مقالات وآراء سياسية

طه عثمان الحسين وعبدالغفار الشريف ….. عودة الابن الضال (العرجة لمراحها)

على احمد عبدالرحيم

 

كشفت الامارات المتحدة عن ان اجهزتها الامنية قد احبطت محاولة لتمرير اسلحة و عتاد عسكرى للقوات المسلحة السودانية. الهجوم استهدف بشكل اساسى صلاح قوش وبرهان وياسر العطا وبعض بطانتهم وحواريهم. شملت صحيفة اتهام النائب العام فى الامارات العديد من الاسماء الى جانب صلاح قوش منها عضو لجنة المعلمين و ممثل تجمع المهنيين الذى وقع الوثيقة الدستورية مع البرهان الاستاذ احمد ربيع. فى السابق لمح العديد من الناشطيين و الكاتب الى صلة احمد ربيع بصلاح قوش ودور كلاهما فى اجهاض الثورة لكن احمد ربيع تنقصه المهارة والخبرة للعمل فى تجارة السلاح وعقد صفقاته. لقد تم حشر اسمه قسرا ضمن هذه المجموعة لماذا ومن قام بذلك.

دور صلاح قوش ومحمد عطا فى التخطيط لهذه الحرب واطالة امدها حسمته السى اى ايه عندما فرضت عقوبات على كلاهما فى الشهور الاولى لاندلاع الحرب. لكن مثلما تواضع صلاح قوش فى نهايات حكم عمر البشير وبدأ يعمل على ابعاده من المشهد السياسى كجزء من خطة لتحقيق هبوط وسلس يضمن سيطرة الحركة الاسلامية بعد نهاية الانقاذ ادرك صلاح قوش ضرورة انهاء الحرب والتنازل عن بعض الاهداف والمأرب التى دفعت الحركة الاسلامية لاشعالها والعمل على تمددها واستمرارها فارسل نسيبه كمال عبد المعروف فى العام الفائت لاقناع قادة الضباط الاسلاميين بضرورة انهاء الحرب واكتفاء الاسلاميين بدور الشريك الداعم للبرهان وابعاد الدعم السريع من اى ترتيبات قادمة. لكن مقترحه جوبه بالرفض لانه يحرم الحركة الاسلامية من احكام سيطرتها على الكاملة الحكم ويحول دون تحقيق احلام وطموحات على عثمان فى حكم السودان. خطة الحركة الاسلامية تهدف الى قيام فترة انتقالية قصيرة لا تتجاوز العام يتحكم فى قراراتها وهياكلها و مؤسساءتها حكومة يكونها الجيش و الدعم السريع والحركات المسلحة الى جانب المليشيات القبلية والجهوية العديدة التى نشط فى تكوين جهاز امن الحركة الاسلامية مؤخرا. يتم خلالها الترتيب لانتخابات عامة كما ورد فى مفكرة بكراوى التى نشرها موقع مونتكارو. لنجاح هذا المخطط يجب ان يكون هناك اتفاق مع الدعم السريع حتى تضمن الحركة الاسلامية سيطرتها على الفترة الانتقالية ومكافاءة وحماية كوادرها المنضويين تحت الدعم السريع على دورهم فى اشعال الحرب واستمرارها. لذلك لم يكن مستغربا ان يصرح ابراهيم جابر بأن الدعم السريع ليس مليشيا لكن قوات نظامية تمردت على جيش وحذر على كرتى فى تصريح للراكوبة من تحول القوات المشتركة الى دعم سريع جديد والمح الى امكانية فصل دارفور كما صرح ولاول مرة ان على عثمان هو المرجعية للحركة الاسلامية. على كرتى يعتبر القوات المشتركة الخطر القادم ويتجاهل عشرات المليشيات القبلية التى تكونت فى الشرق والبطانة والشمالية لان القوات المشتركة هى التى تملك القوة والدافع لهزيمة الدعم السريع وتفكيكيه. لذلك توالت الهجمات على كوستى مستهدفة القوات المشتركة التى كانت فى طريقها الى دارفور. فى المقابل يسعى البرهان الى قيام فترة انتقالية طويلة تصل الى خمسة سنوات يرتب خلالها لحكم السودان ما تبقى من عمره. صلاح قوش والعديد من الكيزان الذين اتخذوا من مصر منفى لهم بارك وجهة البرهان على مضض بينما عمل سياسيين لهم ارتباطات سابقة بهم وبالبرهان على تكوين حاضنة سياسية وصياغة وثيقة دستورية تمكن البرهان من حكم البلاد على الاقل لخمسة سنوات قادمة.

فقد نشطت مجموعة اتخذت من القاهرة مقر لها فى صياغة و تكوين حاضنة جديدة للبرهان بمباركة المصريين وصلاح قوش تمهيدا لتكوين حكومة وطنية تسبعد الدعم السريع والوجوه القديمة والمعروفة للمؤتمر الوطنى وتضمن عدم محاسبة الكيزان وقيادة الجيش وجهاز امنه على جرائمهم السياسية او الاقتصادية والجنائية بما فيها فض الاعتصام. وقد عقد هذه المجموعات جولات وورش فى القاهرة وجنيف وغيرها. ابرز وانشط السياسيين والمدنيين فى هذه المجموعة امجد فريد واحمد ربيع ومبارك اردول. طرح هذه المجموعة يقطع الطريق على الحركة الاسلامية ويجهض طموحات قياداتها فى حكم السودان والهيمنة المطلق مع المحافظة على الدعم السريع كقوى عسكرية موازية للجيش لتأمين نظام حكمها. لذلك كثفت الحركة الاسلامية من هجومها على على امجد فريد مؤخرا وسعت لاغتيال شخصيته كما استهدفت فى السابق مبارك اردول واحمد ربيع. الهجوم على احمد ربيع وربطه بصلاح قوش فى الميديا الاماراتية هو جزء من حملة استهداف صلاح قوش وحرق احمد ربيع حتى لا تلقى دعوته لاعادة صياغة الوثيقة الدستورية تجاوبا وسط شباب الثورة والمهنيين. فى تسجيل نسب الى كرتى ونفاه لاحقا اوضح ان الحركة الاسلامية كانت تعمل على عزل البشير لكن المخطط فشل بسبب ضعف ابنعوف والطموح الكبير لصلاح. غض النظر عن صحة التصريحات المنسوبة لكرتى او عدمها فالهدف هو توصيل رسالة مفادها ان الحركة الاسلامية هى من سعت الى اسقاط البشير والتأكيد على دور قوش فى ذلك دون ذكر لاحمد ربيع او غيره.

يطرأ سؤال كيف تاتى للكيزان الوصول لاجهزة الدولة الاماراتية واثارة هذه الزوبعة الاعلامية. نسج ونشر الاسلاميين بمساعدة طه عثمان الحسين وعبدالغفار الشريف الذان تربطه صلة قوية بالدعم السريع واجهزة الامن الامارتية ولديهما ثار قديم مع صلاح قوش. فقد تداولت مجالس المدنية معلومات عن اتصالات بين طه عثمان الحسين وعرابه السابق ابراهيم احمد عمر بغرض استعادة الود القديم وعودة الاخير الى صفوف الحركة الاسلامية وخدمة مصالحها من خلف الكواليس. فكل من الحركة الاسلامية وطه عثمان الحسين وعبدالغفار الشريف يسعى الى ايجاد طوق نجاة للدعم السريع واقناع صغار الضباط فى الجيش السودانى والشعب السودانى بضرورة الوصول لاتفاق مع الدعم السريع ليكون جزء من ترتيبات الحكم والفترة الانتقالية ما بعد الحرب. فمثلما تسبب الضباط الاسلاميين فى ضرب متحركات الجيش فى بداية الحرب واعطاء احداثيات خاطىء لطيارى الجيش السودانى وقاموا بتسليم اليرموك والاحتياطى المركز ومدنى وسنجة فهم اليوم يعملون بمساعدة كتائب الاسلاميين على ضرب البنية التحتية ومحطات الكهرباء بالمسيرات حتى لا يرجع المواطنون الى مناطقهم وحتى تتمكن كتائب الحركة الاسلامية من استخدام المسيرات التجارية الرخيثة الثمن المعدلة محليا فهى تطير على علو منخفض ويمكن اسقاطها بكلاش متما تمت رؤيتها. لم يستخدم الدعم السريع المسيرات الا بعد ان سيطر على معسكر اليرموك وتحصل على المسيرات الموجودة هناك واستخدمها لضرب السلاح الطبى والمدرعات والقيادة العامة خلال شهر يونيو من العام 2023م. منذ ذلك الحين لم يستخدم الدعم السريع المسيرات الا لمماما فى الخرطوم فكانت المسيرة تضرب المدنيين والمنشاءت المدنية او تسعى وراء البرهان. فى البداية كان استخدام المسيرات فى الولايات الامنة الهدف منه اطلاق يد جهاز الامن بحجة وجود خلايا نائمة ومتعاونيين ليطبع وجوده وممارسته لاحقا اصبح الهدف هو منع عودة المواطنين الى مناطقهم بعد ان استلمها الجيش الملاحظ ان الاعلام يتحدث عن مسيرات استراتيجية لكن لم يسمى الشركة المنتجة لها او بلد المنشأ او نوع المسيرة لان معرفة ذلك كفيلة بكشف مصدر المسيرة والجهة التى استخدمتها ونصف القطر الذى انطلقت منه.

طه الحسين وعبدالغفار وراء الهجوم على قوش ومجموعته فى وسائل الاعلام الاماراتية، هم من سرب هذه المعلومات للاعلام الاماراتى بايحاء من الكيزان وابراهيم احمد عمر.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. خايب الرجاء والتعيس اتلموا علي المواطن السوداني الذي طردهم بسلميته من سلطتهم مجتمعين…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..