانبين ، مدفوعاً بمخاوف القاهرة المتزايدة من تحوّل السودان إلى ساحة مفتوحة أمام الفوضى والجماعات المسلحة العابرة للحدود ، مصر التي تنظر إلى أمن السودان كجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، تبدي استعدادها لدعم الجيش السوداني استخبارياً ولوجستياً ، لمنع تمدد الفوضى إلى حدودها الجنوبية ، وللحفاظ على استقرار البحر الأحمر الذي يمثل شرياناً استراتيجياً حيوياً .
ورغم غيابه عن التصريحات العلنية ، يحضر ملف سد النهضة بقوة خلف الأبواب المغلقة . فمصر والسودان يدركان أن استمرار التحركات الأحادية من جانب إثيوبيا يشكل تهديداً مباشراً لأمنهما المائي . وتتمحور المشاورات حول تثبيت خطوط حمراء جديدة تمنع أي عبث بحقوق البلدين المائية ، مع استعراض خيارات الرد السياسي والقانوني ، وربما خيارات أخرى غير معلنة ، في حال استمرار التعنت الإثيوبي .
أما الملف الأكثر حساسية ، فهو تصاعد نفوذ الإسلاميين داخل السودان ، مستغلين تحالفهم الظرفي مع الجيش لإعادة اختراق مفاصل الدولة المدنية والعسكرية . القاهرة ، التي تحمل ذاكرة استراتيجية مريرة مع تجربة الإسلاميين في الحكم ، تعتبر هذا التصاعد تهديداً مباشراً لاستقرار السودان والمنطقة بأسرها .
لكن القلق المصري لا يقتصر على هذا الجانب وحده ، بل يتزايد مع بوادر التماهي داخل بعض دوائر القرار السوداني مع المحور الإيراني-الروسي . هذا الانجراف المحتمل لا يهدد فقط توازن القوى في السودان ، بل يمتد ليخلخـل الأمن في البحر الأحمر ، ويعرض مصالح الملاحة الدولية للخطر المباشر ، التي تعتبرها مصر خطاً أحمر استراتيجياً .
علاوة على ذلك ، يهدد أي تقارب سوداني مع محاور معادية للغرب بتقويض العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية ، ويدفع السودان نحو عزلة دولية خانقة ، قد تعرقل جهود إعادة البناء والاستقرار .
من هنا تأتي رسائل القاهرة للبرهان حاسمة وواضحة : لا مجال للتساهل مع تمدد الإسلاميين المتطرفين ، ولا تفريط في ثوابت الانتماء العربي ، ولا سماح بانزلاق السودان نحو تحالفات تهدد أمن البحر الأحمر والأمن الإقليمي برمته .
بالتوازي مع ذلك ، يتواصل النقاش حول فرص إعادة الإعمار وتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال مشاريع الربط الكهربائي والاستثمار الزراعي والصناعي . غير أن القاهرة تربط هذه المشاريع الحيوية بضرورة تحقيق استقرار سياسي وأمني مستدام، بعيداً عن هيمنة أي تيار أيديولوجي قد يعيد السودان إلى دائرة الأزمات .
زيارة البرهان إلى القاهرة لم تكن مجرد مناسبة دبلوماسية عابرة ، بل اجتماع استراتيجي بالغ السرية والخطورة ، حيث تسعى القاهرة والخرطوم معاً إلى رسم حدود جديدة للنفوذ والتحالفات ، وتثبيت معادلة أمنية تضمن الاستقرار في وادي النيل لعقود قادمة .
وفي ظل التسارع المحموم للأحداث ، قد تكون التفاهمات التي يتم نسجها في الخفاء هي التي ستقرر شكل السودان ، بل وشكل الإقليم بأكمله ، في المستقبل القريب .
مازالت إدارة تحرير الراكوبة تمارس في لعبتها القذرة المكشوفة بتمرير بعض الردود على المقالات وحجب الردود التي لا تروق لها أو تعطيلها. أنبه إلى الاختراقات التي حدثت في إدارة الراكوبة بواسطة أمنجية الكيزان.
مصر دولة إستعمارية
منذ دخول إسماعيل باشا السودان غازيا
والسودان صار مستعمرة تابعة لمصر
ولمدة كم تاشر سنة المهدية إستقل بالسودان
لكن وين
المرة دي مشو جابو الإنجليز ومعاهم المدفع المكسيم الذي حصد أجدادنا الأبطال في كرري
ورجعو إستعمرونا تاني ورجعنا بوابين وصفرجية في قصور السادة في مصر
في ستة وخمسين الأنجليز طلعوا وخلوا ليهم البلد
سرحوا فينا إنقلابات عسكرية
كل إنقلاب يجيب عميل أكثر ركوعا وخضوعا من الذي
أتفرج في عمايل العميل الأخير البرهان
يؤدي التحية العسكرية للسيسي !!!!!!