وفزعت الغربان في بورتسودان ولا نبالي

معمر حسن محمد نور
لا نتوقع ممن لا يبالون بحياة البشر في سبيل تحقيق رؤيتهم ايا كانت صحتها او خطؤها ان تبالي بفزع غير الانسان. من يلحظ الفزع الذي يعتري الحيوانات الاليفة والمستأنسة جراء الانفجارات العنيفة من رعب، ينخلع قلبه اذا تذكر ما يحدث للابرياء من البشر. ما ان تم استهداف مطار بورتسودان بالمسيرات لليوم الثالث على التوالي، حتى نسي الحمام نومه وهجرت الغربان اوكارها . كل ذلك يعيد طرح السؤال الذي ظلنا نلح على طرحه لاكثر من عامين. حتى متى واي حدود لركوب الرأس، وكم ينبغي ان يقتل وكم من مليارات الدولارات علينا ان نخسرها قبل ان يرعوي مشعلو الحرب؟
انتقال الحرب الى بورتسودان ، تطور في غاية الخطورة وهو كما يقول بعض المراقبين يمثل الشوط الثاني. لم نعد نسمع بالثنائى و23و عربات الدفع الرباعي. لذا فلا مكان للشجاعة والفروسية ولا مجد للساتك او بنادق..
برز اسم جديد في الساحة وهو كتيبة المهام الاستراتيجية.(سارىس) للتحكم في حرب المسيرات وارتبط ايضا ربما بالمنظومات الدفاعية الجوية. اعلاميي الدعم السريع يبشرون لما يقرب من عام او يزيد بتطورات في الحرب .. ما ينبئ انها المقصودة والجديد انهم صنفوهم ككتائب البراء مساندة ولا تتبع للدعم السريع وان مولتها. لكن البعض ولدقة الاصابات وتنوعها ذهب الى انها من الخارج فمنهم من اتهم الامارات وآخرون ذهبوا الى دور اسرائيلي وامريكي في اطلاقها من بوصاصو الصومالية .. ولم يقتصر الحديث عن الدور الاسرائيلي على الجيش وحلفائه. فقد ذهب احد ابرز اعلاميي الدعم السريع والذي راج قبل فترة انه اعتقل في مطار القاهرة وهو الفاضل منصور في اليوم الاول ذات المنحى..
لكن الامر لم يعد مهما. المهم والمقلق والكارثي، اننا نشهد صراع الاقليم على ارضنا. فذهاب البرهان للجزائر التي تصفي حساباتها مع الامارات. فسر لجلب السلاخ. والامر قد وصل الى سحب السعودية والامارات لرعاياها. واستهداف المطار والمخزون الاستراتيجي للوقود، يعني ارتفاع التامين وبالتالي ارتفاع اسعار التذاكر كما حدث لتاركو وبدر. ويعني ازمة وقود ويعني انعدام السلع وارتفاع الاسعار. فالى متى يا هرلاء؟ .