مقالات وآراء

الحرب في السودان : استهداف المنشآت والبنية التحتية كأداة للإرهاب

صدى الوطن

ادم أبكر عيسي 

 

في خضم الصراعات المستمرة في السودان، يتجلى سلوك استهداف المنشآت والبنية التحتية كواحد من أكثر الأساليب جبنًا وعنفًا. تعكس هذه الأفعال مدى اليأس الذي يعيشه بعض الأطراف في النزاع، خاصةً المليشيات المدعومة من الخارج، والتي تسعى إلى تخويف الشعب السوداني وإحداث حالة من الفوضى. ومع عودة الطيران العالمي والبعثات الدبلوماسية إلى السودان، تبرز هذه التصرفات كعائق كبير أمام تحقيق السلام والاستقرار.

 

الاستهداف كوسيلة للضغط:

تتزايد حدة الهجمات على المنشآت الحيوية، حيث تم استهداف أهداف تابعة لقوات الدعم السريع في نيالا بواسطة سلاح الجو السوداني. وقد أسفرت هذه الهجمات عن خسائر فادحة، بما في ذلك مقتل عدد من الضباط والخبراء الأجانب الذين كانوا يعملون في أنظمة التشويش وإدارة الطيران المسير. هذه الأفعال ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل تمثل استراتيجية تهدف إلى تقويض أي أمل في الاستقرار.

 

التدخلات الخارجية وتأثيرها:

تتداخل السياسات الإقليمية والدولية مع الصراع السوداني، حيث تلعب دولة الإمارات دورًا بارزًا في دعم المليشيات المسلحة. استخدام قاعدة في أرض الصومال لإطلاق الطائرات المسيرة لاستهداف المنشآت في بورتسودان يمثل مثالاً صارخًا على كيفية استغلال النزاعات لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية. هذا التدخل يثير تساؤلات حول دور المجتمع الدولي في مواجهة هذا النوع من الإرهاب.

 

الصمت الدولي:

على الرغم من الفظائع التي يتعرض لها الشعب السوداني، يبقى صمت الضمير الإنساني العالمي مستمرًا. إن غياب الدعم الفعال من الدول العربية والأفريقية يعكس تأثير المال الإماراتي على السياسة الإقليمية، مما يجعل الأصوات التي تدعو إلى العدالة والسلام تتلاشى.

 

رغم كل التحديات والصعوبات، فإن الشعب السوداني مصمم على النضال من أجل حريته وكرامته. إن استعادة السيطرة على المناطق الحيوية والعودة إلى الحياة الطبيعية يمثل بداية جديدة نحو بناء دولة قوية ومستقرة. غدًا، سيظهر السودان كقوة لا يُستهان بها، قادرة على تجاوز الصعوبات وبناء مستقبل أفضل لأبنائه.

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..